نيويورك (الأمم المتحدة) -«القدس العربي»: عقدت صباح الجمعة جلسة مفتوحة موسعة وغير رسمية لمجلس الأمن تدعى (أريا فورميولا) تحت عنوان «المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية عقبة أمام السلام وحل الدولتين». ودعا للجلسة المندوبون الدائمون لكل من فنزويلا ومصر والسنغال وماليزيا وأنغولا وهم أعضاء منتخبون في مجلس الأمن. وكانت قضية الاستيطان وأثرها المدمر على العملية السلمية هي المحور الرئيسي للجلسة التي لا يخرج عنها عادة أي بيان أو قرار أو تصريح، لكنها تشكل حالة ضغط على الدول المعنية التي تعارض بحث موضوع الإستيطان رسميا.
تكلم في الجلسة المفتوحة ممثلة عن منظمة «أمريكيون من أجل السلام الآن» وممثل عن منظمة «ميرتس» الإسرائيلية المعنية بحقوق الإنسان، وأستاذ القانون بجامعة بروكسيل الحرة الأستاذ فرانسوا دوبيسون.
ثم تناول الكلمات ممثلو الدول الخمسة الراعية للاجتماع. وانتهت الجلسة الساعة الواحدة بعد إجراء عديد من المناقشات والاقتراحات.
وعلى هامش الجلسة التقت «القدس العربي» بالسيدة لارا فريدمان، مديرة السياسات والعلاقات الحكومية بمنظمة «أمريكيون من أجل السلام الآن» وسألتها عددا من الأسئلة كان أولها عن جدوى مثل هذه الاجتماعات التي لن تؤثر على إسرائيل وستضرب بها عرض الحائط كما فعلت بالعديد من قرارات مجلس الأمن ذات الصلة فكل رئيس وزراء إسرائيلي منذ عام 1967 ولغاية هذه اللحظة قد عمل على توسيع الأنشطة الاستيطانية والأمم المتحدة ظلت عاجزة عن عمل أي شيئ لوقف هذه الأنشطة غير الشرعية. فما العمل؟ فقالت:
• إن مثل هذا الإجتماع يعطيني دفعة. وما يشجعني أن هذا الاجتماع يركز بشكل أساسي على المستوطنات، علما أن الاستيطان هو جزء من قضية الاحتلال والصراع الفلسطيني الإسرائيلي ولكنها قضية رئيسية، وسعيدة أنني أرى أن مجلس الأمن يركز على موضوع الاستيطان. إن ما يشجعني هو عقد جلسة خاصة تتحدث عن لا شرعية الاستيطان الإسرائيلي وعن الحل القائم على الدولتين. تخيل قبل عشرين سنة أن يحدث مثل هذا الاجتماع والذي لا يثير مسألة حق إسرائيل في الوجود لأن العالم تجاوز هذه المسألة ولكن يركز على المستقبل قائلا من أجل التقدم نحو حل الدولتين فعلى إسرائيل أن توقف الاستيطان. هذا في حد ذاته نجاح دبلوماسي لإسرائيل إذ إن شرعية دولة إسرائيل قد تم تجاوزها. وحتى لو إعتبرت إسرائيل هذا النوع من الاجتماعات هجوما عليها فلا يغير من الحقيقة أن الكثيرين يريدون لإسرائيل أن تكون دولة فاعلة في الأمم المتحدة. نحن الآن على أبواب الذكرى الخمسين للاحتلال وما أشاهده أن هناك نوعا من الطاقة والحماس داخل مجلس الأمن لعمل شيء ما لإنهاء الاحتلال أو وضع خطوط وجداول زمنية لتلك الغاية وآمل أنني بمشاركتي قد ساهمت في تلك الجهود.
○ متابعة للسؤال الأول، لقد نوقش موضوع الإستيطان عام 2011 واستخدمت إدارة أوباما الفيتو لوأد ذلك المشروع. الآن على الطاولة مشروع قرار جديد حول الاستيطان قد يقدم للتصويت أو للمناقشة إما هذه الشهر أو الشهر القادم خلال رئاسة السنغال. وكما تعرفين فالفيتو بالإنتظار. إسرائيل إذن محصنة من التساؤل. ما العمل؟
• لا أعرف ماذ سيحدث في مجلس الأمن في المستقبل. لا أعرف هل سيستخدم الفيتو أم لا. لا أستطيع أن أتنبأ. أتذكر أن التفسير الذي قدم من ممثل الولايات المتحدة عام 2011 عندما إستخدم الفيتو أنه لم يكن إعتراضا على المحتوي بل على التوقيت. تلك العقبة الآن غير موجودة. الآن هناك عملية سلام ولا أحد يريد أن يعرقلها. لا أعرف محتويات مشروع القرار الحالي ولا أعرف اللغة التي إستخدمت لكن أتمنى أن يتخطى المشروع الحالي مسألة الاعتراضات علما أننا نعرف أن مجلسي النواب والشيوخ الأمريكيين أصدرا توصيات لإدارة أوباما بعدم السماح لمجلس الأمن من إدانة إسرائيل في موضوع المستوطنات. لا نعرف الآن ما الذي يحدث وإذا ما إختيرت اللغة بعناية كي تتجنب الفيتو. قد يحدث شيء لا نعرفه. نحن نريد أن نرى شيئا ما يحدث في مجلس الأمن وما زلنا متمسكين بالأمل. أنا لم أتخل عن الأمل. هذا لا يعني أننا نعمل ضد إسرائيل بل على العكس إن ذلك في مصلحة إسرائيل. الموضوع يتعلق بعدم شرعية الاستيطان وإبقاء حل الدولتين حيا. إن تأييدنا لحل الدوليتن يلاقي صعوبات حيث يقول الكثيرون بأن الوقت لحل الدولتين إنتهى. وبعض الناس نقلوا تأييدهم من حل الدولتين إلى حل خيالي غير واقعي وهو حل الدولة الواحدة. إنه اليأس الذي يدفع إلى ذلك. إن تأييدنا لحل الدولتين هو منطقي لأن البدائل أسوأ. إنه الحل الأفضل للشعبين كي يتمكنا أن يعيشا حياة أفضل. ونفضل أن يتم عمل شيء لم يعمل من قبل وقبل حلول الذكرى الخمسين للإحتلال. إن هناك من يحاول أن يساوي بين الأنشطة ضد الاستيطان ومحاولات الولايات المتحدة وأوروبا لاعتبار حركة المقاطعة وسحب الاستثمارات والعقوبات (بي دي إس) غير شرعية وهذا ليس صحيحا. أنا ضد البي دي إس، وسعيد أن الولايات المتحدة موجودة لحماية إسرائيل. لكن هناك جهود حقيقية لشرعنة الاستيطان وهذا أمر خطير. هناك حاجة ماسة الآن لوقف مثل هذا التيار ومجلس الأمن الوحيد القادر على وقف مثل هذه الجهود.
○ قلت إنك سعيدة لأن الولايات المتحدة موجودة لحماية إسرائيل فهل تتفضلين بإعطائنا مثالا واحدا متى كان هناك هجوم غير قانوني ضد إسرائيل لدرجة أن التدخل الأمريكي لحمايتها أصبح ضرورة؟ أعطنا مثالا واحدا.
• لا أعرف ما تعني بالهجوم على إسرائيل. هناك العديد من مشاريع القرارات التي إستخدم ضدها الفيتو أو لم تحصل على الأصوات اللازمة لتمريرها. وإذا تأملتها جيدا ستجد أنها تحتوي على لغة غير مقبولة وعير متوازنة. لا أستطيع أن أستخرج من الذاكرة الآن ما يثبت هذا القول لكنني درست الكثير من هذه المشاريع فوجدت لغتها غير مقبولة. نحن الذين نؤيد حل الدوليتن وحتى قبل حل الدولتين أيدنا السلام بين إسرائيل والفلسطينيين وجدنا الكثير من لغة تلك القرارات غير مقبولة. لقد سمحت الولايات المتحدة بتمرير العديد من القرارات في مجلس الأمن بمن فيها إدارة ريغان المتعصبة إعتبرها الإسرائيليون خيانة لهم كما يعتبر الآن بعض أعضاء الكونغرس أن أوباما سيخون إسرائيل لو سمح لمشروع قرار أن يعتمد في مجلس الأمن.
عبد الحميد صيام