بغداد ـ «القدس العربي»: أعلنت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق «يونامي»، أمس الجمعة، مقتل 95 عراقياً وإصابة 163 آخرين خلال أيار/ مايو الماضي.
وقالت في بيان، تصدره بشكل شهري، إن «الأرقام التي سجلتها أفادت بمقتلِ ما مجموعه 95 مدنياً عراقياً وإصابة 163 آخرين، جرّاء أعمال الإرهاب والعنف والنزاع المسلح التي وقعت في العراق خلال شهر أيار/مايو 2018». وأضافت أن «هذه الأرقام تشمل سائر المواطنين وغيرهم ممن يعدُّ من المدنيين وقت الوفاة أو الإصابة كالشرطة في مهام غير قتالية والدفاع المدني وفرق الأمن الشخصي وشرطة حماية المنشآت ومنتسبي قسم الإطفاء».
يأتي ذلك في وقت، كشفت فيه حكومة إقليم كردستان العراق أن أكثر من 3 آلاف مواطناً كردياً وأيزيدياً، لا يزالون مختطفين لدى تنظيم «الدولة الإسلامية».
قال منسق التوصيات الدولية في حكومة إقليم كردستان، ديندار زيباري، في تصريح أورده الموقع الرسمي للحزب الديمقراطي الكردستاني، إن «إرهابيي داعش ارتكبوا جرائم كبيرة بحق المكونات الدينية المختلفة في محافظة نينوى، فقد ارتكب هؤلاء العشرات من الجرائم البشعة بحق المواطنين، وخاصة بحق المواطنين الكرد من قتل وتنكيل وتشريد وخطف».
وبين أن «الأكراد والأيزيديين أصبحوا ضحية أبشع تلك الجرائم التي ارتكبت بحق الإنسانية، وقتل وخطف تنظيم الدولة الآلاف منهم».
وطبقاً للمصدر، فإن «عدد المختطفين بلغ 6417 شخصاً، منهم 3548 من النساء»، لافتاً إلى «تعرض النساء المختطفات إلى شتى أنواع الاعتداء والتعذيب النفسي والجسدي، الذي لا يقبل به أي قانون أو عرف».
وكشف عن تأسيس مكتب خاص في حكومة كردستان في أواخر 2014، يتولى مهمة ملف المختطفين وسبل تحريرهم، معلناً تحرير «أكثر من (3275) شخصاًـ منهم (1148) إمرأة و(336) رجلاً و(935) فتاة و(956) من اليافعين والشباب، حتى 23 أيار/ مايو الماضي».
وأكد المسؤول الكردستاني أن «ما تبقى منهم في قبضة التنظيم، يصل عددهم إلى نحو (3146) شخصاً، منهم (1465) من النساء و(1685) من الرجال».
وتابع: «مواطنو جميع المناطق التي استولى عليها داعش بكافة مكوناتهم، تعرضوا إلى الظلم والاضطهاد، وليس الكرد الأيزديين فقط، لكن معاناة الأيزديين كانت أكبر كونهم أكرادا أولاً وديانتهم الخاصة مختلفة ثانياً».
ومن بين المختطفين أيضاً، «نحو 250 مواطناً مسيحياً، 82 منهم من النساء»، حسب المصدر الذي أكد «هدم التنظيم ومحو عدد كبير من الكنائس وبيع ودور العبادة الخاصة بهم للمكونات الدينية المختلفة. داعش هدم نحو 68 مزاراً ومعبداً للأيزديين، و85 كنيسة و3 مقابر للمسيحيين».
وأشار إلى أن «بعض المنظمات تحاول استغلال ملف الأيزديات المختطفات لأغراضهم الخاصة، وبعض من يسمون أنفسهم نشطاء إنسانيين يتحدثون في الندوات والتجمعات عن هذا الملف ويجمعون الأموال باسم مساعدة الأيزيديات الناجيات، لكن تلك الناجيات لم يرين من أولئك شيئا يذكر، وخاصة في مجال إعادة تأهيلهن وإعادتهن إلى أحضان المجتمع»، لافتاً إلى أن «قسماً من أولئك الدعاة يقومون بمرافقة عدد من الناجيات والطواف بهن في الدول الأوربية والعربية ليعقدوا الندوات والمحاضرات بهن بهدف جمع المال والتبرعات باسم الناجيات».
مليونا نازح
ويأتي تصريح المسؤول الكردي، بعد أقل من 48 ساعة، من كلمة يان كوبيتش، الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، في اجتماع مجلس الأمن نيويورك، وأعلن خلالها عن وجود أكثر من مليوني نازح في العراق لم يتمكنوا من العودة إلى مدنهم المحررة.
وقال المسؤول الأممي: «في 6 نيسان/إبريل، وفي مدينة الموصل، تم اكتشاف مقبرة جماعية تضم 22 جثة تعود لمنتسبين سابقين في قوات الامن وموظفين في المفوضية العليا المستقلة للانتخابات. وفي 2 نيسان/إبريل، وفي قضاء يقع في جنوب الموصل، تم اكتشاف مقبرة جماعية تضم 51 جثة تعود إلى منتسبين في قوات الامن العراقية. المقبرتان تضمان ضحايا داعش».
وحسب المصدر «منذ حزيران/يونيو 2014، تم اكتشاف 122 مقبرة جماعية على الأقل، ويعتقد أن الأغلبية الساحقة منها تضم ضحايا تنظيم «الدولة». وتبقى عملية الحفاظ والحفر الممنهج لهذه المواقع أمرا حاسماً حيث يمكن أن تحتوي على أدلة تقود إلى مرتكبي هذه الجرائم وكذلك الأدلة المهمة التي تقود إلى معرفة هوية الضحايا».
وقال أيضاً: «لا تزال الأزمة الإنسانية في العراق مستمرة رغم ازدياد عدد الأسر العائدة إلى مناطقها الأصلية»، مبيناً إن :أزمة النزوح بلغت ذروتها في نيسان/إبريل 2016، عندما أُجبر 3.4 مليون شخص على ترك منازلهم. وبعد مرور عامين، لا يزال أكثر من 2.1 مليون شخص نازحين وبحاجة إلى مساعدات إنسانية».
عودة متذبذبة
وأضاف: «لاتزال عملية عودة الأُسر النازحة متذبذبة. ففي الفترة من 31 آذار/ مارس، إلى 30 نيسان/ أبريل، عاد أكثر من 75 ألف شخص إلى أربع محافظات بشكل رئيسي، وهي نينوى وصلاح الدين وكركوك والأنبار. وعلى الرغم من ذلك، رصدت حالات نزوح جديدة وثانوية. على سبيل المثال، في نهاية شهر نيسان/إبريل، عاد قرابة 51 ألف نازح إلى مخيمات في محافظة نينوى، من بينهم 27 ألف شخص نزحوا نزوحا ثانوياً»، عازيا السبب في ذلك إلى «انعدام الخدمات الأساسية وفرص كسب العيش في مناطقهم الأصلية، فضلاً عن المخاوف الأمنية وانتشار مخاطر المتفجرات».
وتابع: «في شهر نيسان/ أبريل، أُنشئت أولى لجان عودة النازحين في محافظات الأنبار وكركوك وصلاح الدين لتيسير عملية عودة النازحين بشكل كريم وبتعاون تام من قبلهم»، مرجحاً أن «يتم قريباً تشكيل لجان مماثلة أخرى في محافظتي بغداد ونينوى. وتتألف هذه اللجان من ممثلين عن الحكومة والمنظمات غير الحكومية والأمم المتحدة، وتهدف إلى التأكد من أن عودة النازحين تتم بشكل طوعي وآمن وكريم، فضلا عن تلبية احتياجات النازحين الباقين في المخيمات من خلال إعادة توطينهم في مخيمات أخرى تتوافر فيها خدمات أفضل وتشهد عدداً أقل من انتهاكات إجراءات الحماية، ويسهل الوصول إليها من قبل الجهات الفاعلة في المجال الإنساني».