«مهرجان أمريكا اللاتينية للسينما العربية» دشن فعالياته في العاصمة الأرجنتينية

حجم الخط
0

بوينس آيريس – د ب أ: بدأ «مهرجان أمريكا اللاتينية للسينما العربية» فعالياته الخمــــيس في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس تحت رعاية لجنته المنظمة برئاسة ادجاردو بشارة الخوري.
ويقام المهرجان تحت شعار «المشاركة التاريخية وتفكيك الصورة النمطية».
وقال الخوري: «لم يكن للأخرين أن يتواجدوا لولا وجودنا نحن في مكان آخر».
وتستضيف النسخة الرابعة من المهرجان، الذي يختتم فعالياته في 12 تشرين الثاني/نوفمبر، دولة المغرب، بالإضافة إلى استقبال فوزي بن السعيدي، الذي يعد أبرز مخرجي «الموجة الجديدة» في السينما المغربية في الألفية الجديدة، والذي يعد فيلم «ألف شهر» الذي أنتج في عام 2003 من أبرز أفلامه بجانب فيلم «موت للبيع» الذي ظهر للنور عام 2011.
ويشهد المهرجان أيضا حضور المغربي حسن الأيوبي خبير الخدع السينمائية، الذي شارك بمجهوداته في الفيلم الأمريكي الشهير «أفاتار» للمخرج جيمس كاميرون، والذي عمل أيضا مع المخرج أليان شابات في الجزء الثاني من سلسلة أفلام»أستريكس».
وسيعرض المهرجان، الذي شهد العام الماضي إقبال 13 ألف شخص واحتل المرتبة السادسة لأكثر المهرجانات رواجا في الأرجنتين طبقا لما أعلنته لجنته المنظمة، فيلم «روك القصبة» للمخرجة المغربية ليلى مراكشي.
ويتناول الفيلم من خلال أحداثه قصة مجموعة من النساء يجتمعن في بيت العائلة في طنجة لثلاثة أيام لتذكر والدهم المتوفى.
يذكر أن المخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي شاركت بالتمثيل في هذا الفيلم أيضا.
وقال الخوري: «دائما ما نراعي ألا نعرض سينما غريبة أو غير مألوفة..منذ 150 عاما تكونت مجتمعات عربية من سورية ولبنان وفلسطين والأردن داخل أمريكا اللاتينية».
ويشغل الخوري أيضا منصب المدير التنفيذي لمنظمة «تنامي السينما الخصيبة»، التي تضطلع بنشر السينما العربية بين ربوع قارة أمريكا اللاتينية إنطلاقا من الأرجنتين، والتي يعتبر المهرجان محل الحديث جزءا من أنشطتها.
وأضاف: «كل ما يتعلق بالعالم العربي ليس غريبا عنا..كل ما يهدف إليه المهرجان هو إعادة ترسيخ هذا المشهد الثقافي».
ويسعى المهرجان في نسخته الحالية بنشاطاته المتعددة التي يعتبر بعضها تنافسية مثل «الافلام الروائية الطويلة» وبعضها ثقافي، مثل الأفلام التي تعمل على ربط الثقافة العربية بنظيرتها اللاتينية وأفلام الأطفال القصيرة، بالإضافة إلى العديد من الأنشطة الأخرى، إلى خلق مساحة للسينمائيين العرب ليصل صوتهم إلى المجتمع الأمريكي اللاتيني. وليس مصادفة أن ينظم المهرجان في الأرجنتين التي استقبلت تدفقا هائلا من المهاجرين في نهاية القرن التاسع عشر وفي النصف الأول من القرن العشرين.
ورغم أن أكثر المهاجرين لهذا البلد اللاتيني هم من الأوروبيين، يحتل المهاجرون أصحاب الأصول السورية واللبنانية المرتبة الثالثة كأكثر المهاجرين توافدا على الأرجنتين بعد الإيطاليين والأسبان.
وطبقا لإحصائيات اتحاد الهويات الأرجنتينية العربية فإن ثلاثة ملايين ونصف المليون سوري ولبناني يعيشون في الأرجنتين التي بلغ تعداد سكانها 41 مليونا و400 ألف شخص، أي أن الجاليات العربية هناك تمثل نسبة تقارب 10٪ من عدد السكان.
وأكد الخوري أن نقاط الالتقاء بين العالم العربي والعالم اللاتيني كثيرة، خصوصا إذا وضعنا في الاعتبار النظرة التي خلقها المجتمع الأوروبي للتعامل من خلالها مع الآخرين.
وتابع قائلا: «الحوارات الأوروبية – الأمريكية والأوروبية – العربية لم تكن يوما سهلة..دائما ما كانت تتحكم فيها الأفكار التي تتعلق بالريبة في كل ما هو غريب».
وأوضح: «في العقود الأخيرة نجح الكثير من السينمائيين الشباب، سواء في أمريكا اللاتينية أو العالم العربي في خلق قصة حياتهم الشخصية».
وتدور أحداث معظم الأفلام المشاركة في المهرجان في فلك المتغيرات السياسية والاجتماعية الجديدة التي طرأت على العالم العربي مثل حرب الخليج وثورات الربيع العربي.
وتكشف بعض الأفلام الروائية الطويلة المشاركة في المهرجان عن هذه المتغيرات، مثل فيلم «العودة للأوطان» للمخرج طلال ديركي عام 2013 والذي يسرد من خلال أحداثه بدايات الثورة السلمية ضد حكم الرئيس السوري بشار الأسد، وفيلم «هم الكلاب» للمخرج هشام لارسي عام 2013 الذي يحكي قصة حياة أحد المسجونين السياسيين الذي خرج من محبسه بعد 30 عاما من القبض عليه في المغرب.
وتشارك المخرجة المصرية فيولا شفيق في المهرجان بفيلم تحت عنوان «أريج – رائحة الثورة» التسجيلي الطويل الذي يحكي قصة الثورة المصرية عام 2011.
ويشارك العراقي محمد الدراجي بفيلمه «تحت رمال بابل» الذي أخرجه عام 2013 ويحكي قصة أحد الجنود العراقيين الذي تمكن من الهرب من الكويت أثناء حرب الخليج الأولى عام 1991 قبل أن يقع في قبضة قوات الحرس الجمهوري الخاصة بالرئيس العراقي صدام حسين.
ويعرض المهرجان فيلم «فلسطين في الجنوب» من دولة تشيلي للمخرجة أنا ماريا أورتادو عام 2011 ، والتي تتناول خلال أحداثه تكوين مجموعة من المهاجرين الفلسطينيين لمجتمع صغير يخصهم في مدينة «كاليرا» في تشيلي، بالإضافة إلى فيلم «همدان» للمخرجة ماريا سولا عام 2014 الذي يسرد قصة أحد القادة الفلسطينيين الذي يسجن في أحد المعتقلات الإسرائيلية وتوكل إليه مهمة بعد خروجه من السجن تنتهي بالفشل.
ويسعى الخوري إلى انتهاز فرصة تنظيم المهرجان «اللاتيني العربي» في تسليط الضوء على بعض القيم في الثقافة العربية أبرزها الخلط غير الصحيح بين كل ما ينتمي للدين الاسلامي وتقاليد المجتمعات العربية والاسلام المتشدد.
واختتم قائلا: «السينما تعطي فرصة لمحو وصمات العار وتفكيك الصور النمطية التي عادة ما تلتصق بمجتمعات العالم الثالث وتصبح جزءا من طبيعتها».

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية