معجم لغوي لتجميل العدوان الإسرائيلي على الوعي الغربي

حجم الخط
5

لندن – «القدس العربي»: «ليس للنشر أو التوزيع» جملة كتبت على كل صفحة من صفحات كتاب سري، سربته «نيوزويك» وكتبت عنه صحيفة «الإندبندت» البريطانية. 
الكتاب بعنوان «مشروع إسرائيل، معجم لغوي شامل 2009»  والمعد بعناية فائقة لإعتباره معجما إعلاميا ودليلا في أساليب التأثير على وعي الجمهور، وكسب الرأي العام الأمريكي والأوروبي، «يستعمله كل من يحارب في الخطوط الأمامية في الإعلام دفاعا عن إسرائيل لكسب المزيد من الدعم والتأثير لصالحها»- مقتبس من الكتاب.
كتبه قبل خمس سنوات الدكتور فرانك لونتز من الحزب الجمهوري الأمريكي والخبير في إستطلاعات الرأي والإستراتيجيا السياسية، مع فريق من خبراء الدعاية والإعلان وخبراء الميديا وذلك بتكليف من مؤسسة تطلق على نفسها إسم «مشروع إسرائيل من أجل الأمن والحرية والسلام» عام 2009 بعد حرب «الرصاص المصبوب» على غزة، لتعليم وتدريب المتحدثين الرسميين الإسرائيليين والنشطاء الإعلاميين الذين يظـــهرون عـــبر وســـائل الإعلام، وذلك لتبرير إعتداءات إسرائيل الوحشية وقتلــها للمـــدنيين والأطفال، لرأي عام أمريكي وأوروبي بدأت  تصله صور ضحايا العدوان الإسرائيلي عبر الإنترنت وشبكات التواصل الإجتماعي، فأصبحت الصورة تتضح تدريجيا له، صورة إسرائيل الحقيقية. 
 الكتاب موجه للجمهور الأمريكي في الدرجة الأولى والأوروبي في الثانية، ونصائحه مبنية على دراسات علمية عن طبيعة الجماهير وطريقة تفكيرها، وهو مدعم بإستطلاعات رأي مفصلة حول مختلف القضايا التي تتعلق بإسرائيل.
وحسب الكتاب، هناك ثلاث فئات من الجمهور الأمريكي، فئة مؤيدة لإسرائيل وستبقى كذلك، ولا داعي لمخاطبتها لمحاولة التأثير عليها من خلال وسائل الإعلام العامة، بل يجب مخاطبتها مباشرة ووجها لوجه من خلال المنظمات والمؤسسات التي تمثلها، والثانية هي من الجمهور، وهي الفئة المعارضة لإسرائيل والكارهة لسياساتها، وهؤلاء بالنسبة للكتاب لا ينبغي إهدار الوقت والمال في محاولات التأثير عليهم من خلال وسائل الإعلام العامة، حتى الحوار المباشر يعتبره الكتاب غير مفيد! الا في إطار محاضرات أو مناظرات في الجامعات وذلك لتدريب نشطاء الإعلام الشباب المؤيدين لإسرائيل لتقوية أدائهم الإعلامي والخطابي من خلال مشاركتهم في هذه المناظرات والمحاضرات.
أما الفئة الثالثة من الجمهور، فهم من غير المعارضين لإسرائيل أو المؤيدين لها فيسميها الكتاب بفئة «القابلين للإقناع» وهي الفئة التي يجب التركيز عليها في توجيه الخطاب الإعلامي الإسرائيلي للعمل على إقناعها، إما بالبقاء على رأيها أو لاستمالة قناعاتها لصالح إسرائيل وقضاياها!
من أجل تحقيق هذا الهدف الصعب يشرح الكتاب بالتفصيل الدقيق الكلمات والعبارات المحددة التي يجب على المتحدثين استعمالها وتلك التي يجب تجنبها وذلك حسب القضية المطروحة، مثل قضية قتل المدنيين، حل الدولتين، عودة اللاجئين، وباقي  القضايا والأسئلة التي قد تطرح.
يشرح  د. لونتز كيفية وأسلوب المراوغة وتجنب الإجابة عن الأسئلة الصعبة أو الشائكة. فمثلاً يقول الكتاب «مهما كان السؤال الذي تواجهه يجب عليك  تجاوزه بسلاسة وإستغلاله فقط كجسر للعبور والإنتهاء بعبارات وأفكار تصب في صالح إسرائيل، فعندما يسألونك سؤالا مباشراً  فأنت لست ملزما بإعطاء جواب مباشر، أنت من يتحكم في ماذا تقول وكيف تقوله، وتذكر أن تقديم إجابات ليس هو الهدف من إجراء مقابلات تليفزيونية، لكن هدفك الحقيقي هو التأثير على القابلين للإقناع وكسبهم لصالح إسرائيل».
يقدم الكتاب وصفات وأساليب عديدة لكيفية التأثير على الجمهور وعلى وعي المشاهد وعقله الباطني. في البند الأول من بنود الكتاب يقول: «المشاهد لن يتأثر بماذا تعرف وبمهاراتك اللغوية الا اذا شعر أنك إنسان حنون، دائما إظهر تعاطفك مع الطرفين، الضحايا الإسرائيليين والفلسطينيين!».
ويعتبر الكتاب ان نسبة كبيرة من  الشعب الأمريكي متعاطفة مع الفلسطينيين، لذلك على المتحدثين الإسرائيليين في الإعلام، عدم مهاجمة الشعب الفلسطيني أو إتهام «الفلسطينيين» بالإرهاب، بل عليهم مهاجمة حماس لأن الناس يعتقدون بأنها منظمه إرهابية. فالطريقة هي، التفريق الدائم بين حماس والشعب الفلسطيني، والربط المستمر بين حماس وإيران وبرنامجها النووي، لأن إيران في الوعي الأمريكي ما زالت تشكل خطراً وتعتبر داعما رئيسيا للإرهاب.
ينصح الكتاب المتحدثين الإعلاميين بأن لا يستعملوا مفردات الرفض والكلمات السلبية، فالجمهور يريد أن يشعر دائما بأن هناك أملا فيقتنع بسهولة أكثر بالمتحدث الإعلامي الذي يستخدم كلمات ومصطلحات إيجابية بدلا من السلبية. يقول الكتاب «ليس مهما أن تقول أنت ضد ماذا ومن، أو أن توضح القضايا التي تقف بالضد منها، الأهم أن توضح للجمهور القضايا التي تؤيدها والأهداف التي تسعى لتحقيقها». فبغض النظر عما يجري في الشرق الأوسط من أحداث، على الإسرائيليين القول باستمرار بأنهم ما زالوا يريدون السلام.
يعتبر الكتاب بأن العالم وأغلبية الناس ترى الإسرائيليين والفلسطينيين غير متكافئين من حيث القوة والجبروت، وأن الناس تعتبر أن الصراع الحالي هو صراع بين داوود وجالوت، ولكن هذه المرة، الفلسطيني هو داوود.
 إن هذا الإنطباع لدى الناس يعتبره الكتاب خطرا على إسرائيل، لذلك يقدم سلسلة من النصائح والإرشادات لتغيير هذا الإنطباع بشكل غير مباشر، فيلجأ لأسالبيب البرمجة اللغوية وإختيار الكلمات التي تؤثر على العقل الباطني للمستمع والمشاهد لتغيير هذا الإنطباع واستبداله بإنطباع آخر مفاده أن الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني هما متساويان، وذلك بالإيحاء بأن قدراتهما العسكرية متكافئة! ولتحقيق هذا الهدف ينصحهم الكتاب بالإكثار من إستعمال كلمات مثل «شراكة، مشاركة، إحترام متبادل، التعايش، العيش جنبا الى جنب بسلام».
وينصحهم بتكرار جمل مثل: «الإسرائيليون والفلسطينيون، كلاهما لديهم الحق ب … « وما يتبع هذه الجملة ليس مهما، المهم ان يسمعها الجمهور تتكرر مع باقي الكلمات الأخرى، هكذا ومع الوقت يصبح الجمهور الأمريكــي مقتنعا بأن هناك طرفين للصراع يتساوان في المسؤوليات والواجبات، فيعتقد مثلا أن «من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها» ليدعم بــذلك تبرير جرائمها وإعتداءاتها المستمرة.

أياد بركات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سمير صنع الله - امريكا:

    نحن اولى واحق بعمل مماثل فى الاسلوب لكسب الرأ ى العالمى عامة والراى الغربى والامريكى خاصه تجاه حقوق الشعب الفلسطينى . من من قادة الفكر والاعلام العربى مستعد للمباشرة فى هذا العمل المشروع لندعمه بكل امكانياتنا . ان الاوان لمحاطبة العالم بمصطلحات محدده تثبت حقوقنا وتكشف زيف اداعاءات اسرائيل ومن يدعمها والا نكتفى بمحاطبة انفسنا

  2. يقول جهاد:

    الله يخرب بيتهم
    ههههه
    خداع والتواء رهيب وكان العالم عايش بزمن 19 وخشبة
    العالم الان قرية واحدة والكل يعرف الحقيقة

  3. يقول mlike algeria:

    متى يحمل كتاب ومثقفي العرب والمسالمون اقلامهم والبحث في هموم الشعوب
    المتهضة والوقوف مع الحق

  4. يقول طاهر الفلسطيني المانيا:

    بسم الله الرحمان الرحيم.
    اليهود يعلمون يقينآ ان نهايتهم قد اقتربت بشكل مخيف , لأنه ليس موجود في كتبنا نحن فحسب بل موجود في كتبهم أيضآ ولربما بدقة أكثر , لهذا تجدهم يحاولون المناورة بكل الطرق لتفادي نهايتهم . ظنآ منهم ربما بامكانهم تغيير مسار التاريخ الذي بحد ذاته هو الذي كتب لهم بانشاء كيان دولتهم الهشه على أرض فلسطين سنة 1948 ولكن لن تدوم دولتهم اللقيطة الا 74 سنة منذ انشائها .الى نهايتها بعون الله سنة 2022 .

  5. يقول م . حسن . هولندا:

    لا قيود علي بحر فلسطين . فتح ميناء فلسطين البحرى في غزة علي العالم كلة بدون أى حدود بحرية أو قيود من أى مخلوق كان , وبدون أى تدخل في الحقوق البحرية الفلسطينية علي التعامل مباشرة مع العالم كلة بكل حرية .

إشترك في قائمتنا البريدية