لندن ـ «القدس العربي»: تلقى مستخدمو نظام التشغيل العالمي الجديد «وندوز 10» صفعة على وجوههم عندما أعلنت الشركة في وقت لاحق لتنزيل البرنامج «بيان الخصوصية» المتعلق به، والذي تبين منه أن شركة «مايكروسوفت» قادرة بفضل هذا البرنامج على جمع معلومات خاصة من المستخدمين، بما فيها رسائل البريد الالكتروني الشخصية وقوائم العناوين وبعض الملفات.
وقال تقرير لجريدة «دايلي ميل» البريطانية إنه خلال أسبوع واحد من طرح نظام التشغيل الجديد أصبح أكثر من 14 مليون جهاز كمبيوتر حول العالم يستخدمونه، وهو ما يعني أن المعلومات والبيانات الشخصية لكل هذا العدد الهائل من المستخدمين في عهدة شركة «مايكروسوفت» القادرة على الدخول إلى بياناتهم متى ما أرادت ذلك.
وأوضحت الشركة الأمريكية أنها «لا تقوم باستدعاء أي بيانات أو الدخول عليها إلا بموافقة المستخدمين»، في محاولة منها للتهدئة من حالة الغضب التي ثارت بعد أن اطلع خبراء ومختصون في التكنولوجيا على «بيان الخصوصية» المتعلق بنظام «وندوز 10».
وبحسب تقرير لمجلة «نيوزويك» الأمريكية فان قائمة الشروط والأحكام التي نشرتها شركة «مايكروسوفت» لمستخدمي «وندوز 10» تقع في 45 صفحة، إلا أن خبراء اطلعوا عليها ووجدوا أنها تتضمن ما يتيح لشركة «مايكروسوفت» أن تتبع المستخدم وتراقبه اعتباراً من لحظة تشغيل النظام الجديد وإنشاء حساب عليه، وتقوم بتخزين البيانات الأساسية المتعلقة بالمستخدمين لديها، بما في ذلك كلمات المرور وبيانات بطاقات الائتمان المصرفية.
وأوضحت «مايكروسوفت» أنها تقوم بتخزين عمليات البحث التي يقوم بها المستخدم على شبكة (Bing)، كما تقوم بتخزين المحادثات أيضاً مع المساعد الشخصي (Cortana)، إضافة إلى تخزين قوائم بالمواقع الالكترونية التي قام الشخص بزيارتها والتطبيقات التي استخدمها أو قام بتنصيبها على جهازه، وصولاً إلى إمكانية الاطلاع على رسائل البريد الالكتروني الخاصة والوصول إلى الملفات الشخصية والخاصة المخزنة على جهاز الكمبيوتر.
ولا تتوقف عمليات جمع البيانات التي تقوم بها شركة «مايكروسوفت» عند هذا الحد، وإنما تمتد لتصل إلى تخزين عمليات الطباعة والكتابة التي يقوم بها الشخص على جهاز الكمبيوتر الخاص به أو جهاز الهاتف المحمول الذكي الذي يقوم باستخدامه، حيث ينص بيان الخصوصية بالحرف الواحد على أن «ما تقوم بطباعته على لوحة المفاتيح أو كتابته بخط اليد يتم جمعه أيضاً».
وتشير الشركة إلى أن عملية جمع الكلام المحكي والمكتوب الذي يقوم به المستخدم إنما يهدف إلى المساعدة على تطوير قدرات الشركة للتعامل مع المدخلات التي تأتي من المستخدمين بشكل صحيح، فيما تقوم الشركة باستخدام قوائم المتصلين والأجندات الشخصية للمستخدمين في عملية التعريف بشكل أفضل بالأشخاص والمناسبات.
كما تقول الشركة ان البيانات يتم استخدامها من أجل الوصول إلى تعامل شخصي بشكل أكبر مع المستخدمين، ومن الممكن أن يتم استخدامها في عملية الاستهداف من قبل المعلنين والإعلانات إذ يتم ارسال الإعلان إلى الشخص المهتم بمضمونه ومحتواه، إلا أن هذا يفتح الباب واسعاً ـ بحسب العديد من الخبراء ـ أمام تساؤل مهم وهو أن الشركة قد تشارك أطرافاً أخرى بالبيانات التي تجمعها من المستخدمين، مثل المعلنين وغيرهم.
ونقلت جريدة «التايمز» البريطانية عن مجموعة ضغط أوروبية متخصصة بحقوق المستخدمين على الانترنت قولها إن «بوليصة الخصوصية التي أعلنتها شركة مايكروسوفت لمستخدمي وندوز 10 تمثل أخباراً سيئة».
وقالت مجموعة «الحقوق الالكترونية الأوروبية» المعروفة اختصاراً باسم (EDR) إن «معايير الخصوصية الموجودة في «وندوز 10» تمثل انتهاكاً لحق الناس في الكلام، وانتهاكاً لخصوصيتهم».
وأضافت المجموعة إن «شركة مايكروسوفت الأمريكية تضمن لنفسها أساساً حقاً كبيراً في الدخول على بيانات المستخدمين وجمع كل شيء عما يفعلونه ويقولونه ويكتبونه ويشاهدونه، وذلك بهدف الحصول على مزيد من الإعلانات، أو بهدف بيع هذه البيانات لأطراف أخرى».
وقالت كريستين فيدلر التي تدير مجموعة الضغط الأوروبية المعنية بالحقوق على الانترنت إن شركة «مايكروسوفت وخلافاً لوعودها السابقة، أصدرت بياناً للخصوصية من 45 صفحة لا يتضمن أي معلومات مباشرة بالمطلق»، مطالبة الشركات على الانترنت باصدار توضيحات لبيانات الخصوصية لتصبح قابلة للفهم من قبل المستخدمين ليصبحوا في النهاية قادرين على اتخاذ القرار بشأن ما يريدون فعله على الانترنت مما لا يريدون.
وترى فيدلر أن أسوأ ما في بيان الخصوصية المرفق بنظام التشغيل «وندوز 10» هو أنه يمنح شركة «مايكروسوفت» الأمريكية حق الدخول على بيانات المستخدمين والاطلاع عليها والتصرف بها.
يشار إلى أن العديد من الخبراء المتخصصين في أمن المعلومات حذروا من وجود ثغرات في نظام التشغيل «وندوز 10» قد تتيح أيضاً للقراصنة سرقة ملفات أو الدخول على معلومات المستخدمين. وحذروا من خاصية جديدة في النظام تتيح الدخول على شبكات الانترنت اللاسلكية (Wifi) دون الحاجة إلى كلمة مرور، ودون أخذ الاذن من المستخدم، حيث يشترط فقط أن يكون كلاً من المستخدمين الاثنين يعملون بنظام «وندوز 10».
والخاصية الجديدة تحمل الاسم (wifi sense)، ويوصي الخبراء بتعطيلها من خلال «الاعدادات» في نظام «وندوز 10» لتجنب التورط في مشاكل أمنية قد تؤدي إلى اختراق جهاز المستخدم.
ويقول الخبراء إن مشاركة الآخرين بشبكة الـ»واي فاي» أو اتاحة الفرصة لهم بالمشاركة يمكن أن يكون ثغرة للاختراق من قبل قراصنة الكمبيوتر والانترنت، حيث ان شبكة النت تصبح أقرب إلى الشبكات غير الآمنة التي يتم التحذير دوماً من استخدامها.
ونقلت العديد من التقارير الغربية عن خبراء الانترنت قولهم إن الخاصية تتيح للأصدقاء الذين يتشاركون باستخدام «وندوز 10» أن يتشاركوا أيضاً في كلمة المرور الخاصة بشبكة الانترنت اللاسلكي «واي فاي» التي يستخدمونها، وهي خاصية تكون متاحة أمام كل الأصدقاء على «سكايب» أو «فيسبوك» أو حتى قوائم الاتصال عبر «أوتلوك»، أي عبر البريد الالكتروني، وهم أشخاص يمكن أن لا يكونوا من بين الأصدقاء أصلاً، وإنما هم على قوائم الاتصال فقط.
ويثير «وندوز 10» جدلاً واسعاً منذ طرحه على المستخدمين في العالم مؤخراً، فيما من المنتظر أن يتم طرح النسخة الخاصة بالهواتف المحمولة قبل نهاية العام الحالي. وتتوقع بعض التقارير أن يتم طرحها في شهر تشرين الثاني/نوفمبر من العام الجاري.
أين أنت يا طعس لتعلق
فموضوع الشبابيك أصبح من اختصاصك !
ماذا يشكي الوندوز 7 أو 8 ولماذا المغامرة بالتحول الى وندوز 10
ولا حول ولا قوة الا بالله