الناصرة ـ «القدس العربي» من وديع عواودة: رغم «ميثاق إخوة الدم» الذي وقعه زعماء الدروز في فلسطين مع الحركة الصهيونية، والاتفاق على تجند شباب الطائفة الدرزية في جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومقتل نحو 420 منهم في الحروب العربية الإسرائيلية، وآخرها حرب غزة صيف 2014، دعت إحدى الشخصيات المقربة من رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي سعى إلى قانون القومية اليهودية، الدروز لإقامة دولة لهم في سوريا.
وحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت»، فإن ناتان ايشل، أحد أقرب الناس لنتنياهو، دعا الدروز إلى الانتقال إلى سوريا وإقامة دولة درزية هناك.
ووفقا لما نشره الصحافي امنون ابراموفيتش في القناة الإسرائيلية الثانية قال ايشل «بعد أن انطلقنا، لا ينبغي تغيير أي كلمة في قانون القومية، وأي شخص لا يناسبه ذلك، فإن لديه جماعة درزية كبيرة في سوريا وهو مدعو لإقامة الدولة الدرزية هناك».
وسارع مكتب نتنياهو إلى التنصل من التصريح، وقال ردا على ذلك:» بيان من هذا النوع مخالف لرأي رئيس الوزراء وعمله من أجل الطائفة الدرزية. مثير للسخرية محاولة نسب هذه المقولة إليه». لكن ايشل، رئيس الطاقم الأسبق في مكتب رئيس الوزراء، الذي أصبح الآن مقربا من نتنياهو، لم يكتف بهذا الاقتراح، بل كتب لأطراف مختلفة أن «نتنياهو يريد ألا يواجه الدروز والدروز لا يريدون بقاءه في الحكم».
جاءت هذا الدعوة في الوقت الذي خرج فيه عشرات الآلاف من الدروز ومن يؤيدهم من اليهود وسط مقاطعة بقية الأطراف العربية، في تظاهرة احتجاجية وسط تل أبيب للتعبير عن رفضهم لقانون القومية اليهودية العنصري.
وهتف الكثير من المتظاهرين منددين بوزير الاتصالات الدرزي أيوب القرا من حزب الليكود، الذي صوت لصالح القانون، وخرج أخيراً للدفاع عن القانون، ووصفه المتظاهرون بالخائن.
وأجمع المتحدثون من الدروز والإسرائيليين في كلماتهم في التظاهرة على رفض قانون القومية. ووصف رئيس جهاز الأمن العام الإسرائيلي «الشاباك» الأسبق، قانون القومية بالمخجل.
وهاجــم رئيــس الشــاباك الســابق، يوفال ديسكين، المشـرعـين لقــانون القــومية الذي وصفـه بـ «الرجس»، كما هاجم المنافقيـن ممن أسماهم «كـلاب البـودل « الذين اتهمهـم بنشر الأكاذيب والتحريض، قائلاً إن «القانون لم يأت لتعزيز دولة إسرائيل وإنما لخدمة احتياجات سياسية صغيرة وحقيرة، ولتقويض الأسس وتقسيم الشعب وزيادة الكراهية بيننا تمهيدا للانتخابات».
وشاركت في المظــاهرة أيضــا زعيمـة المعارضة تسيبي ليفـني، ورئيس حزب «يوجد مســتقبل» يئير لبيد، ورئيسـة ميرتس تمار زاندبرغ، وأعضــاء الكنيست عمير بيرتــس، وميكي روزنتال وميخــال بيران من المعسكر الصهيوني، وإيلان غيلؤون ومــوسي راز من ميرتس. وامتــنع المتظاهرون عن رفع أعلام حزبية بادعاء أن هذا هو احتجاج غير سياسي ومن أجل المساواة.
في المقابل قاطعت الفعاليات الفلسطينية في الداخل كلجنة المتابعة العليا والقائمة المشتركة والأحزاب، هذه المظاهرة لاعتبارها فئوية وتتجانس مع القاموس السياسي الإسرائيلي، مثلما أنها ترفض شعاراتها ولا ترى بوثيقة قيام دولة إسرائيل مرجعية لها، وتعتبر الخدمة في جيش الاحتلال خيانة. وتشارك كافة الفعاليات المذكورة بمظاهرة شعبية واسعة في تل ابيب السبت المقبل ضد قانون القومية.
(تفاصيل ص 6)