تشعر باعتزاز مهني، وشعور بالفخر أمام مشهد الزميل الإعلامي في «بي بي سي»، التونسي مكي هلال، وهو يمارس المهنة بكل حرفية واحتراف في دقائق عصيبة على الهواء مع متحدث باسم حكومة نتنياهو، وهو متحدث عصبوي يميني مستفز بحديثه لأقصى الحدود.
مكي هلال، مع حفظ كل ألقاب الإحترام التي يستحقها، وفي دقائق قصيرة ومكثفة دخل في حوار مع «ضيفه» غير المؤدب حول موضوع القدس والإعتداءات الإسرائيلية الممنهجة، وطبعا فإن المسوغات الصهيونية لدى الإسرائيلي كانت حاضرة وبقوة، إلا أنها اصطدمت بحائط صد مكي، الذي اعتمد المنطق القانوني في حواره بهدوء وبدون تشنج، لكن بحسم واضح، وقد حشر الضيف مع كل ادعاءاته بزاوية اللا منطق.
لم يخرج عن طوره، ولم يضيع بوصلته للحظة، كان هادئا إلى درجة أفقدت الإسرائيلي أعصابه وجعلته يصرخ ويتحدث بلغة همجية كشفت إعلاميا زيف المنطق الإسرائيلي وتوتره حينما تحاججه بلغة المنطق.. وهذه حالة نادرة في إعلام عالمي نخسر فيه جولاتنا وقضايانا دائما.
هلال، أنهى الحوار بعبارة تفوقت بتماسكها على كل هذيان العصبية لدى الطرف الآخر، حين أعاد التذكير بفكرة الإحتلال حسب القانون الدولي ومقررات الأمم المتحدة، ردا على الإسرائيلي، الذي قال زورا: إن الاقصى تم اختطافه من قبل بلطجية «يقصد المدافعين عنه»، فأجاب هلال بثقة: تم خطف الأقصى عام 1967 حسب القانون الدولي.
مكي هلال، بقعة ضوء إعلامية لامعة في عتمة فضاء عربي منقسم يحتاج إلى «درب تبانة».
المذيعة التي تخاف على ثقافتها من السوريين!
المحافظة على توازنك الإنساني عملية ليست سهلة في عالم متخم بالهويات القاتلة.
وهذا ما تبادر إلى ذهني وأنا أتابع آسفا برنامج الصباح «يوم جديد» على التلفزيون الأردني ليوم أمس.
كانت هناك مقابلة مع مديرة مدرسة في العاصمة الأردنية عمان، ويبدو أن المدرسة فيها نسبة كبيرة من «الضيوف» السوريين اللاجئين إلى الأردن.
أتفهم غضب الأردنيين من حالات الإنفلات الأمني، التي رافقت استقبال اللاجئين، لكن هذا لا يعني أبدا، أن تقوم المذيعة الأردنية وعلى هواء التلفزيون الوطني الرسمي، المشبوك بكل أجهزة الحساسية الوطنية في الأردن، أن تطرح سؤالا شوفينيا غبيا مثل: كيف يمكن أن نحمي طالباتنا الأردنيات من ثقافات اللاجئين المغايرة لثقافتنا والمختلفة عنا؟ والتأكيد على أننا بحاجة إلى صراحة في هذا الموضوع.
إجابة المديرة كان فيها من العقلانية والدبلوماسية ما أعجبني، وربما أسكت المذيعة التي ترى في ثقافة السوريين وعاداتهم ما قد يؤثر على ملائكية مجتمعنا الأردني، أو يدمر «المدينة الفاضلة»، التي تعيش فيها المذيعة.. أليست ثقافتنا واحدة؟ نحن بلاد الشام.
أي سلبيات في ثقافة السوريات تخاف منها المذيعة المثقفة والوطنية جدا؟ بجد أحب أن أعرف مقصدها!!
أنا غاضب، ومجروح ومستفز، من سؤال المذيعة.. بجد عيب!!
الرقص الإعلامي في الأردن
وأردنيا أيضا..
كنت أتمنى نهاية مختلفة لقضية «زوربا- الذهبي» التي عصفت بكل دواوين المجالس الواقعية والألكترونية في الأردن.
عمر زوربا، شاب أردني ناشط على الـ «فيسبوك»، له أتباع بالآلاف، انتقد على صفحته عرس ابن رئيس الوزراء الأسبق نادر الذهبي، وبذخ الإنفاق فيه نقلا عن الفنان راغب علامة الذي أحيا الحفل.
ابن الذهبي، غضب وانفعل، فرفع قضية أمام القضاء على الشاب، مستندا إلى قوانين النشر الجديدة في الأردن والتي تضع الـ»فيسبوك» ووسائل التواصل تحت مقصلة المساءلة القانونية.
يتم توقيف الشاب في السجن، لغايات تحويله للمحاكمة.. ثم فجأة يظهر رئيس الوزراء الأسبق، ويعلن – عبر الـ «فيسبوك» نفسه – أنه سيتكفل الشاب عمر زوربا ويصحبه بنفسه إلى بيته!!
وفعلا، تظهر الصور في اليوم التالي، الشاب ورئيس الوزراء الأسبق أبو العريس رافع القضية، والسيدة والدة الشاب، على أريكة واحدة.. وصورة واحدة، أقفلت الموضوع.
لم يتقن زوربا «رقصته» حتى النهاية.. فالمصيدة كانت «ذهبية».
«واوا» المسابقات الجماهيرية
..لوهلة، تخيلت تشي غيفارا في قبره يهتز اعتزازا، وكأني رأيت بذات التخيل صفا طويلا من مناضلي الأمة العربية الشهداء والراحلين وقد حملوا صور المناضلة الأممية القومية هيفاء وهبي فوق رؤوسهم، ويهتفون باسمها وقد أطلقوا شعارا نضاليا أمميا واحدا هو «أبوس واوا الجرح الوطني».
مناسبة هذه الرؤيا التخيلية الوطنية يعود إلى مشاهدة تلك اللحظة التاريخية التي اقشعر بها بدني لفرط الشعور الغامر، حيث المناضلة الأممية الكبيرة هيفاء وهبي في هامبورغ الألمانية في حدث تناقلته بعض فضائيات أوروبية بموجز أخبارها الفنية وقد حصدت جائزتين رفيعتي المستوى والقدر، ضمن مهرجان تكريمي، كأفضل فنانة من الشرق الأوسط – هكذا ببساطة أيوالله- وأيضا كأكثر فنانة شعبية من خلال تصويت الجمهور!!
أي جمهور هذا؟
«الكبيرة أوي»، وفي كلمتها التاريخية في هذا الحدث الجلل، وأمام كل العالم «بما أنه مهرجان عالمي» وجهت تحية للمهرجان وهذه الجائزة العريقة – حسب وصفها- ثم وجهت من خلال هذا المنبر الهامبورغي النضالي رسالة سلام داعية العالم إلى الالتفات للقضية اللبنانية، لأن شعب لبنان يستحق العيش والحياة!!
إذن نحن أمام منبر عالمي مهم، في مهرجان أيضا يحمل صفة العالمية، وهو يذكرني بصالون حلاقة كنت من زبائنه، يملكه صديقي عبدالفتاح، وقد سماه صالون عبدالفتاح العالمي!
ثم هيفاء وهبي، بكل حجمها قبل الريجيم وبعده ومع كل السليكون والبوتوكس المطلوب فنيا، تواجه العالم بروح كفاحية وتخاطبه بشجاعة فتطالبه بالالتفات إلى القضية اللبنانية!! منوهة إلى معلومة غابت عن ذهن مجلس الأمن الدولي مفادها أن شعب لبنان.. يستحق العيش.. والحياة. معا العيش والحياة ودون باقي شعوب العالم.. أو المنطقة.
نحن أمام تصنيف جديد للشعوب والأمم إذن.. وفعلا، في هذا الزمن، ما إلك إلا هيفاء.
إعلامي وكاتب أردني يقيم في بروكسيل
مالك العثامنة
مقالة لطيفة وظريفة وشيقة
شكرا لك يا أستاذ مالك
ولا حول ولا قوة الا بالله
كل الاحترام والتقدير للكاتب.
شكرًا يا سيد عثامنة،انت اليوم كما كل أسبوع راءع،دامت لنا اقلام وفكاهة امثالك،علما انه من الصعب ان اضحك في هذه الأيام العجاف على العالم العربي الحزين،
بسم الله الرحمأن الرحيم وبالله نستعين .
أنا أتابع ماتكتب , يعجبني الأسلوب والموضوع , وانت ابن الأردن المغترب تحمل هموم الوطن وتتابع مايجري فيه , ولك الشكر , ماطرحته من موضوع الاختلاف بين الثقافة الأردنية والسوري جميل ورائع ومضحك في آن ,وكاننا نعيش في بلاد متباعدة ومختلفة في الثقافات , في حين اننا في بلد واحد متحد بالعادات وكل شيئ وما احسست أنا ابن الخمسة والسبعين يوما في أي فرق بيننا وبين السورين ولا المصرين ولا العراقين ولا أي بلد عربي اللهم إلا في اللهجة ؛ همومونا واحدة وثقافتنا واحدة , ومعاناتنا واحدة , وشكرا لك
ارفض تسمية هذا التلفزيون بالاردني. الاسوا اني كاردني مضطر ان ادفع لهذا التلفزيون شهريا قيمة دينار كظريبة تلفزيون والله حرام. فانا كيف ادفع هذة القيمة رانا اقسم اني لا اشاهدة. حرررررررام.
شكرا لك على هذه الفقرة
“المذيعة التي تخاف على ثقافتها من السوريين!”
للاسف العنصرية تحكمنا و غريب أن تسأل مذيعة هذا السؤال