مصر: الإقبال على الانضمام إلى «ائتلاف السيسي» يكرس المخاوف من «حزب وطني جديد» في البرلمان

حجم الخط
4

القاهرة ـ «القدس العربي»: منار عبد الفتاح أدى الإقبال الواسع على الإنضمام إلى التكتل البرلماني الجديد الذي شكلته قائمة «في حب مصر» تحت اسم «ائتلاف دعم الدولة» وهو المحسوب على الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى تكريس المخاوف من ان يتحول إلى «حزب أغلبية» على طريقة الحزب الوطني الحاكم في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك. وقالت مصادر مطلعة لـ«القدس العربي» ان القائمين على الائتلاف يبحثون في تغيير اسمه بعد ان ـثار انتقادات وانشقاقات واسعة داخل المعسكر المؤيد للسيسي. وأضافت ان «دعم الدولة» يعني ان غير المنضمين لا يدعمون الدولة، وهو ما أثار غضبهم. وأشارت إلى ان وجود اللواء سامح سيف اليزل، بتاريخه في المخابرات العامة، كرس شعورا بأن التكتل يمثل أجهزة الدولة.
ورفض حزب «المصريين الأحرار» صاحب الأكثرية في البرلمان الانضمام إلى الائتلاف، وقال الدكتور أيمن أبو العلا، سكرتير عام الحزب لـ» القدس العربي» «رفضنا الإنضمام لائتلاف دعم الدولة المصرية لوجود برنامج تشريعي خاص للحزب وأجندة تشريعية لدعم المواطن البسيط، ويرجع السبب أيضا لعدم وضوح البرنامج الخاص بالائتلاف وعدم وضوح أهدافه أيضا، ولا يمكن للحزب الانصياع وراء أي ائتلاف دون وضوح الأجندة الخاصة به».
وأكد «أنه لا يمكن التشكيك في وطنية أي شخص، ولا يمكن وصف الائتلاف باعتباره حزبا وطنيا جديدا في البرلمان الحالي» مشيرا إلى أن الائتلاف ليس وحده الذي يعمل على دعم المواطن المصري والدولة المصرية، وأن «جميع الأحزاب تهدف إلى إعلاء مصلحة الوطن والمواطن».
ويبدو ان غموض الأهداف الحقيقية من الائتلاف أثار شكوكا لدى آخرين، ومنهم قيادات في حزب الوفد العريق. وقال حسام الخولي، نائب رئيس الحزب وعضو هيئته العليا، لـ«القدس العربي» «لم تكن الأهداف الخاصة بإنشاء ائتلاف دعم الدولة المصرية واضحة، ومن المعروف عالميا أنه إذا تم إنشاء أي ائتلاف، سيكون هدفه الأساسي هو تشكيل الحكومة، ولكن وضح بعض قيادات ائتلاف دعم الدولة المصرية أنه لا توجد أي أطماع في تأسيس حكومة جديدة، وبالتالي لا يمكن التكهن بالأهداف الأساسية التي أنشئ من أجلها ائتلاف دعم الدولة المصرية».
وأشار إلى «أن الائتلاف حق أصيل لأي شخص يرغب في إنشائه، ولابد أن تكون لهذا الائتلاف أهداف واضحة للجميع، وعلى حزب الوفد عدم الإنضمام لأي ائتلاف لا نعلم جميعا أهدافه وخاصة أعضاء الحزب نفسه، ويجب علينا الاستمرار داخل البرلمان كهيئة برلمانية مستقلة».
وأعتبر الدكتور عمرو هاشم ربيع، نائب رئيس مركز الأهرام الاستراتيجية «أن التصريحات المتضاربة بين قائمة في حب مصر وباقي الأحزاب تشكك في مدى جدية تكوين إئتلاف دعم الدولة المصرية الذي تشكله قائمة في حب مصر داخل البرلمان، وضم حتى الآن 400 عضو».
كما طالب بضرورة وجود قائمة تضم جميع الأسماء المنضمة لائتلاف دعم الدولة المصرية وانتماءاتهم الحزبية، إضافة إلى موافقة رؤساء الأحزاب على ذلك، مؤكدا أن المعارضة في البرلمان الجديد لن تكون واضحة، لأسباب عدة أهمها عدم وجود حزب يمثل السلطة، موضحًا أن من الأفضل لقائمة في حب مصر أن تراهن على المستقلين، لأن الأحزاب لن تستغني عن انتماءاتها.
وأشار إلى «أن التكتل سينجح في حال عدم وجود تضارب بينه وبين الأحزاب السياسية، وأنه سيأخذ شكلًا تنظيميًا وستكون له قياداته ومتحدث باسمه».
وقال أكمل نجاتي، عضو الهيئة العليا لحزب مستقبل وطن، لـ«القدس العربي» «إن وثيقة ائتلاف دعم الدولة، تعد خرقاً للدستور والقانون، وإهانة للناخب المصري الذي انتخب مرشحاً معبراً عن حزب، لتأتي تلك الوثيقة وتنفي عنه الصفة الحزبية»، مشيرا إلى أن الوثيقة تعني أن الأحزاب لها توجهات سياسية ضد الشعب والوطن، لذلك يجرد الائتلاف نوابهم من صفتهم السياسية والحزبية، مؤكدا أن وثيقة ائتلاف دعم الدولة المصرية تشمل بنداً، ينص على تجرد النائب الموقع من أي إنتماء سياسي وحزبي».
وكانت قيادات ائتلاف «دعم الدولة المصرية» أعلنت عن انضمام أكثر من 400 نائب من المستقلين ونواب الأحزاب والقائمة، ووقع هؤلاء النواب على الوثيقة الخاصة بالائتلاف متجردين من انتماءاتهم الحزبية وميولهم الفكرية واتجاهاتهم السياسية في سبيل تحقيق أهداف الوثيقة، إعلاء لمصلحة الوطن والشعب، وتوضح الوثيقة أن ائتلاف دعم الدولة المصرية يعمل على تطبيق المبادئ والمقومات الأساسية للدستور، الذي توافق عليه المصريون في سبيل ترسيخ دعائم دولة حديثة أساسها العدل واحترام القانون وحماية الحقوق والحريات، سعياً لدور نيابي فعال من رقابة وتشريع.
وأعلن اللواء سامح سيف اليزل، منسق قائمة «في حب مصر» انضمام حزب الوفد إلى ائتلاف «دعم الدولة المصرية» بالإضافة إلى حزبي مستقبل وطن وحماة وطن.
وصرح بسام قابيل، عضو مجلس النواب، أن «هدف وجود تحالف مثل ائتلاف دعم الدولة المصرية، هو الحفاظ على المصلحة العامة للشارع المصري، للعمل في إطار جماعي لتحقيق الإستقرار السياسي، والبرلمان المقبل أمامه تحديات كبرى».
وقال الكاتب الصحافي مصطفى بكري، عضو قائمة «في حب مصر» وعضو مجلس النواب، في تصريحات «أن القائمة ستنتهي من تشكيل الائتلاف بشكله النهائي خلال أيام بعد توقيع جميع الأعضاء الذين تسعى لضمهم على وثيقة الائتلاف» مؤكدا «أن اللقاءات التي تجريها قيادات القائمة مع حزبي الوفد ومستقبل وطن هدفها توسيع ائتلاف دعم الدولة المصرية الذي تشكله القائمة تحت قبة البرلمان».
وفي الإطار نفسه، أكد المهندس حازم عمر، رئيس حزب الشعب الجمهوري، في تصريحات صحافية: «أن نواب الحزب وقعوا على وثيقة ائتلاف دعم الدولة المصرية الذي يشكله قائمة «في حب مصر» خلال الساعات الماضية ليصبحوا أعضاء رسميين في الائتلاف.
وأضاف «أن هذا الائتلاف مجرد تنسيق داخلي بين المرشحين فقط، ولن يسعى لتشكيل الحكومة، أو السيطرة على البرلمان، ولكنه ائتلاف يضم نوابا مستقلين وبعضهم من أحزاب مثل الوفد ومستقبل وطن وحماة وطن والشعب الجمهوري».
وكان الإعلامي تامر أمين، حذر مما وصفها بـ «فتنة» من المتوقع ظهورها قريبا، وقال: «إن بوادر تلك الفتنة ستكون بما يسمى ائتلاف دعم الدولة والذي أعلن عن تكوينه ممثلين عن قائمة في حب مصر» مشيرا إلى «أن ائتلاف دعم الدولة مكون من أحزاب وقوائم ومستقلين ووصل عدد الموقعين والمنضمين إليه قرابة 400 نائب ما يمثل ثلثي المجلس، المكون من 598 نائبا».
وأوضح: «اسم الائتلاف يمثل فكرة الإخوان المسلمين نفسها لأنه يعني ان كل من سيكون خارج الائتلاف غير داعم للدولة.. احتكار الدين جريمة، واحتكار الوطنية جريمة أيضا».
وأكد «أن هناك عددا من المواطنين قلقين من البرلمان، بعضهم يعتقد أنه سيؤدي إلى عدم استقرار، أو قد يصطدم بالرئيس عبد الفتاح أو قد يدعمه، وآخرين خائفين من اندساس الإخوان داخل البرلمان، أو عودة الحزب الوطني، مطالبا النواب بأن يزيلوا تلك التخوفات ويعملوا بشكل صحيح».
وفي غضون ذلك، أعلن أحمد مرتضى منصور، النائب البرلماني، في تصريح له «إن الوقت الحالي لا يحتاج إلى إنشاء تكتلات برلمانية تحت قبة مجلس النواب» معبرا عن تأييده لإجراء تنسيق بين النواب والقوى السياسية داخل البرلمان.
وأضاف «إن ائتلاف دعم الدولة المصرية يعد نفس فكرة الحزب الوطني وحزب الحرية والعدالة المنحلين داخل البرلمان» كما وصف أحمد مرتضى ، ائتلاف دعم الدولة المصرية بـ»المستفز» مؤكدا أن حزب المصريين الأحرار إذا دعاه للدخول فى هذا الائتلاف فسيستقيل من مجلس النواب.
وقال الفريق حسام خير الله، القيادى في قائمة التحالف الجمهوري للقوى الاجتماعية، في تصريحات صحافية له «ائتلاف دعم الدولة نعتبره أحلاما .. وبلاش الألفاظ الخادعة، يعني بقية الناس مش بتدعم الدولة، الأحزاب كلها بتدعم الدولة لكن في صور متعددة، مؤكدا «أن المعارضة في بعض المواقف تكون داعمة للدولة ولا يجب أن نخون أحد أو نقلل من قيمة أحد».
كما صرح شهاب وجيه، المتحدث الرسمي باسم حزب المصريين الأحرار، «إن حزبه يرفض الإنضمام لائتلاف دعم الدولة المصرية، ولن ينضم الحزب إلى الائتلاف» موضحا أنه «لم تحدث أي مفاوضات معنا، ولم نتلق أي اتصالات رسمية للانضمام لهذا الائتلاف».
وأضاف «للأسف البعض يفكر بالطريقة القديمة نفسها، ويسعى لأن يكون هناك حزب أو ائتلاف داخل البرلمان يرفع أعضاؤه أيديهم للتصويت بالموافقة على أي قانون». متابعًا: «كنا نتمنى أن نرى داخل مجلس النواب أحزابا لديها برامج مختلفة، وتتنافس لتنفيذها».
وحذر من تشكيل ائتلاف دعم الدولة المصرية، قائلًا: «هذه الطريقة سوف تؤدي إلى كارثة؛ لأننا سنكون أمام برلمان معظم أعضائه منضمون لائتلاف يحمل اسم «دعم الدولة» فلو حدث وتسبب هذا الائتلاف في أي أخطاء، سوف يغضب الشعب ضد الدولة بأكملها، والرئيس عبد الفتاح السيسي» مؤكدا على «ضرورة وجود تعددية داخل البرلمان، وأن يلتف الجميع حول الدولة، ويتنافسوا لمصلحة الوطن».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول شفاء النعيمي - كندا:

    اللهم فك أسر السيد الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي وكن له اللهم ولياً ونصيرا ! اللهم عليك بالظالمين المغتصبين فانهم لا يعجزونك.
    وحسبنا الله ونعم الوكيل !

  2. يقول أبو أشرف- ماليزيا:

    تحيا مصر

  3. يقول بشير:

    أن تكون تابعا لحزب يرأسه إنسان خير من تكون تابعا لجماعة يتحكمون بعباد الله باسم الله ولقد شهدت أوربا على هذا الشكل من الحكم أثناء تحكم رجال الدين في السياسة والنتيجة حرق للناس لإرهابهم ولكنهم لم يستطيعوا الاستمرار في تحكمهم وانهاروا لأن تصرفاتهم ضد الطبيعة البشرية وهذا ماحدث وسيحدث للإخوان إذا نجحوا في إعادة التاريخ ولن ينجحوا

  4. يقول يوسف:

    تعددت اسماء الاحزاب المشاركة في البرمان والممول لهم جميعا واحد وهدفهم واحد مساندة الانقلابيين وعدم التشويش على الزعيم الاوحد والملهم الاعظم ، برلمان مريح للنظام او هو جزء من النظام لا يسلمه ولا يظلمه ، وشعاره انصر نظامك الانقلابي ظالما وقاتلا وفاسدا وفاجرا .
    عندما يأتي كثير من الكتاب او المحللين على ذكر حزب الوفد يتبعه بعبارة العريق اي حزب الوفد العريق واتساءل هنا هل بقي هذا الحزب عريقا الحقيقة انه حزب منقرض في طريقه الى الافول ولا يستحق هذا الوصف .

إشترك في قائمتنا البريدية