معارك «داعش» مع أكراد سوريا والعراق.. هل تشمل أكراد تركيا وحكومتهم؟

حجم الخط
4

اسطنبول – «القدس العربي»: في ظل تصاعد العمليات العسكرية لتنظيم الدولة الإسلامية «داعش» ضد المناطق الكردية في كلٍ من العراق وسوريا، وتسببه بتهجير أكثر من 150 ألف كردي سوري إلى تركيا خلال أيام، يبدو أن التنظيم يقترب أكثر فأكثر من المواجهة مع أكراد تركيا أو حكومتهم.
وكثف التنظيم خلال الأيام الأخيرة هجومه على المناطق الكردية في سوريا والواقعة على الحدود مع تركيا، حيث تمكن من السيطرة على عدد من هذه المناطق، بالإضافة إلى محاصرته بلدة عين العرب (كوباني بالكردية) والتي تعتبر ثالث أكبر المدن الكردية في سوريا.
وبالتزامن مع هذه الأحداث نقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن مقربين من أكراد تركيا دعوة موجهة من حزب «العمال الكردستاني» إلى عناصره دعا فيها إلى «التعبئة العامة» للمشاركة في التصدي لهجوم «داعش» على المناطق الكردية في سوريا، قائلاً: «يوم النصر والشرف آت، ولم يعد هناك أي حدود للمقاومة».
هذه الدعوات وبحسب مصادر من المناطق الكردية لاقت استجابة فورية من عشرات منتسبي الحزب الذين بادروا الى عبور الحدود للمشاركة في المعارك الدائرة مع التنظيم داخل الأراضي السورية، في حين فرقت السلطات التركية باستخدام الغــــاز وخراطـــيم المياه، مئات المتظاهرين الذين تجمعوا احتجاجاً على إغلاقها المنافذ الحدودية المستخدمة في العبور إلى سوريا.
الحكومة التركية التي تسعى منذ سنوات للتوصل إلى اتفاق سلام نهائي مع الأكراد في بلادها، باتت تعاني بشكل واضح من تزايد الأعباء الأمنية والاقتصادية التي خلفها توسع «داعش» داخل سوريا والعراق وهما المرتبطان بحدود تمتد إلى أكثر من 1200 كيلو متر، مما يصعب عملية مراقبة الحدود ومنع عمليات التسلل من وإلى داخل الأراضي التركية.
محاولات أكراد تركيا لعبور الحدود لمساندة نظرائهم في سوريا، جاءت كنتيجة لتزايد حالة الخوف والقلق على مصيرهم بعدما انتزع التنظيم السيطرة على مناطق هامة في العراق كانت تحت ظل حكم أكراد العراق، وسعيه لإحكام السيطرة على المناطق الكردية في سوريا.
وفي حال نجاح «داعش» في السيطرة على المناطق الكردية في سوريا والمحاذية للحدود التركية يفقد مسلحو حزب «العمال الكردستاني» أهم نقاط قوتهم ونفوذهم، والتي كانت تتمثل بحرية الحركة والتنقل بين مثلث الحدود التركية العراقية السورية.
كما أن ذلك من شأنه أن يعيق تنفيذ المراحل المقبلة من اتفاق السلام الموقع بين عبد الله أوجلان زعيم الأكراد والحكومة التركية، الذي ينص على انسحاب مسلحي الحزب من داخل الحدود التركية إلى مناطق نفوذ الأكراد في العراق، وربما سوريا.
الحكومة التركية وبعد نجاح جهاز مخابراتها الذي يشرف رئيسه هاكان فيدان على محادثات السلام مع الأكراد في إطلاق سراح دبلوماسييها ومواطنيها الذين كانت تحتجزهم «داعش» في العراق منذ أكثر من 100 يوم، تبدو غير مقيدة ومستعدة أكثر من أي وقت مضى، للدخول في مواجهة مع التنظيم الذي بات يسيطر على مناطق واسعة مع حدودها، لا سيما وأن الحكومة التركية تسعى جاهدةً للإثبات للقوى الدولية انها تحارب الإرهاب، بعد الحملة التي شنتها الصحافة العالمية ضدها بتهمة تسهيل دخول المسلحين الأجانب إلى سوريا من خلال أراضيها، عقب رفضها المشاركة في التحالف الدولي ضد التنظيم في سوريا والعراق.
كما أن الأعباء الإنسانية والاقتصادية التي يشكلها استمرار تدفق اللاجئين الأكــــراد من البلدين إلى تركيا، تدفع أنقرة للتفكير أكثر في الانضمام إلى التحالف الدولي للحد من هذه الظاهرة، واستغلال ذلك في خطوات بناء الثقة مع أكرادها للتقدم أكثر في عملية السلام الداخلي، وتقوية العلاقات التي تنامت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة مع حكومة شمال العراق.
ويسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى كتابة دستور جديد للبلاد عقب الانتخابات البرلمانية المقررة العام المقبل في تركيا، حيث من المقرر أن تشمل التعديلات منح مزيد من المزايا للأكراد في محاولة للوصول إلى صيغة للحل النهائي، وهو الأمر الذي يسعى الأكراد إلى الاستفادة منه قد الامكان وعدم تصعيد المواجهة مع الحكومة إلى ذلك التاريخ.

إسماعيل جمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول زيد حسين - الجزائر:

    لعل تركيا تمكنت من إيجاد الصيغة المناسبة لكسر المد الشيعي الذي ابتلع العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين ويتهدد الآن السعودية وباقي دول الخليج،
    أم أنها كانت ستنتظر حتى يأتي عليها الدور ؟
    مصلحة تركيا الاستراتيجية تقتضي أن تفتح الحدود على مصراعيها لدخول المتطوعين لنصرة الدولة الإسلامية

  2. يقول قيس السعدي:

    ماهي مصلحة الحكومة التركية من إغلاق المعابر الى سوريا !!؟ أليس وجود حزب كردي مثل حزب العمال الكردستاني يشكل خطر أمني ويشكل تهديدا قوميا للحكومة التركية…

  3. يقول عبدو الجزائر:

    كان لزاما على اكراد تركيا أخذ حقهم من الحكومة التركية اولا وهن مضطهدون في تركيا اكثر من اخوانهم في سورية ولماذا تسمح تركيا لاكرادها بالتدفق الى سورية لمساندة فصيل على آخر انه خرق سافر لقد أصبحت ارض الشام مستباحة من طرف الجميع

  4. يقول نبيل كامل-- القاهره:

    تركيا حضرت عفريت داعش والان لا تستطيع صرفه تلك هي المعضله،، فهي من ساعدت وجهزت بل وروجت احيانا لابطال داعش وعندما استشعرت الخطر ارادت التخلص منهم، ، ولكن بعد فوات الاوان.

إشترك في قائمتنا البريدية