موسكو – د ب أ: مع اكتمال كافة الاستعدادات ووصول معظم المنتخبات المشاركة في البطولة، أصبحت روسيا مهيأة لتقديم مهرجان كروي رائع على مدار الأسابيع الأربعة المقبلة من خلال النسخة الحادية والعشرين لكأس العالم.
وتنطلق النسخة بالمباراة الافتتاحية غدا بين المنتخبين الروسي والسعودي على استاد «لوجنيكي» الشهير بالعاصمة موسكو، وتختتم على الملعب ذاته في 15 تموز/يوليو المقبل. وانشغل العمال في الأيام الماضية بتهيئة استاد «لوجنيكي» للمباراة الافتتاحية. لكن، على عكس ما كان عليه الحال في البرازيل قبل أربع سنوات، لم يكن هذا العمل بمثابة الجهد الضخم والضروري للغاية في اللحظة الأخيرة للانتهاء من إعداد الاستادات والبنية الأساسية في الوقت المناسب ولكنها كانت مجرد تركيب بعض الأكشاك لبيع بعض المنتجات في حيز الاستاد. ويرى الفيفا أن المونديال المقبل في روسيا بأيد أمينة مع اقتراب ضربة البداية في هذه البطولة.
وأصبحت كل الاستادات الـ12 المضيفة على أهبة الاستعداد، علما أن بعضها شيد حديثا من أجل البطولة، فيما خضع البعض الآخر لعمليات تحديث وتطوير فحسب. ولا تعاني أي من هذه الاستادات من مشاكل تنظيمية أو تشغيلية تثير القلق أو الصداع للمسؤولين في روسيا أو الفيفا، على عكس ما كان عليه الحال في المونديال البرازيلي عام 2014 .وقال السويسري جاني إنفانتينو رئيس الفيفا: «روسيا جاهزة 100٪، والعالم كله سيشاهد هذا عندما تنطلق البطولة». كما يعتقد إنفانتينو أن نظرة العالم إلى روسيا ستتغير أيضا. وقال: «سيرى الناس روسيا كبلد مختلف، كبلد يستقبل ويرحب بالعالم. كبلد بهيج ومهرجاني يرغب في الاحتفال ويرغب في الانفتاح».
وهذه النسخة الأولى لكأس العالم في عهد إنفانتينو الذي تولى رئاسة الفيفا في 2016 بعد رحيل مواطنه جوزيف بلاتر في كانون الأول/ديسمبر 2015 بعد فضائح الفساد التي حاصرت الفيفا. وكانت عملية التصويت، التي جرت في 2010، على استضافة مونديالي 2018 و2022 أثارت ادعاءات بوجود شراء لأصوات أعضاء اللجنة التنفيذية بالفيفا، كما جرت تحقيقات موسعة في الأعوام الثلاثة الماضية بشأن هذه الادعاءات وفضائح فساد حاصرت الفيفا وأدت لتنحي بلاتر عن منصبه.
كما واجهت روسيا عمليات تدقيق وفحص هائلة في قضايا أخرى مثل المنشطات والأمن والعنصرية في المباريات. ويأمل إنفانتينو والمنظمون في روسيا ألا تفسد هذه الأمور البطولة التي يتردد أن تنظيمها كلف روسيا أكثر من عشرة مليارات يورو.
وعن مخاطر تعرض البطولة لعنف المشجعين المشاغبين (هوليغانز)، بعد تورط المشجعين الروس في أعمال عنف خلال كأس الأمم الأوروبية الماضية (يورو 2016) بفرنسا، قال إنفانتينو: «كل مشجع سيأتي إلى روسيا، سيتم استقباله في بيئة آمنة للاحتفال. إذا اعتقد أي شخص أنه سيأتي لروسيا لإثارة المشاكل، من الأفضل له أن يظل في بلده».
وستكون الإجراءات الأمنية على أعلى مستوى في المدن الـ11 المضيفة، علما أن المنظمين يضعون صوب أعينهم دائما احتمالات التعرض لهجوم إرهابي. وما من شك في أنه مشروع مهيب للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي طلب من الشرطة في بلاده أن تعمل «بلباقة وحذر» خلال البطولة.
واستقبلت روسيا المشجعين بطريقتها، حيث وضعت نظاما يقضي بضرورة حصول كل مشجع على بطاقة «مشجع» تكون بمثابة تأشيرة الدخول للأراضي الروسية. وتسمح بطاقة المشجع، بشرط توافر تذكرة المباراة مع المشجع أيضا، بالانتقال المجاني بوسائل النقل العام بين المدن المضيفة لهذه المباريات. كما افتتح المنظمون مناطق لاحتفالات المشجعين في كل المدن الـ11 المضيفة. وأكد المنظمون أن هذه الأماكن شهدت حضور نحو 40 ألف مشجع لدى افتتاحها الأحد الماضي.
وعلى أرض الملعب، ينتظر أن تكون بداية استخدام نظام حكم الفيديو المساعد (فار) للمرة الأولى في كأس العالم بمثابة نقطة مثيرة للجدل بعد الجدل والارباك الذي صاحب التجربة في العديد من البطولات الأخيرة. ومع وصول معظم اللاعبين الـ736 المشاركين في البطولة، بداية من الحارس المصري المخضرم عصام الحضري أكبر لاعب في البطولة (45 عاما وخمسة شهور)، وصولا إلى الأسترالي دانيال أرزاني أصغر لاعبي البطولة (19 عاما وخمسة شهور)، إلى روسيا، تتزايد حدة الإثارة مع اقتراب ركلة البداية. ويشهد حفل الافتتاح غدا مشاركة نجم البوب الشهير روبي وليامز والسوبرانو الروسية عايدة غاريفولينا. ويأمل المنتخب الألماني في الدفاع عن اللقب الذي أحرزه قبل أربع سنوات ليعادل الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب والمسجل باسم المنتخب البرازيلي بخمسة ألقاب.
ويحلم المنتخب البرازيلي بإحراز اللقب العالمي السادس له والذي طال انتظاره منذ الفوز بلقبه الخامس في نسخة 2002. كما تحظى منتخبات فرنسا وإسبانيا والبرتغال بطل أوروبا بقيادة كريستيانو رونالدو والأرجنتين بقيادة ليونيل ميسي بقدر هائل من الترشيحات للتواجد في المباراة النهائية. ويتمنى المراقبون لهذه النسخة من المونديال أن يقدم المنتخب الروسي صاحب الأرض أداء جيدا يساهم في نجاح البطولة على المستوى الجماهيري. كما ينتظر المتابعون بعض المفاجآت، وقد يكون للمنتخبين الأيسلندي والبنمي نصيب منها في أول مشاركة لهما.