العراق ـ «القدس العربي»: بعد شد وجذب بين الحكومة المحلية والحكومة الاتحادية حول تسليح أبناء العشائر، وتعزيز القوات الحكومية المدافعة عن الرمادي مركز محافظة الأنبار، 100 كيلومترا غرب العاصمة، ونتيجة لخطورة الموقف في الرمادي، تلقت الحكومة المحلية هذه المرة خلاف غيرها استجابة سريعة من الحكومة الاتحادية تمثلت بإرسال عدد من الأفواج القتالية من وحدات الجيش والشرطة الاتحادية، في حين ما زالت مشاركة الحشد الشعبي مثار جدل الأوساط السياسية والعشائرية.
يرى المحلل السياسي مكي النزال من مدينة الفلوجة في تحليل خاص، ويقول لـ «القدس العربي»: إن الوضع في الرمادي وضع خاص، وإنّ الحكومة حاولت إسقاط ما جرى في تكريت على معركة الرمادي، وهي محاولة خاطئة لأن طرفي الصراع لا يجدان طريقهما للحسم التام مع التذكير بأنّ معركة الرمادي في حقيقتها مضى عليها قرابة عام ونصف». وحول واقع ما يجري هذه الساعات في الرمادي، يرى النزال أنه «من الواضح جداً أن اليد الطولى لغاية الآن هي لتنظيم الدولة الإسلامية الذي لا يبدو مستعجلا للحسم، إذا اقترن بتقديم المزيد من الخسائر، بل نراه يحقق مكاسب يومية بروية»، ويتساءل في ختام حديثه: «هل قوات الحشد الشعبي المترددة حتى الآن في دخول معركة الرمادي على استعداد للمشاركة في الأيام القادمة وتقديم مئات أو آلاف الضحايا؟».
وعن سير المعارك خلال الأيام القليلة الماضية، يقول مصدر إعلامي مقرب من تنظيم الدولة الإسلامية من داخل مدينة الرمادي، والذي رفض الكشف عن هويته في حديث خاص بـــ»القدس العربي»: بعد السيطرة على منطقة البو فراج الحيوية إلى الشمال الغربي من مركز المدينة، باتت مهمة السيطرة على المناطق المجاورة مثل مناطق تمركز الصحوات في البو محل والبو سودة مهمة سهلة، ومن ثم شنّ مقاتلو الدولة الإسلامية هجوماً على أهم معاقل الصحوات، والحشد الشعبي في الرمادي في منطقة الصوفية إلى الشرق من مركز الرمادي، حيث تمكنوا من إحداث فوضى في صفوف الصحوات والحشد الشعبي الذي فرَّ باتجاه قاعدة الحبانية، ثم توالت عمليات فرض السيطرة على مراكز الشرطة مثل مركزي شرطة الكرامة والنصر في حي الملعب ذو الأهمية الاستراتيجية.
ويضيف عن حقيقة الموقف العسكري: «هناك اشتباكات عنيفة تدور في الشوارع الرئيسية على مقربة من المربع الأمني مثل شارعي السينما والأطباء، ولا أستبعد سيطرة مقاتلي الدولة الإسلامية عليها خلال ساعات». وحول وصول تعزيزات عسكرية لإسناد القوات الحكومية والأخرى المدافعة عن المدينة يقول المصدر الإعلامي: «منذ يومين اعتمدت الدولة الإسلامية تكتيكاً يستهدف استنزاف القوات الحكومية والقوات المساندة لها، ومهما بلغت قوة التعزيزات الحكومية فإنها سوف لن تغير من معادلة سيطرة الدولة الإسلامية بشكل محكم على أكثر من ثمانين بالمائة من مجمل المناطق في مركز المدينة وما حولها».
رائد الحامد