مطالبة الأزهر بتطوير الخطاب الديني… وضرائب على السلع الواردة إلى بورسعيد

حجم الخط
0

القاهرة ـ «القدس العربي» من حسنين كروم: الموضوعات والأخبار الأهم في صحف أمس الاثنين 1 سبتمبر/ايلول بالنسبة لغالبية الناس كانت متابعة الحالة الأمنية والإعجاب باستمرار الشرطة في فرض القانون في شوارع وسط القاهرة، لضمان عدم عودة الباعة الجائلين. وتجميل الشوارع، واستمرار التحقيقات مع أمناء الشرطة المقبوض عليهم، وإلقاء القبض على عدد آخر من التراس الزمالك، قطعوا الطريق أمام محطة مترو الخط الثاني في البحوث بالدقي، واشتبكوا مع الشرطة وتقديمهم للنيابة، ويعتبر ذلك استمرارا لنجاح مخطط الوزارة في إنهاء أسطورة روابط الاولتراس وتحديهم للدولة والقانون.
ومن اخبار الصـــحـــف ايضا قيـــام وزير الداخــلــية اللـــواء محمد إبراهيم بزيارة مفاجئة لمحافظة المنوفية، وطلبه حسن التعامل مع الجمهور، بعد أن استعادت الشرطة ثقـــتها بـــهــا، وعدم التهاون مع أي مخطئ في الشرطة، كما لوحظ استخدام تعبير «تصفية» في مقــتـــل الإرهـــابي حازم حمدان أبو شتية، في شمال سيناء، المتورط في خطف الجنود السبعة أيام حـــكــم محمد مرسي وفي عمليات أخرى، وقتل شخص آخر معه اسمه مــحــمــد عــادل وفتاة من عائلته بعد اشتباكات في منزله، كما نشرت أكثــر من صورة له وهو مقتول، وهي رسالة واضحة من الجيش والشرطة.
وإعلان الحكومة أنها لن تتراجع عن تحصيل الضرائب على السلع الواردة الى بورسعيد، واستعدادات العام الدراسي الجديدة.. والإعلان عن عدم الموافقة على إقامة أي طالب من الإخوان المسلمين في المدن الجامعية، ومشاركة الرئيس السيسي في أعمال الدورة التثقيفية التي نظمها الجيش بعنوان «مصر والانطلاق نحو المستقبل»، ولوحظ استمراره في استخدام تعبير الغلابة والفقر والفقراء، وإعلان المركز المصري لبحوث الرأي العام «بصيرة» نتائج استطلاعه عن أداء الرئيس الذي حصل على نسبة تأييد وصلت إلى اثنين وثمانين في المئة.
وواصلت الصحف إبراز نتائج أعمال الحفر في قناة السويس الجديدة وإصدار شهادات استثمار قناة السويس، والذكرى الثامنة لوفاة الأديب صاحب جائزة نوبل نجيب محفوظ، والقبض على اثنين آخرين من أعضاء كتيبة حلوان المسلحة واعترافهما بتخزين الأسلحة في غرفة فوق أحد المساجد، والقبض على عصابة أخرى لبيع الكلي، وكذلك سعي أمريكا لتكوين تحالف دولي ضد الإرهاب. وإلى قليل.. قليل من كثير.. كثير عندنا:

الباعة المتجولون يسلمون
شوارعهم للحكومة بسعر التكلفة

ونبدأ بالظرفاء ومع كاتب «صوت الأمة» الساخر زميلنا محمد الرفاعي صاحب التعبيرات المتميزة التي تعيدنا إلى أجواء حوارينا القديمة وقوله:
«الغريب أن هؤلاء المغول الذين احتلوا الأرصفة أغلقوا الشوارع بالعوارض الحديدية، وكل واحد فيهم عامل قدامه فرح شيخ الغفر، عامود النور اللي جنبه، قد بدأوا يتعاملون مع حكومة حوش يا حواش على أساس الأمر الواقع ويطالبون بصكوك الملكية للشوارع التي احتلوها بوضع اليد، وأن يسمح لكل مغولي فيهم بسرقة التيار الكهربائي بما لا تتجاوز قيمته مئة جنيه في اليوم، وإذا كانت الحكومة عاوزة تسترد الشوارع منهم يبقى يدخلوا في مفاوضات غير مباشرة برعاية الأمم المتحدة، والأرض مقابل السلام، وممكن يدوها للحكومة بسعر التكلفة، نظرا لظروفها الهباب وتقسيط الثمن على عشر سنين مع الفوايد وفوقها كام رغيف عيش.
أخيرا قامت الحكومة بالتخلص من مأساة شوارع نص البلد وإزالة ذلك الورم القبيح الذي ظل ينمو في زمن الفوضى حتى صار بحجم القنبلة، عقبال بتوع القهاوي ويا ريت هؤلاء المغول يخلوا عندهم دم وما يخلوش الحكومة واخدة تعسيلة أو يتغسل شعرها على الترعة ويرجعوا تاني».

شعار المرحلة «إشتم أي حد
وشوه سمعته بعشرة آلاف جنيه»

أما ثاني الظرفاء فسيكون رجل الأعمال نجيب ساويرس وقوله يوم الأحد في مقاله الأسبوعي في جريدة «الأخبار»:»يتعرض الكثير من رجال الأعمال للابتزاز، خاصة من كان مثلي اللي في قلبه على لسانه لا يخاف قولة الحق ويجاهر بآرائه مهما كانت التبعات. ولما كان الأمر كذلك وبصفتي لا أتنازل عن حقي أبدا، أصبحت خبيرا قانونيا في قضايا السب والقذف وعلى أي من يحتاج لاستشارة قانونية مجانية في هذا المجال أن يتصل بي. الحكاية وما فيها أنه نتيجة لضغوط كبيرة مارسها إعلاميون وناشطون حقوقيون، بدعوى الحق في حرية الرأي والتعبير وعدم تقييد الصحافة، تم تعديل الباب السابع من قانون العقوبات المصري الخاص بجرائم السب والقذف، وتم إلغاء العقوبات المقيدة للحرية في جرائم النشر والاكتفاء بالغرامة المالية، مما يترتب عليه ما نراه الآن من ظاهرة الانفلات الإعلامي وانهيار لمعايير السلوك المهني ولمواثيق الشرف الصحافية والإعلامية وانطلاق وسائل الصحافة و الإعلام في حملات للتشهير والنيل من سمعة الشرفاء، من دون رادع أخلاقي أو عقاب مناسب وأصبح شعار المرحلة هو، «اشتم أي حد وشوه سمعته بعشرة آلاف جنيه»، لقد آن الأوان لوضع ميثاق شرف إعلامي ملزم بقواعد المهنة وأخلاقياتها، التي من أهمها تحري الدقة والتحلي بالموضوعية والنزاهة، وذلك للارتقاء بالأداء الإعلامي والخروج به من حالة التدني المهني والفوضى التي يمر بها حاليا، وإلى أن يتحقق ذلك فقد توصلت في النهاية مع الأسف إلى أنه ليس أمامي حاليا كي أخذ حقي إلا أن أشتم أي أكون أن الشاتم لمن شتمني وأدفع العشرة آلاف جنيه».

محمد حلمي: أنصح الفنانين
بعدم الخوض في الأحاديث الدينية

وطبعا سيكون نجيب قادرا على شتم الملايين لأنه قادر على دفع الغرامات كلها.. يا بخته. أما زميلنا وصديقنا الإخواني خفيف الظل محمد حلمي فقد قال في «المصريون»:»شاهدت فيديو لبلطجي قطع المتظاهرون أذنه بعد أن اعتدى عليهم بقسوة. كان واضحا أن البلطجي في حالة توهان ودهولة أغلب الظن أنها من جراء كوكتيل برشام وبانجو، إذ بدا ذلك من طريقة نطقه الثقيلة للكلام وبطء استجابته، لدرجة أنه رد على عدة أسئلة بإجابات لا علاقة لها بالسؤال! هذا البلطجي ذكرني بمسطول دخل في خناقة فقطعوا احدى أذنيه بعد انتهاء الشجار أخذ يبحث عن أذنه في الأرض بمشاركة الناس، أحد المواطنين عثر عليها فنفخ عنها التراب ثم قدمها للمسطول قائلا: هي دي ودنك؟.. قال له: لا التانية كان فيها سيجارة! وفي فقرة أخرى في صفحته في «المصريون» – المهروشة – قال: «أنصح الفنانين والفنانات بعدم الخوض في الأحاديث الدينية، لا سيما بعد أن بلغ عجنهم مداه في أمور دينية عديدة وبديهية كالفنانة التي قالت ذات مرة «ماما بتحج أربع مرات في السنة». والمذيع الذي قال إن مسؤولا كان يبكي والإمام يقرأ القرآن في صلاة الظهر علما بأن صلاة الظهر ليست جهرية، ناهيكم عن الذي قال والتي قالت أنا باعيط لما بسمع سورة طلع البدر علينا .. أتقدم بنصيحتي وتحذيري للفنانات بالذات، لأنني أخشي أن تتحدث فنانة عن زواجها فتصف مقدم الصداق بالعربون».

إحياء ذكرى راقصات الزمن الجميل

وهكذا فتح صديقنا حلمي أمامنا طريقا لمعركة لها صلة بالفنانات وهي برنامج المسابقات الدولية للرقص الشرقي، الذي أعلنت قناة القاهرة والناس عن بدئه من يوم الاثنين ـ أمس ـ بقيادة الراقصة والفنانة دينا، التي قالت في تحقيق نشرته «اليوم السابع» يوم الأحد وأعدته زميلتنا الجميلة هنا موسى وجاء فيه:»أول برنامج مسابقات للرقص الشرقي في مصر والعالم ويهدف إلى تصحيح المفاهيم الخاطئة عن الرقص الشرقي، وإحياء ذكرى راقصات الزمن الجميل مثل تحية كاريوكا وسامية جمال ونعيمة عاكف وبديعة مصابني. وتتكون لجنة التحكيم من النجمة الاستعراضية دينا والسيناريست تامر حبيب والفنانة فريال يوسف. وصرحت النجمة دينا بأنه عندما عرضت عليها فكرة البرنامج للمشاركة كعضو لجنة التحكيم لم تتردد في الموافقة ولم تخش ردود الفعل التي ربما تكون معارضة لفكرة تقديم برنامج لاكتشاف مواهب الرقص، إن من مزايا البرنامج أنه يشهد مشاركة راقصات من دول مختلفة، وأنها تتوقع أن يكون هناك مستقبل كبير لمواهب بأعينهن وسيصبحن نجمات في عالم الرقص. مشيرة إلى أن الجمهور سوف يعرف أن الرقص ليس مهنة سهلة، بل تتطلب جهدا كبيرا وتدريبات شاقة».

مسابقة الرقص ستخرج
مصر من عنق الزجاجة!

وأعجبت الفكرة زميلنا في «الأخبار» علاء عبد الهادي فقال عنها في اليوم نفسه مستبشرا بمستقبل مشرق لمصر:»أخيرا وبعد طول انتظار.. أخيرا وبعد تخبط دام لسنوات طويلة تاهت فيها مصر لم تستطع تحديد اتجاهاتها ودفعت فاتورة باهظة الثمن لهذا التخبط، أخيرا وجدت قناة «القاهرة والناس» ما سوف يجمع شمل المصريين رجالا ونساء وشبابا قبل «الشياب» بإطلاق برنامج «الراقصة»، وهو برنامج حسب التنويهات الكثيرة التي أطلقتها القناة سيكون الأضخم من نوعه لاكتشاف الدرر المكنونة في لعب الوسط وهز البطن وفن العري، بأدب المعروف باسم الدلع «البلي دانس». خلاص يا جماعة لا تقولي إخوان ولا سلفيين لا تقولي أزهر ولا كنيسة لا تحدثني عن مكارم الأخلاق والتربية والكلام اللي مالوش لزمة، نحن مجتمع رقاص بنحب الرقص والشهادة لله. قامت القناة بالاستعانة براقصة محترمة جدا لا تعرف في الدنيا غير الرقص، أي والله، لكي تشرف على المسابقة، لا وإيه تفرض على الراقصة غير الملتزمة بضوابط الرقص، شروط المسابقة القاسية، ولكن كله يهون من أجل نيل شرف لقب الراقصة الأولى، مبروك على مصر هذا البرنامج الذي سيساهم في خروجها من عنق الزجاجة اللي أتزنقنا فيها من ساعة ما جينا الدنيا».

الأزهر ينحني أمام السلفية

رغم استمرار تراجع الاهتمام بها لا تزال المعركة بسبب كتاب صحيح البخاري مستمرة، فقد نشرت «الأهرام» يوم الأربعاء للدكتور الشيخ محمد عبد الفضيل القوصي مقالا قال فيه، وهو غاضب مما اعتبره هجمة علمانية ضد البخاري والعلماء وضد الذين لم يعجبهم موقف الأزهر من إثبات عذاب القبر واتهموه بأنه خضع للسلفيين:»حين يتخذ الأزهر هذا المنهج السديد الأرجح، منتهيا إلى إثبات عذاب القبر ونعيمه، معتمدا على الأدلة الراجحة ومعتمدا أيضا على تضعيف وتوهين الأقوال المرجوحة التي تنفيه، سواء كان مأخذها العقل أو تأويل النقل، يتصايح المتصايحون ويا للعجب، بأن الأزهر قد انحنى أمام السلفية المدعاة، وانصاع لما تراه ولم يفعل ذلك إلا خشية ورهبا. فأين موقف الأزهر من قضية الإيمان والكفر، حيث الإيمان لديه هو التصديق القلبي الباطني مقارنا بموقف تلك السلفية المدعاة، التي تجعل أبواب الشرك مفتحة، وتجعل نواقص الإيمان شركا مفتوحا لا يكاد ينجو منه إلا الأقلون. ثم ماذا عن موقف الأزهر الرافض من قضية الطائفة الممتنعة التي أصلت لها مصادر تلك السلفية المدعاة، تلك القضية التي كانت بذرة الحنظل التي أثمرت الحصاد المر الذي نشهده اليوم إرهابا وترويعا ودماء وأشلاء، ثم وفي المقابل هل ينبغي على الفريق الآخر من التنويريين والحداثيين أن ينحني الأزهر أمام العاصفة في قضية ثابتة كهذه، فينفيها بعد أن اعمل مصادرها مبضع التمحيص والترجيح حتى انتهى به البحث إلى ما انتهى إليه من إثبات مشفوع بالدليل؟ هل ينفيها حتى يرضى عنه أولئك المترعون تنويرا وحداثة وما بعد حداثة ولن يرضوا؟».

الأزهر لن يخضع
لأي ابتزاز أو إرهاب

وفي عدد «الأهرام» نفسه شن أستاذ القانون الدولي في جامعة الأزهر الدكتور محمد هنا هجوما أشد عنفا بقوله فيه رابطا بين المتطرفين ومهاجمي البخاري:»لقد ابتلى الله البخاري صاحب أصح كتاب بعد كتاب الله وإمام الأئمة مالك ـ رضي الله عنه – بفتن حثالة من الناس حتى سجن وضرب وأخرج من دياره، وظل معتكفا عن الناس لا يشهد جمعة ولا جماعة ثلاث سنوات، ومن قبل نسبوا عبد الله بن الزبير إلى الرياء والنفاق، وكان لابن عباس نافع بن الأزرق يؤذيه أشد الأذى، ولسعد ابن أبي وقاص جهلة يؤذونه وهو المشهود له بالجنة، ومن بعد ضرب أبو حنيفة وابن حنبل ونفي الشافعي من أهل العراق إلى مصر، ورموا المعز بن عبد السلام، سلطان العلماء، بالكفر. وتاج الدين السبكي بالزندقة والقائمة تطول.
إن محاولة إرهاب الناس بالتشهير والتشنيع والتلفيق والشائعات، انتصارا لسياسة أو لحزب أو لأيديولوجية أو لرأي او طمعا في منصب على منصب أو رياء وسمعة، إنما هو إسفاف يجافي كل القيم والأخلاقيات، وسيظل الأزهر قلعة الأمة وحصنها الحصين في مواجهة أي انحراف ديني أو فكري أو ثقافي، ولن ينثني أو يلين أو يخضع لابتزاز أو إرهاب».

الإجبار على الدخول في الإسلام
يخالف تعاليم الدين الحقيقي

ويوم الخميس أراد زميلنا في «الأخبار» محمد الهواري القفز إلى دائرة المعركة معبرا عن عدم رضاه على أداء الأزهر فقال:»يبدو أن الأزهر الشريف لم يخرج بعد من آثار محنة الهجمة الشرسة للإخوان، حيث أنه لم يتصد بقوة لجماعات التطرف والتشدد والعنف، بعد تغلغل عوامل التشدد بين طلابه، خاصة في المعاهد الأزهرية، حيث يتم الآن تدريس أبواب الجهاد لطلابه، وكأننا في بداية الدعوة الإسلامية حتى فوجئنا بتنظيم «داعش» يريد فرض الجزية على أهل الكتاب ويجبر الناس على دخول الإسلام بالقوة، وهو ما يخالف تعاليم الدين الحقيقي. اننا نريد من الأزهر الشريف وعلمائه أن يجدوا لنا خطابا دينيا موحدا يعبر عن الإسلام الوسطي».
ولم يتوقع زميلنا محمد أن اقتراحه للأزهر سيلقى استجابة سريعة، كما أخبرته يوم السبت زميلتنا الرسامة الجميلة في مجلة «روز اليوسف» سحر بأنها كانت في أحد المكاتب في جامعة الأزهر وسمعت أستاذا يقول لزميله:
– أحنا لسه هنطور التعليم ونجدد الخطاب الديني ونعمل كتب أحنا أي ملحد نولع فيه على طول.

حفر القناة الجديدة
ينزع أراضي زراعية من أصحابها

وإلى المعارك والردود المتنوعة وأولها مشكلة نزع أراض زراعية من أصحابها في عملية حفر القناة الجديدة، التي قال عنها اللواء كامل الوزيري رئيس أركان حرب الهيئة الهندسية بالجيش، في حديث نشرته «الأخبار» يوم الثلاثاء الماضي وأجراه معه زميلنا تامر الدمرداش:»شكاوى بعض المزارعين شرق قناة السويس وتضررهم من أعمال الحفر الجارية بمشروع قناة السويس الجديدة ليس لها أي سند قانوني أو حق من حقوق التعويض، جميع من قاموا ببناء أو زراعة أراض على تلك الأراضي على دراية كاملة بعدم أحقيتهم في تعويضات مالية، فجميع تلك الأراضي تقع في زمام الأراضي الواقع ملكيتها لهيئة قناة السويس، جملة مساحتها تابعة لحرم القناة. ان القوات المسلحة بدأت بنفسها في نزع خمسة عشر ألف فدان من أراضيها تحتوي على زراعات مثمرة لصالح المشروع، للتأكيد على أن الأولوية للمشروع وإعلاء كلمة القانون. قبل إطلاق إشارة البدء للمشروع تم عقد عدد من اللقاءات بأهالي قرى التقدم والأبطال والعبور، وهي القرى الواقعة شرق قناة السويس، وتتبع إداريا مركز ومدينة القنطرة شرق، لتوضيح الصورة لبعض المزارعين التابعين لتلك القرى والذين قاموا بالتعدي بالبناء أو الزراعة في المناطق التي شملها الحفر.
وصرح مصدر بهيئة قناة السويس أن حرم القناة يصل الى ثلاثين كيلومترا بعمق الشرق، وتزيد في بعض المناطق إلى أربعين كيلومترا، وذلك بعد تعديل مرسوم وثيقة قناة السويس الذي أبرم في عهد الخديوي إسماعيل، أن زمام القناة تم احتسابه في الماضي للتوسعات المستقبلية وقناة السويس شهدت على مر زمانها عددا كبيرا من التوسعات بالمجرى القديم، بجانب إنشاء عدد من التفريعات التي ساهمت في زيادة عبور السفن والحاويات، ليصل عرض القناة في بعض المناطق إلى أربعمئة متر تحدها شرقا وغربا منطقة خدمات وطرق لصالح هيئة قناة السويس.
إن المشروع الجديد سوف يقوم بالتوسع شرقا بعمق خمسة عشر كيلومترا مما يعني الاستفادة من نصف المساحة المملوكة للهيئة».

تعويض أراض منتزعة
بأخرى شرق القناة

لكن في اليوم التالي الأربعاء نشرت الصحف أن كل من انتزعت أراضيهم لحساب المشروع سيتم تعويضهم بأراضي أخرى شرق القناة، وهي مملوكة أيضا لشركة قناة السويس، وما دامت بعمق أربعين كيلومترا فهذا معناه امتدادها من بداية الضفة الشرقية وحتى منطقة ممرات متلا والجدي الجبلية التي تشمل المنطقة أ وب في حجم التسليح حسب اتفاقية السلام مع إسرائيل.
ويثير ذلك قضية أخرى وهي ضرورة سرعة قوات الجيش الثاني الميداني وميدان عملياتها محافظة شمال سيناء وبورسعيد وقوات الشرطة في القضاء على العناصر الإرهابية تماما، حتى لا تكون قادرة على القيام بأي عمليات ضد المشروعات عندما تمتد إلى وسط سيناء والعريش، ومد خط السكة الحديد الذي سيخصص له نفق من بين الأنفاق الستة المقرر إنشاؤها».

العودة إلى إعلام الرأي الواحد

وانتقلت المعارك الى «المصريون» يوم الأحد بفضل صاحبنا القيادي السابق في الجماعة الإسلامية هشام النجار وقوله:»الغضب والرفض في مصر صارا يصنفان دائما على أنهما اخوانيان أو إسلاميان، تحت مظلة شحنات الصراع السياسي الحالية. هكذا تريح السلطة نفسها وتضع المحتجين والغاضبين في خانة «أليك» فهم ليسوا مواطنين عاديين تابعين لجمهورية مصر العربية الحرة المستقلة، انما مجموعة من المشاغبين الخارجين عن القانون التابعين لجمهورية الإخوان المنفصلة المارقة.
سكين صارت تشرع سريعا سياسيا وإعلاميا ضد كل من يقول لا، أو كل من يبدي رأيا حرا أو رفضا لسياسة او سلوك مشين، او يحاول الكشف عن تقصير أو فساد، هذا ما يقلقنا من حديث رئيس الجمهورية الدائم عن الإعلام الموجه والمصطف وراء الدولة لغاية واحدة، فهل معنى ذلك العودة إلى إعلام الرأي الواحد، وكل من يبدي رأيا مخــالـفــا فــهـو مارق يستحق الطرد والتهجير، لأنه لا يحب مصــر ومن لا يحــبها فليــلحـق بالإخوان بتركيا أو قطر، بل حتى في عهد جمال عبد الناصر لم يكن الأمر بهذه الصورة التي يروج لها، كان هناك معارضون وأصحــاب رأي مخالف، بل كرم عبد الناصر الكثيرين منهم عزيزي إبراهيم محلب ليس كل الغضب إخوانيا فالغضب لا يعرف الأيديولوجية ولا الأفكار فالغضب محله البطن».

العقاد لم يشكر
عبد الناصر على تكريمه

اييه.. اييه.. وهكذا ذكرني هشام بارك الله فيه بالذي كان يا ما كان في عهد خالد الذكر وسالف العصر والأوان، وهشام يقصد عملاق الأدب العربي عباس محمود العقاد، الذي كرمه خالد الذكر، بينما العقاد في كلمته رفض أن يشكره أو يذكر اسمه. كما كرم المرحوم خالد محمد خالد ودخل معه في مساجلة علنية نقلها التلفزيون والإذاعة عام 1962، هاجم فيها خالد نظام التنظيم الواحد وطالب بتعدد الأحزاب. وتقلد كثير من الإخوان المسلمين مناصب في عهده ووزارات أوقاف والأزهر وغيرها من المناصب، وكان المرحوم الشيخ الغزالي عضو مكتب الإرشاد «لجماعة الإخوان»، الذي انشق عنهم، رئيسا لقسم الدعوة بوزارة الأوقاف، وهو الذي أشرف على التقرير الذي تم وضعه بشأن رواية أولاد حارتنا لأديب نوبل المرحوم نجيب محفوظ، وكانت تنشر مسلسلة في «الأهرام» وبناء على التقرير تم منع نشر الرواية في مصر. وأيام خالد الذكر تولى صديقنا المرحوم الدكتور عبد العزيز كامل عضو مكتب الإرشاد منصب أمين الشؤون الدينية بالاتحاد الاشتراكي، ثم وزير الأوقاف والشيخ يوسف القرضاوي خرج من السجن عام 1955 إلى وزارة الأوقاف، واختاره الشيخ محمد الغزالي ليخلفه بمسجد الزمالك عام 1956، وتدخل المرحوم حسين الشافعي عضو مجلس قيادة ثورة 23 يوليو سنة 1952 ووزير الأوقاف وشؤون الأزهر لتحويل بعثته من ليبيا إلى قطر، ليساهم في إنشاء أول معهد ديني. وهكذا بإمكاني أن أعدد مئات الأمثلة التي أكتفي هشام بإجمالها في إشارة سريعة.
المعيار هو الأفعال
والوقائع وليس الاتهامات المرسلة

لولا أن زميلنا وصديقنا رئيس التحرير التنفيذي لـ»الشروق» عماد الدين حسين طلب في اليوم نفسه أن أترك له مساحة ليقول فيها إكمالا لما بدأه هشام فوافقت فقال:»مواطن مسيحي اختلف مع موظف مسلم في احدى الوزارات بشأن أمر عادي جدا، وطلب الموظف من المواطن استكمال الأوراق، لم يعجب الكلام المواطن الذي استطاع الوصول إلى الوزير نفسه واتهم الموظف بأنه إخواني ومتطرف ويريد تعطيل أوراقه، فقط لأنه مسيحي. الوزير اهتم بالأمر وحقق في المسألة شخصيا وأكتشف أن الموظف ليس إخوانيا ولا سلفيا وليس له في السياسة من الأساس.
أتفهم قيام وزارة الكهرباء بنقل بعض القيادات الاخوانية المعروفة من مناصب حساسة الى وظائف أخرى غير مرتبطة بالمعلومات، بسبب ما يقال عن دور لهم في العمليات التخريبية التي تتعرض لها بعض المنشآت من محولات وأبراج ومحطات، من دون أن يؤثر ذلك على الحقوق الوظيفية للمنقولين المشكوك فيهم. لكن السؤال هو: كيف يمكن حماية الأمن القومي، وفي الوقت نفسه هذه الحمى التي يستخدمها كثيرون للانتقام من أي شخص لا يعجبهم؟ مرة أخرى الإخوان خطر فعلي على الأمن القومي بسبب أفكارهم المتطرفة، لكن علينا ألا نظلم شخصا بريئا ونتهمه بأنه إخواني من دون دليل واضح ليكن المعيار هو الأفعال والوقائع وليس الاتهامات المرسلة. التوسع في هذه الأمور سيقود إلى كارثة جديدة لسنا في حاجة إليها».

الجيش المصري المؤسسة
الوحيدة القادرة على حماية مصر

ثم نترك «الشروق» إلى «التحرير» في اليوم نفسه لنكون مع زميلنا نبيل عمر وقوله في عموده ـ أوراق خاصة ـ عن عروض المصالحات التي يتقدم بها البعض:»يبدو أن البعض يتصور أن ثمة «خناقة» على الشريعة بين جماعة الإخوان ورئاسة الجمهورية، يمكن التوسط فيها بأن تتنازل الرئاسة قليلا عن موقفها الجاد من الجماعة وحزبها وقياداتها في السجون، وأن تتنازل الجماعة عن شروطها في عودة مرسي ومجلس الشعب والشورى وتعترف بالأمر الواقع، ثم يتفق الطرفان على إكساب الجماعة وحزبها شرعية قانونية وتعويض أهالي الضحايا الذين سقطوا في فض اعتصامي رابعة والنهضة، وعمل لجنة مشتركة تحقق في ما جرى.
هذا تصور ساذج ومخل فهو ينزع المجتمع المصري من المعادلة، ويتجاهل عمدا أن الصراع على السلطة لم يكن أصلا بين الجماعة والمؤسسة العسكرية، وإنما كان بين غالبية المجتمع المصري والجماعة، ودخل الجيش المصري لأنه المؤسسة الوحيدة القادرة على حماية مصر من التفسخ».

الديمقراطية ليست
الانتخابات بل العدالة والمساواة

لو كان باراك أوباما «امرأة» سوداء من الطبقة الفقيرة، فهل كانت ستصبح رئيسة الولايات المتحدة الأمريكية؟ هذا التساؤل تبدأ به الكاتبة نوال السعداوي مقالها في جريدة «المصري اليوم» عدد الاحد مستكملة حديثها بالقول:»صعد أوباما الى منصبه (رغم بشرته وأصوله الأفريقية)، لأنه حصل على تمويل ضخم (لحملته الانتخابية) من أثرياء وول ستريت وشركاتهم الكبرى، أصبح يمثل الطبقة الرأسمالية البيضاء فى البيت الأبيض، يدافع عن مصالحهم التي تخدم مصالحه، لم يصبح أوباما رئيس الدولة، لأن النظام الأمريكي أصبح ديمقراطيا بالمعنى الصحيح. الديمقراطية بالمعنى الصحيح ليست الانتخابات، بل العدالة والمساواة بين المواطنين بصرف النظر عن الطبقة أو الجنس أو الدين أو العرق أو لون البشرة. وهذا أمر لم يتحقق حتى اليوم في أي بلد في العالم، بما فيها الولايات المتحدة الأمريكية، كشفت المظاهرات الشعبية بولاية ميزوري خلال أغسطس/أب 2014، أن القيم العنصرية الطبقية الأبوية تسود الدولة والمجتمع الأمريكي. يمكن لقصة أو رواية واحدة أن تكشف عورات النظم الحاكمة عالمياً ومحلياً وعائلياً، أكثر من مئات البحوث الأكاديمية والمقالات السياسية، العالم ينوء بجرائم التفرقة بين البشر، رواية «بقعة الإنسان» (ذا هيومان ستين) كتبها روائي أمريكي هو فيليب روث عام 2000، تعتبر من أهم الأعمال الأدبية الكاشفة للقيم العنصرية المتغلغلة داخل المؤسسات الأمريكية، في الطبقات العليا والسفلى، في القضاء والتعليم والبوليس والجيش وأعمال الخدمة والجامعات الأكاديمية العليا. بطل الرواية كولن سيلك تجاوز السبعين، احتل منصب العميد في الجامعة إلى جانب أستاذ الأدب الإغريقى، ولد أبيض البشرة رغم جذوره الأفريقية، وتزوج امرأة بيضاء أنجبت له أولادا بيض البشرة، هكذا استطاع أن يخفي عن العالم جذوره الزنجية، من أجل صعود السلم الاجتماعي الأمريكي، والفوز بمزايا البشرة البيضاء. إنه يجسد الفلسفة الأمريكية البراغماتية الذكورية، يكاد يشبه بيل كلينتون في سلوكه الأخلاقي، يستغل امرأة فقيرة صغيرة السن تكاد تكون نصف عمره… فيليب روث، امتلك الصدق الفني والشجاعة الأدبية لتعرية النظام العنصري في بلده، الذي يحكم المؤسسات العسكرية والقضائية والتعليمية والأكاديمية والثقافية وغيرها، من خلال «قصة حب» تقوم على القهر والإحباط والاستغلال الطبقي الأبوي أكثر مما تقوم على الحب أو الجنس أو العاطفة… تجسد الرواية مآسي البشر، السود منهم والبيض، الفقراء والأغنياء، المثقفين والجهلاء، الرجال والنساء، الضحايا والجناة في آن، لا نملك إلا الإشفاق عليهم، ولا نوجه الإدانة إلا لنظام الحكم».

حسنين كروم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية