قدمت قبل أيام حديثاً قصيراً في حلقة نقاشية حول العلمانية، وعلى الرغم من أن الغرب قد تجاوز الفكرة بحثاً وتنفيذاً متطلعاً الآن لمنظومة فلسفية سياسية أبعد وأكثر عمقاً وفعالية وعدلاً، الا أننا لا نزال ندور في ذات الحلقة المفرغة، متصلبين عند مفهوم لربما بدأ الحديث عنه منذ القرن الثاني عشر الميلادي. كان الشعور غريباً ونحن نتناقش (وإن كان نقاشاً إيجابياً) في ما يبدو بديهياً، وفي ما تجاوزه الفكر وعفّ عنه الزمان، وكأننا نجدف في أماكننا، لا نحن قادرون على التقدم ولا نحن عائدون الى شواطئنا القديمة.
إلا أنه وبكل تأكيد هناك أسئلة مفهوم طرحها ومخاوف مستحقة إثارتها في مجتمعات عاشت سنواتها الطويلة محكومة من الوعّاظ، قوانينها فتاواهم وأحكامها نطقهم السامي. ففي المجتمعات المنغلقة المحافظة التي يعاني فيها الأفراد من «أنانية» دينية و«غرور» إمتلاك الحقيقة، من الصعب جداً التمهيد لفكرة «الصواب الذي يحتمل الخطأ» و الإفساح للرأي المخالف والعدل الديني، أي عدل الدولة في تعاملها مع الأديان. وعليه وحينما يثور أي حديث حول العلمانية دوماً ما يطفو القلق حول مصير الدين الإسلامي تحت هذه المنظومة، في إستنكار لإمكانية أن يصبح هذا الدين الإسلامي مثله مثل أي دين آخر، له ذات القوة، ومحكوم بذات الحياد، وهي المخاوف المتوقعة من مجتمعات مغموسة تماماً في فكرة أنها «خير أمة» لأنها تمتلك «الدين الحق»، وعليه يصعب جداً إقناعها بأن خلاصها وسلامها لن يستتبان الا إذا اتخذ دينها كرسياً خلفياً بجانب كل الأديان الأخرى إفساحاً للقوانين المدنية لإتخاذ كرسي القيادة.
إلا أن الموضوع لا يقف عند حد إشكالية الإعتقاد بالحق المطلق والسيادة الدينية، فهناك أسئلة حقيقية وعوائق واقعية يستشعرها الناس بينهم وبين تطبيق العلمانية، منها مثلاً التساؤل الدائم حول القاعدة الأخلاقية التي ستستخدم في التشريع المدني في حال غياب القاعدة الدينية. هذا التساؤل تحديداً يرد كثيراً في النقاشات العلمانية الدينية، ففي حال تحييد الدين عن المشهد المدني، ما القاعدة الأخلاقية التي ستحكم الشارع وتساعد في صوغ بعض القوانين المدنية ذات المنحى الأخلاقي مثل قوانين الآداب العامة؟ كذلك، من العوائق المهمة أمام القناعة العلمانية عندنا في المنطقة هي الأمثلة الديكتاتورية لدول كانت لها قوالب علمانية استُخدمت لقمع الناس والحد من حرياتهم. اذن يثور هنا التساؤل حول كيفية حماية الفكرة العلمانية من أن تتحول الى ديكتاتورية، مما يستوجب تساؤلاً آخر حول ما اذا كانت العلمانية بحد ذاتها فكرة كافية لإستتباب العدالة ولحل المشاكل وللإجابة على كافة الأسئلة.
بالطبع من الواضح تماماً أن العلمانية لا يمكن أن تكون إجابة سحرية، فالعلمانية «ليست هي الحل» كما يدّعي الإخوان المسلمون عن الدين الإسلامي. العلمانية هي جزء من الحل، هي تعالج جانباً من الجوانب الإستشكالية في المنظومة الإنسانية المدنية ولا تحل كل المشاكل أو تخلق مجتمعاً مثالياً مطلقاً والذي هو حلم لا يمكن أن يتحقق في يوم. كما وأن العلمانية بلا ليبرالية إجتماعية قوية وواضحة ومغروسة في ضمائر الناس وفي الفكر السياسي القائم في دولتهم ستتحول بكل تأكيد الى ديكتاتورية يطغى بها السياسي ويتحول من خلالها الى كاهن من نوع آخر، فارضاً بها «عقيدته» وقامعاً من خلالها «أتباعه» بلا إختلاف كبير عما يحدث في منظومة القمع الديني القائمة الآن.
يتحدث سعيد ناشيد في كتابه « الإختيار العلماني وأسطورة النموذج» حول عدد من الأسئلة المستحقة في هذا الجانب، الا أنه يعتقد أن المشكلة تبدأ اليوم من قلقنا المستمر حول حقوق الأقليات الدينية ومحاولتنا ضمان حريتهم في التعبير من دون الإلتفات كثيراً إلى حق ممارسة العلمانية وإلى فكرة الإصلاح الديني، حيث يقول: «فصرنا نسمع إطناباً عن الحديث عن الحق في الدين، عن الحقوق الدينية، وعن الحق في مظاهر التعبير العلني عن الإنتماء الديني، من دون أن يوازن ذلك أي حديث عن الحق في إصلاح الأديان ولا عن الحق في العلمانية، الا في ما ندر» (102) حيث يستجلب مثالاً «لما ندر» ذاكراً «الميثاق الأوروبي لحقوق الإنسان في المدينة» الذي وقّع عليه بعض عمداء المدن الأوروبية في 2000 والذي «أقر في مادته الثالثة بضرورة «إحترام العلمانية». وقبل ذلك، وعدا ذلك، وربما حتى بعد ذلك، لم ترد العلمانية ضمن أي إعلان رسمي لحقوق الإنسان» (102).
يبقى أن نقول أن الخطر الأكبر لغياب العلمانية هو خلق مجتمعات منافقة، تظهر خلاف ما تبطن، يتعلم أفرادها أن الكذب ومواربة الحقيقة هما أسلوب حماية. في غياب العلمانية يستتب منطق أن الغلبة للأقوى، وأن الكثرة تغلب الشجاعة، وأن للأكثرية أن تقمع الأقلية فارضة عليها مظاهر تعبدية لا تؤمن الأخيرة بها وإن إضطرت الى تمثيلها، وهي النظرية التي أقام عليها الفيلسوف جون لوك حجته تأييداً لفكرة العلمانية. في مقالات قادمة، لربما تكون هناك فرصة إستعراض آراء فلسفية أكثر لمفكرين وفلاسفة لم يجدوا مناصاً من العلمانية كتطبيق إنقاذي للخلاص من القمعين الديني والسياسي اللذين طالما تحالفا لتكميم الأفواه وسوق الأفراد كرعايا لا مواطنين. وأخيراً، في هذا الزمان والمكان من التاريخ البشري، ما المغضب في أن يكون لموسى دينه ولعيسى دينه ولأن يتعايشا بسلام تحت منظومة يتفقان ولا يستوليان عليها؟ لماذا تصعب علينا هذه الفكرة العادلة؟ لماذا نحتاج لاستعباد الآخرين باسم الحق ومن نحن في هذه البشرية كلها لندّعي إمتلاك هذا الحق أصلاً؟ هل نستطيع أن نتخلى عن غطرسة إمتلاك الحقيقة للحظة ونفكر في أجوبة الأسئلة؟
د. ابتهال الخطيب
هوامش سريعة:
في ظل الاستهانة بالمنطق العلمي والخلط المتعمد والحقائق الساطعة، لابد من التعليق لمواجهة الغطرسة التي لا تتواضع للمعرفة الحقة والمنهج السليم:
أولا– الحقيقة المطلقة عند المسلمين هي ما يتعلق بالوحي وأساسه القرآن الكريم، ومن ارتضى الإسلام لا بد أن يقبل بما يقوله، وما فعلته الكنيسة مع رعاياها يختلف بالضرورة مع معطيات الوحي في الإسلام، الذي لا يعرف الحرمان ولا الغفران، ويجعل المسئولية شخصية، لأن الحقيقة المطلقة هناك مرتبطة برجل الدين.
ثانيا- التعميم في الأحكام آفة الكتابة العلمية بصفة خاصة، ودقة الألفاظ ضرورة لصحة الأحكام، والقرآن الكريم حين واجه الإسلام الشكلي تحدث بدقة ووضوح :”قالت الأعراب آمنا، قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم، وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا..”( الحجرات، 14).
ثالثا- العلمانية نتاج قهر الكنيسة لمواطنيها الغربيين، وحين تحققت في أرض الواقع فقد نزعت من الغربي ضميره الديني، وتحول القهر من الداخل الأوربي إلى الخارج المستضعف، وعرفت الأمم الضعيفة معنى الاستعمار الذي ينهب ويقتل ويستعبد بلا ضمير ولا خلق ولا رحمة، وكان المسلمون على امتداد المعمورة أول الضحايا، واستمر إذلالهم فيما يعرف بعصر الاستقلال بالنخب التي رباها ورعاها ونماها العلمانيون الاستعماريون؛ فحكمت وتجبرت وطغت وسرقت، وتنازلت عن دينها وعقيدتها لصالح تدين شكلي بائس، يعبد الطاغية المحلي، ويتقرب إلى الطاغية الأجنبي العلماني بالنوافل!
رابعا- حين تم تطبيق العلمانية في عاصمة الخلافة الإسلامية، تدلت رءوس علماء الدين في الشوارع والميادين من فوق أعواد المشانق كالأراجيح وفقا لتعبير مؤرخ تركي، وحُرّم الإسلام على المسلمين ولم يتساو بغيره من الأديان، بل كاد يتلاشي. وهو ما حدث في بقية بلاد المسلمين تقريبا.
خامسا– العلمانية في بلاد الخلافة الصليبية الآن تضع الإسلام والمسلمين على برامجها في إطار من المزايدة. هناك من يرفض حجاب المسلمة ويجرّم البوركيني ويحرّم النقاب، ومن يمنع المآذن، ومن يجعل هدفه الأكبر منع المسلمين من دخول بلاده أو ترحيلهم أو يفرض عليهم شروطا غريبة مثل التخلي عن الحاسوب .
سادسا- العلمانية اليوم بدأت تحنّ إلى القيادة البابوية واستلهام عظاتها وتوجيهاتها، وقد نشرت الإذاعة الرسمية للفاتيكان على مواقع مختلفة صورة تاريخية في 24/3/2017 لزعماء الخلافة الصليبية ( الاتحاد الأوربي) وهم يقفون صفا واحدا وبابا الفاتيكان في وسطهم، والدلالة لا تخفى.
سابعا- الإسلام لا يفرض نفسه على أحد ، ويقرر أن الكافرين به لن يقبلوه، ولذا قال القرآن الكريم في ختام سورة تحمل اسمهم” لكم دينكم ولي دين” .
الكاتبة، كعادتها، تضع اصبعها على الجرح وتطرح الأسئلة التي لا بد من طرحها.
الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لعام 1948، وإن لم يذكر العلمانية بالاسم، فقد ذكر جوهرها: “لكل شخص الحق في حرية التفكير والضمير والدين، ويشمل هذا الحق حرية تغيير ديانته أو عقيدته، وحرية الإعراب عنها… إلى آخر نص المادة 18.
ويختلف تعريف العلمانية من شخص إلى آخر ومن جماعة إلى أخرى بحسب المواقف من الحريات الفردية، وأرى أن محورَها هو اعتبار عقيدة الفرد مسألة شخصية لا دخل للغير فيها، وأساسَها هو إخراج مسألة الديانة والمعتقد من المجال العام وحصره في المجال الخاص للعلاقة بين المخلوق وخالقة.
والغريب أن المجتمعات العلمانية التي كثيرا ما تُنعت بالتحرر من الأديان هي نفسها التي تعجّ مساجدُها وكنائسها ومعابدها بالمصلين في تعايش سلمي تضمنه القوانين العلمانية، في حين أن المجتمعات التي ترفض العلمانية منهجا للحياة هي نفسها التي يسودها احتقان وطائفية يتحولان في أول فرصة إلى تناحر واقتتال.
وإذا ما نظرنا إلى الدين من زاوية احتياجات الإنسان الروحية للتواصل مع خالقه بحرية كاملة وبمنأى عن أي ضغوط خارجية، فإنه يصعب جدا العثور على إطار اجتماعي ينافس العلمانية في قدرتها على تلبية تلك الحاجة مع كفالة بقية الحريات الفردية… لموسى ولعيسى ولغيرهما.
صباح الخير استاذ عقيل لكن الا ترى ان تجريد الانسان من حقه في ممارسة قانونه الديني الذي هو جزء من معتقده هو اعتداء وقصقصة فكرية مثلا انا كمسلمة اخ عقيل اؤمن بالبعد الروحي والتشريعي وكلاهما جزء من ايماني فهل يحق لاحد ان يشطب لي ايماني بصوابية التشريع ويحشرني في ركن تعبدي محض في جبال الهملايا او هضبة التبت وانا امنت بالاسلام لانه دين ثوري نضالي من اجل العدالة للانسانية وليس فقط من اجل الممارسة الكسيحة للدين التي تختزله في طقوس روحية وتحارب تشريعات اتى بها لصيانة قيم روحية تؤمن بها اغلبية ثقافية تحب ان تنظم نفسها قانونيا بما يصون قيمها الجمعية الاختيارية ولا يتعدى على الاخر بل يعترف به ويحترمه طيب اليس هذا اعتداء على حريتي في اختيار تشريع نابع من قيمي وقيم الاكثرية في وطني
الأستاذة غادة:
شكرا على الرد. أنا أيضا أرى أنه لا يجوز تجريد الإنسان من أي حق من حقوقه وخاصة حقوقه الإنسانية ومنها حرية المعتقد. حرية الشخص تقف حيث تبدأ حرية غيره، ولا يجوز أخلاقيا أن نعتبر حقوقنا خطوطا حمراء وأن نستبيح في نفس الوقت حرية غيرنا فنفرض وصايتنا عليه ولا نعترف له بنفس ما نطالب به لأنفسنا. لا أحد يملك الحقيقة المطلقة. ولكل منا حقٌ أراه طبيعيا وبديهيا في أن تكون له حقيقته يعيشها بدون قسر ويتفاعل معها ويتطور ويتفتح وينضج في نطاقها. أعترف لكِ بحقك في اعتقاد وممارسة جميع ما تفضلت بذكره، ولكني لا أعترف لك بالحق في فرضه على الآخرين.
وادعاء البعض بأن العلمانية محاربةٌ للدين وتحلّل من القيم ونزعة إلى التطرف هو ادعاء يناقضه الواقع الذي نعيشه، ويذكرّني بمن كانون في الماضي القريب يكيلون جميع أنواع الشتائم للديمقراطية، جهلا وقصرِ نظر، ثم أصبحوا يدّعون الانتماء إليها. لقد فرضت الديمقراطية نفسها لأنها أقل الأنظمة السياسية سوءا.
ونفس الواقع الذي نعيشه يثبت أن الشعوب التي تنعم اليوم بالاستقرار وتحقق لأفرادها العيش في سلام اجتماعي هي الشعوب التي استعاضت عن خطوط حمراء وليدة ماض يكرّس هيمنة المجتمع بخطوط حمراء جديدة تستشرف المستقبل وتطلق أسْر الحريات الجماعية والفردية. والعلمانية التي تقوم على احترام تلك الحريات تفرض نفسها بشكل متزايد بوصفها أقل الأنظمة الاجتماعية سوءا.
اخي عقيل مساء الخير اعتذر فقد احتجت الى بعض الراحة من وعكة بسيطة والان انتبهت لما كتبته مشكورا
* اخ عقيل عندما يريد مطلق مجتمع ان ينظم نفسه قانونيا ويصوغ تشريعاته فانه ينتخب نوابا عنه لهم صفة تمثل ثقافة هذا المجتمع انى كانت ودائما وفي كل الدنيا سيكون هناك فئة لم تتفق مع الاغلبية لاسباب عرقية ..ايديولوجية ..سياسية الخ في التنظيم القانوني والاجتماعي الصيغة الافضل ان تكون التشريعات نابعة من خيار اغلبي (لانه اي تشريع حتى لو كان اسلاما يفرض على مجموعة من الناس بالقوة ولا تريده ستثور عليه حتما وهذا هووالاعتداء ) لهذا انا اتساءل لماذا حضرتك اخي تعتبر مثلا لو ان غالبية شعب ما (الذي هو في النهاية تجمع له ثقافة ما في كل انحاء الدنيا ) اذا اختارت الاسلام كمصدر تشريع فانها جناية على الاقلية ولا تعتبر انه عندما تفرض على اقصاء التشريع الديني على اغلبية اخرى (مصر مثلا) تريده ليس تحكما في معتقدات المجموع ثم اليست القوانين التي يسنها اي مجتمع مهمتها حراسة قيمه الجمعية وامانه الاجتماعي وفق اختياراته الاغلبية في كل العالم سيتوجب على الاقلية ان تحترم الاكثرية وهناك فئة دائما لن تكون موافقة فهل يلزم بحسب فهمك اذا استقينا تشريعا اسلاميا ان لا يعيش موسى وعيسى وحسين وعمر الى جانب بعضهم ! علما بانني مصممة ان التشريع الاسلامي احترم الخصوصية الثقافية للاقليات اكثر من التشريع العلماني مثلا في دولة شريعتها الاسلام لا يفرض الحجاب ولا منع الخمر على اهل الكتاب ولا تعتبر جريمة في حقهم يتزوجون يرثون يطلقون بحسب خصوصيتهم الثقافية رغم كونهم مثلا اقلية لكن الجالية المسلمة في اوروبا مثلا ممنوع ان تتزوج ترث وفي بعض الدول ممنوع ان ترتدي الحجاب (فرنسا ) رعاية لقيم الاغلبية وهذا انتهاك فلو خيرت ايهما يستطيع ان يحترم الاغلبية مع الحفاظ على خصوصية للاقلية سوى التشريع الاسلامي هل الاعتداء عل خيار مسلم يريد ان يعدد زوجات او يطلق بحسب قانونه الثقافي (الذي هو جزء من معتقده ) مسموح ومقبول عندك لماذا نتصور دائما ان التشريع الديني ولو كان اغلبيا يتحكم بالغير وان التشريع العلماني ولو كان لا يؤمن به الا الاقلية عندما يتحكم في الاغلبية معلش ! لماذا نتهم التشريع الديني بانه يحاصر الناس بالقوة مع انه الصيغة الوحيدة التي تبدا من اعتناق اختياري ايماني للقانون وليس فرضه بقوة الدولة بعكس القانون العلماني في اغلبية مسلمة
شكرا، سيدتي، على تعقيبك.
كم أود أن أردّ على جميع النقاط التي تفضلت بإثارتها، وقد أثرتِ الكثير. سأكتفي ببعض النقاط التي أرى فيها اختلافا بين موقفينا، وسأحاول توضيح وجهة نظري.
1 – حق الأغلبية ليس مطلقا وله ضوابط. هل يحق اليوم مثلا لتسعين في المائة من شعب ما أن تسنّ، مباشرة أو عن طريق نوابها، قانونا غير إنساني يبيح الاسترقاق أو التعذيب؟ ولكل حقبة من الزمن ضوابطها.
2 – لو تتبعنا تاريخ هذه الضوابط لوجدنا أنها شهدت تطورا موازيا لتطور الإنسان ولتطور نظرته لنفسه ولما حوله. ألم يكن هذا الإنسان نفسه الذي يرفض الاسترقاق والتعذيب اليوم يمارسه بالأمس بدون حرج، ثم مارسه مع محاولة تبريره، إلى أن أقلع عنه عندما بلغ من النضح ما جعله يحس بأنه يفقد جزءا من انسانيته كلما عذب غيره أو استعبده. سُنّة الله في الكون هي التغيّر ومع ذلك فإن البعض يقدمها لنا على أنها ركود!
3 – ذكرتِ في تعليقك عبارة “الاعتداء على خيار مسلم يريد ان يعدد زوجات او يطلق…”. لا أظن أن هناك جملة في كل ما كتبتِ، وقد قرأت لك الكثير، تفرقّنا أكثر من هذه الجملة. فأنا اعتبر تعدد الزوجات إهانة لأمي ولزوجتي ولابنتي، لا يمكن أن أقبل بها بأي حال من الأحوال. وأرى حرمان المرأة من حقوقها في مجتمعاتنا متعددَ الأشكال ويكاد تتجاوز جميع الحدود، ولا أفهم، مثلا، كيف أننا نرى المرأة في حياتنا اليومية تمثّل العماد الرئيسي للأسرة – والوحيد أحيانا – ولا نعترف لها، مع ذلك، حتى بجزء من القوامة عليها. والحديث عن موضوع حقوق المرأة عندنا، من جوانبه الأخلاقية والقانونية والإنمائية، حديث يحتاج إلى مجلدات.
4 – ملاحظة أخيرة، من الصعوبات التي يتسم بها هذا الموضع أنه مرادف لهويتنا، فيكون البحث فيه كعملية جراحية يجريها جرّاح على عينه بنفسه. ولكنه بحث شيّق لمن يُقبل على هذا الاستكشاف بصدق. ومن يقبل بألم الجراحة يجني في معظم الأحيان ثمارها.
تحياتي
اذا كنا نعتبر عقيدة الفرد مسألة شخصية، فهذا يعني ان بامكان هذا الفرد ممارسة عقيدته بحرية متناهية. فلماذا سمح الحبيب بورقيبة لنفسه بنزع الحجاب عن رؤوس النساء وهذا موثق في يوتيوب. ولماذا تمنع فرنسا النساء من ارتداء الحجاب؟ هذا مثال بسيط يثبت حجم الزيف والتزوير. الحقيقة الراسخة ان الاسلام محارب كعقيدة، لانه السد المنيع والضمانة الوحيدة والمنافس الوحيد للحضارة الهلامية التي زورت التاريخ وسرقت الافكار وتعلم علم اليقين ان نهوضه تعني نهايتها.
أخي رياض معك حق فيما يتعلق بالنفاق العلماني. لكن هناك نقطة أساسية تستحق النقاش لماذا تعتقد أن الإسلام وحده ودون غيره هو الأساس الحضاري الذي يجب أن نأخذه ودون غيره, ماهي المشكلة في دولة معاصرة تحترم القيم الدينية والحريات الاجتماعية والسياسة والفكرية ….. للأفراد (تطبيق فعلي وليس ظاهري) وتضمن الاحترام المتبادل طبعاً أي ضمن تعددية سياسية (مثلاً تركيا ولو أن له سلبياته وبعيد نوعاً ما لكن كمثال) بشكل واقعي أي بخطوات متطورة وليس حلا سحرياً.
أخي عُقيل (تونس), أعتتقد أن هناك فرق بين العلمانية وهو مفهوم سياسي وقيم التحرر المعاصرة التي يتم بناء المجتمع المعاصر على أساسها والإعلان العالمي لحقوق الإنسان هو جزء منها طبعاً وهنا نجد أن الفكر النهضوي التحرري التحديثي المعاصر نشأ في إطار النظام السياسي العلماني لكنه مفهوم حضاري وهو ليس العلمانية بحد ذاتها.
أخي أسامة كليَّة سوريا/المانيا
شكرا على الرد، وأتفق معك إلى حد كبير.
تحياتي.
اذا قمنا بتحييد الدين عن المشهد المدني كما ذكرت ،فإن الفوضي تعم ويظهر اختلاف المبادي ويكثر الاتجاهات ثم يظهر مصطلح دستور يحكم الناس فصلتة كل دولة او قومية لتتناسب حياتها وهنا تدخل اشكالية العدالة الاجتماعية ،نحن بشر والبشر خطائون ، انظري لتشكيل حكومة الوفاق السودانية التي اعلنت امس بعد صراع عنيف مع اطياف التكتلات السياسية في البلاد هل يمكنها حلحلة هواجس المجتمع السوداني اذا لم تكن هناك عدالة اجتماعية ومعالجة ماخلفتة الصراعات المصطنعة الهادفة لتفتيت البلاد التي ضحي اجدادنا بدمائهم لحريتها…لابد من مخافة اللة واحياء الضمير الالهي المفصل لهذة الدنيا…..ولاحولة ولا قوة الا باللة…
*ثم اية مجتمعات (منغلقة يديرها الوعاظ )! في زمن عولمة الثقافة وانفتاح الانترنت انني لا زلت مصممة ان عند بعض اليمين العلماني المتطرف ما اسميه متلازمة القرون الوسطى فهم يتقمصون مظلومية شعوب اوروبا من كنيسة كانت يديرها متوحشون ويلصقونها بالقوة بما يسمونه (بمجتمعات منغلقة يديرها وعاظ ) مشكلة هؤلاء انهم يرفضون النزول من قصور التنظير العاجية ويديمون عادة البسكويت الانطوانيتي السيئة على شعوب حرمت من ممارسة اسلامها وقادها الاستبداد العلماني منذ ما يزيد على نصف قرن فهل اختار الاتراك والتونسيون والمصريون الاسلام كمرجعية تشريعية ( بالقمع الديني )! ولماذا تفترض الكاتبة المحترمة اضطهاد الاقليات باسم الاكثرية !! هل مثل اوربان الثاني المتوحش سماحة المسيحية عندما شن الحروب الصليبية ان التوحش والارهاب صفات تلزم اصحابها وهي التي انتجت لنا وحشية بشار الاسد والقذافي ووحشية البغدادي ونصر (الله ) رغم اختلاف المعتقدات فمن شن حرب المقامات على شعب ثائر ضد دكتاتور فقتل البشر وايد ابادتهم لاجل حجر ومارس حقدا سلفيا عمره 1400عام ودعم ارهاب الدولة هو ذاته البغدادي الذي هجر وسبى مسيحيي الموصل وهو ذاته اوربان الثاني المحرض على ابشع حرب دموية هو ذاته بشار الاسد السادي والقذافي النرجسي وفهم هؤلاء لايديولوجياتهم الابادية هو ذات فهم بعض اليمين العلماني المتطرف لنصوص الاديان السمحة المسيحية والاسلام والفرق ان دواعش الايديولوجيات المتعددة نفذو ارهابهم واسقطوه على عقائدهم فلن يقاتل الحسين الا مع الشعب السوري ضد الدكتاتور ولن يقتل عمر ابن الخطاب المسيحيين ويدمر كنائسهم بل سيصلي الى جانب كنائسهم ويصونها ويفرض حمايتها وسيقيم مئذنته رمزا للتسامح الديني الى جانب اجراسها ولن يفرز النظام الجمهوري ملكية قبيحة مستبدة كملكية ال الاسد ومعبد القذافي النرجسي ولن تفرز المسيحية السمحة اوربان الثاني ولا جورج بوش ان اليمين العلماني المتطرف يريد ان يجرد الاكثريات من اختياراتها الايديولوجية ويفرض عليهم اقصاء التشريع الديني الذي لا يمس بالاقليات ويحفظ خصوصيتها وانه يفهم الاديان بنفس فهم هؤلاء المتوحشين والفرق ان فهم التوحش والارهاب جعل هؤلاء ينفذون ساديتهم باسم الاديان وجعل اليمين العلماني المتطرف يلغي مرجعية التشريع الديني رغم انف الاكثريات لانه فهم نفس الفهم الالغائي الداعشي للاخر من النص الديني فتعازينا !
كل أسبوع نفس الاحساس بعد قرائة (المنتضرة) الدكتورة أبتهال و قرائة التعاليق.الدكتورة فى واد وأغلب المعلقين فى واد آخر.الدكتورة تخوض فى مشاكل حقيقية عميقة ومصيرية و القوم تائهون فى نفس “الضلال المقدس”.مثل الدكتورة كمثل “سيزيف” لالبار كامو…..مع صعب ان لم أقل استحالة المهمة و الغاية فلا تكل و لا تمل وهى ماضية فى محاولة “ترشيد” القوم……عملا بالاية الكريمة فى سورة هود ” أليس منكم رجل رشيد؟ ” و لا حول و لا قوة الا بالله.
عملا بالاية الكريمة في سورة هود؟؟!! اذا كانت الكاتبة في واد ونحن في واد، ففي اي كوكب تعيش انت؟ لقد اجابت الكاتبة ولاكثر من مرة بطريقة غير مباشرة بان القران ليس كلام الله وهذا واضح وتستطيع الرجوع الى المقالات، ثم تقول لي انت عملا بالاية الكريمة في سورة هود. يا اخي، لا يوجد منطقة رمادية ما بين الحق والباطل. وتقبل تحيتي
الا تلاحظ اخ ابن الجاحظ بعد التحية ان الكاتبة مع حفظ الالقاب ايضا تعتبر العلمنة شيئا مقدسا ومرجعيا وتتجاوز تعدد الافهام والتوجهات والثقافات وتضعها في سلة منبوذة هي سلة (المقدس الديني ) وهي تمارس التقديس والصلاة الاسبوعية لمقدس علماني فهل هذه طريقة حوار وتبادل اخي ابن الجاحظ ان تصف القراء بأنهم في واد والقراء في واد هل تتهم مخالفيك ومخالفي الدكتورة بالتخلف والرجعية وتحتكر الفكر والرأي فمن ليس معها لا يفهم!! لهذا اعتقد بالضبط اننا لسنا قادرين في احيان كثيرة على الحوار بسبب تعليب الكل وتكفيرهم ثقافيا انا احتج عليك بقوة اخ ابن الجاحظ والاولى ان تقنعني بواديك خير من التكفير الثقافي ووضع الناس المخالفين في كبسولة فضائية والقائهم خارج كوكب الثقافة والفكر فهل سنعاني ايضا بعد التكفير الديني من التكفير الثقافي !!
معك حق أختي غادة! مع احترامي للأخ ابن الجاحظ حيث أنك في هذا التعليق ابتعدت عن الصواب ولربما بدون قصد.
كاتبة ومحللة رائعة وجريئة دائما تتحدى المألوف والمتعارف عليه في مجتمعاتنا المغلقة… مشابه لأسلوب الدكتور علي الوردي.
@ عفيف/ امريكا
اتحداك ان تأتي لي بنص من القران يقول ( ان العرب) خير امة اخرجت للناس! الاسلام ليس دينا عرقيا ولا عنصريا، فهو للبشر كافة ابيضهم واسودهم فقيرهم وغنيهم ذكرهم وانثاهم. والخيرية التي فيه هي بقدر التزام هؤلاء المؤمنين بهذه العقيدة الفطرية السمحة. فاذا كان احدنا غير قادر على التمييز بين العرب والمسلمين وغير قادر على نقل اية قرانية ، او حتى مضمونها، بامانة للقراء؟ فهل هو قادر على اثبات نظريات الالحاد الكبرى، التي افحم اصحابها، في كل زمان ومكان؟ ما تعتبره انت فرضية، اعتبره انا ومئات الملايين عقيدة مثبتة راسخة كرسوخ الجبال. فقط تفكر في الكون وستعلم ان بحثت بصدق ان لهذا الكون خالق! فعدم رؤية المؤثر مع وجود الأثر، تدل ليس فقط على وجوده، بل على عظمته. فهل لديك دليل منطقي واحد فقط يثبت ادعاءك الذي ذهبت اليه، مع وجود مئات الملايين من الادلة التي تثبت خطأ ما ذهبت اليه؟ لا اله الا الله محمد رسول الله بها نحيا وبعا نموت وبها نلقى الله.
د. حلمي محمد القاعود نهارك سعيد : كنت رائعاً.وإشارتك إلى قوله : { قالت الأعراب آمنا…} بالإسلام الشكلي لقطة عبقرية حسان.مودتي…
أروع التعليقات التي تبتعد عن العواطف إلى تقديم رؤية فيها إضافات جديدة وملاحظات عميقة ؛ رغم علمنا بالتفاوت الثقافي والتباين الفكري.
مع احترامي لكل الاراء المطروحة يبقى السؤال الاهم هل المواطنيين الذين يعيشون في مجتمعات او انظمة علمانية حالهم افضل من حال الاخرين الذين يعيشون في مجتمعات (غير علمانية) ام العكس هو الصحيح
من الناحية الاجتماعية الذين يعيشون في مجتمعات علمانية اجتماعيا يعانون معاناة فظيعة لتفكك العائلة وشيوع الارهاب الاجتماعي وتناسل الجريمة واحترام القانون بالقوة وليس لانه معتقد الاديان تحفظ الامان الاجتماعي ومن الناحية السياسية اخي سلام فهل نحن الا شعوب الاستبداد العلماني هل يوجد تشريع ديني مثلا يحكم استبداد الطبقة الحاكمة ؟!لا يمكن طرح السؤال بهذا التعميم لو خيرتني اين انشيء ابنتي او ابني لن اختار اوروبا لانني ساحتاح للسباحة عكس تيارات كثيرة غير طبيعية لانها تفتقر الى النظام الاجتماعي الطبيعي والصحي ولو خيرتني من حيث العدالة السياسية ساختار اوروبا ! وهل استبداد السلطات في عالمنا اخي سلام ديني ام هي سلطات علمانية ؟!
صحيح أخي سلام إلى حدٍ ما, لكن لا تنسى مثلاً أن نظام بوتين في روسيا علماني أيضاً وكذلك الدكتاتوريات الحديثة في جمهوريات الاتحاد السوفيتي سابقا كروسيا البيضاء وأزبيكستان وتشتشنين!!! …. وحالة الشعب الروسي والشعوب الأخرى ليست أحسن من حالنا بكثير وأحدث انهيار كان سقوط دكتاتور أوكرانيا العلماني, ههه أحيانا العلمانية مثل دولة البغدادي “الإسلامية” ودولة إيران وحسن نصر الله “الإسلامية”. المهم التظاهر بالعلمانية والحقيقة فظائع وجرائم بشرية! الأساس هو مجتمع التعددية والحريات والتطبيق وليس التلفيق أما التظاهر بهذا أو ذاك فهو سهل!
بارك الله فى تعليق الاستاذ رياض والأخت الموسوعة غادة الشاويش …..المثقف هو من يجادل بالعقل والمنطق من دون رمى الاتجاه الإسلامى بكل ناقصة بداع وبغير داعٍ. وانا متيقن ان الكاتبة الفاضلة كما اسلفت سابقا ستصر داءما على ان مصيبتنا هم حملة الفكر الإسلامى متجاهلة كل النظم والمنظومات التى تسمى علمانية وقومية ووطنية وغيرها التى اضاعت وطنى ووطنها فلسطين.
أتمنى ان تذكر لنا بلدا عربيا واحدا يحكمه الوعاظ ورجال الدين المجرمين التى تحملهم أوزار اوضاعنا المزرية من حقوق المرءاة الى الفساد الى احتلال فلسطين الى محاولة قتل المقاومة الى نشر الرذيلة فى ربوع اوطاننا…….الخ.
من يحمل نظرة سلبية واضحة وضوح الشمس فيما يكتب تجاه تيار معين او شريحة كبيرة من المجتمع لن يكتب بأسلوب موضوعى بل داءما يستدل بما يتحفنا من مقالات لكتاب غربيين كانما عجز تاريخ وكتاب هذه الأمة ان يشخصوا داء الأمة. الحل يتأتى من غيورى الأمة وليس من خارجها اختى الفاضلة.
لعلها هى عقدة الأجنبى التى هى متأصلة فى مجتمعاتنا ولعلها متأصلة فى عقول مثقفينا أيضا.
اللهم عافنا وأعفو عنا وشكرا للجميع.
*كرم منك اخي د بشير ان تصفني بالموسوعة واسأل الله الموضوعية والاخلاص
* ولدي سؤال اين الاخ داوود ؟ لقد كنت غائبة فترة هامة عن الجربدة لكن استغرب غياب الاخ داوود واين المشاكسان بيضاوي وابن الوليد واين العزيز غاندي والاعزاء بلنوار وفؤاد مهاني ..والباقين ارجو ان لا تنسو الاخت منى من دعائكم لانها تحضر الماجستير وعااااكفة اعانها الله وبلغها ارقى الدرجات واعادها لنا واين الاستاذ رؤوف بدران …اسفة غين ذهبنا جميعا يا معلقي لقدس ؟
وبارك الله فيك اخي الكريم د. بشير ورزقنا الله واياك التوفيق والسداد والاخلاص في القول والعمل. تحية طيبة لك.
ربما معك حق أخي أخي بشير (Ireland) لأن الغرب يرفض الاعتراف بالحضارة الإسلامية بسبب ارتباطها بالدين وربما هناك دوافع سياسية وخاصة تلك المرتبطة بإسرائيل أيضا مع أن هناك تطورات إيجابية مثلاً معهد العالم العربي في باريس وهناك أيضا تطورات إيجابية على المستوى الشخصي لكثير من المستشرقين والباحثين وحتى السياسيين لكن أصواتهم مازالت ضعيفة والأهم أن أصواتنا أو بالأحرى جهودنا واستغلال إمكانياتنا نحن كمسلمين أو عرب ما زالت ضعيفة بسبب الإخفاق السياسي المرتبط بالأنظمة العربية وهي استبدادية قمعية تمنع الحرية والتطور الفكري للأسف وربما هنا بيت القصيد في حوارنا كله.