مطالبة السيسي بالاستغناء عن الوزراء ما دام يفهم في كل شيء… واستياء واسع من الإعلام

حجم الخط
6

القاهرة ـ «القدس العربي» : من أبرز ما نشر في الصحف المصرية الصادرة أمس الثلاثاء 13 أكتوبر/تشرين الأول أخبار المؤتمرات الانتخابية للمرشحين لانتخابات المرحلة الأولى لمجلس النواب، التي ستجري يومي الثامن عشر والتاسع عشر من الشهر الحالي.
واستمرار حزب «المصريين الأحرار» في نشر صفحات كاملة للدعاية لمرشحيه في الصحف لليوم الرابع على التوالي، كما واصل التلفزيون الحكومي دعوة المواطنين للمشاركة بقوة في التصويت، حتى لا يأتي برلمان مبارك أو الإخوان، ونشر لقطات عن تزوير الحزب الوطني للانتخابات، وصورة صديقنا صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني وهو يعلن الفوز الساحق في انتخابات 2010، وكذلك أحمد عز، ولقطات من مجلس 2011 وفيه الإخوان والسلفيون. وتواصلت الحملة التي توضح للمواطنين كيفية التصويت، بعد أن أعلنت الأغلبية الساحقة أنها لا تعرف كيف تختار الفردي والقائمة، وأوضحوا أن الناخب ستكون له ورقتان، الأولى للقائمة، وعليه أن يختار واحدة فقط وإلا سيبطل صوته. أما الثانية ففيها أسماء المرشحين على المقاعد الفردية، وعدد المطلوب انتخابهم من بينهم يختلف من دائرة لأخرى، فهناك دائرة مطلوب انتخاب اثنين، وأخرى مطلوب انتخاب ثلاثة، وعلى الناخب أن يختار العدد المطلوب من بين الأسماء الكثيرة المرشحة، فإذا اختار واحدا سيبطل صوته، وإذا اختار عددا أكثر من المطلوب سيبطل صوته أيضا، ورغم كل هذا الضجيج الإعلامي فإنه لا يوجد حماس لدى الأغلبية للانتخابات التي ستراقبها مئات المنظمات الأوروبية والأفريقية والعربية والمصرية والاتحاد الأوروبي. وأكد وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار أنه سيتم توفير الأمن للعملية، ونفى للصحافيين وجود أي نية للتصالح مع الإخوان.
وألغت محكمة النقض أحكاما بالإعدام على ستة من الإخوان المتهمين في مهاجمة قسم كرداسة وقتل المأمور ونائبه واثني عشر ضابط وجنديا. كما ألغت حكما آخر بالسجن المؤبد على اثنين من الإخوان في قضية قطع طريق القاهرة ـ قليوب، وقبلت محكمة الجنايات الاستشكال المقدم من علاء وجمال مبارك من استمرار حبسهما في قضية القصور الرئاسية، التي كان قد صدر الحكم عليهما وعلى والدهما الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بالسجن ثلاث سنوات وغرامة مئة وخمسة وعشرين مليون جنيه، لأنهما قضيا أكثر من ثلاث سنوات حبس احتياطي، ولم تتم تبرئة الثلاثة من القضية وبقيت أمام علاء وجمال قضية أخرى يحاكمان فيها، وهي التلاعب في البورصة. وواصلت الصحف تغطية الأحداث في سوريا وفلسطين. أما الموضوعات الأكثر اجتذابا للأغلبية فكانت ارتفاع الأسعار وأزمة الأهلي والزمالك.
وإلى بعض مما عندنا….

خطورة دواعش ليبيا على مصر

ونبدأ بأبرز ردود الأفعال على التدخل الروسي في سوريا، الذي يحظى بمتابعة واسعة وتأييد شعبي كبير، وكذلك من غالبية المثقفين على مختلف اتجاهاتهم، لدرجة أن زميلنا وصديقنا في «الأخبار» رئيس تحرير مجلة «آخر ساعة» الأسبق، المرشح لانتخابات مجلس النواب رفعت رشاد طالب يوم الاثنين بتعاون مماثل بين القوات المصرية والروسية لمهاجمة وضرب الإرهابيين في ليبيا حتى تستريح مصر من الخطورة التي سيشكلونها عليها في حالة هروبهم من سوريا إلى ليبيا وقال: «الضربات الروسية تؤكد على مبدأ المجال الحيوي للدول، فروسيا وهي دولة كبيرة وريثة دولة عظمى، يعلم قادتها أن ترك المشاكل بدون حلول للتحول إلى أزمات، أمر خطير يضر بمصالحها ومصالح حلفائها، وهو أمر يعيه القادة المصريون. لذلك يتحدث الرئيس السيسي تكرارا عن هذا المجال الحيوي الذي تشمله الإستراتيجية المصرية، جغرافيا وإقليميا، في المحيطين العربي والأفريقي، فالضربات الروسية مؤثرة لذلك قد يهرب الداعشيون بكثرة إلى ليبيا فيكون من المخطط له أن تمتد ضربات موجعة روسية ومصرية إلى داعش ليبيا لتأمين المجال الحيوي وإبعاد الخطر».

خالد رزق: أوقفوا انتخابات يشارك فيها الدواعش

أما زميله خالد رزق فإنه في عموده «مشوار» واصل هجومه على الدواعش في سوريا وأكد أنهم ليسوا في حاجة للهرب إلى ليبيا حتى تحتاج مصر إلى تعاون مع روسيا لمهاجمتهم لأنهم موجودون داخلها ويحملون جنسيتها، بل بعضهم يتقدم لانتخابات مجلس النواب لذلك قال محذرا الدولة منهم ووقف الانتخابات إلى أن يتم إبعادهم:
«هذه العصابات والتنظيمات، وبغباوة نحمد الله على أن قادتها جبلوا عليها، فضحوا ما بأنفسهم إذ أعلنوا وبلا مواربة عن دعمهم للعصابات والجماعات المسلحة من دواعش ونصرة وغير ذلك من مسميات، وإلى حد استنفار الناس ودعوتهم لجهاد مزعوم، ولأن المحصلة تفيد بأن السماح باستمرار هؤلاء بجماعاتهم وتنظيماتهم وأحزابهم في مشهدنا المجتمعي والسياسي معناه القبول بأن نؤوي بين ظهرانينا من يتهيئون لاقتناص لحظة ندير لهم الظهور فيوجهون لنا خناجرهم، أجدني مضطراً هذه المرة ليس فقط لأن أنبه وإنما لأن أدعو مؤسسات الدولة المصرية للاستيقاظ والفواق من سباتها، أوقفوا انتخابات تشارك فيها هذه العصابات، وحلوا تنظيماتها فليس لهذا الشعب الذي ائتمنكم أن يتحمل نتائج ضعف ولا غفلة أو تقصير».

لم يعد السوريون يثقون في نوايا طهران

وهو يشير هنا إلى «حزب النور» وجمعية الدعوة السلفية التي خرج منها، وفي عدد «الأخبار» ذاته تناول زميلنا وصديقنا المتحدث الرسمي باسم حزب التجمع اليساري نبيل زكي أسباب استعانة الأسد بالروس، بعد أن ضاق ذرعا بالإيرانيين ومحاولتهم السيطرة على سوريا فقال: «هناك شعور بالغضب لدى الأسد ومن يحيطون به إزاء عجرفة الإيرانيين، الذين يعاملون سوريا كما لو كانت مستعمرة تابعة لهم، ولم يعد السوريون يثقون في نوايا طهران، فالحرس الثوري الإيراني يتولي التخطيط والتنفيذ لمهام وعمليات حيوية، ما جعله مسؤولا عن التفاصيل، ولما كان هذا الحرس يمثل داخل إيران دولة داخل الدولة، ولا يخضع لأي سلطة سوى سلطة المرشد الأعلى، علي خامنئي، من هنا أصبحت تحركات وأهداف الحرس تتجاوز مجرد حماية النظام السوري. ويكفي التذكير بما صرح به في عام 2013 حجة الإسلام مهدي طائب وهو أحد مخططي التدخل الإيراني في سوريا، «بأن سوريا هي المحافظة رقم 35 الإيرانية وهي محافظة إستراتيجية بالنسبة لنا»، وعن طريق استخدام طرق متنوعة تعزز إيران وجودها وتدعم مواقعها في سوريا بواسطة تشكيل ميليشيات إلى جانب الجيش السوري النظامي، تساهم في فقدان الدولة للسيطرة على مناطق على الأرض السورية، كما يجري افتتاح أعداد متزايدة من الحسينيات (مراكز تلقين ديني شيعية) لتحويل السنة والعلويين أيضا إلى شيعة أقحاح! وكل ذلك يجري رغم ضيق ومخاوف العلويين السوريين الذين شرعوا في الشكوى على صفحات الفيسبوك: وتزايد الامتعاض لدى افتتاح مسجد شيعي في اللاذقية، عندما أعلن إمام المسجد أمام المصلين قائلا: «إننا لا نحتاجكم وإنما نحتاج إلى أطفالكم وأحفادكم!»، والواضح أنه يحتاج إلى تنشئة جيل جديد ينتمي إلى إيران، كذلك لوحظ قيام إيرانيين بشراء أراض وعقارات في دمشق بما في ذلك الحي اليهودي القديم بأكمله. إذن فإن الإيرانيين يتدخلون في شؤون فكرية ودينية ومحلية. أما الروس فإنهم لا يفعلون ذلك حيث أن الانتماء المذهبي بعيد عن اهتمامهم وهذا هو أحد أسباب قرار الأسد بالاعتماد على روسيا، وهذا لا يمنع من استمرار العلاقة مع إيران ولكن في سياق وإطار مختلف».

تحالف أمريكا افتقد الشرعية
بانتهاكه سيادة دولة مستقلة

وإلى «الوفد» حيث أيدت زميلتنا الجميلة سناء السعيد ما قاله نبيل عن الروس بقولها:
«روسيا في تحركاتها التزمت بالشرعية، فلم تدخل عنوة وإنما جاء تدخلها بطلب من الحكومة السورية الشرعية، وهو ما لم تفعله أمريكا والغرب المريض، فلقد وضعوا شرط إذعان مسبق يطالب بتنحية النظام في سوريا، بالإضافة إلى أن دخولهم المعترك غير الشرعي تم من دون تفويض من الأمم المتحدة، كما أنهم لم يحاربوا «داعش» كما ادعوا، وإنما على العكس قاموا بدعمه لهذا كله افتقد تحالف أمريكا الشرعية عندما انتهك سيادة دولة مستقلة، وجاء من دون تفويض من مجلس الأمن، ومن دون موافقة مسبقة من الحكومة الشرعية في سوريا».

قوميون عرب يهللون للاحتلالين الإيراني والروسي

أما لو توجهنا إلى «أهرام» يوم الاثنين نفسه فسنجد زميلنا وصديقنا الدكتور وحيد عبد المجيد غاضب أشد الغضب الذي عبر عنه بقوله في عموده اليومي «اجتهادات»: «لم تعد القومية العربية بعد رحيل جمال عبد الناصر سوى شعار فارغ ،يؤمن به البعض إيماناً حقيقياً، من دون أن يعرف له معنى في واقع صار مناقضاً له، ويمتطيه آخرون للحصول على مكاسب ويبيعونه مع أنفسهم لحاكم يدفع نقداً، أو بواسطة الشيكات، أو من خلال الكوبونات النفطية، ولذلك فليس غريباً أن يدافع بعض من يمتطون شعار القومية العربية اليوم عن تكريس احتلال إيران لمساحة من أرض سوريا العربية، وتحرك روسيا لدعم هذا الاحتلال والمشاركة فيه والحصول على ما تراه نصيبها من الغنيمة. وبعكس الموقف الطبيعي جدا الذي يفترض أن يتخذه أي عربي يؤمن بعروبته، ناهيك عن أن يكون قومياً عربياً مؤدلجاً أو مسيساً، نجد الآن قوميين عرباً يهللون للاحتلالين الإيراني والروسي، ويرونهما نصراً مبيناً ومجداً من أمجاد الأمة. وهؤلاء قوميون فعلاً ولكنهم ليسوا قوميين عرباً، فالقوميات كثيرة وأكثرها صعوداً في منطقتنا الآن القومية الفارسية، ولذلك يبدو بعض من يمتطون شعار القومية العربية اليوم قوميين بالفعل ولكن قوميتهم ليست عربية بل فارسية، ولذلك صار الأسد هو بطلهم الذي على شاكلتهم، الأمر الذي يحول دون أن يفكروا في أي بديل عنه من داخل نظامه حتى لو كان نائبه المختفي منذ نحو عامين فاروق الشرع، إذا لم يكن قد لحق بآخرين أرسلهم بشار إلى العالم الآخر، لأنهم رفضوا إذلال الإيرانيين لهم وللجيش العربي السوري، الذي يُهان كبار ضباطه على أيدي المحتلين المسيطرين على دويلة الأسد الإيرانية».

الشيخ سعد الفقي: الوقوف
إلى جانب سوريا من الفرائض

أما المفاجأة فكانت أمس في جريدة «عقيدتي» الدينية التي تصدر كل ثلاثاء عن دار التحرير القومية، التي تصدر «الجمهورية» و«المساء»، حيث لم تنشر أي هجوم على سوريا والتدخل الروسي وإنما تأييد لهما كما جاء في مقال الشيخ سعد الفقي وكيل وزارة الأوقاف عنوانه «سوريا والديمقراطية العرجاء» قال فيه: «بعيدا عن كلمات وأحاديث النخبة التي ثبت زيفها، وأن ما حدث في سوريا ومازال لم يكن طريقا للنهوض، بل كان ترجمة للتهاوي وتنفيذ المخطط الأمريكي الصهيوني الذي تم تدبيجه منذ زمن بعيد، والهدف إخراج كل دول المواجهة من كل المعادلات. والمؤسف أن من يسمون أنفسهم بالنخب مازالوا يتباهون بجريمتهم سرا وعلانية. ما حدث لم يكن ربيعا عربيا كما قالوا، بل كان خريفا سقطت فيه كل الأوراق وبأيد عربية، يقاتل بعضنا بعضا تلاشى الأمن والاستقرار اللذان كنا ننعم بهما. سوريا الصامدة هي الآن على المحك والمخرج يكمن في الوقوف إلى جانب الرئيس بشار الأسد والجيش والشعب المنهك. والمؤسف أن العملاء والخونة مازالوا يرفعون شعارات الديمقراطية والمهلبية وحقوق الإنسان. لم يعد خافيا على عاقل أن سقوط دمشق مقدمة لسقوط دول الخليج التي يقف بعضها في موقف الخيانة والعمالة الوقوف إلى جانب سوريا بات من الفرائض اللهم إني قد بلغت اللهم فاشهد».

إبراهيم عيسى: سكاكين المطبخ لن تحرر فلسطين

ومن سوريا إلى فلسطين والاعتداءات الوحشية التي تمارسها إسرائيل ضدهم وقتلها المزيد منهم، وبداية انتفاضة ثالثة وقيام زميلنا وصديقنا إبراهيم عيسى رئيس تحرير «المقال» يوم الاثنين بالتأكيد على أن استخدام الفلسطينيين للسكاكين لن يفيد وقال ساخرا من الدول العربية: «لا ينازع أحد في حق الشعب الفلسطيني في أن ينتفض. هذا شعب يكفيه ما فيه لكي يثور، صحيح أن الانتفاضتين السابقتين لهذا الشعب العظيم لم تنقلاه إلى ما هو أفضل، ولم يتحرر من استعمار استيطاني عنصري ديني، بعدما ركبت الانتفاضتين جماعات وشخصيات بددت نضال الشعب وفرصه المحتملة مع دمه المستباح، إذا كنا نسمع عن الرغبة العازمة الصادقة المتكلة على الله في إنشاء قوات عسكرية عربية مشتركة ذات قدرة عالية للتدخل السريع، ولكنها رغم فتور بعض الدول تجاهها ليست مخصصة إطلاقا ضمن بنود عملها وأهداف إنشائها لمواجهة احتلال إسرائيل لفلسطين، هي مخصصة إذن للتدخل السريع في شؤون حروبنا الأهلية. أما أن يتم توجيهها ضد عدو مشترك يحتل أرضا عربية فهذا المستحيل الرابع بعد الغول والعنقاء والخل الوفي! أليس على الفلسطينيين أن يتمهلوا قليلا في انتفاضتهم؟ المؤسف هنا أن الفلسطينيين حين يقررون الغضب، إن كان الغضب ينتظر قرارا أصلا، إنما يطعنون إسرائيليين بالسكاكين، إسمحوا لي وسط حمى الغضب أن أختلف على هذه الفعلة وأكاد أشعر معها بأنكم تخذلون قضيتنا النبيلة حين تستخدمون سكاكين لطعن عابري سبيل أو أفراد يمرون هنا أو هناك. إن المقاومة، إن كان ولابد، أن تكون مسلحة فليس بتوجيهها إلى مدنيين عابرين بل إلى عسكريين محتلين».

المحتل طوق مدن الضفة الغربية بالجدران والبوابات

وفي «أهرام» اليوم ذاته استبعد زميلنا أشرف أبو الهول تحول ما يحدث إلى انتفاضة جديدة بقوله: «مع مرور أكثر من أسبوع على اندلاع المواجهات بين الشبان الفلسطينيين الغاضبين من ناحية، وقوات الاحتلال والمستوطنين المتطرفين من ناحية أخرى، فإننا نستطيع أن نؤكد أن الأمور لم تتطور إلى حالة الانتفاض الكامل الشامل للفلسطينيين، وأسباب عدم اندلاع انتفاضة شاملة على غرار الانتفاضتين السابقتين واضحة، أولها أن نطاق المواجهات الحالي أقل بكثير، حيث ينحصر على القدس والخليل وبعض نقاط التماس حول مدينة رام الله، لأن الاحتلال نجح بعد الانتفاضة الثانية في الفصل شبه الكامل بين جنوده ومستوطنيه من ناحية والمواطنين الفلسطينيين من ناحية أخرى من خلال تطويق مدن الضفة الغربية بالجدران والبوابات وسحب كل ما يهمه منها، وكذلك فعل مع غزة بإعادة الانتشار حولها فقد خرج من قلبها ولكنه ظل يحاصرها برا وبحرا وجوا».

صمت عربي وتراخ دولي

وفي «وفد» أمس الثلاثاء قال زميلنا علي خميس: «اليوم نشهد انتفاضة السكاكين بعد أن مل الشباب الفلسطيني من الصمت العربي والإسلامي والتراخي الدولي في الذود عن حرمه أولى القبلتين ولكن ماذا تصنع السكاكين».

شتائم وكلمات نابية على الهواء مباشرة
 
وفي «جمهورية» الاثنين قال زميلنا السيد البابلي: «لم يكن غريبا في ظل هذا المناخ أن ترقص طفلة صغيرة بسكين في فمها وتقلد «عبده موته»، وتقول أمها إن هذا هو تأثير أفلام السبكي، وأن يذيع وائل الإبراشي في برنامجه فيديو لهذه الرقصة وأن يتدخل المنتج أحمد السبكي في الحوار مع وائل ويوجه إليه لفظا خادشا يستوجب مساءلة قانونية ومجتمعية وما حدث في برنامج الإبراشي من تجاوز للسبكي، لم يعد غريبا أن يتكرر، فقد حدث من قبل في الكثير من البرامج التلفزيونية وعلى الهواء، حيث كانت هناك شتائم وعبارات وأوصاف لا تليق ولا يجوز سماعها، لكن لأن أحدا لم يتحرك وأحدا لم ينل عقابا، فإن الشتائم أصبحت مستمرة ولم يجد أحمد السبكي غضاضة في أن يطورها إلى استخدام كلمة أكثر فظاظة وإيلاما..».
وهذه الواقعة قال عنها في يوم الاثنين نفسه في «المصري اليوم» زميلنا وصديقنا محمد أمين في عموده اليومي «على فين»: « لن ينسى وائل الإبراشي ما قاله السبكي في حقه على الهواء مباشرة.. مهما اعتذر السبكي للإبراشي.. ولن ينسى السبكي هذه الهجمة عليه من الفضائيات كل ليلة.. يريدون محاكمة السبكي، لكنه حين يطرح فيلما في السوق، يكون الإقبال عليه منقطع النظير.. فما معنى هذا؟.. هل معناه أننا شعب يعاني من «الانفصام»؟.. هل الشارع شيء والفضائيات شيء؟.. هل الحرب الدائرة مجرد أكل عيش والسلام! لا أعرف لماذا وصلت السينما إلى هذه الحالة؟.. نأسى على زمن الفن الجميل…. الآن نعيش عصر اللمبي وعبده موتة.. في كل مجال «لمبي» و«سبكي وشركاه»! فلا تحاكموا السبكي وحده.. حاكموا كل سبكي في الصحافة والأدب والسينما.. لم أستغرب من سب الإبراشي، ولم أندهش، لأن هناك مَن جرح حياء المشاهدين.. ليس لأن الإبراشي بدأ اتهامه بالبلطجة.. ولكن لأن السبكي حين قال ما قاله، لم يشعر بأنه قال شيئاً غريباً.. هذه هي اللغة المستخدمة في سيناريوهات الأفلام التي ينتجها.. هذه هي السينما المصرية الآن.. «حواري» وبرشام ومخدرات ودعارة! الحارة المصرية في أدب نجيب محفوظ حاجة تانية.. كانت تقدم نموذجاً للشهامة والأخلاق ونصرة الضعيف وإغاثة المظلوم.. الآن تحولت مصر إلى حارة كبيرة فاسدة.. لا تجد فيها غير الفوضى.. ولا تجد فيها غير المطاوي والسكاكين والمخدرات و«فتيات الليل»… الفضائيات تضر الآن أكثر مما تنفع.. في واقعة السبكي والإبراشي، كان خدش الحياء العام.. وفي «القاهرة والناس» كانت انتصار تروج للفسق والفجور، في برنامج «نفسنة».. فلماذا نُحاكم السبكي وحده؟.. الدراما التركية ساعدت السياحة هناك.. الدراما المصرية فعلت بمصر أكثر مما فعلته بها الحروب!».
وبالنسبة للفنانة انتصار فقد قام المحامي سمير صبري بإقامة جنحة مباشرة ضدها وحددت محكمة جنح مدينة نصر العاشر من الشهر المقبل نوفمبر/تشرين الثاني أولى جلساتها.

محيط مصر يعاني
من الصراعات ولا يقوى على البناء

وإلى المعارك والردود المتنوعة، حيث قام صاحبنا ابن الدولة، وهو الاسم الذي توقع به «اليوم السابع» مقالها اليومي الذي تدافع فيه عن الدولة وترد على مهاجمي النظام قال يوم الأحد مدافعا عن الرئيس: «لا يعمل الرئيس عبد الفتاح السيسي بالقطعة ولا يتحرك طبقا لما تقوله وقائع السنوات الماضية ،إلا وفقا لرؤية واضحة، ويتضح ذلك بشدة وبقوة في أداء الرئيس عبد الفتاح السيسي في كل نقطة تخص الجيش المصري وتطوير تسليحه وتنويع مصادر أسلحته، بالأمس دخلت مصر عصرا مختلفا هو عصر امتلاك حاملات الطائرات بعد التوقيع الرسمي لاتفاقيتين مع فرنسا، سبق ذلك صفقة الرافال التي نقلت السلاح الجوي المصري خطوات كثيرة للأمام، لتكتمل بهذه التحركات صورة جديدة للدولة المصرية وجيشها، الذي يعد الآن واحدا من أكبر جيوش العالم وأكبر قوة عسكرية في هذه المنطقة، بما يمتلكه من أدوات عسكرية وما يمتلكه من استقرار وعقيدة، الرسالة الأهم تبدو كامنة هنا في أن الرئيس السيسي نجح في أن يعبر بمصر من مرحلة الارتباك الماضية، ويضعها في المنطقة الدافئة والمستقرة وسط محيط تعاني دوله من الصراعات ولا تقوى على البناء، بينما مصر قادرة على تأمين نفسها وليس هذا فقط بل تضع يدا للبناء في المستقبل».

لا زلنا نعيش عهد مبارك

لكن في اليوم التالي الاثنين تعرض الرئيس إلى هجوم عنيف وساخر من زميلنا في «المقال» هشام المياني بقوله عنه: «كلما قرأت بيانا للرئاسة عن تفاصيل اجتماع عقده الرئيس عبد الفتاح السيسي مع أحد وزراء الحكومة، أجدني مشغولا طوال الوقت بسؤال: هل الرئيس يفهم في كل شيء ومتخصص في كل حاجة، ويستطيع أن يضع خريطة الطريق في كل المجالات؟ ومنبع هذا التساؤل أن كل بيانات الرئاسة حول جميع اجتماعات الرئيس مع الحكومة أو مع كل وزير على حدة، تعرض لنا بأن الوزير لا يقدم شيئا فهو فقط يتلقي تعليمات وتوجيهات الرئيس، ويؤمن عليها بالموافقة، من دون مناقشة، ويأتي في الاجتماع التالي ليسرد للرئيس أنه سعى جاهدا لتنفيذ توجيهاته وتعليماته بحذافيرها، وأنها تؤتي ثمارا هائلة، ويقضي على المشكلات بشكل له مفعول السحر. والمتابع للبيانات الرئاسية سيشعر بأن الرئيس فاهم في الزراعة والري والكهرباء والطاقة والاستثمار والخطط المالية، وجميع التخصصات الحكومة، لو كان الرئيس نفسه مقتنعا بأنه يستطيع أن يقدم الحلول العلمية للمشكلات في كل المجالات ولو كان الوزراء أنفسهم يتعاملون معه بهذا المنطق، فتوفيرا للنفقات يجب إقالة الحكومة والاكتفاء بسكرتير للرئيس في كل وزارة، يتلقى تعليماته ونقلها للموظفين بها لتنفيذها فلا شك أن منهج الرئيس الفاهم في كل حاجة هو الذي أدى بالبلاد إلى هذا الحال في عهد مبارك وإذا استمر فهذا يعني أنه لا تغيير حدث».

نشتكي ضيق اليد
ونصرف ببذخ في توافه الأمور

وفي يوم الاثنين نفسه قال زميلنا علاء عبد الوهاب في «أخبار اليوم» وهو غاضب: «أمرنا عجب نحن المصريين، نشتكي ضيق اليد وقلة المال ونصرف ببذخ في الاستهلاك وتوافه الأمور، المواطن المصري الفقير يصرف على التليفونات أضعاف ما يصرفه على الأكل، حتى الحكومة عنوان سيئ للمواطن في الإسراف تجد المكتب على الشارع والشبابيك مضيئة بنور ربنا، والنور والع من لمبات الكهرباء، عامل البوفيه يترك حنفية المياه مفتوحة عمال على بطال، غسيل السيارات في الشوارع بالخراطيم عيني عينك، استهلاك المقاهي السيئ للمياه، حمامات السباحة وملاعب الغولف حدث ولا حرج، الحكومة نائمة ونشتكي من انقطاع المياه أو ضعفها».

غياب القانون

أما زميله وصديقنا ورئيس التحرير السابق محمد حسن البنا فقد شن هجوما في اتجاه آخر مختلف هو: «أخبار ارتفاع معدلات التعدي على الأراضي الزراعية وأملاك الدولة وتمدد الكافيهات على الأرصفة وفي عرض الطريق باتت مسألة اعتيادية، وإذا كان الشيء بالشيء يذكر فإن سرطان التعدي كأحد مظاهر العشوائية وغياب القـــانون لم يتح لنا أن نسعد كثيراً بإزالـــة إمبراطــــورية الباعة الجائلـــين عن محطة مترو حلوان، فسرعان ما تحركت جحافل مملكة التوك توك لتحتل الموقع! إنها مجرد عينة ليس إلا، مظاهــر الفلتان لا تعد ولا تحصى، ولا سبيل للمواجهة الحقيقية والحاسمة إلا بعودة الدولة وتطبيق القانون، من دون أي استثناءات، لأن البديل أن يصبح الفلتان الأصل والانضباط وسريان القانون الاستثناء، اتساع دائرة الفلتان سوف يكون له تأثير الطوفان الذي لن ينجو منه مكان أو إنسان تحركوا بحزم قبل فوات الأوان».

الأحزاب والانتخابات

وفي يوم الاثنين حذر زميلنا في «الأهرام» عماد عريان من «حزب النور» قائلا: «إذا كان علينا أن نحذر الإخوان المسلمين مرة فعلينا أن نحذر السلفيين ألف مرة، لأنهم أعداء الحياة وضد الوحدة الوطنية وظالمون للمرأة، ويرفضون المناهج العلمية الحديثة للحياة والتعليم، وفي ظلهم ستعود مصر مئات السنين إلى الخلف، وقد يكون مصيرها مصير أفغانستان نفسه في ظل حكم طالبان، دولة من العصور الظلامية، واليوم نجدد التحذيرات ذاتها فلا يلدغ المؤمن من الجحر نفسه مرتين، وكذلك الناخب يجب أن يستدعي الأيام الظلامية في ظل رئاسة وبرلمان الإخوان والسلفيين، وإذا كانت المواءمات السياسية قد تركت لبعض الجماعات السلفية هامشا للحركة، فيجب أن يكون الشعب بكل طوائفه ومكوناته أكثر وعيا وحرصا على مستقبله وعلى برلمانه المقبل، ويعلن بنفسه وبأصواته سقوطا مدويا لكل التيارات الدينية، وعلى رأسها الجماعات السلفية دعوية كانت أو حركية أو جهادية، وحتى إذا كانت هناك معاناة في اختيار مرشحي الأحزاب السياسية بعد فترة من الشد والجذب فذلك أفضل من الذهاب للتيارات المتشددة».

استخدام الدين في السياسة

ولكن بالعودة إلى يوم الاثنين مع زميلنا وصديقنا حمدي رزق في «المصري اليوم» نجده يفجر قضية تتضاءل بجانبها الحملات ضد النور، إذ قال في عموده اليومي «فصل الخطاب» وهو في حالة ذهول: «لو صح ما فاه به الدكتور أحمد عمر هاشم من أن الملائكة تحيط بمؤتمرات مرشحي «في حب مصر» لأن نواياهم سليمة وخائفون على مستقبل كل فرد في مصر، فلنستغفر الله جميعا، لو جاءت من غير علامة الحديث الشريف والمرابط على ثغور السنة المطهرة لجازت من قبيل الهراء الانتخابي، ولكن حتى أنت يا حافظ الحديث الشريف! الملائكة يتنزلون من السموات إلى الصف/ جيزة ليحيطوا القائمة المطهرة! أستغفر الله العظيم لماذا استحضار الملائكة يا مولانا في معركة أرضية فاسدة؟ اتركوا الملائكة في عبادتهم لرب الملكوت سبحانه وتعالى أتفتئتون على الملائكة؟ يحيط بمؤتمر في حب مصر الأمن المركزي ولكن الملائكة صعب يا دكتور هاشم! تحميل الملائكة هذا الخبل الانتخابي من قبيل الغرض الذي هو مرض عضال يصيب بعض العلماء مع تقدم السن، فيهرّفون بما يعلمون أنه كذب على الله ولا يستحون من وجه الله وينزلون المسبحين أبد الدهر منازل أهل الأرض… أعجب من رجل حفظ الحديث وفسره وعرف بين العلماء بالأستاذية ويبكي دمعاً من ذكر الله ويختلج فؤاده في صدره مع ذكر الحبيب عليه الصلاة والسلام ويتصدى بعلمه لمنكري السنة المطهرة ويذود عن حياض السيرة النبوية الشريفة وينافح المرجفين يقع في هذا اللغو! أليس هذا ما يسمونه استخدام الدين في السياسة؟ أليس هذا ما نعيبه ونعاير به حزب النور؟ أليس هذا من عبثيات الإخوان كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون!».

الملائكة تحيط بمؤتمر قائمة «في حب مصر»

والدكتور أحمد عمر هاشم هو عضو هيئة كبار العلماء، ولمن لا يتذكر فقد كان رئيسا لجامعة الأزهر ورئيس لجنة الشؤون الدينية في مجلس الشعب عن الحزب الوطني، وأتذكر أن زميلنا وصديقنا سليمان الحكيم كان قد هاجمه في مقال له في «الأخبار» عندما كان رئيسا لجامعة الأزهر لسبب ما وذلك في التسعينيات من القرن الماضي، فرد عليه الدكتور أحمد عمر بمقال اتهمه فيه بالتعدي على رموز الإسلام، لأن رموز الإسلام منهم شيخ الأزهر ورئيس جامعة الأزهر ومن يعود إلى التقارير المنشورة في القدس وقتها سيجد تفاصيل هذه المعركة، ولذلك ليس غريبا على هؤلاء الناس ما داموا يستخدمون الدين في أغراضهم السياسية أن ينزلوا الملائكة من السماء لتحيط بمؤتمر قائمة في حب مصر، ومن قبل أثناء حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 عندما عبرت قواتنا قالوا إن الملائكة نزلت من السماء وقاتلت مع قواتنا، ثم أطبقوا أفواههم على ألسنتهم عندما عبرت القوات الإسرائيلية بقيادة أرييل شارون قناة السويس للضفة الغربية أحدثت الثغرة وحاصرت مدينة السويس من دون أن تتصدى له الملائكة أم انحازت إليه؟ لذلك أحيي أخي وصديقي حمدي لهذه الضربة التي وجهها للمدافع الأول عن السنة.

حسنين كروم

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    ما بني على باطل فهو باطل
    حتى لو أيد القضاء الفاسد الانتخابات فالنتيجة ستكون فاسدة

    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول عدنان ابو قصي:

    إبراهيم عيسى: سكاكين المطبخ لن تحرر فلسطين
    إن المقاومة، إن كان ولابد، أن تكون مسلحة فليس بتوجيهها إلى مدنيين عابرين بل إلى عسكريين محتلين قول ابراهيم عيسى المؤيد لعسكر الانقلاب
    لو كان يعلم هذا البوق بان كل من يعيش في دولة الاحتلال هو اما جندي يخدم فعليا في جيش الاحتلال او في الاحتياط لما قال ذلك.
    ادعو الله الكريم ان يخلصنا من ابة بتوع الرز الخليجي

  3. يقول سمير زيدان المغرب:

    انتخابات نصر. ما بُني على باطل فهو باطل.

  4. يقول م . حسن:

    جواز عتريس من مصر باطل .

  5. يقول محمد على . القاهرة:

    توجد ظاهرة غريبة معظم المعلقين على اخبار مصر غير مصريين ولايعيشون فى مصر وكل معلوماتهم حسب السمع والقيل والقال
    والحقيقة الناصعة مصر بخير والشعب المصرى رغم كل الصعاب الحياتية والمعيشية صابر ومؤمن بان المستقبل افضل لثقته بالسيسى

  6. يقول رافت-النمسا:

    والله المعلقين معظمهم مصريين وبيحبوا مصر وخائفين عليها بعد الانقلاب
    وحال مصر الان لا يسر عدو ولا حبيب واخر المؤشرات منذ ساعات البنك المركزى يخفض قيمة الجنيه ليصل رسميا الى 8 جنيهات للدولار ولسه الباقى قادم
    الانقلاب فشل وضيع 60مليار جنيه فى حفره لا تفيد وهبط بعدها ايراد القناه
    مليون وحده سكنيه فشلت
    مشروع المليون فدان فشل
    المدينه الجديده فشلت
    السياحه فشلت
    الاستثمار فشل
    التصدير فشل ومفيش دولار واحد والاحتياطى 15 مليار ولانملك منه شيئا وبكره يخلص
    علشان مفيش رز
    الجيش اشترى سلاح ب80 مليار علشان يحارب داعش والاخوان وغزه
    مرتبات الجيش المجلس العسكرى بالاخص ملايين مرتبات لؤاء شرطه الاف
    القضاه ملايين البقره الحلوب حتحلب دم ياناس
    وادى اخر الى بيمشى وراء العسكر
    كتير كانوا فى الانقلاب وتابوا
    العسكر لا يقيم بلد

إشترك في قائمتنا البريدية