تونس ـ «القدس العربي» ـ من حسن سلمان: كشف الناشط الحقوقي المتخصص بالشأن الليبي، مصطفى عبد الكبير، عن وجود معتقلات سرية في ليبيا يديرها تجار مخدرات وشبكات تهريب البشر. واستبعد من جهة أخرى مقتل زعيم تنظيم «أنصار الشريعة المتطرف» أبو عياض، مشيراً إلى أن الأنباء التي أوردتها بعض وسائل الإعلام حول هذا الأمر «غير دقيقة».
وقال عبد الكبير في تصريح خاص لـ»القدس العربي»: «غياب الدولة في ليبيا ساهم في وجود معتقلات سرية أو أماكن اختفاء قسري يديرها تجار المخدرات وشبكات تهريب البشر، والتي تقوم عادة باختطاف الأجانب وطلب فدية من سلطات بلادهم، حيث شهد العام الماضي عمليات اختطاف عدة لمواطنين تونسيين ومصريين وجزائريين وإيطاليين، وتم الإفراج عن بعضهم لاحقاً (بعض الوصول إلى تسوية مع سلطات بلادهم».
وكانت وسائل إعلام تحدثت عن «تورط» تونسيين في الإشراف على سجون سرية في ليبيا، إلا أن عبد الكبير استبعد هذا الأمر، مشيراً إلى أن التونسيين حاضرون بقوة فقط في الجماعات الإرهابية، و»هم لا يستطيعون التواجد في شبكات تجارة المخدرات في ليبيا».
وكانت قناة «ليبيا الحدث» (القريبة من اللواء خليفة حفتر) بثّت قبل أيام تسجيل فيديو، يظهر جثة رجل تحمل آثار دماء، قالت إنّها لزعيم أنصار «الشريعة» المحظور سيف الله بن سحين الملقب بـ»أبو عياض»، مشيرة إلى أنه قتل في اشتباكات مع ”الجيش الليبي” الموالي لحفتر في منطقة «قنفودة» التابعة لمدينة بنغازي (شمال شرق).
إلا أن عبد الكبير شكك في مصداقية الخبر، مشيراً إلى أن «أبو عياض لا يمكن أن يكون موجوداً في «قنفودة» لأنه حي سكني من أحياء مدينة بنغازي وهو محاصر منذ أكثر من سنة ونصف من قبل قوات حفتر، كما أنه لدينا معلومات مؤكدة أن أبو عياض موجود حالياً في أماكن بعيدة من شرق ليبيا» (دون أن يحدد مكان وجوده).
وتسعى حالياً بلدان الجوار لمناقشة مبادرة تونسية – جزائرية لإيجاد حل للنزاع المستمر في ليبيا، حيث من المنتظر عقد لقاء ثلاثي يضم وزراء خارجية كل من مصر وتونس والجزائر لإيجاد رؤية مشتركة حول هذا الأمر.
وقال عبد الكبير «نحن نرحب بأي مقترح لحل الأوضاع المتأزمة في ليبيا وتجنّب الحرب الأهلية أو الانفجار الذي سيؤثر سلباً على المنطقة كلها وخاصة دول الجوار، رغم أن هذه المبادرة جاءت متأخرة وتحتاج إلى جدية أكثر، كما أن ثمة مشاكل في الداخل الليبي يجب حلها أولا، وكذلك ثمة بعض الإشكاليات التي تتعلق بالعلاقة بين ليبيا وكل من تونس والجزائر، وذلك قبل الحديث عن مبادرة لحل الأزمة في ليبيا».