نتنياهو يتعرض لهجمة بسبب سياساته المتطرفة ويتهم بترهيب الإسرائيليين

حجم الخط
2

الناصرة ـ «القدس العربي»: تؤكد جهات إسرائيلية أن رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو يواصل تشبثه باستراتيجية ترهيب الإسرائيليين من الفلسطينيين والمسلمين والتحريض على السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس بغية حصد مكاسب حزبية وشخصية وللتهرب من حل الدولتين حتى بثمن إماطة اللثام عن وجهه الحقيقي. وواصل نتنياهو التشديد على العقوبات التي قرر فرضها على الفلسطينيين لفرض الأمن وإخماد موجات الغضب الفلسطينية على طرفي الخط الأخضر، لافتا الى تعزيز قوات الأمن في مختلف أنحاء البلاد، وهدم بيوت من يصفهم بـ «المخربين»، وانتهاج سياسة القبضة الحديدية وعقاب شديد ضد راشقي الحجارة والمفرقعات والزجاجات الحارقة وفرض غرامات على اهالي الاولاد والفتية الذين يشاركون في رشق الحجارة، واخراج جهات ناشطة في القدس عن القانون وغيرها.
كما توجه مباشرة لفلسطينيي الداخل بعدم الانجرار وراء «أقلية متطرفة». وتابع «انتم مواطنون متساوون في الحقوق والواجبات واولها واجب احترام القانون. مواطنو إسرائيل، اعدكم بالعمل ضد الارهاب بإصرار، والعمل بتعقل امام موجات الكراهية. نحن أقوياء، واثقون ومجهزون برباطة جأش وإيمان عميق بعدالة طريقنا».
وكالمعتاد خلال كل خطاباته الأخيرة، هاجم نتنياهو الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقال: «نحن مصرون على العمل بكل طريقة ضد التحريض والتصعيد من خلال شن هجوم على الارهاب. لأسفي (عباس) ابو مازن ليس شريكا، انه يثبت مدى عدم مسؤوليته. وبدلا من ان يهدئ الأوضاع يقوم بتأجيجها، وبدلا من ان يقول الحقيقة ينشر الأكاذيب وكأننا نعمل بطريقة ما لتغيير مكانة الأماكن المقدسة، وبدل التثقيف على السلام، يثقف شعبه على تنفيذ العمليات».

نسي انه رئيس حكومة

وحملت صحيفة «هآرتس» في افتتاحيتها الرئيسية، على نتنياهو وقالت إنه يعمل ضد دولة إسرائيل، ودللت على ذلك بالإشارة لسلسلة تصريحاته خلال الاسبوع المنصرم مشيرة الى أنه يبدو قد قرر التحرر من القناع الرسمي الذي وضعه خلال السنوات الأخيرة، ويكشف امام الجمهور الآن وجهه المتطرف.
وتوضح الصحيفة ان طابع نتنياهو لم يتغير فهو يبذل كل ما يستطيع لمنع أي اتفاق ممكن مع الفلسطينيين، وبعد ذلك يستغل الاحباط الذي يولده رفضه لتأجيج الأجواء. وتمضي في هجومها «انه يخترع شروطا مبالغ فيها لبدء المفاوضات. وتتابع «بدلا من أن يكون رئيس حكومة لكل سكان الدولة، بما في ذلك العرب الذين يشكلون 20%، يقصد نتنياهو هدفا مختلفا في جوهره: تطبيق حلم أرض اسرائيل الكاملة. ولذلك فإنه يستثمر كثيرا المورد الاكثر اهمية بالنسبة له: الوقت.
وبخلاف معظم الأوساط الإعلامية الإسرائيلية توجه «هارتس» اتهامات خطيرة لنتنياهو وتقول انه يعرف بأنه كلما اشترى المزيد من الوقت ـ من الفلسطينيين والامريكيين والعالم ـ فانه يتسبب بذلك بضرر اكبر لفرص الاتفاق، ويقرب واقعا يستوطن فيه اليهود على كل الأرض، من النهر الى البحر.
وفي استعادتها لمسيرته تقول إن نتيناهو اليوم أسوأ مما كان عليه في ولايته الأولى. وتتساءل عما إذا كان يحاول استباق نفتالي بينت زعيم البيت اليهودي وزير الاقتصاد وافيغدور ليبرمان وزير الخارجية زعيم حزب «اسرائيل بيتنا» في اليمين، خشية تبكير موعد الانتخابات.

هانيبال في القدس

وعلى خلفية ذلك هاجمت المعلقة كارولاينا لاندسمان في مقالتها الجريئة في «هآرتس» تحريض وزير الشرطة وتتساءل ما الذي يعنيه هذا التوجه ان لم يكن طفرة جينية من فيروس «نظام هانيبال»؟.
وعلى هذا المنوال قال القاضي المتقاعد غابرئيل شتراسمان، في مقال رأي نشرته «هآرتس» انه لم يقم أي نظام استعماري سيطر على العالم بعد الحرب العالمية الثانية بتصفية المقاتلين من اجل الحرية/ الارهابيين الذي حاربوه.
وتابع «لسبب ما فإن غالبية الذين يقودون دولة إسرائيل، اليوم، لا يزالون يعتقدون بأن نتيجة الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين ستكون مختلفة، وان اطلاق النار على المخربين وهدم البيوت وهتافات المتهورين الذين نتفهم غضبهم بانتهاج «يد صارمة» سيحسم الكفة. هذا التوجه يعتبر اعمى، ويساهم في استمرار اعمال القتل، سواء بمبادرة شخصية او وفق اوامر عليا، مؤكدا أن التصريحات المحرضة الصادرة عن عدد كبير من قادة اليمين في إسرائيل، لا تقل في خطورتها عن تلك التي نسمعها من حكام ايران وقادة حماس والجهاد الاسلامي. ودعا لتحديد موعد للقاء محمود عباس كي يتم مناقشة العلاقات بين الشعبين، بدون اغلاق الباب وبدون شروط مسبقة.

أخطر من عرفات

كما هاجم المعلق البارز ابيعاد كلاينبرغ في «يديعوت احرونوت»، سياسة نتنياهو ، وقال ان خرافتين تسيطران في اسرائيل، الاولى تقول ان نتنياهو هو شخص واقعي وليس متطرفا وصاحب توجهات غيبية. اما الخرافة الثانية فهي، ومع كل سلبياتها، انه لا يوجد بديل لنتنياهو لافتا ان المرشحين لاستبداله من المركز واليسار يفتقدون الى القدرات القيادية التي نبحث عنها لدى رئيس الحكومة. هذه الخرافة هي سر قوة احد اسوأ رؤساء حكومتنا.
من جهته دعا رئيس الحركة العربية للتغيير النائب أحمد الطيبي الإسرائيليين لعدم الاستجابة لتحريض نتنياهو ووزير خارجيته ليبرمان على الفلسطينيين. جاء ذلك في تصريح للإذاعة العبرية العامة أمس.
وكان ليببرمان قد كرر أمس تحريضه على الرئيس عباس وحماس وعلى فلسطينيي الداخل الذين اعتبرهم مشكلة حقيقية.
وفي حديث للإذاعة الإسرائيلية أمس قال ليبرمان إن عباس ليس شريكا وأخطر من عرفات لأنه يرتدي قناعا ويمارس إرهابا دبلوماسيا وتحريضه أسوأ من تحريض حماس. كما دعا عضو الكنيست عومير بار ليف(العمل) نتنياهو للكف عن تأجيج الغرائز وعن لعبة الاتهامات المتبادلة، مشددا على ضرورة المبادرة الدبلوماسية تزامنا مع القبضة الحديدية لمواجهة « الإرهاب».

تقاسم الأقصى

في المقابل يستدل مجددا من استطلاع رأي كشفت نتائجه أمس أن الشارع الإسرائيلي يتناغم مع تطرف قيادته وبالعكس إذ أظهر أن 40 % من اليهود في إسرائيل يؤيدون تغيير سياسة الوضع الراهن في الحرم القدسي الشريف حتى بثمن سفك الدماء مقابل رفض 56% منهم. ويطالب هؤلاء ضمن استطلاع أجراه المعهد الإسرائيلي للديمقراطية» بأن تلغي إسرائيل حظر صلاة اليهود في الحرم القدسي. ويأتي ذلك على خلفية تزايد الزيارات الاستفزازية لسياسيين ويهود وحاخامات للحرم والصلاة فيه أحيانا.
وفي سياق القدس كشف موقع «واللا» الإسرائيلي أمس أن شرطة الاحتلال كذبت في بياناتها حول تفاقم الأحداث في القدس المحتلة وقال إن 256 حدثا أمنيا شهدته المدينة في أيلول/ سبتمبر الماضي وفي تشرين الأول/ أكتوبر ارتفع الى 526 حدثا لكن وزير الشرطة يتسحاق أهرونوفيتش زعم أن هبة القدس في تراجع.

وديع عواودة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول كمال رمضان:

    و الله نحن المسلمون اناس طيبون.لقد قلنا لكم منذ مدة أن قادتكم تعمل ضد كيانكم عملا بالقاعدة “النصيحة من الدين”.فها أنتم تقرون بنفس الحقيقة لكن بعد فوات الوقت.”انقلب السحر على الساحر”.

  2. يقول م . حسن . هولندا:

    نتنياهو والأربعين حرامي , لم يجلبوا علي المنطقة إلا الحرب والإرهاب والخراب , بسبب الطمع والغضب والجهل .

إشترك في قائمتنا البريدية