ممثل رئيس وزراء لبنان التقى الرئيس عباس في جاكرتا: أي تسوية تسمح بتوطين الفلسطينيين على غير أرضهم مرفوضة بتاتا

حجم الخط
0

بيروت- «القدس العربي»: أمل وزير البيئة محمد المشنوق خلال تمثيله رئيس مجلس الوزراء تمام سلام في القمة الإسلامية الاستثنائية الخامسة المنعقدة في العاصمة الاندونيسية جاكرتا «أن تكون نتائج هذه القمة نقطة تحول إيجابي لمصلحة القضية الفلسطينية والقدس أم المدائن»، وأكد «أن أية تسوية تسمح بتوطين الفلسطينيين على غير أراضيهم هي تسوية مرفوضة رفضاً باتاً، إذ إن مثل هذه التسوية تأتي على حساب مصالح الشعب الفلسطيني ومصالح الدول المعنية ومنها لبنان حيث يتعارض التوطين مع مقدمة الدستور اللبناني والوفاق الوطني».
فقد شارك وزير البيئة في اعمال اليوم الثاني من القمة وألقى كلمة نقل في خلالها تحيات الرئيس تمام سلام وقال «من لبنان البلد الصغير بعدد سكانه وبمساحته الجغرافية، الكبير بتعاطفه مع إخوانه، والتزامه بقضاياهم العادلة، أنقل إليكم تحيات ومحبة وتكاتف الشعب اللبناني، وأمله في توصّل مؤتمر القمّة الإسلامية الاستثنائية إلى قرارات صائبة ومفيدة لهذه الامة وللشعب الفلسطيني. تحية أخوّة ومحبة لهذا الشعب الذي عانى الكثير ومعاناته مستمرة في الشتات وعلى ارض الوطن مع الاحتلال ونتيجة لهذا الاحتلال».
وأعلن أنه «لو كان للصبر أن يتجسد بشراً سويّاً لكان فلسطينياً بامتياز. تحية اجلال وتقدير لهذا الشعب الذي صبر كثيراً ولا يزال، نحن في لبنان نعرف معنى هذا الصبر، ونفهمه، فقد كان لنا شرف مشاركة اخواننا الفلسطينيين الكثير من معاناتهم بحكم الرابط القوي والجيرة الجغرافية والعلاقات العائلية المستمرة منذ مئات السنين، كما اننا ذقنا طعم الاحتلال ولا زلنا نعاني احتلال بعض من ارضنا.
أود في هذا المجال أن أؤكد على تمسكنا بحق العودة للشعب الفلسطيني لأنه البند الاهم الذي يجب ان يستمر على رأس جدول اعمالنا جميعاً. العودة وحدها تعيد بعض الحق إلى اصحاب الارض، هذا الحق الذي أعطاه من لا يملك إلى من ليس له حق، وكانت بداية المعاناة مع وعد بلفور.
من لبنان ننقل اليكم في فلسطين وفي ارض الشتات استنكارنا وادانتنا لإسرائيل لاستمرار احتلالها لهذه الارض المقدسة، ولممارساتها التعسفية كما حصارها لقطاع غزة، ولبنان يطالب الاسرة الدولية بالضغط على إسرائيل لرفع هذا الحصار اللاإنساني وتأمين ظروف عيش كريم لأهالي غزة والقطاع».
واضاف « إن لبنان الذي دفع أثماناً كبيرة نتيجة الحروب والاعتداءات المتكررة على ارضه، يطالب بتطبيق مبدأ المساءلة القانونية على جرائم الحرب التي ارتكبتها وترتكبها إسرائيل، ومنعها من الافلات من العقاب وإرغامها على التعويض عن الأضرار المادية والمعنوية التي سببتها ولا زالت للشعب الفلسطيني ولشعوب المنطقة وللشعب اللبناني خصوصاً. وما قرارات هيئة الأمم المتحدة للتعويض عن لبنان نتيجة التلوث البيئي الذي سبّبته اعتداءات إسرائيل على خزانات الوقود في لبنان في حرب 2006 إلا بعضاً من هذه القرارات.
إننا نناشد المجتمع الدولي الضغط على إسرائيل كي نتوصّل إلى ايجاد حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية ومتفرعاتها.
إننا نحمّل إسرائيل مسؤولية إفشال جميع المساعي الرامية إلى ايجاد التسوية السلمية على أساس حل الدولتين، ونؤكد ضرورة قيام حل عادل وشامل ودائم للصراع في الشرق الاوسط على أساس قراري مجلس الأمن 242 و338 ومرجعيات مدريد للسلام ومبادرة السلام العربية التي اقرت في قمة بيروت عام 2002.
إننا نؤكد أن أية تسوية تسمح بتوطين الفلسطينيين على غير أراضيهم هي تسوية مرفوضة رفضاً باتاً، إذ إن مثل هذه التسوية تأتي على حساب مصالح الشعب الفلسطيني ومصالح الدول المعنية ومنها لبنان حيث يتعارض التوطين مع مقدمة الدستور اللبناني والوفاق الوطني».
وتابع الوزير المشنوق «أود أن أنهي كلمتي بالتركيز على دور الإعلام بمختلف وسائله بما فيها مواقع التواصل لاستمرار هذه القضية حيّة في أذهان وضمائر الناس من مختلف بقاع الأرض؛ إن فلسطين وعاصمتها القدس هي ملك للفلسطينيين وحق قانوني لهم، وهي كذلك قيمة روحية وتراث وذاكرة لكل شعوب الأرض من مختلف الديانات والمذاهب، ولا يجوز أن تبقى البلد الوحيد في العالم تحت الاحتلال.
في الختام وقفة مع ضمائرنا، لا يجوز متابعة عمليات التطبيع مع العدو أياً كانت بل يجب التأكيد على استمرار وتشديد المقاطعة العربية والإسلامية الشاملة.
وفّقنا الله في ما سيصدر من بيان وقرارات، وأملنا أن تكون نتائج القمة الخامسة في جاكرتا نقطة تحول إيجابي لمصلحة القضية الفلسطينية والقدس أم المدائن».
وكان وزير البيئة اللبناني أجرى على هامش القمة سلسلة لقاءات أبرزها مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس حيث جرى التأكيد على حق العودة للشعب الفلسطيني وعلى أن فلسطين وعاصمتها القدس هي ملك للفلسطينيين وقيمة روحية وذاكرة لكل شعوب الأرض وأن إسرائيل تتحمّل مسؤولية إفشال جميع المساعي الرامية إلى ايجاد التسوية السلمية.

سعد الياس

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية