بيروت – «القدس العربي»: خلال المؤتمر الصحافي، الذي دعا إليه «ملتقى بيروت السينمائي» للإعلان عن فعالياته وبخاصة عروض الأفلام بين 22 و25 الجاري، تمسكت زينة صفير بحبل الأمل والصبر. فإلى ظهر الثلاثاء لم يكن وزير الداخلية نهاد المشنوق قد أدلى بدلوه بخصوص فيلم «واجب» الفلسطيني، فلبنان في ورشة انتخابات. فقد بات معلوماً أن الرقابة في الأمن العام أحالت لوزير الداخلية أمر الفيلم الممنوع لكون تصويره تمّ في «بلاد العدو» فلسطين.
مع الإشارة إلى أن مخرجته آن ماري جاسر يصنفها «العدو المحتل» لفلسطين بعدوته، وبطله محمد بكري ما زال يحاكم بدعوى رفعها عليه جنرالات صهاينة نتيجة فيلم «جنين جنين» الذي فضح هؤلاء المحتلين.
كما أنه تحدى العدو بزيارة بيروت والتصريح لـ «القدس العربي» بالقول «أنا أكبر من إسرائيل». أما فيلم «بانوبتيك» اللبناني وفيه تشتاق المخرجة رنا عيد لوالدها، الذي عايشت معه الحرب الأهلية، فما زال قيد البحث في الرقابة أيضاً. إذ يبدو أن استرجاع الحرب بهدف الشفاء منها ليس مستحباً. أما الجمعية الفلسطينية التي تأملت جمع تبرعات سخية من خلال ضمانها لعرض فيلم «واجب» يوم 26 الجاري فعليها أن تنتظر علّ قراراً ايجابياً يصدر، ويتيح لتبرعات مالية تأمين منح دراسية لتلامذة فلسطين في لبنان.
إذاً، فيلمان من أربعة ما زالا قيد الإنتظار، وزينة صفير تأمل بدورها الكثير من وزير الداخلية نهاد المشنوق، والمدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم. واقع مؤرق أكيد، ولكن.. المؤكد فقط مشاهدة فيلم الافتتاح التونسي «على كفّ عفريت» للمخرجة كوثر بن هنية، الذي كان عرضه العالمي الأول في مهرجان كان السينمائي الدولي عن فئة «نظرة ما» ولقي استحساناً عالمياً ونجاحاً مميزاً، وهو من إنتاج تونسي، فرنسي، لبناني، سويسري، سويدي، نرويجي وقطري. وقد شارك في الدورة الأولى من ملتقى بيروت السينمائي عام 2015.
اليوم الثاني سيخصّص للجزائز مع فيلم «السُّعداء» للمخرجة صوفيا الجاما، الذي عرض عالمياً لأول مرة ضمن فعاليات مهرجان البندقية 2017 عن فئة «أوريزونتي». حاز الفيلم على جائزة أفضل ممثلة للينا الخضري، كما نال جائزة أفضل مخرجة في مهرجان دبي السينمائي الدولي، وهو من إنتاج فرنسي، جزائري وبلجيكي.
يذكر أن ملتقى بيروت السينمائي في دورته الثالثة من تنظيم «بيروت دي سي» ومؤسسة سينما لبنان، والتي أعلنت باسمها مايا دو فريج عن ورشات عمل لكتابة السيناريو باشراف خبراء من كندا، فرنسا ولبنان. وأخرى مع السفارة الأمريكية تعنى بكفية توزيع الأفلام العربية المستقلة في الولايات المتحدة وجذب الجمهور لحضورها. وكذلك طاولة مستديرة بدعم من إيدال تبحث في فرص الاستثمار في صناعة الأفلام.
لـ «بيروت دي سي» نشاط مواز لعروض الافلام تحدث عنه جاد أبي خليل. فالجمعية الثقافية بيروت دي سي ومؤسسة سينما لبنان أعلنا عن لائحة المشاريع المختارة المشارِكة في الدورة الثالثة من «ملتقى بيروت السينمائي» وهي مشاريع آتية من بلاد عربية مختلفة. فمن مصر هناك مشروعان قيد التطوير وأخر قيد الإنجاز. ومن تونس مشروعان قيد التطوير. ومن الجزائر مشروع قيد الانجاز. ومن المغرب مشروع قيد التطوير وآخر قيد الانجاز. من سوريا مشروع قيد التطوير، ومن لبنان ثلاثة. ومن لبنان كذلك ثـلاثة مشـاريع قيـد الانجـاز.
يذكر أن الدورة الثالثة ل «ملتقى بيروت السينمائي» تتضمن مبادرة تُتيح الفرصة اللقاء أمام مجموعة من المخرجين العرب المستقلين بعدد من المحترفين العرب والأجانب في مجال الصناعة السينمائية، وذلك بهدف تشجيع علاقات الشراكة و الإنتاجات المشتركة فيما بينهم. وعلى هامش ملتقى بيروت السينمائي ستنظم فعاليات أخرى يعلن عنها لاحقاً.
لـ «ملتقى بيروت السينمائي» دور في الأفلام المنجزة والتي تنتظرها الأيام الأربعة من العروض، وشاءت الصدفة أن تكون بتوقيع نسائي كما قالت زينة صفير بكل فخر. وأضافت معلقة: نعم نعيش على اعصابنا فيما خص الرقابة. يمنع فيلم رنا عيد «كرمال البلد» فيما نرى نحن شفاءنا بالحديث عن الحرب التي مررنا بها وليس بالشعارات. قررنا العيش هنا «كرمال البلد» ويحق لنا التنفس ضمن مساحة من الوعي والحرية.
وفي الختام تحدثت رانية مروة من متروبوليس عن الشراكة مع مهرجان لوكارنو الذي اختار جمعية متروبوليس ممثلة للعالم العربي. وتوسعت مروة بالإفصاح عن ورشة عمل مع مهرجان لوكارنو تختص بالموزعين الناشئين. وهذا ما يحتاجه العالم العربي وأفلامه المستقلة، خاصة أن اصحاب الصالات هم الموزعون المسيطرون ويدعمون فقط أفلام هوليوود. وقريباً ستنظم ورشة عمل بين مبرمجين وموزعين لبحث السبل التقليدية وغير التقليدية لإيصال الفيلم العربي في ظل غياب القوانين التي تحميه.