غزة ـ «القدس العربي»: تواصل الإغلاق المحكم المفروض على قطاع غزة من قبل إسرائيل يوم أمس لليوم الرابع على التوالي، وأبقت سلطات الاحتلال المعابر التجارية مغلقة، مستثنية إدخال الوقود للسكان، وحرمت الإجراءات الجديدة أهالي الأسرة من المغادرة عبر معبر بيت حانون «إيرز» لزيارة أبنائهم في السجون الإسرائيلية، فيما أبقت السلطات المصرية على إغلاق معبر رفح لليوم العاشر.
وواصلت إسرائيل إغلاق معابر غزة «كرم أبو سالم التجاري» جنوبي القطاع، ومعبر بيت حنون «إيرز» المخصص للأفراد شمال القطاع، وحالت دون مرور أي بضائع أو سلع للسكان المحاصرين، كما منعت المرضى وأصحاب الاحتياجات من السفر لتلقي العلاج في مشافي الضفة الغربية. ولم تعلن إسرائيل عن أي موعد لإعادة فتح هذه المعابر، التي أغلقتها متحججة بسقوط صاروخ أطلق من قطاع غزة على إحدى بلداتها الحدودية.
وجرى استثناء إدخال كميات من الوقود اللازم لتشغيل السيارات، وقال نظمي مهنا مدير الإدارة العامة للمعابر في السلطة الفلسطينية، أن سلطات الاحتلال أبلغتهم بأنها قررت استثناء المحروقات التي تدخل لغزة عبر كرم أبو سالم، مشيرا إلى أنه لا يوجد موعد محدد لفتح المعبر، لافتا إلى أن السلطة تبذل جهودا كبيرة لفتحها وتخفيف المعاناة عن سكان غزة.
وكانت إسرائيل قد أغلقت المعابر يوم الجمعة الماضية، متذرعة بسقوط صاروخ لم تعلن أي من الفصائل الفلسطينية في غزة مسؤوليتها عن إطلاقه، كما أن إسرائيل لم تعثر على شظايا تدل على سقوطه.
وفي السياق زعمت مصادر أمنية في تل أبيب أن حركة حماس اعتقلت خمسة أشخاص في غزة، عقب إطلاق القذيفة الصاروخية، للاشتباه بضلوعهم بإطلاقها، تجاه مجلس «أشكول «الإقليمي في النقب الغربي.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الجيش موشيه يعلون نقلا إلى حماس رسالة، شديدة اللهجة، وأن الحركة ردت بأنها «ليست مسؤولة عن إطلاق القذيفة، وأنها ملتزمة بالتهدئة». وعلى الأرجح جرى نقل التهديد الإسرائيلي هذا عبر الوسيط المصري.
وأدى إغلاق المعابر إلى شح المواد البترولية في محطات غزة، ما أدى إلى توقف العديد من السيارات العمومية عن العمل. وشوهد خلال اليومين الماضيين اصطفاف عربات في طوابير أمام محطات تعبئة الوقود، في ظل شح الكميات، وإغلاق عدد من المحطات أبوابها.
وبسبب استمرار إغلاق المعابر منع ذوي الأسرى من مغادرة القطاع لزيارة أبنائهم في سجون الاحتلال، وأبلغت سلطات الاحتلال اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تنسق هذه الزيارات بالقرار.
وفي العادة يخرج عدد محدود فجر كل يوم اثنين من أهالي الأسرى عبر حافلات تجهزها اللجنة الدولية للصليب الأحمر، لزيارة أبنائهم في السجون، وذلك بعد توقف استمر ست سنوات.
إلى ذلك واصلت السلطات المصرية عملية إغلاق معبر رفح البري المخصص لسفر سكان غزة لليوم العاشر على التوالي، وذلك بعد تنفيذ جماعة متشددة في سيناء مجزرة يوم الجمعة قبل الماضي سقط فيها 30 جنديا.
ومعبر رفح هو الرئة التي يتنفس منها سكان غزة، وتفاقمت معاناة السكان الغزيين منذ إعادة إغلاقه، خاصة مع وجود أعداد كبيرة من المرضى والطلاب الذين ينوون السفر.
ودعا إياد البزم المتحدث باسم وزارة الداخلية السلطات المصرية للإسراع في فتح المعبر أمام الحالات الإنسانية.
وقال في تصريح صحافي إن «عدد أيام إغلاق معبر رفح البري من قبل السلطات المصرية خلال العام الحالي وصل إلى 189 يوماً. وطالب البزم السلطات المصرية بـ «تقدير حجم المعاناة والكارثة التي يعيشها أبناء شعبنا جراء استمرار إغلاق المعبر».
أشرف الهور
لولا الأنظمة العربية الخانعة لما تجراوا على التهديد