مصر غاضبة من الإعلام البريطاني بسبب زيارة السيسي وأزمة السياحة

حجم الخط
2

لندن ـ «القدس العربي»: انشغلت وسائل الإعلام المصرية طوال الأيام الماضية في الهجوم على بريطانيا ووسائل إعلامها بسبب زيارة الرئيس المصري إلى بريطانيا التي قيمها الكثيرون بأنها كانت «فاشلة» وأن السيسي ووفده تعرضوا خلالها للإهانة، فيما حاولت وسائل الإعلام المصرية تصوير بريطانيا على أنها جزء من «المؤامرة الكونية» التي تتعرض لها مصر والتي تهدف إلى ضرب اقتصادها وقطاعها السياحي.
وخرجت العديد من الصحف والمجلات في مصر بعناوين عريضة تهاجم بريطانيا التي زارها السيسي قبل أيام، كما تهاجم وسائل الإعلام البريطانية التي تعتبر الأولى في العالم من حيث المتابعة وتتهمها بالتزوير والتلفيق، في الوقت الذي يتبين فيه أن صحيفة مصرية حكومية هي التي تكذب وليس وسائل الإعلام البريطانية، حيث أن تسجيل فيديو لواقعة معينة يبين بأن ما نشرته الصحيفة ليس سوى محض كذب وافتراء.

اتهام بريطانيا بالتآمر

وأطلت جريدة «المساء» واسعة الانتشار في مصر قبل أيام بمانشيت عريض على صفحتها الأولى يظهر فيه حذاء عسكري (بيادة) وهو يدوس على وسائل الإعلام في بريطانيا، وتحديداً وضعت تحت الحذاء أسماء الصحف البريطانية الرئيسية، واكتفت الصحيفة بالكتابة في عنوانها الرئيسي: (مصر.. ضد الكسر)، في إشارة إلى أن وسائل الإعلام البريطانية تتآمر على مصر وتريد كسرها.
و»المساء» هي صحيفة مسائية يومية تصدر عن مؤسسة دار التحرير، وهي حكومية، تصدر عدداً من الإصدارات الصحافية من بينها جريدة «الجمهورية» الحكومية واسعة الانتشار.
وهاجمت «المساء» الصحافة البريطانية متهمة اياها بالتآمر على مصر بسبب أنها ـ أي صحف بريطانيا ـ كشفت قصة نجاة طائرة ركاب بريطانية من صاروخ أطلقه الجيش المصري لدى هبوطها في مطار شرم الشيخ، في آب/أغسطس الماضي، الأمر الذي اعترفت به السلطات المصرية، معللة ذلك بقيام الجيش بتدريبات في تلك المنطقة، وأن الطائرة البريطانية كانت على علم بذلك.
وتناقل نشطاء عرب وغربيون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة الصحيفة التي تهاجم الإعلام البريطاني الذي يعتبر الأكثر مصداقية في العالم، والأوسع انتشاراً، والذي يحظى بمراقبة ومتابعة مختلف وكالات الأنباء في العالم.
ونقلت الصحيفة في تقريرها الذي يهاجم بريطانيا آراء عدد من خبراء الإعلام المصريين في كيفية الرد على الصحف البريطانية التي اتهمتها بأنها شنت هجوما على مصر، بعد حادث سقوط الطائرة الروسية، وأن هذه الحملة لم تستند إلى معلومات دقيقة، مشيرة إلى أن التحقيق ما زال قائما، وأنه ليس هناك تقرير نهائي بها.
ورأت الصحيفة أن هذا الأمر يتطلب الرد وفقا للمعلومات الصحيحة التي توصلت إليها التحقيقات، والتعامل بمنطقية وهدوء، التزاما بالسير علي نهج السيسي ذاته، الذي استعاد العلاقات مع الدول، قائلة إنه «يجب الرد بأسلوب راق ومحترم»، وهو ما لم تلتزم به الصحيفة نفسها فعليا.
ونقلت جريدة «المساء» عن أستاذة الإعلام السياسي في جامعة المنصورة، الدكتورة عايدة السخاوي، قولها إن على القاهرة إعداد استراتيجية للتعامل مع الصحف البريطانية المهاجمة لمصر، وكشف الجهات المالكة لهذه الصحف التي تلعب دورا كبيرا في توجيه سياستها من خلال تلك القنوات بهدف تدمير السياحة المصرية، والإطاحة بالاقتصاد، وفق تعبيرها.
ونقلت «المساء» عن نائب رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا وعميد كلية الإعلام في الجامعة، الدكتور فاروق أبوزيد، قوله إن الصحف البريطانية التي تهاجم مصر، سواء أكانت «الإندبندنت» أو «الدايلي ميل» أو «التليغراف» تتصرف وفقا لرأي حكومتها التي تعلق على حادث سقوط الطائرة الروسية بأن المعلومات المخابراتية لديها تؤكد تعرض الطائرة لحادث إرهابي، فقامت بجلب السياح من شرم الشيخ، وأيضا روسيا أعادت السياح، فكل هذه الأنباء ليست دقيقة أو منطقية.
أما أستاذ الإعلام السياسي في جامعة القاهرة، الدكتور صفوت العالم، فقال إنه ليس مطلوبا الرد بهجوم على هذه الصحف البريطانية المعروفة بامتلاك قطر والإخوان لها بأكثر من 50 في المئة من أسهمها، وفق زعمه.
وبينما اتهمت جريدة «المساء» جماعة الإخوان ودولة قطر بأنهم يمتلكون نصف وسائل الإعلام في بريطانيا، فان مجلة «البوابة» التي يديرها ويمتلكها الإعلامي المعروف عبد الرحيم علي والذي أصبح نائباً في برلمان السيسي، عنونت على صفحتها الأولى يوم الاثنين التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر 2015: «ذئب لندن.. كاميرون يدير المؤامرة ضد مصر».
وكتب علي في مقاله الافتتاحي «إن المعركة مع ذلك التحالف الأمريكي، تدار، على ثلاثة محاور رئيسية: الأول دحر الإرهاب متمثلًا في جماعة الإخوان وحلفائها، من خلال القضاء على جميع بؤره في سيناء وغيرها من الأماكن التي ينشط فيها، والثاني تحقيق الوحدة بين الشعب والجيش للتصدي بحزم لجميع المخططات الشيطانية للجناح الثاني، وأخيراً إفشال خطة الفوضى الأمريكية، أو محاولات رجال أمريكا إعادة عقارب الساعة في مصر للمربع رقم واحد».
ويقول علي: «يبدو أن الطابور الخامس، قد عاد من جديد إلى هوايته المفضلة، الصيد في الماء العكر، مستغلاً كارثة الطائرة الروسية المنكوبة، ومستبقًا- مثله مثل الأمريكان- جميع التحقيقات التي تجري بمعرفة خبراء من أكثر من خمس دول، معلناً أن هناك خللاً في نظام الحكم في مصر، يستوجب التوقف والتساؤل عند البعض، ويمضي عند آخرين إلى حد تقديم إجابات حول الأحوال الاقتصادية والاجتماعية والعملية السياسية برمتها في البلاد، ويصل عند آخرين إلى حدوده القصوى حيث الرفض الكامل لهذا النظام الذي يطلقون عليه نظام حكم الجنرالات».

ورطة جريدة حكومية

وتورطت أكبر صحف الحكومة في مصر بخطأ يصل إلى حد الفضيحة، حيث نشرت جريدة «الأهرام» الاوسع انتشاراً في مصر صورة لسائحة بريطانية تصرخ في وجه السفير البريطاني في مصر، وكتبت تحت الصورة التعليق التالي: «سائحة صاحت في السفير البريطاني: نحن نريد استكمال إجازتنا ولا نريد أن نغادر الآن». ولفتت الصحيفة إلى أن هذه الصورة هي أكبر دليل على استقرار الأوضاع في مصر، وأن ما يتم تداوله في الإعلام الغربي ليس صحيحاً.
لكن تسجيل فيديو منشور على «يوتيوب» للواقعة اطلعت عليه «القدس العربي» يظهر فيه السفير والسيدة البريطانية بالفعل وهي تصرخ في وجهه، لكنها قالت له: «نريد العودة إلى بلادنا» وخاطبت السفير الذي حضر إلى شرم الشيخ للإطمئنان على رعايا بلاده: «ما هي المشكلة؟ ما هي المشكلة الحقيقية؟ لماذا نحن متواجدون هنا؟».
وأضافت: «حدثت مشكلة أمنية صباح اليوم وأنت هنا حاليا لتعمل على حلها، فلماذا إذن نحن متواجدون هنا، بينما سافر بقية الناس إلى أوطانهم؟».
وصاحت في وجهه: «لقد قالوا لنا إن الطائرات البريطانية هبطت على مطار شرم الشيخ، فالحكومة المصرية لم تمنع هبوط الطائرات… نحن نريد العودة إلى بلادنا».
واستطردت «معنا تذاكرنا، والطائرات في المطار، ما هي المشكلة بالتحديد؟ لماذا تم منعنا من العودة لأوطاننا».
وحدثت الملاسنة بين السفير والمواطنة البريطانية بعد أن قيل أن السلطات المصرية منعت عدداً من الطائرات البريطانية التابعة لشركة «إيزي جت» من الهبوط في مطار شرم الشيخ لإجلاء السياح البريطانيين، ولاحقاً قالت «إيزي جت» إن طائراتها هبطت في قبرص لفترة من الوقت قبل أن يتم الـســـماح لها بالـــهــبوط في شرم الشــيخ والبدء باجلاء البريطانيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    الاعلام المصري الكاذب والمطبل للانقلاب – من يهتم به ؟
    فمنذ الستينات ومحطة صوت العرب تكذب وتحول الهزيمة الى نصر

    الاعلام الحر كان بزمن الرجل الحر الرئيس مرسي

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول سعيد الصفوري الناصرة اسرائيل:

    124 مليون طفل في العالم خارج مقاعد الدراسة .. 95% في الدول العربية والاسلامية !!!!!!!!!!!!!!

إشترك في قائمتنا البريدية