تونس – من حسن سلمان: تعرض المستشار السابق للمرزوقي عدنان منصر لهجوم كبير من قبل قياديي وأنصار حزب «نداء تونس» بعدما اعتبر أن بلاده تعيش بلا رئيس، متوقعا «سقوط» حكومة الصيد قبل نهاية العام الحالي.
وكان منصر (عضو مبادرة حراك شعب المواطنين) أكد لإذاعة «جوهرة» المحلية أن منصب رئاسة الجمهورية في تونس يعيش فراغا كبيرا، مشيرا إلى أن الرئيس الباجي قائد السبسي «ليس غائبا على مستوى الحضور في الجهات فحسب بل حتى في قصره الرئاسي، وهو غير قادر على التحول من مقر إقامته إلى القاعة الكبرى في القصر والتي لا تبعد سوى 300 متر، ليتم تكليف مدير الديوان بتوسيم الأمن الرئاسي».
كما انتقد أداء حكومة الحبيب الصيد التي قال إنها «ترتكب أخطاء المبتدئين»، مشيرا إلى أنها تواجه «عُشر المشاكل التي واجهتها الترويكا سابقا، وهي عاجزة عن حلها (رغم ذلك)».
وتأتي التصريحات الجديدة بعد أيام من تأكيده في تصريح إذاعي آخر بأن حكومة الصيد تعيش حالة «المحكوم عليه بالإعدام (…) وسيتم حلّها في شهر ديسمبر / كانون الأول المقبل على أقصى تقدير وربما يتولى الحبيب الصيد رئاسة الحكومة الجديدة لانّ الاحزاب المشكّلة لها تريد نفض أيديها منها واعتبارها كبش فداء».
وتسببت تصريحات منصر بعاصفة من الانتقادات وجهها قياديو وأنصار «نداء تونس»للمرزوقي وحراكه الجديد، حيث كتب مستشار قائد السبسي فيصل الحفيان على صفحته في موقع فيسبوك مخاطبا منصر «الرئيس الباجي قائد السبسي لا يدخر جهدا في خدمة تونس، وهو يعمل ليلا نهارا في إطار الصلاحيات التي أوكلها له الدستور، و نحن لسنا في حاجة لإضاعة الوقت للرد عليك، لكن تجاوزك للأخلاق جعلني مجبرا لأن أرد عليك وأقول: وإذا أتَتْكَ مَذَمتي من نَاقِصٍ فَهيَ الشهادَةُ لي بأني كامِلُ».
فيما اتهم القيادي في نداء تونس نور الدين بن تيشة بالإساءة لتونس والعمل «كمقاول لحساب مصالح اخرى بعيدة كل البعد عن تونس».
وأضاف في تصريح صحافي «لقد اضاع منصر على نفسه فرصة ان يصمت فحضور رئيس الجمهورية لا يكون بالصراخ في اشجار الشعانبي بـ»لن تمروا» (في إشارة إلى عبارة المرزوقي) ولا باطلاق العصافير او استقبال شيوخ السلفية الجهادية في القصر الرئاسي، لكن الرئيس الاستاذ الباجي قائد السبسي جمع رؤساء العالم في باردو ليعيد اليهم الثقة التي فقدوها منذ ثلاث سنوات».
وكان الرئيس السابق منصف المرزوقي اعتبر أن أداء حكومة الصيد ضعيف، كما وصف العلاقات لتونس حاليا بـ«المهزلة»، لكنه اعتبر أن ضعف الحكومة وتعطل الآلية الاقتصادية أمر طبيعي «بالنظر للاستحقاقات الزمنية القصيرة».
ودعا خلال ندوة نظمها حزب «البناء الوطني» حول الدولة والمجتمع في تونس لمواصلة الحوار الوطني من أجل معالجة بعض الاشكاليات في ظل الخوف المتنامي على الحرية والديمقراطية، مشيرا إلى ان الترويكا الحاكمة سابقا «أتمت مهمّتها بنجاح والمتمثلة في إعداد الدستور وإجراء الانتخابات».