معرض القاهرة للكتاب يجمع أعمال المبدعين السودانيين المتفرقين في المهاجر

حجم الخط
1

القاهرة ـ «القدس العربي»: حضور سوداني متميز يشهده معرض القاهرة للكتاب من خلال عرض العديد من الكتب السودانية، وكانت الغالبية في مجال الثقافة، وحازت الرواية أكبر نسبة، ونالت دار العين الحظ الأوفر في النشر والعرض.
وأبرز الإصدارات التي تعرضها دار العين في هذا العام رواية «موسم الهجرة للشمال» للكاتب الراحل الطيب صالح، يقول الشاعر أشرف يوسف مدير قسم النشر بدار العين، إن عرض هذه الرواية في معرض هذا العام يعد استمرارا لتكريم الكاتب الكبير الطيب صالح الذي كانت دار العين هي أول من نشرت له بعد أن اكتشفه الناقد رجاء النقاش ووصف الرواية بالسحر الفني والفكري.
ويقول أشرف إن الدار درجت على الاحتفاء بالطيب صالح وأقامت احتفالية كبرى على كورنيش النيل بحضور الطيب صالح الذي وصفه بالكنز المعرفي المخبوء خلف التواضع على عادة السودانيين.
الكاتب السوداني أمير تاج السر من الذين نشرت لهم دار العين وتوجد كتبه في المعرض ويقول عنه أشرف يوسف إن بدايته الحقيقية أيضا كانت في القاهرة، حيث تعتبر روايته «مرايا ساحلية» سيرة مبكرة تناولت مواضيع مسكوتا عنها في حكايات الشوارع والحياة السفلية في السودان، وقدمت بشكل فني متميز السودان غير الموجود في الكتب.
إضافة لهذا العمل، تعرض دار العين رواية «زحف النمل» وكتاب «ضغط الكتابة وسكرها» لأمير تاج السر الذي يكتب مقالاته في صحيفة «القدس العربي» يتناول فيها مختلف قضايا الثقافة والفكر.
«الرحلة 797» هي إحدى روايات الكاتب السوداني طارق الطيب، وهو مولود في مصر ومقيم في فيينا ويعمل إضافة للكتابة بالتدريس في ثلاث جامعات هناك، وصدرت له «محطات من السيرة الذاتية»، يقول أشرف يوسف إنه صنع سيرة ذاتية خاصة جدا بين القاهرة وشخوصها، ويرى أن الكتّاب السودانيين عموما لديهم حس خاص في كتابة السيرة الذاتية.
«رواية ابن الشمس» للكاتبة رانيا مأمون من الرويات التي نفدت مبكرا في المعرض وقد حصلت الرواية على منحةٍ من الصندوق العربي للثقافة والفنون ومؤسسة المورد الثقافي، وهي الكتاب الثالث لرانيا، بعد روايتها «فلاش أخضر» 2006 وكتاب «13 شهراً من إشراق الشمس» 2009 وتقع الرواية في 272 صفحة من القطع المتوسط.
وتعرض أيضا رواية «أشباح فرنساوي» للكاتب منصور الصويم، الذي يطّوف فيها في عوالم غرائبية تحكمها بنية سردية متماسكة تجلت عبر جدل تتداخل في منظومته أسئلة الإنسان ورغباته النازعة إلى التسلط والقهر والعنف والمغامرة».
ومن الروايات التي تعرض في الدار نفسها، رواية «بيضة النعامة» وهي للكاتب رؤوف مسعد وهو من مواليد السودان ويقيم حاليا في هولندا. وتحتفي دار العين بالرواية التي أحدثت ضجة كبيرة وهي رواية «شوق الدرويش» لحمور زيادة الكاتب السوداني الوحيد الموجود في المعرض، وتدور بينه وبين الزوار والكتّاب المصريين حوارات ونقاشات حول الرواية وغيرها من الأعمال الأدبية.
ويقول مدير النشر بدار العين إنه ومنذ أن عرض عليه منشور رواية «شوق الدرويش» وجد أنها رواية جوائز ويضيف: «لقد بذل حمور مجهودا كبيرا ليصل إلى الصورة الأخيرة لعمله، لكن القارئ لا يشعر بهذا الجهد داخل العمل المكتوب، وهذه المفارقة هي التي صنعت مجد هذه الرواية وجعلتها تفوز بجائزة نجيب محفوظ في أواخر العام الماضي، وإضافة لقيمتها السردية فإنها مكتوبة بلغة جيدة وجذابة للقارئ».
دار النسيم للنشر عرضت كتبا للشاعر والكاتب السوداني المقيم في أستراليا عفيف إسماعيل، وتوجد إصدارات الكاتب فائز السليك الموجود حاليا في أمريكا بدار أوراق للنشر، ويعرض المركز الثقافي العربي رواية «فريج المرر» للكاتب والإعلامي المقيم في قطر حامد الناظر وتعرض دار ميرديت العديد من إصدارات السودانيين.
وتعرض في معرض القاهرة الدولي أعمال الكاتب بركة ساكن المقيم في أوروبا، وقد كان ينوي الحضور والمشاركة، لكن لم يتم منحه تأشيرة دخول وأصدرت دار أوراق للنشر والتوزيع – وهي ناشر أعمال بركة– بيانا أدانت فيه ما حدث .
عبد العزيز بركة ساكن درس في مصر وهو أديب سوداني يقيم في النمسا منذ سنوات، وأحدث بركة ضجة كبيرة في الخرطوم عندما منعت رواياته من الطبع والنشر، وقد فاز بجائزة الطيب صالح للرواية عام 2009 وترجمت أعماله إلى اللغتين الإنكليزية والألمانية ومن أبرز أعماله «الجنقو مسامير الأرض، مسيح دارفور وامرأة من كمبو كديس».
ورغم عدم زيارة مجموعة كبيرة من السودانيين المقيمين في مصر لمعرض القاهرة للكتاب – خاصة في الأيام الأولى – يبقى المعرض بوابة كبيرة للقارئ العربي للولوج في عوالم الكتابة السودانية، فالخرطوم الآن لم تعد تقرأ فقط – حسب المقولة التأريخية – فهي تنتج في كل القارات إبداعا سودانيا يترجم إلى عدة لغات ويقرأ في كل أنحاء العالم.

صلاح الدين مصطفى

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سوسن الأردن:

    اول من نشر للكاتب السوداني الكبير الطيب صالح كان دار العودة – بيروت ، حيث صدرت الطبعة الأولى من موسم الهجرة الى الشمال . كما نشرت له المؤسسة العربية للدراسات والنشر في بيروت ، دومة ولد حامد في أوائل السبعينات من القرن الماضي .

إشترك في قائمتنا البريدية