دمشق – «القدس العربي»: أعدمت ميليشيا عسكرية موالية للنظام، ذُكر أنها تابعة للحزب السوري القومي الاجتماعي، أمس الثلاثاء، أسيراً من عناصر تنظيم «الدولة» قبيل ان يفجر نفسه، وذلك في ساحة رئيسية وسط مدينة السويداء جنوبي سوريا، في ظل تواصل العمليات العسكرية، شرقي المحافظة بين قوات النظام والميليشيات الداعمة لها، وتنظيم الدولة الذي يتراجع أمام القوات المهاجمة.
من جهتها أكدت الوكالة الفرنسية «أ ف ب» أن مسلحين من الدروز موالين لقوات النظام أقدموا الثلاثاء على شنق مقاتل من تنظيم الدولة في مدينة السويداء في جنوب سوريا، بعد نحو أسبوعين من خطف الجهاديين 30 شخصاً، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. كما جاء ذلك بعد يومين من إعدام التنظيم المتطرف لشاب درزي (19 عاماً) من الرهائن الذين خطفهم من قرية الشبكي في ريف السويداء الشرقي، إثر هجوم دام شنه الجهاديون على قرى في المحافظة، ذات الغالبية الدرزية.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس إن «مسلحين موالين لقوات النظام تمكنوا من أسر مقاتل من التنظيم بعد تعرض إحدى نقاطهم لهجوم شنه الجهاديون في ريف السويداء الشرقي». وأضاف «بعد أسره، علق المسلحون الدروز المقاتل في إحدى ساحات مدينة السويداء وأعدموه شنقاً».
وفسّر البعض مواصلة العمليات العسكرية وسط قدرة عسكرية روسية على إنهاء أي جيب لتنظيم الدولة، بهدف الضغط السياسي لحسم مستقبل المحافظة، خصوصاً وأنها أوكلت لنفسها مهمة التفاوض مع التنظيم من أجل إطلاق سراح 30 سيدة وطفلاً محتجزين لدى تنظيم «الدولة».
تقدم النظام
أبو ريان المعروفي مدير شبكة أخبار «السويداء 24» أوضح لـ»القدس العربي»: ان قوات النظام السوري وبعض المجموعات الرديفة لها أحرزت تقدماً واسعاً على حساب التنظيم في البادية، مشيراً إلى ان مواقع تابعة لـ «الحزب السوري القومي الذي يقوده «باسم رضوان» في السويداء، تعرضت في نقطة متقدمة لها في «تل الرزين» التي تبعد نحو 8 كيلو مترات عن قرى ريف السويداء الشرقي، لمحاولة تسلل لتنظيم الدولة، بدأت بعملية انتحارية فجر خلالها مقاتل للتنظيم نفسه، وقتل على أثرها اربعة عناصر للحزب القومي وأصيب 10 آخرون، فيما أسرت القوات المتمركزة «الانتحاري» الثاني، وتكفلت الميليشيا بعملية التحقيق معه والاعدام الميداني في ساحة المشنقة وسط السويداء، في ظل تجمهر مئات من الأهالي. وبيّن أن «أسير تنظيم الدولة قد كشف خلال عملية التحقيق معه عن نقل اسرى السويداء الذين يفوق عددهم الـ 35 شخصاً، من مكان احتجازهم إلى آخر لم يعرف موقعه بعد، مؤكداً ان التنظيم زرع البادية ألغاماً متفجرة».
وامام تلك التطورات أكدت مصادر مطلعة من السويداء ان الجانب الروسي يواصل عملية المفاوضات مع تنظيم «الدولة»، بهدف التوصل إلى صيغة اتفاق تفضي إلى الافراج عن المختطفين، حيث أبلغ الوفد الروسي زعيماً دينياً بان المفاوضات مع تنظيم الدولة لم تتوقف، فيما أشار المصدر إلى ان المفاوضات بين التنظيم وأهالي المحافظة قد توقفت منذ اعدام الرهينة الأول لدى تنظيم «الدولة» قبل أيام.
وحسب المصدر فقد تمكنت قوات النظام من اقتحام منطقة تلول الصفا شرقي قرية الساقية والوديان بريف السويداء الشمالي الشرقي، انطلاقاً من قرى شنوان والساقية، وذلك في اعقاب مواجهات عنيفة اندلعت مع مقاتلي التنظيم، بالتزامن مع قصف مكثف من سلاح الجو الروسي والسوري.
من جهته قال المرصد السوري لحقوق الانسان ان عملية الإعدام تزامنت مع اشتباكات مستمرة بعنف بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جانب، وعناصر تنظيم «الدولة» من جانب آخر، على محاور في باديتي السويداء الشرقية والشمالية الشرقية، في محاولة مستمرة لقضم مزيد من المناطق في إطار العملية العسكرية التي أعلنت قوات النظام عنها وبدأتها مساء الأحد الـ 5 من آب/أغسطس الجاري، فيما تترافق المعارك مع استمرار الضربات الجوية والصاروخية.
بينما قالت وكالة «سانا» التابعة للنظام ان الوحدات العسكرية عززت امس انتشارها على جميع الخطوط باتجاه بادية السويداء بالتوازي مع تنفيذ ضربات مركزة على تحركات وتجمعات تنظيم «داعش» فيها، ذكرت أن سلاحي الجو والمدفعية نفذا ضربات على تحركات وآليات التنظيم في مناطق الوعر وأرض الكراع ومزاريع الخطيب وصنيم الغرز وإلى الشرق من دياثة وخربة الحصن وتل رزين على عمق يتراوح بين 15 و30 كم من قرى الريف الشرقي والشمالي الشرقي. وكان التنظيم قد شن في الخامس والعشرين من تموز الفائت، هجوماً هو الاوسع من نوعه على المحافظة الجنوبية، أسفر عن مقتل أكثر من 250 شخصاً، وأسر أكثر من 35 مدنياً بينهم نساء وأطفال، خلال عملية انسحابه من المواقع التي هاجمها شرقي المحافظة.
مستقبل السويداء
من جهته رأى الباحث السياسي عبد الوهاب عاصي ان روسيا تملك القدرة على إنهاء أي جيب لتنظيم الدولة تحت ضغط القوة النارية والعسكرية، لكنها يبدو أنها تؤخر خيار الحسم العسكري مقابل تقديم خيار الضغط السياسي لحسم مستقبل المحافظة، خصوصاً وأنها أوكلت لنفسها مهمة التفاوض مع التنظيم من أجل إطلاق سراح 30 سيدة وطفلاً معتقلين لديه. وأكد أن مستقبل تنظيم الدولة في بادية السويداء مرتبط بنتائج المفاوضات بين روسيا ومشايخ ووجهاء محافظة السويداء بشأن التوصل لصيغة نهائية تخص مستقبل المنطقة، حيث تريد روسيا من المفاوضات مع أهالي السويداء تحقيق رؤيتها الهادفة إلى تسوية جميع المناطق خارج سيطرة النظام السوري والتي لا تخص فقط مناطق سيطرة المعارضة المسلحة بل تشمل تسوية أيّة بؤرة صراع مسلح أو خارجة عن السيطرة المركزية للحكم في دمشق.
وأضاف المتحدث أنه في الثالث والعشرين من حزيران الفائت وبالتزامن مع بدء معركة الجنوب السوري، زار وفد روسي من مركز المصالحة في حميميم محافظة السويداء واجتمع مع مشايخ العقل والوجهاء لمناقشة مستقبل المنطقة، لكن دون أن يتوصل الطرفان لتسوية، وعاد الوفد الروسي لزيارة السويداء في الثاني والعشرين من تموز/ يوليو لكن أيضاً دون نتائج.
وكان محور المفاوضات بين روسيا وأهالي السويداء يدور حول النقاط التالية «إيجاد حل للسلاح الثقيل والمتوسط الذي تمتلكه مجموعات درزية خارج نطاق النظام السوري – إيجاد حل للمتسربين عن الخدمة الإلزامية – إنهاء شكل الحكم الحالي وربطه مركزياً بالنظام السوري». ومعلوم أن السويداء حققت خلال السنوات الماضية نوعاً من الحكم المحلي المرتبط بمشايخ ووجهاء المحافظة وشكلت مجموعات مسلحة لا مركزية وأصبحت ملجأ للمتخلفين عن الخدمة الإلزامية».
وقبل بدء الجولة الأولى من المفاوضات بين الجانب الروسي وأهالي السويداء قام النظام السوري بنقل حوالي 1000 عنصر من تنظيم «الدولة» إلى ريف المحافظة الشمالي الشرقي قادمين من مخيم اليرموك جنوبي العاصمة ولم يقم بنقلهم نحو بادية تدمر، ورجح ان العملية كانت بغرض توظيف وجودهم للضغط على المحافظة عند فتح ملف التفاوض حول مصيرها، مضيفاً «وبالفعل بدأ التنظيم يحاول أن يوسّع من نطاق سيطرته في بادية السويداء وشنّ هجمات دامية بمحيط المناطق التي يتحصن بها في 25 تموز/ يوليو 2018، أدّت إلى مقتل 265 شخصاً، وخطف 14 سيدة و16 طفلاً من قرية الشبكي المتاخمة للبادية. وحتى يزيد من ضغطه عاد النظام السوري في الأول من آب/ أغسطس 2018، لنقل حوالي 400 عنصر من تنظيم الدولة باتجاه بادية السويداء».
يا سلام الجيش اصبح مليشيا والارهابي الفاجر القتال اصبحتم تغارون على دمه وكأنكم ناطق رسمي باسم الارهاب