مصير مكة «الغامض» وهيكل سليمان… والوصاية الهاشمية

حجم الخط
20

قدّم اجتماع قمة التعاون الإسلامي في إسطنبول ردّين مهمين من قبل تركيا والأردن على قضيّة رئيسية هي الخطر الذي تتعرّض له مدينة القدس بعد نقل السفارة الأمريكية إليها، وعلى قضايا أخرى مهمة متعلّقة بها، ومنها مصير المقدّسات الإسلامية ككل (في حال استمرار التواطؤ العربي الجاري مع الأجندة السياسية لإدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في هذه المسألة) وقضية «الوصاية الهاشمية» على القدس ومقدساتها، إضافة إلى الأجندة الإسرائيلية المتطرفة التي تخطط لهدّ المسجد الحرام وبناء هيكل سليمان مكانه.
بطريقته الصريحة والحادة، أشار الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إلى العاقبة التي تنتظر العرب والمسلمين في حال استمرار التفريط الجاري بالمقدسات الفلسطينية، والضغوط على القيادتين الفلسطينية والأردنية، لتمرير المشاريع الأمريكية والإسرائيلية. ربط إردوغان بين مصيري القدس ومكة حين تحدث عن «مستقبل غامض» لمدينة الرسول في حال عدم القدرة عن الدفاع عن القدس بالقول: «إذا لم نستطع الدفاع عن القدس فلن نستطيع الدفاع عن مكة»، فمكة، «ليست مجرد مدينة، إنما هي رمز وامتحان وقبلة. إذا لم نتمكن من حماية قبلتنا الأولى فلن نستطيع التطلع لمستقبل قبلتنا الثانية في أمان»، وبدلا من الاتعاظ بهذا الكلام الصريح انهمك موالون للسلطات السعودية بالهجوم على إردوغان والدعوة لمقاطعة البضائع والسياحة التركية والتحذير من «الخطر التركي».
ترتكز فكرة «الوصاية الهاشمية» على التبعية القانونية للقدس والضفة الغربية للمملكة الأردنية الهاشمية عند احتلالهما عام 1967، فقد بقيت القدس والمقدسات تابعة للمملكة حسب قرار فك الارتباط القانوني والإداري، والأردنيون الذين لفحهم لهيب الهجمة الأمريكية وضغوط تحالف «دول الحصار» لسحب فكرة «الوصاية الهاشمية» من عمّان (عبر التغلغل السياسي والمالي في القدس) يحاولون عبر قنواتهم السياسية والدبلوماسية، ودعم حلفائهم، صد هذه الهجمة، وكان حضور الملك عبد الله الثاني رفقة أشقائه الأربعة لقمة إسطنبول إجراء رمزيّاً موفقا لدعم هذه الفكرة.
إضافة إلى الإجراءات السياسية والدبلوماسية والقانونية للدفاع عن القدس ومقدساتها، استخدم الأردن وتركيا المعاني الرمزيّة، عبر ربط إردوغان مصير مكة بالقدس، وعبر الحضور الهاشمي المكثف للملك الأردني وإخوته.
معروف طبعا أن فرض قرار نقل السفارة الأمريكية يتغذى من تركيب معقّد يجمع بين السياسة اليمينية المتطرفة وأجواء الصراع الدينيّ وتمثيلاته السياسية والرمزية الكبرى، التي تحاول استرضاء جمهور المسيحانية الصهيونية الأمريكية، لكنّ سفير الولايات المتحدة ديفيد فريدمان، فاق معلّمه ترامب في تكسير المحرّمات واحتقار العرب والمسلمين بقبوله أول أمس هدية من منظمة يهودية متطرّفة يظهر فيها هيكل سليمان مكان مسجد قبة الصخرة المشرفة، وهو ما يعتبر اشتراكا في التحريض على عمل إرهابي.
في إطار هذه القضايا السياسية ـ الدينية المتشابكة يتابع الفلسطينيون القبض على جمر قضيتهم الملتهب ويحاولون ابتكار أشكال جديدة دائمة لكفاحهم في وقت يرتبط فيه الدفاع عن الهوية مع الدفاع عن الأرض بشكل لا يمكن فكه أبدا.

مصير مكة «الغامض» وهيكل سليمان… والوصاية الهاشمية

رأي القدس

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود:

    ما يحصل الآن من تخاذل من بعض حكام العرب لقضية فلسطين المقدسة ما هو إلا الحلقات الأخيرة لمسلسل مؤامراتهم! ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول تونسي ابن الجمهورية:

    وادى عربة يلتقى مع 5.4 مليار دولار تبادل تجارى مع إسرائيل للدفاع عن القدس ووضعها القانونى ….كل شئ ممكن !!! ….تحيا تونس تحيا الجمهورية

    1. يقول عمار الشيخ المثنى - مصر:

      أول من دعا للتطبيع مع إسرائيل وقال بعدم جدوى حربها و مقاطعتها هو “الحبيب بورقيبة” …

    2. يقول تونسي ابن الجمهورية:

      @عمار : اولا من دعى لقبول التقسيم و قال الحقيقة للفلسطنيين بدون بيع اوهام و عنتريات فارغة… عندما كانت اغلبية القدس بما فيها الأقصى و قبة الصخرة و حائط المبكى و كنيسة القيامة و ….و…سنة 1965 و بكل شجاعة فى فلسطين نفسها و بالظبط فى خطابه التاريخى فى أريحا…هو الزعيم الراحل بورقيبة ….كان فى ذالك الوقت هناك من يبيع الأوهام العنتريات الفارغة إلى الفلسطنيين خصوصا و العرب عموما بقوله سوف يرمى اسرائيل فى البحر ….و بعد عامين ….كل فلسطين وقع ابتلاعها مع “بونيس” الجولان و سيناء …..و من وقع رميه الى المأسي و الملاجئ و مخيمات الموت هو الفلسطنيين ….ماذا لو وقع الاستماع إلى ذالك الرجل العظيم هل سيصبح الحال هو الحال اليوم ….؟ تحيا تونس تحيا الجمهورية

  3. يقول سوري:

    من سيردع اسرائيل في ظل هذا التردي العربي المشين الذي أوصلنا إليه الزعماء الأشاوس لأنظمة الخنوع والخيانة والفساد لأن همهم الوحيد ليس الحفاظ على الأوطان وإنما الحفاظ على الكراسي

  4. يقول ع.خ.ا.حسن:

    بسم الله الرحمن الرحيم. رأي القدس اليوم عنوانه(مصير مكة «الغامض» وهيكل سليمان… والوصاية الهاشمية)
    عندما يربط اردوغان مصير المسجد الحرام بمصير المسجد الاقصى تنبري الجهات العربية المتصهينة واعلامها المتهافت بالهجوم عليه، ووصفه باقذع الصفات؛ناسين الربط الرباني بهذ الخصوص (سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باكنا حوله )، وهذا الربط الرباني ميز الاقصى المبارك بمباركة ما حوله كذلك.
    فهل يعي مطبعو الخليج وحكام العرب الآخرين مع الاحتلال الإسرائيلي معنى هذا الرباط المقدس. ام ان الحرص على الكرسي واعتقاد حماية امريكا واسرائيل له من السقوط اعمى بصائرهم وابصارهم (فانها لا تعمى الابصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور). وهؤلاء المهرولون وراء الحماية الصهيوامريكية من ايران (كالمستجير من الرمضاء بالنار).وايران الصفوية الشيعية تمددت في جيرتها السنية تحت سمع وبصر وحتى مساندة الغدر والمكر والكيد الصهيوماسوني الصليبي اعلاه. ومن ضمن برنامج هذا التمدد الاطاحة بانظمة الخليج العمياء عن هذا الخطر ، والذي لن ينفع معه ترداد مقولة( اكلت يوم اكل الثور الابيض) . وعندما تصل ايران الى مكة والمدينة، فان مصير اصحاب العرش السعودي ربما سيكون اقسى من مصير الخليفة العباسي واهله وحاشيته الذين دبر لهم ابن العلقمي الشيعي مع الغزاة المغول الابادة ومن ضمنها وضع الخليفة في شوال مغلق وضربه بالنعال حتى الموت.
    واما الوصاية الهاشمية على مقدسات القدس فهي
    مجرد حماية معنوية لهذه المقدسات. والتي يريد ابن سلمان وابن زايد ان يمنحاها لاسرائيل انسجاما مع ترامب وسفيره في اسرائيل الذي( فاق معلّمه ترامب في تكسير المحرّمات واحتقار العرب والمسلمين بقبوله أول أمس هدية من منظمة يهودية متطرّفة يظهر فيها هيكل سليمان مكان مسجد قبة الصخرة المشرفة)

  5. يقول سامح //الأردن:

    *للأسف الوطن( العربي ) يمر بمرحلة
    انحطاط وخزي وعار قل مثلها ف التاريخ..؟!
    *زعماء فاشلون منافقون مضللون.
    *شعوب فقيرة جل همها توفير (لقمة العيش)..؟!
    *عدونا واضح جدا (إسرائيل وأمريكا)
    ومع ذلك يصر قادتنا على العكس
    ويكذبون على شعوبهم ويقولون لهم
    العدو هو(إيران وتركيا وقطر )..؟؟!!
    حسبنا الله ونعم الوكيل
    في كل حاكم فاسد فاجر (لا يخاف الله).
    سلام

    1. يقول سليم ياسين:

      أخي سامح: عصر الأنحطاط أنتهى، نحن الآن في عصر الأنهيار. من تسميهم قادتنا، هم عملاء لأسرائيل (أرجع إلى مذكرات غولدا مائير … وسترى أن أسرائيل هي من وظفتهم جميعهم)

  6. يقول Howard USA:

    الاخ المعلق الكروي داوود – من قال سواك اننا في المرحلة الاخيرة من مسلسل التخاذل والنفاق العربي وتدمير الذات من تصرفات الدول العربية اولا – اعتقد اننا سنرى مسلسلا جديدا للتفريط بكل ما لدينا ارضاء لاعدائناوربما من الصائب تسميته ” على المكشوف من صحراء الهفوف “

    1. يقول الكروي داود:

      أتوقع إنفجاراً ربيعياً من شعوب العرب قريباً يا عزيزي Howard USA – ولا حول ولا قوة الا بالله

  7. يقول عمار بن علي تونس:

    ليت أردوغان يقطع العلاقات الديبلوماسية مع إسرائيل ويسحب اعتراف تركيا بها…. كما فعل الخميني الذي حاربه كل العرب ولم تقف معه سوى سوريا…

  8. يقول يوسف//الأردن:

    ربط إردوغان بين مصيري القدس ومكة حين تحدث عن «مستقبل غامض» لمدينة الرسول في حال عدم القدرة عن الدفاع عن القدس بالقول: «إذا لم نستطع الدفاع عن القدس فلن نستطيع الدفاع عن مكة»، فمكة، «ليست مجرد مدينة، إنما هي رمز وامتحان وقبلة. إذا لم نتمكن من حماية قبلتنا الأولى فلن نستطيع التطلع لمستقبل قبلتنا الثانية في أمان»، وبدلا من الاتعاظ بهذا الكلام الصريح انهمك موالون للسلطات السعودية بالهجوم على إردوغان والدعوة لمقاطعة البضائع والسياحة التركية والتحذير من «الخطر التركي»……….. ماهذا السخف من حكام آل سعود !!!….

  9. يقول فادي / لبنان:

    لا قادة لدينا ولا رؤساء او ملوك
    من يريد العزة والكرامة اليوم
    فرط بها بالامس !
    الخطأ الاستراتيجي توقيع كل دولة
    معاهدة “سلام” ههه منفردة
    مع العدو دون التنبه لخطورة هذه الاتفاقيات !
    وها نحن اليوم نواجه هذا الخطر بشكل مأساوي
    وعجز تام وشلل كامل !
    الفرصة مؤاتية للاردن بالغاء اتفاق وادي عربة
    ورد الفعل لا يقلق بل العكس القلق سيكون في الضفة
    المقابلة اما بالنسبة لمصر اليها وعليها السلام !

  10. يقول عمار بن علي تونس:

    ليت أردوغان يقطع العلاقات الديبلوماسية مع إسرائيل ويسحب اعتراف تركيا بها….

1 2

إشترك في قائمتنا البريدية