حلب ـ «القدس العربي» من عبد الرزاق النبهان: كما كان متوقعاً، لم يخرج كثيرون من السوريين في تعاطيهم مع مؤتمر الحوار الوطني السوري، الذي عُقد في سوتشي، عن أسلوبهم الساخر الذي اعتادوه مع بداية كل مؤتمر أو جولة تفاوضية بشأن التوصل إلى حل للمأساة السورية.
وبعيداً عن الملفات التي طرحت للبحث، وجه رواد مواقع التواصل الاجتماعي هذه المرة سخريتهم نحو جدول أعمال المؤتمر، معتبرين أنه أقرب إلى برنامج الجولات السياحية منه إلى برنامج المؤتمرات السياسية. وحسب جدول البرنامج فإن الوقت الذي خصص لبحث مستقبل سوريا لم يتجاوز الست ساعات، بينما تم تخصيص الوقت الطويل المتبقي للاستراحة وتناول الطعام والتنقلات.وبينما وصف البعض المؤتمر بالنزهة (السيران)، ركز آخرون على الساعات الطويلة المخصصة لتناول الطعام، معبرين عن سخريتهم بطريقة لا تخلو من الطرافة. وفي هذا الصدد، كتب الإعلامي معن خضر ساخراً، « »، ومثله أضاف الإعلامي عمار عز بقوله «كنتوا طعموهن بالشام».
أما الإعلامية نور حداد فوضعت جدول أعمال آخر للمؤتمر، جاء على الشكل التالي: اليوم الأول: وصول الوفوووود، تدريب الوفود على أداء أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» كورال جماعي، غسلوا رجليكن وناموا لأنه بكرا يوم مصيري.
اليوم الثاني: وجبة فطور، مناقشة مستقبل سوريا (ساعة بتكفي)، وجبة غداء، سناكس، وجبة عشاء، تحلاية.
اليوم الثالث: غناء (بكتب اسمك يا بلادي)، كل واحد عبيته».
من جانبه سخر الإعلامي رزق العبي قائلاً «سوتشي للسياحة والسفر، 6 ساعات لبحث مستقبل سوريا، والباقي للطعام».
الناشط السياسي وائل الخالدي علّق قائلا «1600 شخص، وجلسة عامة لثلاث ساعات فقط، يعني المشارك الواحد لا يملك وقتاً لذكر اسمه حتى، وليس مناقشة دستور، واللي بيعطس راحت عليه».
واعتبر الإعلامي السوري فيصل القاسم أن النظام السوري يحاور نفسه بنفسه، وذلك في إشارة منه إلى تغيب المعارضة عن المؤتمر.
هذا وقد شهد مؤتمر سؤتشي الذي عقد برعاية روسية وأممية اتفاقا على تشكيل لجنة لصياغة إصلاح دستوري وفق قرار مجلس الأمن 2254.
يذكر أن جهات معارضة عدة كانت قد أعلنت رفضها المشاركة في سوتشي، بسبب وصفها للمؤتمر بأنه التفاف على مسار التفاوض الأممي الذي تجري جولاته في جنيف.