مقاتلون عشائريون من دير الزور: نقاتل مع الأكراد لكنهم يرفعون علمهم بعد كل عملية والأمريكيون يصرون على أن استعادة المدينة تبدأ من ريف حلب

حجم الخط
3

غازي عنتاب ـ «القدس العربي»: بعد نزوح الكثير من أبناء قبيلة الشعيطات من قراهم بريف دير الزور إثر المعارك الدامية مع تنظيم «الدولة»، انضموا كمجموعات مقاتلة مع كل الأطراف التي تقاتل تنظيم «الدولة» في سوريا، على تناقضاتها، من «جبهة النصرة» حتى النظام السوري.
فالذين انتموا لجبهة النصرة باتوا مؤثرين في مناطق تشتبك فيها مع تنظيم «الدولة» كدرعا وريف حلب الجنوبي، بعضهم بقيادة أبو مارية القحطاني الذي يتشارك معهم بتلك الثأرية القبلية التي دفعت بمجموعات أخرى من الشعيطات للانضمام لكل من يقاتل تنظيم «الدولة» حتى وإن كان جيش النظام السوري .
ليس فقط الشعيطات، بل هناك مجموعات عشائرية من دير الزور ينتمون إلى البكير والبوسرايا والشحيل تحتفظ بعلاقة ثأرية مع تنظيم «الدولة» بعد سيطرته على معاقلها، انضمت للمعركة ضد تنظيم «الدولة» ضمن قوات الأكراد شمال سوريا أو ضمن فصائل «الجيش الحر» المكلفة بخطة المنطقة الآمنة بريف حلب الشمالي بإشراف التحالف الدولي. ويقول عمار الحداوي أحد وجهاء بلدة الشحيل بدير الزور إن بعض الشخصيات العشائرية من دير الزور كانت تحاول تحشيد مجموعات من المنطقة الشرقية لمحاربة تنظيم «الدولة» وتحرير دير الزُّور من خلال تشكيلات تسعى للدعم الخارجي لأنها تفتقر لمقومات ذاتية. ويضيف الحداوي لـ»القدس العربي»، «تجد قسم من الشعيطات التحقوا بالأكراد حزب آلـ «بي يا دي» وحميدي الدهام الجربا مقابل مئة دولار شهريا، وأخبرني بعض القيادات العائدة منهم أنهم غاضبون جدا حيث يقول نحن نحارب ونقاتل والأكراد همهم رايتهم الصفراء وكلما حررنا قرية نصبوا رايتهم هم، طبعا من الواضح أن هذه المجموعات أدركت أنها أدوات لمشروع فيدرالي كردي شمري».
ويقول ناشطون تابعوا النزاع مع قبيلة الشعيطات منذ عامين إن الثأرات تسيطر على تشكيلاتهم ولا تكاد تجد عندهم رؤية واضحة، الكثير مع النظام ومنهم مع الأكراد ومنهم منضوون مع فصائل الجيش الحر الصغيرة.
وفي ريف حلب الشمالي تظهر ساحة أخرى لعمل مجموعات من الشعيطات، ونعود لعمار الحداوي الذي فاوض تنظيم «الدولة» ممثلا عن قبيلته البوكامل في بلدة الشحيل قبل عامين، يتحدث لـ «القدس العربي» قائلا «الأمريكيون هم من يرسم الخريطة ومن لا يلتزم يحرم من التسليح والغطاء الجوي، وقد أخبرني قائد بارز في تجمع أسود الشرقية وهو أبو أحمد العساف بأن هناك نحو خمسمئة مقاتل من مجموعته يقاتلون بمشروع المنطقة الآمنة، وكل الأطراف تملي عليهم شروطها مقابل الدعم، والعلة الحقيقية كما يقول العساف إنهم يوافقون على كل الشروط بلا مقابل، فمثلا كما هو معلوم أقرب النقاط لدير الزُّور هي الانطلاق من تل أبيض نزولا باتجاه أبو خشب منطقة صحراوية وتستغرق ساعتين فنصبح بعدهاعلى مشارف دير الزُّور. ولكن الأمريكان يريدوننا أن ندخل من ريف حلب الشمالي من جرابلس وإقحامنا بمعارك استنزاف بعيدة جدا تبدأ بقرية الراعي بريف حلب الشمالي، فكيف يمكن لخمسمئة مقاتل مواجهة واختراق تنظيم «الدولة» من ريف حلب مرورا بالطبقة ثم ريف الرقة ثم الرقة المدينة ثم ريف الرقة الحنوبي وبعدها نصل إلى دير الزُّور؟ ويقول العساف إنهم في المعارك الأخيرة في قرية الراعي خسروا الكثير من الشباب، في مجمل المعارك في ريف حلب تجاوز عدد القتلى من أبناء الشرقية أكثر من خمسة وأربعين قتيلا، ويعلق على ذلك مستغربا : لازلنا في الراعي وخسرنا هذا العدد فكيف لو تقدمنا أكثر. أما مجموعات الشعيطات المتواجدين في صف جيش النظام السوري فهم يتعرضون لاستنزاف النظام في معارك حُمص وتدمر جنبا إلى جنب مع قوات ميليشيا جند العباس والنجباء وحزب الله».

وائل عصام

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول الكروي داود النرويج:

    مشكلة العشائر هي في مصلحة شيوخها الخاصة
    فشيخ العشيرة يتبع من يدفع له أكثر وبالتالي يجر أبناء عشيرته خلفه
    ولا حول ولا قوة الا بالله

  2. يقول رائد البحري من داكار:

    وائل عصام اصدق كاتب عربي والشعيطات ترمي بهم كل الأطراف في الصف الاول وسيكونون في مقدمة المحرقة لكل الأطراف وابوماريا ليس بجهادي وإنما قاطع طريق وطالب ثار عشائري

  3. يقول زانا الكردستاني:

    مشاركة الاخوة العرب من العشائر محل تقدير لكن ليسوا هم لوحدهم من يحارب بل القوة الاكثر فاعلية هي قوات حماية الشعب الكردية الى جانب صناديد الشمر والعلم الذي يرفه هو علم قوات سوريا الديمقراطية وهو علم تنضوى تحته جميع الفصائل وليس علما كرديا كما يحاول البعض تصويره بل علم عليه خريطة سوريا.

إشترك في قائمتنا البريدية