نساء غزة ينددن بخطة الإعمار وينذرن بـ«انفجار شعبي» بسبب التأخير.. وحماس تهدد بـ«خلط الأوراق»

حجم الخط
0

غزة ـ «القدس العربي» من : يزداد الغضب الشعبي والانتقادات لخطة الإعمار الدولية لقطاع غزة، في ظل تأخر وصول أموال المانحين أو مواد البناء لإعادة ترميم وبناء ما دمرته آلة العدوان الإسرائيلية خلال 51 يوماً، وأعلنت اللجنة الشعبية لمتابعة إعمار غزة رفضها لهذه الآلية، وكذلك أعلنت رفضها لمخطط تسكين المشردين في «كرفانات»، فيما خرجت الحركة النسائية لحركة حماس في تظاهرة أمام مقر «الأونروا» انتقدن خلالها السلطة الفلسطينية وإسرائيل والمنظمة الدولية.
وخلال تظاهرة نظمتها الحركة النسائية في غزة، طالبت المشاركات بتسريع عملية إعادة إعمار ما خلفته الحرب الأخيرة ضد قطاع غزة.
ورفعت المتظاهرات لافتات تنتقد خطة الإعمار الدولية أكدت أن هذه الخطة التي أشرف عليها روبرت سيري مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة «مجحفة» بحق الشعب الفلسطيني.
وهتفت النساء أمام مقر «الأونروا» ضد التقصير الدولي لإيواء وإنهاء أزمة المشردين الذين هدمت منازلهم في الحرب الإسرائيلية الأخيرة التي دامت 51 يوما.
وكتب على إحدى اللافتات «نخاطب فيكم الضمائر الحية، أدخلوا مواد البناء»، وكتب على لافتة أخرى «البرد لا يميز بين من له مأوى ومن ليس له مأوى».
وشاركت في التظاهرة العديد من النسوة التي هدمت منازل عوائلهن في الحرب، وبينهن كان نساء مسنات.
وقالت الناطقة باسم الحركة النسائية تهاني السيلاوي في مؤتمر صحافي إن على الرئيس الفلسطيني محمود عباس وحكومة التوافق التي وجهت إليها انتقادات شديدة أن يفوا بتعهداتهم تجاه غزة.
وانتقدت الناشطة «الأونروا» أيضاً، وقالت وهي توجه رسالة للمنظمة الدولية «كيف تسمحين لنفسك الاصطفاف ضد الضحايا الذين أفنوا أعمارهم في بناء بيت كريم يؤوي أسرهم، وتحرمينهم اليوم من إعمار بيوتهم».
وطالبت كلاً من الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية بالإسراع لفك الحصار المفروض على قطاع غزة، خاصة وأن هناك آلاف الأسر التي أصبحت بفعل الحرب مشردة، كما أنذرت الاحتلال الإسرائيلي بدفع الثمن، جراء ما قام به من جرائم في غزة، وقالت إن الشعب الفلسطيني لن يهدأ إلا بتحقيق النصر.
كما دعت السيلاوي مصر إلى إعادة فتح معبر رفح البري المغلق منذ اكثر من ثلاثة أسابيع، وانتقدت في ذات الموقف المصري تجاه غزة المحاصرة، وقالت: «باسم الأسر المشردة والمرضى، ندعوك يا مصر بفتح معبر رفح، فنحن نريد حرية التنقل ونريد اسمنت البناء نريد دواء».
وأنذرت بأن قطاع غزة سينفجر في وجه العالم «إن استمر الوضع على ما هو عليه»، وقالت متسائلة «ما الهدف من وقوف العالم الحر والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية متفرجين على أهل غزة وقد أطبق الحصار فكيه».
وأشارت الناشطة السيلاوي أن الحركة النسائية ستمضي في فعالياتها هذه حتى انتهاء معاناة أهالي القطاع.
وأعلنت الحركة النسائية أنها ماضية في سلسلة من الفعاليات غير المنتهية إلا بعد فك الحصار عن غزة، مشيرة إلى أن أول هذه الفعاليات سيكون اليوم الخميس في مدينة بيت حانون. ورغم انتهاء مؤتمر إعمار غزة الذي استضافته العاصمة المصرية، وتم خلاله رصد مبالغ مالية كبيرة بلغت 5.4 مليار دولار، لم تصل أي من هذه الأموال لصالح إعمار غزة، كذلك لم يتم إدخال أي من مواد البناء للبدء في عمليات تشييد المنازل المدمرة.
وخلال الأيام الماضية جرى توزيع مواد بناء لترميم المنازل التي تعرضت لضرر جزئي بسيط فقط، ويتوقع الفلسطينيون أن تطول العملية ما سينعكس على الأسر المشردة.
يشار إلى أن قوات الاحتلال هدمت أكثر من 40 ألف منزل بشكل كامل، علاوة على تدمير ضعف هذا العدد بشكل جزئي خلال الحرب الأخيرة.
من جهتها، أعلنت حركة حماس على لسان أكثر من مسؤول رفضها في وقت سابق لخطة إعمار غزة الدولية، وقال الدكتور موسى أبو مرزوق نائب رئيس المكتب السياسي إن هذه الخطة مرفوضة وتعد تجميلاً لحصار غزة.
كما أعلنت الكثير من الفصائل الفلسطينية رفضها لهذه الخطة التي وافقت عليها كل من إسرائيل والسلطة الفلسطينية وإسرائيل.
وكان أسامة حمدان مسؤول العلاقات الدولية في حركة حماس حذر من استمرار تأخر إعمار غزة. وقال في تصريحات صحافية إن حماس «لن تقبل فرض معادلة الانكسار على الشعب الفلسطيني»، لافتا على أن خياراتها في حال تأخير عملية الاعمار ليست مقفلة و بإمكانها أن تفعل ما من شأنه أن «يخلط الأوراق».
وأضاف «الشعب الفلسطيني الذي قدم التضحيات سينجح بإعادة الإعمار وسيعبر هذه المرحلة، وإذا كان هناك تضييق فإنه لن يطول».
واتهم حكومة التوافق الوطني بالتقصير تجاه إعمار غزة، وقال أنها تعاملت مع هذا الملف وكأن الكارثة وقعت ببلد آخر.
وأكد أن الشعب الفلسطيني «ليس شعبا عاجزا»، مضيفا «الشعب الذي بادر وتحرك بالقدس والضفة يمكن أن يتحرك بسياقات أخرى في غزة ويفاجئ الجميع».
من جهتها أعلنت اللجنة الشعبية لمتابعة إعمار غزة رفضها لآلية «الأونروا» في تعويض المتضررين من الهدم الكلي، ومقترح مخيم «الكرفانات» المنوي إقامته للمشردين في حي الشجاعية.
وشددت اللجنة في بيان لها على ضرورة تعويض المتضررين حسب حجم الضرر، بالإضافة إلى التعويض النقدي الفوري لكافة المتضررين.
وأشارت إلى أن استخدام الكرفانات في حي الشجاعية «غير مناسب لأنه يبعد عن الحدود 800 متر ومكشوف وعرضه للهدم»، لافتة إلى أن تضاريس المنطقة «غير مناسبة خاصة في فصل الشتاء».

أشرف الهور

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية