رام الله ـ «القدس العربي»: أعلن مستشفى «تشعاري تصيدق» رسمياً عن استشهاد عبد الرحمن الشلودي 21 عاماً، متأثراً بجراح أصيب بها، بعد إطلاق النار عليه من مسافة صفر، من قبل حراس القطار الخفيف في القدس المختلة، عقب عملية دهس أدت لمقتل إسرائيلية وإصابة تسعة آخرين بجراح بين خفيفة ومتوسطة، وأصيب الشلودي بثلاث رصاصات إحداها بالكبد، ما تسبب له بنزيف حاد، استشهد على إثره في غرفة العمليات في المستشفى.
وعقب العملية استنفر الساسة في إسرائيل، وألقوا باللوم على الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) شخصياً، وهو ما قاله رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو، حين ألقى باللائمة على الرئيس عباس، في حادثة القدس بحسب ما نقلت عنه صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية.
وقال «هذا يوضح كيف يعمل شركاء أبو مازن في الحكومة، هذا هو عباس نفسه الذي دعا منذ أيام قليلة مضت، إلى إيذاء اليهود في القدس»، وكان نتنياهو يقصد حكومة الوحدة الفلسطينية كونها تضم فتح وحماس، وإلى تصريحات الرئيس عباس بخصوص استمرار اقتحام المسجد الاقصى والاعتداءات في مدينة القدس.
من جهته، اعتبر وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي موشيه يعلون، ان حادث دهس المستوطنين في القدس الذي ادى لمقتل اسرائيلية واصابة ثمانية اخرين بالاضافة لاستشهاد سائق المركبة، جاء نتيجة لثقافة التحريض والجهاد لدى السلطة الفلسطينية ضد اليهود.
وانضم يعلون إلى رئيسه نتنياهو في الهجوم على السلطة الفلسطينية واتهمها بتعليم جيل الشباب ثقافة كراهية اليهود وطردهم من وطنهم، كما قال «لا تملك السلطة ثقافة السلام، بل تنشر بيانات كاذبة وتواصل هجومها عبر الأمم المتحدة وغيرها لنزع الشرعية عن إسرائيل، وعلى النظام الدولي، بدلا من توجيه الوعظ لنا أن يوقف التحريض في التعليم الفلسطيني، لذلك نكرر أن مصدر الصراع ليس ما يجري إقليميا ولكن الحقيقة أن الفلسطينيين ليسوا على استعداد للاعتراف بحقنا في الوجود كدولة يهودية في أي من الحدود.
في ما قال عوفير جندلمان، وهو المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، في تغريدة له عبر حسابه على موقع تويتر، إن الهجوم عند القطار الخفيف في القدس نفذه «إرهابي فلسطيني» وهو «عضو في حماس».
أما الصحف الاسرائيلية، فقد حذرت في مقالات تحليلية من ابعاد التدهور الأمني في القدس، والمتصاعد منذ اختطاف وقتل الفتى محمد ابو خضير، واجمعت على ان استمرار هذا التدهور، الذي يتوقع تعمقه في حال اقدام اسرائيل على المس بالوضع الراهن في البلدة القديمة، خاصة في محيط الحرم القدسي، من شأنه الوصول إلى الضفة الغربية وجر انتفاضة ثالثة.
واعلن وزير الأمن الداخلي، يتسحاق اهرونوفيتش، عن تعزيز قوات الشرطة وحرس الحدود في القدس، ابتداء من صباح أمس، كما نشر موقع «واللا» العبري. فيما ذكرت صحيفة «يديعوت احرونوت» ان الحادث دفع الشاباك إلى الصورة، وسيبدأ فوراً بتصعيد نشاطه في القدس الشرقية.
فادي أبو سعدى