عندما قرر الاتحاد الاوروبي لكرة القدم (يويفا) معاقبة نادي سيلتك الاسكتلندي بتغريمه ماديا بسبب رفع جماهيره أعلاما فلسطينية خلال مباراته في الدوري التمهيدي لدوري أبطال أوروبا أمام فريق اسرائيلي، فان العقوبة لم تكن الأولى التي يصدرها اليويفا على فرق كروية بسبب رفع علم فلسطين في الاسابيع الاخيرة، حيث عاقب أيضاً سانت جونستون الاسكتلندي وداندولك الايرلندي.
المثير للدهشة، ان جماهير هذه الفرق ليست من أصول فلسطينية ولا عربية ولا حتى اسلامية، لكنها مليئة بالانسانية والشعور بمعاناة الشعب الفلسطيني لأسباب ربما تخص ماضيها، وربما كونها ليست ملطخة بوباء الاعلام الصهيوني، ورغم علمها بامكانية معاقبة ناديها فانها لم تتوان في ابراز مشاعرها اتجاه شعب أهمله أقرب الناس اليه.
كل من الفرق الثلاثة نال غرامة 18 ألف يورو من اليويفا، وهو مبلغ قد لا يبدو كبيراً، الا انه لبطل ايرلندا يعد مبلغا ضخماً، خصوصا ان جائزة الفوز بالدوري الايرلندي لا تتعدى أكثر من 100 ألف يورو، وهو ما يتقاضاه لاعب عادي في أحد فرق الدرجة الممتازة الانكليزية في الاسبوع، ومع ذلك تساءلت الاندية الثلاثة عن تفسير موسع من اليويفا على سبب الغرامة، فان كانت لمجرد رفع الاعلام فان كل ملعب من ملاعب الأندية الاوروبية مليء بأعلام دول وشركات، وان كانت بسبب الهتافات، فان الجماهير الاسكتلندية والايرلندية لم تصرخ: «الموت لاسرائيل»، بل اكتفت بالمطالبة العالية «الحرية لفلسطين».
ورغم ان الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم معترف به من الفيفا، والامم المتحدة ترفع علم فلسطين، فان ذريعة اليويفا بانه يحرم استخدام الوسائل و»الرموز السياسية» من البروز في المدرجات، رغم انني لم اسمع أبدا عن معاقبة لاياكس الهولندي على رفعه الاعلام الاسرائيلية في مبارياته المحلية والاوروبية، مثلما لم يعاقب أي من الاندية التي يظهر في مدرجاتها العلم الاسرائيلي رغم ان لا علاقة لفريق اسرائيلي بالمباراة، وفوق كل ذلك كم تعاطفنا مع المنتخب الفرنسي عندما واجه نظيره الانكليزي في مباراة ودية مباشرة عقب تفجيرات باريس في نوفمبر الماضي، بل امتلأت المدرجات بالشعارات واللافتات والهتافات السياسية المؤيدة للفرنسيين والرافضة للارهاب، وهو ما تقبله الفيفا واليويفا بدون ازعاج، رغم اصراره الدائم على ضرورة عدم خلط السياسية بالرياضة. وعندما رفعت الامريكية من اصول فلسطينية بثينة حمد العلم الفلسطيني في مباراة في ملعب هيوستن دينامو الامريكي، فانه القي القبض عليها، واعتبر رجال الأمن ان رفع العلم «اشارة عنصرية»، رغم انها جاءت مع عائلتها لحضور مباراة منتخب هوندوراس ضد اسرائيل، وهنا كلمة السر.
الغريب أن العالم كله بدأ يميز العلم الفلسطيني عن غيره من أعلام الدول على أنه «رمز للحرية»، وترفعه الجماهير بفخر في وجه المتغطرسين في بلدهم، مثلما كبرنا ونحن نرفع صور شي غيفارا ونيلسون مانديلا، وطبعا لم نحلم بتعاطف عالمي لولا عالم الانترنت، الذي سمح للعالم الغربي البعيد والمحكوم باعلام متسلط ومتصهين بان يرى وجهات نظر مختلفة، بل يرى الحقائق من دون تزييف، ولهذا ستستمر جماهير سيلتك وسانت جونستون وداندولك في التعبير عن حريتها، رغم ان رويدا رويدا أصبح العلم الفلسطيني مخيفا للبعض وازاحته عن كاميرات التلفزيون وعدسات المصورين قد يريح أسارير المحتلين.
تابع الكاتب على تويتر:
@khaldounElcheik
خلدون الشيخ
افضل مقالة رياضية وطنية. تحياتي للكانب المحترم
هذا هو الدليل على أن الصهيونية مسيطرة على الإعلام العالمي.
إنهم يخافون من الحقيقة. كلما واجهتهم بها ينعتونك بالإنسانية.
جميعهم يعلمون حتى الفيفا. إن الشعب الفلسطيني على حق.ولكن هم يتغاضون عن ذلك خوفا من الصهيونية.
ياريت لو احد يتبنى فكرة جمع و دفع الغرامه تضامنا مع النادى و جماهيره