ناخبون تونسيون يتطلعون إلى «استقرار ما بعد الانتخابات»

حجم الخط
0

تونس ـ «الاناضول»: اختلفوا في توجّهاتهم السياسية وفي اسم المرشّح الذي سينصّبونه رئيسا للبلاد على مدى السنوات الخمس القادمة، إلاّ أنّ بعض الناخبين التونسيين اتّفقوا والتقوا في ذلك الشعور الذي بعثه فيهم قدومهم إلى مراكز الاقتراع، ألا وهو التفاؤل بمستقبل أفضل لتونس والتطلّع إلى «الاستقرار» وإلى «نفس جديد» في فترة ما بعد الانتخابات الرئاسية التي تجري جولتها الحاسمة امس الأحد، «في «ميتيال فيل» أحد الأحياء الراقية بالعاصمة التونسية، أعرب الناخبون عن تطلّعهم إلى «غد مشرق»، مؤكّدّين أنّهم مقبلون على التصويت من أجل الاستقرار.
«بمجيئي للتصويت هذا الصباح»، تقول بسمة ذات الـ 46 عاما، وهي موظّفة بإحدى المصارف التونسية، «ينتابني سرور لا حدود له، فلقد انتظرت هذا اليوم منذ سنوات خلت، ولطالما حلمت بمثل هذا التغيير في بلدي» مضيفة «تونس بحاجة إلى الاستقرار وإلى نفس جديد».
وبعيدا عن الضواحي التونسية الراقية، وعلى بعد مائة وثمانون درجة اجتماعية، أكّد ناخبو حي «الكباريا» الشعبي الواقع في الضواحي الغربية للعاصمة التونسية، أنهم «على عجلة من أمرهم بغية إنهاء الانتخابات والدخول، أخيرا، في مرحلة جديدة من الاستقرار، رغم التشكيك البادي على ملامحهم حيال التغييرات الايجابية التي يمكن أن تطرأ على مستواهم المعيشي.
فاطمة سيدة في الـ 87 من عمرها، وهي ابنة هذا الحي الفقير، قالت بنبرة مرتعشة ومتقطّعة، لدى خروجها من مكتب الاقتراع «لقد مللنا هذه الانتخابات التي لا تنتهي ومن هذه الفترة الانتقالية التي دامت أكثر مما ينبغي، فالحياة هنا في الكبارية أضحت أصعب، وهو ما يدفع بشبابنا نحو الانحراف»، غير أنها بدت أكثر تفاؤلا وهي تضيف «الدخول في مرحلة مستقرة لـ 5 سنوات ستمكّننا من وضع البلاد على الدرب الصحيح، لنحصل على أدنى قدر ممكن من السلام والاستقرار».
رأي يتّفق فيه معها هيثم الشاب الذي لم يتجاوز العقد الثاني من عمره، ويعيش في هذا الحي المعروف بجنوح السواد الأعظم من شبابه نحو الانحراف، حيث قال «الناس هنا في حاجة إلى العودة إلى العمل بعيدا عن السياسة، وفي حاجة إلى الشعور بالأمن، وأنا متفائل بخصوص المرحلة القادمة».
وبعيدا عن العاصمة، وتحديدا في مدينة المنستير الساحلية، بدا التفاؤل مخيما على الكثير من الناخبين الذين أعربوا عن أمنياتهم بأن تتم عملية الاقتراع في كنف الشفافية والديمقراطية.
منذر قلالة أحد المقبلين على مراكز الاقتراع بالمدينة قال انه كان في الموعد لممارسة واجبه و حقه الانتخابي وأن هذه الانتخابات الرئاسية تعد الأولى في اختيار رئيسا للجمهورية التونسية بعد الثورة . وأضاف قلالة إنّه حان الوقت للعودة للهدوء وعودة دوران عجلة الاقتصاد، والإلتفات للفئات المهمشة والضعيفة التي قامت من أجلهم الثورة، مؤكدا أنّ العديد من رجال الأعمال ينتظرون الاستقرار الأمني والاقتصادي في تونس حتى يبادرون بالاستثمار والانتصاب بمشاريع من شانها أن تدفع بالاقتصاد وتخلق مواطن شغل .
ومن جهتها، قالت سحر المسعودي شابة عمرها 18 سنة أنها أدّت واجبها وحقها الانتخابي في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية، واليوم في دورها الثاني، مشيرة إلى أنّ المستقبل سيكون للشباب الذي يساهم في بناء تونس انطلاقا من اختيار رئيسا له لخمس سنوات مقبلة.

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية