كان يمكن للحدث أن يكون عاديا، على مستوى جامعة كامبريدج فقط، لو أن الأمر توقف في عقرها وفي محيطها، لكنه تجاوز حدودها ليشمل الجماهير الأكاديمية على المستوى العالمي، بذلك الإقبال الخرافي على موقعها بمناسبة فتح الباب للقراء للاطلاع على أطروحة ستيفن هوكينغ التي تحمل عنوان: «خصائص توسع الكون»،
الأطروحة التي أنجزها هوكينغ في عمر الرابعة والعشرين وأنهاها سنة 1966 اختصت بأصل الكون، وظلت حبيسة المكتبة الجامعية لأكثر من نصف قرن.
عدم نشرها آنذاك قد تكون له أسباب كثيرة، منها أن فكر هوكينغ تقدم أقرانه، وكان من الصعب فهم نظرياته بسهولة، ولعل الذين تابعوا فيلم حياته يعرفون نوع عبقرية الرجل. المثير للدهشة أن هوكينغ رغم مرضه العصيب، ظل مثابرا على الاشتغال على مشروعه، ونظريته التي كانت مجرد فرضية بالنسبة لكل المحيطين به، وأصبحت حقيقة اليوم بتطور التكنولوجيا واجتهاد طلبة وأساتذة على مدى نصف قرن على تفكيك ألغاز تلك النظرية والبحث فيها. لا أحد هدد هوكينغ بالكفر، ولا أحد تشفى فيه لأنه أصيب بهذا المرض النادر الذي أعاقه عن الحركة والكلام، ما رآه المجتمع المنبثق منه أنه «معجزة العقل» في حد ذاته، فالناظر إليه لن يرى سوى كائن أشبه بطفل في عمره الجنيني، ولكن معجزة العقل الإنساني هي هذه بكل كمالها.
إن كنا مؤمنين بعظمة الله وعظمة خلقه فإن هوكينغ معجزة قرننا، وإن كنا غير ذلك أيضا فلا شيء سيتغير، إنه معجزة العقل.
ما أثار انتباهي أن هذا الحدث مرّ كخبر «مثير» في الصفحات الأخيرة لصحفنا، تحت بند غرائب العالم وعجائبه، ومع هذا لم يلفت انتباه المثقفين العرب، فقد طغى السياسي بكل صراعاته القبلية القديمة المتجددة على موادنا الإعلامية، أما الصروح الجامعية فهي خاوية من نقاشات في هذا الحجم.
صحيح أن نظرية هوكينغ ليست نهائية، إنها فرضية، وهو يملك موالين ومعارضين له، لكن السجال المفتوح بشأنه وبشأن ما طرحه من الصعب أن يتعاطى فيه رجل الدين، ورجل السياسة لأنه يفوقهم، ولأن الأمور أصبحت مفصولة تقريبا في الغرب، إذ لم يعد التداخل والتشابك الذي نعاني منه نحن موجودا لديهم بعد أن قطعوه بمسافات زمنية طويلة ومتباينة بين بلد وآخر.
السؤال الذي يطرح نفسه اليوم هو لماذا يحافظ الغرب على هذه العقول المثيرة للشك ولماذا نقضي نحن عليها؟ هل ترتبط نسبة الكفر والإيمان في أي مجتمع بوجود عقل مثل عقل هوكينغ فيها؟ المتأمل لمساره العلمي يكتشف أن الملتفين حوله، سواء خالفوه أو ناقضوه يعملون جاهدين للبحث عن مزيد من الحقيقة، بعيدا عن فكرة «من خلق الكون؟» هل انبثق من العدم أم خلقه الله؟ لأنه في كلتا الحالتين ما أرّق هوكينغ هو عملية استمرار الكون في التوالد، مؤكدا أن: «فكرة الإله الخالق لا تتعارض مع الفهم العلمي للكون». أما نقاش الدينيين له فهو قائم فقط على إلحاد هوكينغ، في محاولة يائسة لإعادته إلى الرعية المؤمنة بالله، مع ملاحظة أن هذه الرعية مشتّتة أكثر من رعية الإلحاد التي تؤمن بالعلم، ولا تفتك ببني جلدتها من أجل مكان في الجنة. إنها رعية متعددة الآلهة، لا يوحدها قانون ولا وحدوية الله التي تنادي بها، عكس علم الفيزياء الذي تناهي في دقته إلى بلوغ أحادية التوجه ووحدته.
من باب الرؤية الأوضح ما الذي سيتغير في المرء إن آمن أو ألحد؟ أو بطرح آخر إن كان لدينا ملحد على نسق هوكينغ أو مؤمن على نسق أبو مصعب الزرقاوي، فمن نفضل أن يعيش بيننا؟ أو بطرح مختلف تماما، أي الأنظمة نفضل أن نعيش تحت ظلالها؟ هل نفضل نظاما مثل النظام الفرنسي أو الكندي أو البريطاني، أو نظاما مثل الذي دمّر أفغانستان من شدة الإيمان؟ إن تدرجنا في الأجوبة وتناولناها بتسلسل منطقي، سيجعلنا نكتشف أن توجهاتنا الإيمانية مفبركة، وأن إيماننا ملغم، وأنه خاضع لقرارات تطبخ في مطابخ دول وتنفذها دول، وأن الإيمان الفطري النابع من القلب لا وجود له، حيث نعتقد أنه موجود، إنه أقوى في قلوب من يؤمنون بقوة أن الكون مترابط بقوانين فيزيائية دقيقة، وأنّه أكثر اتساعا من الخرائط التي نرسمها ونحدد فيها ما هو لنا وما هو للآخرين، حسب نوعية المعتقد الذي نؤمن به.
قرن من التأجيل إذن لنشر أطروحة هوكينغ إلكترونيا، بقي الفكر الديني خلاله مكانه يرفع السيوف ويهوي بها على الرؤوس وإن اختلفت فكرة «لأي إله يقاتل المقاتلون؟» تعافت أوروبا من حربها العالمية الثانية، واندلعت في الشرق بدءا بحرب فيتنام، إلى الحرب العراقية الإيرانية أو حرب الخليج الأولى، إلى حرب الخليج الثانية، إلى حروبنا الحالية… ملايين الموتى أمام عطل غريب في العقل البشري، وتحديدا العقل العربي الذي كان مُستعمَرا فتفهمناه، ثم مستقلا فما عدنا نفهمه.
تقول الكاتبة والفيلسوفة الفرنسية إليزابيث بادنتر ـ وهي سيدة أعمال أيضا: «وحدها اللائكية تحقق التعايش السلمي لجماعات بشرية عديدة قادمة من ثقافات دينية مختلفة»، هذه فكرة صحيحة، وقد لمسناها إلى أعمق أعماقها في الهجرة المجنونة لنازحينا من أوطانهم المحترقة تحت رحى الحرب، إلى أوروبا وأمريكا وكندا وأستراليا. ولعلنا نطمح لصنع عالم مماثل، لكننا لا نملك الشجاعة لنطالب بالتغييرات. قوافل الموتى التي ذهبت ضحية آرائها تعيدنا دوما إلى نقطة الصفر في أعتم بقعة من تاريخ الفكر البشري.
واليوم حين ندخل بقرارات سياسية نحو تغييرات كبرى، سواء لتعديل إسلامنا أو لإعادته إلى ما كان عليه، علينا أن نطرح السؤال الأخطر الذي لم نطرحه إلى اليوم: ما الذي أوصل العالم الإسلامي إلى ما وصل إليه سوى هذه القرارات التي تنبعث مع حكام وتموت مع آخرين؟ وماذا يمكن للقرار السياسي أن يغير في تلك الأعماق التي تلوثت على مدى دهر؟ ولم ينرها العلم؟ ولم تنهل من نبع علمي متواصل؟ أين تكمن الخطورة حين تقاد الشعوب بقرارات لا بإنارة أفكارها؟
نعرف اليوم – ليس فقط عن خبرة بل توثيق لكل ما حدث – أن كسر عجلة العلم بفتوى، أدخل العالم الإسلامي في أنفاق مظلمة على مدى قرون، نعرف أيضا أن الثالوث الأخطر اليوم هو «الدين، السياسة، العلم» وأن غربلة العلم بغربال الدين مهانة للعلم وكارثة للإنسان، وتعليق العلم بحبل السياسة قتل بطيء له، وتحالف الدين والسياسة تسميم لهذا الإنسان وتعطيل لعقله، مع قائمة طويلة من التأثيرات الجانبية التي تجعل العقل يفرز مواد قاتلة، كلما وضع بينهما وضغط بتزايد حجمهما عن العادي.
نعمة العقل يستحيل أن نراها ونعيشها في غير فضاء حر، وفكرة اتساع الكون وشساعته يجب أن تكون أمام أعيننا، سواء كانت على طريقة هوكينغ أو طريقة جلال الدين الرومي، إذ أنه من الواضح اليوم أن ضيق المكان بنا كما نراه انعكاس لضيق أفكارنا، وهو الذي جعلنا نقبع كمحاربين في أمكنتنا منذ قرون وندافع عنه كما يفعل أي حيوان بري حين يشعر باعتداء حيوان آخر عليه.
شاعرة وإعلامية من البحرين
بروين حبيب
بعدما عجز الملحدين طيلت حياتهم عن اثبات
ان المادة ازلية , وانها تنظم نفسها بنفسها
ومع كل تقدم للعلم الذى يسحق الالحاد
سحقا , كان الملحدين على الدوام يعادون
ويحاروبون نظرية الانفجار العظيم
التى تنسف وتدمر الالحاد وتدمر خرافة ان
المادة ازلية , وكذلك خرافة الصدفة والعشوائية
ومع تقدم العلم لينسف كل تلك الخرافات وتدمر الالحاد
اضطر الملحدين رغم انوفهم ان يقبلوا نظرية الانفجار العظيم
ولكن بدائوا يحرفوا بها , حتى لا يتطروا للاعتراف بالله
وينهار الالحاد من الارض
فهذا الجاهل المدعى هوكينج
اخذ يدلس ويكذب ويحرف كل الحقائق
لكن
ماذا كان رد علماء الفيزياء وعلماء الكونيات على تدليسه ؟؟؟؟؟
– روجرزبنروز الفيزيائي الشهير الذي أثبت مع هوكنج حدوث الإنفجار الكبيريقول
(على عكس ميكانيكا الكم فإن النظرية إم لاتملك أي إثبات مادي إطلاقا) (15)
–
البروفيسور باول ديفيز الفيزيائي الإنجليزي كتب في الجارديان منتقدا هوكنج بشدة ( تبقى القوانين المطروحة غير قابلة للتفسير!! هل نقبلها هكذا كمعطى خالد؟ فلماذا لانقبل الله؟ حسنا وأين كانت القوانين وقت الإنفجار الكبير؟ إننا عند هذه النقطة نكون في المياه الموحله) (15)
–
الفيزيائي وعالم الفضاء مارسيلو جليسر يقول ( إدعاء الوصول لنظرية نهائية يتنافى مع أساسيات وأبجديات الفيزياء والعلم التجريبي وتجميع البيانات , فنحن ليس لدينا الأدوات لقياس الطبيعة ككل فلا يمكننا ابدا أن نكون متاكدين من وصولنا لنظرية نهائية وستظل هناك دائما فرصة للمفاجآت كما تعلمنا من تاريخ الفيزياء مرات ومرات . وأراها إدعاء باطل أن نتخيل أن البشر يمكن ان يصلوا لشيء كهذا..أعتقد ان على هوكنج أن يدع الله وشأنه) (15)
– الفيزيائي بيتر ويت من جامعة كولومبيا ( لست من أنصار إدخال الحديث عن الله في الفيزياء لكن إذا كان – هوكنج- مصرا على دخول معركة الدين والعلم فما يحيرني هو إستخدامه لسلاح مشكوك في صلاحيته أو فاعليته مثل النظرية إم) (15)
– يتبع لطفاً –
-جريدة الإيكونومست أفردت حديثا عن كتاب هوكنج ووصفت كلامه بالغير قابل للإختبار..مضيفة يبدو أن الفلسفة حلت محل العلم (15)
-الطبيبة والعالمة البريطانية الرائدة سوزان جرين فيلد قالت (بالطبع يمكنهم ان يدعوا ما يشاؤون , لكن عندما يستخدم طريقة حركة طالبان بأن يدعي بأن لديه كل الحقائق والإجابات فهذا يشعرني بعدم الارتياح) (15)
–
ويليام كريج الفيلسوف الأمريكي يقول ساخرا (لاشيء جديد علميا في هذا الكتاب بالمره ولكن نقاش فلسفي بحت خصوصا في الثلث الأول وهو شيء غريب اذا علمنا ان هوكنج في اول صفحة من كتابه يقول ان الفلسفة قد ماتت) (16)
– فيلسوف الفيزياء كريج كالندر في جامعة كاليفورنيا يقول ساخرا ( منذ ثلاثين عاما صرح هوكنج بأننا على اعتاب نظرية كل شيء بحلول عام 2000 وحتى الآن في عام 2010 …لاشيء!! …لكن لايهم فهوكنج رغم ذلك قرر أن يفسرسبب الوجود بالرغم من عدم وجود النظرية!…إن ما يتحدث عنه هو مجرد حدس غير قابل للإختار أبدا) (17)
– ستيفن هوكنج (نفسه!) قال تعليقا على النظرية إم : محاولة فهم الفيزياء والرياضيات لا نهاية لها أبدا (18)
– راسل ستانرد الفيزيائي الشهير (نظرية الأوتار تحتاج لمصادم هيدروني بحجم مجرة لإختبارها وهذا غير ممكن…حسنا لو قلنا – طبقا للنظرية إم – ان الكون خلق نفسه فمن أوجد النظرية إم؟ ومن أوجد القوانين الفيزيائية الخاصة بها؟…ورغم ذلك فلاتوجد لها معادلة فيزيائية حتى الآن! أطلب منهم أن يكتبوا معادلة فيزيائية …لن يفعلوا لانهم ببساطة لايمتلكونها (9)
دون بيج الفيزيائي الكندي الذي كان تلميذ هوكنج وشاركه في كتابة ثمان ورقات علمية يقول : ( أتفق بكل تأكيد مع القول بأن حتى لوتمكننا من الحصول على صياغة كاملة للنظرية إم وثم ثبتت أيضا صحتها فهذا لا يتضمن أبدا أن الله لم يخلق العالم) (13)
فرانك كلوز الفيزيائي بجامعة أوكسفورد (النظرية إم غير معرفة حتى وقيل لنا أن لا أحد يعرف على ماذا يرمز الحرف (إم) ربما من كلمة ميث (أي أسطورة) إنها لا تضيف شيئا في الحديث عن الله) (13)
– يتبع لطفاً –
العالم جون بترورث الذي يعمل في مصادم الهادرون بسويسرا يقول :
(النظرية إم خارج نطاق العلم ) (13) (19)
-محمد باسل الطائي أستاذ الفيزياء الكونية بجامعة اليرموك بالأردن يقول:
(قوانين الفيزياء على الحقيقة بحاجة الى مشغل… هذا ما نتعلمه من ميكانيك الكم فجميع الصياغات القانونية في ميكانيك الكم تتخذ الصياغة الرياضية الإجرائية Operator formulationوهذه الصياغة تخفي في مضمونها وجود المُشغل. من جانب آخر فإن جميع الفيزيائيين الدارسين لميكانيك الكم يعلمون أن الصفة المؤسسة لميكانيك العالم وظاهرات العالم هي الصفة الإحتمالية وليست الحتمية أي أن نتائج فعل قوانين العالم (القياسات) ليست حتمية بل هي احتمالية… هذه الحقيقة تغيب عن عقل واينبرغ وعن عقل هوكنج حين يتحدثون عن الله) (4)
د.هاميش جونستون محررموقع عالم الفيزياء يعبر عن خوفه من تأثر الدعم الحكومي للبحث العلمي في بريطانيا تبعا لتصريحات هوكنج فيقول :
(توجد فقط مشكلة صغيرة وهي ضحالة الدليل التجريبي للنظرية إم .بمعنى آخر فهناك عالم كبير يخرج بتصريح للعامة يتحدث فيه عن وجود الخالق إعتمادا على إيمانه بنظرية غير مثبته … إن الفيزياء بحاجة لدعم العامة حتى لاتتأثر بتخفيض النفقات وهذا سيكون صعبا جدا إذا ظنوا أن معظم الفيزيائيين يقضون وقتهم في الجدال عن ما تقوله نظريات غير مثبته عن وجود الخالق) (20)
– الصحفي العلمي جون هورجان كتب مقال بعنوان (البهلوانية الكونية) وصف النظرية إم التي يعتمد عليها هوكنج بالحثالة وقال (هوكنج نفسه قال بإستحالة إختبار نظريته…أن تضع نظرية لكل شيء فأنت لديك لاشيء…إن يكون خلاصة بحثه هو النظرية إم الغير قابلة للإثبات ..إننا نخدع انفسنا إن صدقناه) (10)
– لطفاً يتبع –
– بروفيسورالرياضيات جون لينوكس أسهب في نقد هوكنج (13) (21) :
(إن قول أن الفلسفة قد ماتت خطير جدا خصوصا عندما لا تتوقف أنت نفسك عن إستخدامها …ولأن هوكنج لديه فهم مغلوط لكل من الفلسفة والدين فهو يريدنا أن نختار بين الله وقوانين الفيزياء!… إن القوانين الفيزيائية لايمكن أن تخلق شيئا فهي مجرد الوصف الرياضي للظواهر الطبيعية…فقوانين نيوتن للحركة لن تدفع كرة البلياردو على الطاولة بدون لاعب يضربها فالقوانين لن تحرك الكرة فضلا عن خلقها…إن ما يقوله هو خيال علمي بحت…من أين جاءت الخطة الكونية التي تحدث عنها هوكنج؟ إنها ليست من الكون فمن جعلها تعمل إن لم يكن الله؟…إن محاولة العلماء الملحدين الهروب من فكرة الخالق يجعلهم يعزون الوجود لأشياء أقل مصداقية كالطاقة والقوانين أوالكتل!…بالنسبة لي كلما زاد فهمي للعلم كلما زاد إيماني بالله لتعجبي من إتساع وتعقيد وتكامل خلقه) ثم شرح كيف آمن عمالقة العلماء عبر التاريخ بوجود خالق عظيم لهذا الكون فقال(إسحق نيوتن بعدما إكتشف قانون الجاذبية وألف أهم كتاب علمي في التاريخ (برينسيبا ماثيماتيكا) قال إنه يأمل أن يساعد أصحاب العقول (أولى الألباب) أن يؤمنوا بالله… وكانت قوانين آينشتين الرياضية مثار إندهاشة الدائم وإيمانه بوجود قوة حكيمة جبارة خلف هذا الكون (وإن لم يؤمن بإله الكتاب المقدس)… وآلان سانداج المعروف بالأب الروحي لعلم الفلك الحديث الحائز على أرفع الجوائز قال أن الله هو التفسير لمعجزة الخلق)
..
الدكتور زغلول النجار ألمح أن هوكنج يعاني من إضطراب وتشوش وقال :
“إذا كان هناك قانون للجاذبية فمن الذي وضعه وأوجده؟) (22)
العلم أثبت قطعا بداية الزمان والمكان مع حدوث الإنفجار العظيم.
-النظرية إم هي نظرية غامضة غير مكتملة و غير محددة ويستحيل إثباتها.
-نظرية الزمان الخيالي والأكوان المتعددة هي فلسفات ميتافيزيقية في أحسن الأحوال ليس لها أي أساس علمي ويستحيل إثباتها تماما كما يفترض طفل ان الكون داخل زجاجة بيبسي كولا.
-حتى في حالة صياغة وصحة وثبوت النظرية إم والأكوان المتعددة(وهو محال) فلايمكنها بحال نفي وجود خالق.
-كتاب (التصميم العظيم) هو فلسفة بحتة لها خلفيات ودوافع غير علمية
– عن موقع معاً لسحق الإلحاد –
ولا حول ولا قوة الا بالله
لا يمكن لأي مجتمع, مهما كان عرقه أو دينه أو إيديولوجيته, أن يتطور علمياً وإقتصادياً وحقوقياً وبحيث يكون مجتمعاً آمناً بعيداً عن الحروب الأهلية والصراعات السياسية والدينية والمذهبية, إلا من خلال الإحتكام إلى صناديق الإنتخابات, حتى ولو كان الفائزون سعادين. الديمقراطية وحدها هي التي تطور القردة وكل المتخلفين عقلياً.
للأسف الشديد, إن كثير من العلمانيين الذين يدعون أنهم تنويريين, من شدة حقدهم على المتدينين, يفضلون الإستبداد عن الديمقراطية التي يفوز من خلالها المتدينون. وبنفس الوقت بعض هؤلاء “التنويريين” يحلمون بأنظمة مثل الأنظمة الغربية. إنه التناقض والفهم المشوه, وأحيانا النفاق.
الحقيقة المرة التي على كل عربي ومسلم, إن كان مؤمناً أو ملحداً أو هبياً, أن يعيها, هي بأن الغرب لم يستيقظ صباحاً ويرى أنه في نظام ديمقراطي ذو قضاء مستقل عن السلطة. الغرب خاض حروباً أهلية كثيرة حتى اقتنعت الغالبية بأن الإعتراف بالآخر حتى ولو كان متطرفاً بأفكاره هو الحل طالما أن هذا المتطرف يرمي سلاحه ويحتكم إلى صناديق الإنتخابات, وبذلك تم تطهير العقول المتطرفة, إن كانت دينية أو عنصرية فاشية أو ملحدة لا تؤمن بوجود المتدينين, فاستقر المجتمع وتطور على كل الصعد. وهاهي ألمانيا تقاد من قبل الحزب المسيحي لعدة دورات متتالية.
على المتطرفين العلمانيين الحاقدين على المتدينين و اللذين يفضلون الإستبداد عن الديمقراطية التي توصل المتدينين إلى الحكم, أن يفهموا بأن تطرفهم سيبقيهم في بوتقة الأنظمة الإستبدادية والتطرف الديني اللذان خلطة سرطانية لتدمير الجتمعات. من يكره المتدينين, بحجة العقول المتحجرة والخرافات, عليهم أن يفرحوا بفوز المتدينين في الإنتخابات الديمقراطية, لأنها ستكون عملية تطهير للعقول المتعفنة إلى أن تصبح عقول مستنيرة تؤمن بالآخر وتحتكم للعقل وليس للعواطف.
التدين موجود في كل المجتمعات, وسيبقى إلى الأبد, لذا ترسيخ الديمقراطية حتى لو فاز المتدينون, هو الحل الوحيد لتطوير العقول المتدينة المتطرفة أو العنصرية أو المنافقة. أما رفع راية القضاء على المتدينين بحجة التخلف والخرافات, لا يولد إلا التطرف والحروب الأهلية, وتمكين الأنظمة الإستبدادية التي تعتاش على تخويف المجتمع من المتطرفين.
كيف لدين بدأ بكلمة ( اقرأ) ان يتعارض مع العلم؟ فلو كان الاسلام عدوا للعلم لما بدأ الوحي بكلمة
(اقرأ)! فهو لم يبدأ بكلمة (آمن) او ( أسلم)، بل ب ( اقرأ). فالاسلام يريد ايمانا مبنيا على علم وبينة. ولهذا فالقران دوما يدعو الى التفكر والتأمل في الكون وفي خلق السموات والارض، بل انها عبادة تسمى عبادة التفكر. أما محاولة الايحاء بأن الامة متخلفة منذ قرون عديدة وأن الدين هو سبب هذا التخلف فهذه فرية عجيبة. فالاسلام هو من رفع من شأن العرب علميا وحضاريا بعد ان كانوا متخلفين وهو الذي جعل دمشق وبغداد وغرناطة حواضر العالم ولقرون عديدة، أما مرحلة الانحطاط، فهي تخص الصعود والهبوط الذي يصيب كل أمة وحضارة خاصة ان ابتعدت هذه الأمة عن الاخذ بأسباب العلم والقوة. ابدا لا يريد الاسلام ( دراويش) وزوايا ودور للعبادة فقط. الاسلام عبارة عن منظومة متكاملة تشمل جميع نواحي الحياة، العلمية والسياسية والاقتصادية ولهذا يريد الاسلام من المجتمع المسلم ان يكون كخلية نحل في النشاط
والانتاج ويريد منا ان نستكشف هذا الكون وان نبحث فيه، وان نبحث في كل مجال. أما قضية ربط الاسلام زورا بالجهل عبر طرح سؤال عن افضلية من نرضى ان يعيش بين ظهرانينا، ملحد ام شخص مثل الزرقاوي؟ المبدأ القرآني يقول ( لكم دينكم ولي دين) هذا بما يخص غير المسلم. أما بخصوص الزرقاوي وغيره، فلدينا معلومات من جهة واحدة فقط عن ماهيته وماهية أمثاله، ونحن أمة بينة، ولا نحكم الا ببينة ولا ننجر وراء اشاعات واقوال، ولهذا لا يمكن ان نحكم على شخص ونقضي عليه بصاروخ من طائرة بلا طيار قبل ان تسمع اقواله ويقف بين يدي قاض عادل وانا اتحدث هنا من منظور اسلامي صرف. وكذلك فأن الاسلام برييء من افعال امثال الزرقاوي، ان صحت، لانه خالف المنهج المعلوم بالضرورة في حرمة قتل نفس واحدة فما بالك بالمئات او الالاف. ولكن السؤال الذي يشغل ذهني، لماذا لم تستغرب الكاتبة، وجود رئيس مثل جورج بوش بين الامريكان وقد كان ينام ويصحو على ( نداء الرب) بان يغزو العراق الذي قتل فيه ملايين من البشر وكان سببا مباشرا في ظاهرة الزرقاوي، فما هو الفرق بين بوش الذي طلب منه الرب ان يغزو العراق وبين الزرقاوي في هذه الحالة؟ الكفة تميل لصالح بوش في عدد القتلى! ثم ما الفرق بين الارهابيين وبين هؤلاء المحافظين الجدد واعوانهم في الغرب؟ يتبع لطفا…
يتبع لطفا..
دين و طب وفلك وأدب، فيزياء وكمياء وعلم جبر، هذا الذي احدثه الاسلام في قبائل كانت قبله متناحرة على ناقة وشاة وكلمة السر في هذا كله هي ( اقرأ). عندما كان يجري الاطباء المسلمون عمليات جراحية ويصنعون ادوات لتلك العمليات مازالت الى الان تحمل اسماء عربية، كان الاوروبيون في ذلك الوقت يتحدثون فقط عن أرواح شريرة. حسنا ما الذي غير المعادلة في هذا العصر ولماذا هذا التراجع؟ اولا لاننا لم نعد نقرأ كما أمرنا ديننا ولاننا ابتعدنا عن الاسلام صانع مجدنا وحضارتنا العالمية، وللعلم هذا الانحطاط الذي نعيشه، ليس منذ دهر كما ورد في المقال، بل هو محصور فقط في المائتي عام الاخيرة. فالصعود والهبوط سنة الهية كونية تصيبنا كما اصابت غيرنا من الحضارات السابقة فالمائتي عام، ليست بفترة طويلة في عمر الأمم، فالمهم ان نبدأ. ان اتساع الكون المستمر والنجوم والمجرات والكواكب كل هذه حقائق قرآنية دعا القران الى التفكر فيها، والتفكر هنا بمعنى البحث وعدم الجمود. فلا تعارض ابدا بين الاسلام والعلم، بل على العكس. فحينما يتم الحديث في العلم الحديث عن (فضاء)، يتحدث القران الكريم عن (بناء) كوني منظم ومعقد ومحكم الاتقان ودائم الاتساع. القران يتحدث عن سماء بلا فروج وبأعمدة وعن شمس (سراج) لانها مشتعلة بحد ذاتها وعن قمر (ضياء) لانهه يضاء ويعكس نور الشمس. القران يتحدث عن افلاك ( مسارات) تسبح بها هذه الكواكب والنجوم. القران يتحدث عن معلومات علمية محددة وعن منظومة معقدة ( لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القمر).
فالكون عبارة عن نسيج متماسك ومحبوك بدقة فتناهية يتكون من المليارات من النجوم والواكب هذا المعنى صيغ بثلاث كلمات فقط.( والسماء ذات الحبك). هنا الحديث يطول ويتسع! باختصار اقول: سيعود للامة سابق عهدها عندما تقرأ وتعود للفهم الصحيح للاسلام. ليس المسلمون وحدهم من خسر بسبب بعدهم عن الاسلام، بل البشر كافة خسروا بسبب هذا البعد ، لان الاسلام ليس قيم اخلاقية، تتبدل مع المصالح، بل هو منظومة اخلاقية شاملة ثابتة تسعى لسعادة البشر فوق كل ارض وتحت كل سماء. انه نداء الروح والفطرة الذي غيب الى حين، بسبب جهل المسلمين الذي ادى الى تكالب الأمم عليهم. انه الجهل والاستبداد والفقر ذلك الثالوث المرعب الذي اصابنا في مقتل. تحية طيبة
تصحيح لايضاح المقصود: يتحدث عن سماء بلا فروج ومن غير اعمدة
و حسبت الشاعر لا يكتب بلغة الفيزياء !
…” وماذا يمكن للقرار السياسي أن يغير في تلك الأعماق التي تلوثت على مدى دهر؟ ولم ينرها العلم؟ ولم تنهل من نبع علمي متواصل…”
” تلوث ” لا دواء له…..مثلنا مثل ” سيزيف ” و أسطورته الشهيرة…..
دائما ما اقرأ ردود فعل اقرب من ان تكون وجودية كلما كان هناك مقال يحاول تسليط الضؤء على ما آلت اليه الامور في مجتمعاتنا العربية، حيث لا بد من الحديث على الدين، شئنا ام ابينا، لانه فاعل قوي في هذه المجتمعات.
و كلما ذكرت كلمة الدين بشكل او بآخر في جملة تحتوي على كلمة تخلف، الا و بدأت التعليقات، التي انعتها بالوجودية، لانها تعبر في رأيي عن خوف من فقدان احد ركائز الهوية. و اتساءل دائما، هل من الممكن ان نعالج مسالة الدين دون تقاطب في النقاش، و بعيدا عن كل تشنج في الحوار.
.
المقال اعلاه، لا يمس قدسية الدين، و لا يسخر من الدين، لكنه يعالج مسألة كيف صنعنا، نحن الناس، من الدين فاعلا في تخلفنا عوض العكس. هنا فارق كبير بين الطرحين. اذا كان الدين يدعو الى التفكر و التعقل، فاكتفاءنا بما قاله السلف يدعو الى العكس. هل هذا سببه الدين؟ لا طبعا، سببه فهم معين، سوقه لنا الفقهاء على انه الصراط المستقيم. و هنا نحن بصدد الحديث عن الفقهاء. فهل بامكاننا الحديث عنهم بدون خلط هذا بازدراء الدين؟
.
هناك من ينتقد العلمانية و يعطي امثلة مثل المانيا كانها دولة دينية ناجحة. بلا، المانيا دولة علمانية يحكمها حزب علماني يستقي قيمه من الدين المسيحي. و كذلك في كندا.
.
العلمانية ليست ضد الدين، لكنها ضد استعمال الدين في تطويع المجتمع، لينتج عن هذا فقه لا يدعو للتفكر و التعقل، عكس ما جاء به الاسلام اصلا. العلمانية ضد احتكار رجال الدين لمفاتيح الجنة، يقايضون بها الناس، و يجعلونهم يتقبلون كل شيئ امروهم به.
هنا قد يريد احد الاخوة القول. هذا ليس صحيح، الدين ليس هكذا. و انا قول له صدقت، لكنني لا اناقش الدين هنا، بل كيف حوله الفقهاء الى ما هو عليه.
.
رجاءا، شيئ من التجرد، و نقاش الاشياء كما هي، و ليس كما ينبغي لها ان تكون.
.
الامر جلل بما فيه الكفاية، لكي نضيع اوقاتنا دائما و ابدا في نقاش أصمين.