كان الحدث الأبرز طوال الأيام الأخيرة هو الحضور الروسي في قلب المشهد السوري.. وهذا يعطيه الأولوية في التناول إلا أن المرء عندما يرى القوى التي أجهضت نصر اكتوبر وانحازت للتطبيع، وتمكنت من «صهينة» كل الاقتصاد وبعض السياسة وكثير من الثقافة؛ وعندما نراها تركب موجة الذكرى الثانية والأربعين لانتصار اكتوبر العسكري.. نتأمل الموقف فنجده من علامات الاحساس بالقوة، وبنشوة الانتصار الكاذب وكأنهم لم يجهضوه ولم يهيلوا عليه التراب.. ولم يهينوا شهداءه.
إنهم يلوكون كلاما بلا معنى عن حرب كأنها حدثت بالأمس القريب.. وتنتظر نفاقهم وادعاتهم لاعتمادها والاعتراف بها.. والواقع المر هو الذي مكن هذه القوى من أن تصول وتجول وسط ضجيج وصخب دعاية انتخابات مجلس النواب، التي تبدأ الاسبوع القادم.. وتنتهز فرصة الانشغال بالتصدي لمرشحي الحزب الوطني المنحل.. ومنع مرشحي الأحزاب الطائفية والمذهبية من الوصول إلى البرلمان، ومواجهة أئمة الفتنة وفتاوى الدم. هذا بجانب ما تقوم به مجموعات موالية لـ»المحافظين الجدد» ورعاتها من آل ساويرس، ومعها الأسر المعتمدة على «بيزنس» التطبيع والشراكة الصهيونية؛ من سلالة السياسي والكاتب الراحل محمد توفيق دياب؛ أصحاب صحيفة «المصري اليوم»!
والأسر المنحازة للصهيونية تستمد قوتها من وزنها المالي والاقتصادي والإعلامي، ومن مساندة شركات ومؤسسات واحتكارات صهيونية وأمريكية عملاقة؛ عاملة في النفط والإنتاج الزراعي والغذائي والذهب، والعقارات والمباني والأراضى المستولى عليها من الدولة إبان حكم أسرة مبارك.. ونشرنا بعض تفاصيلها في عدد «القدس العربي» السبت الماضي. وتعددت صور إحياء المحسوبين على المحافظين الجدد لذكرى اكتوبر؛ منهم من اكتفى بقرار الحرب واعتمد عليه في رد الاعتبار لأنور السادات؛ (بطل الحرب والسلام)!! والطعن في الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، وهذا من مقتضيات تجديد أوراق الاعتماد الدورية لأصحاب الشأن في واشنطن وتل أبيب، واعتبار القرار في ذاته نصرا حقيقيا.. ومنهم من حصرها في «الضربة الجوية»؛ لغسيل سمعة مبارك والتغطية على فساد أسرته، التي أهلكت الحرث والنسل، وادعت أن مصر استعادت كامل سيناء، وكأنها لم تسمع عن «كامب ديفيد» أو «اتفاقية السلام» بين الحكومتين المصرية والصهيونية.. وهناك البعض الذي اعتبرها معركته يتصرف فيها كما يحلو له!..
وجميعم يعتمد على المصادر الصهيونية.. وعلى شهادات جنرالات الحرب الصهاينة بغض النظر عما جاء بيوميات المعارك الميدانية، ووثائق الحرب، وشهادات القادة العسكريين والاستراتيجيين، وتقارير كبار المراسلين المصريين والعرب والأجانب. ولو كانوا وطنيين وموضوعيين لابتعدوا عن الاعتماد على شهادات الجنرالات الصهاينة. لأنها شهادات «مجروحة» لا يوثق بها. ويبدو أن حياة المنتجعات والقصور والمستوطنات جعلت كلا منهم أشبه بساكن «الغيتو» المنعزل عن العالم.. الذي لا يحتك بأحد، ولا علاقة له بالمشاعر الوطنية أو الإنسانية.. فلا يرى الجرائم الصهيونية الوحشية المتتالية.. ولا يكترث بما يجري للقدس والمسجد الأقصى..
ونورد أهم بنود معاهدة «كامب ديفيد» وهي بكاملها في صالح المحتل الصهيوني، وكأن «جورج الخامس كان يتفاوض مع جورج الخامس»!.
بدأ الطريق إلى «كامب ديفيد» فور موافقة السادات على قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في 22 أكتوبر 1973، وعقد الجنرال أنزيو سيلاسفو قائد قوات الطوارئ الدولية اجتماعا للأطراف المعنية لوضع ترتيبات وقف إطلاق النار، وعقد الاجتماع في خيمة عند الكيلو 101 طريق القاهرة – السويس باشرافه وحضور وفد مصري يرأسه الفريق محمد عبد الغني الجمسي، ووفد صهيوني برئاسة الجنرال أهارون ياريف، لدراسة أوضاع أسرى وجرحى الطرفين، وتزويد مدينة السويس والجيش الثالث بالمواد الغذائية ومياه الشرب. وتحديد المواقع التي ترابط فيها قوات الطوارئ الدولية. ورسم خطوط 22 أكتوبر. واستغرق ذلك الاجتماع طوال ليلة 28 اكتوبر 1973.. بعدها تولت أطراف غربية الوساطة ووافقت القوات الصهيونية على الانسحاب من شرق القناة، والفصل بين الطرفين فيما عُرف باتفاقية فض الاشتباك الثانية الموقعة في جنيف 1975 وكانت تمهيدا سبق اتفاقية كامب ديفيد في 1979.
وتنص البند الثالث من المادة الثالثة على اعتراف مصر الكامل بالدولة الصهيونية وتطبيع العلاقات الاقتصادية والدبلوماسية معها، لتصبح مصر أول دول عربية تعترف بدولة قامت على الاغتصاب والتطهير العرقي. وعينت المادة الرابعة المنطقة الحدودية وجعلتها باتساع شبه جزيرة سيناء.. مقسمة إلى أربع مناطق أ وب وج ود؛ تخلو تقريبا من السلاح الدفاعي، وتأتي منطقتا ج ود لتكون مجردة من السلاح تماما، وبها عدد محدود من حرس الحدود والشرطة المدنية المصرية.. تحت رقابة قوات متعددة الجنسية في وسط سيناء بقيادة أمريكية، واحتفظ الجانب الصهيوني بحقه في حماية حدوده بكافة أنواع الأسلحة، وترتب على ذلك حدوث فراغ أمني شديد الخطورة أدى إلى انتشار عصابات تهريب المخدرات والبشر والإرهاب والسطو المسلح وقطع الطرق.
وعادت سيناء إلى مصر وهي تعاني من الفراغ العسكري والأمني والتنموي؛ باستثناء شرم الشيخ وطابا، وتحولهما لمناطق ومنتجعات وقرى وفنادق سياحية، وهذا لم يمنع من انتهاك الحدود مرات ومرات؛ بعد ثورة يناير 2011.. سواء في فترة حكم المجلس العسكري، أو إبان حكم الرئيس المعزول محمد مرسي.. أو الرئيس المؤقت عدلي منصور.. ثم الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي.
وقد ألغت «كامب ديفيد» اتفاقية الدفاع العربي المشترك الموقعة سنة 1945، ومنعت مصر من دخول أي حرب ضد الدولة الصهيونية، وتخلت عن الالتزام بأي اتفاقية تلزمها بالحرب ضدها (البند الرابع من المادة السادسة)، وهذا أعجز مصر عن مساعدة غزة ولبنان أثناء العدوان الصهيوني عليهما. ومن الواضح أن خسائر مصر فادحة من التوقيع على هذه الاتفاقية. وقد فرضت قيودًا على شبه جزيرة سيناء وأخضعت الشريط الحدودي للقوات الصهيونية، وأحدثت قطيعة عربية استمرت عشر سنوات؛ عزلت مصر عن الوطن العربي، وأفقدتها دورها العريي والإقليمي.
من حق الشعب أن يحيي ذكرى النصر، ومن حق القوات المسلحة أن تخلده؛ لكن بأي حق يحييه من لم يشارك في صنعه، بل أجهضه وقدمه هدية على طبق من ذهب لسادته في واشنطن وتل أبيب.. وهذا هو الفارق بين عقيدتين؛ واحدة شعبية عسكرية، وأخرى سياسية حزبية؛ فمنطلقات الأولى وطنية وقومية وتقدمية وإنسانية.. والثانية سادت في العقود الأربعة الأخيرة، وغلبت ليها الانعزالية والشوفينية والطائفية، وما زالت تعشش في دهاليز وممرات أجهزة الإدارة والحكم!!
هذه الذكرى يجب الاحتفاء بها بما يليق على المستويين الشعبي والعسكري، وأذكر هنا الدور المشترك للشعب والقوات المسلحة؛ عشته أثناء عدوان 1956؛ كان الجيش وقتها محدودا وضعيفا.. وبعد فشل «الضباط الأحرار» في الحصول على السلاح من مصادره البريطانية والأمريكية المعتادة؛ تعاقدوا مع تشيكوسلوفاكيا السابقة بُعَيد «مؤتمر باندونج» في 1955 على شحنة أسلحة كانت تصل تباعا.. وعند خروج الشعب لمقاومة العدوان.. نزل ضباط وضباط صف الجيش إلى الجامعات والمدارس والمدن والقرى والنجوع وأخذوا يعدون التلاميذ والشباب للدفاع عن النفس ومقاومة الغزاة، وكنت واحدا من أولئك التلاميذ وكانت تصلنا صناديق البنادق في المدرسة؛ بعد أن تحولت إلى معسكر ومركز تدريب؛ كان السلاح يصل من المواني مباشرة بشحومه وزيوته.. وكانت مهمتنا تنظيفه وإعداده قبل التدريب عليه وحمله والخروج به.. وحين طلب منا بعد توقف العدوان والانتصار على قوات الغزو في بورسعيد أعيد السلاح كاملا دون ضياع قطعة واحدة منه.. أسترجع هذه الصورة الآن، وأحيانا أتحدث إلى نفسي وأقول لو لم أكن أنا من بين أولئك التلاميذ الذين انخرطوا في المقاومة ما كنت أصدق ما عشته. والسبب هو هذا الجو المليء بالأكاذيب، وتشويه الشعوب، وإهانة المقاومة، والسخرية من الثورة بفنتازيا «الفوتو شوب»، واغتيال الثوار بمؤامرات جاهزة موضوعة على الرف دوما..
لم تكف المساحة للرد على مختطفي انتصار 1973 ممن تعودوا «اختطاف الكحل من العيون» كما يقول المثل الشعبي، وعلينا أن نسأل ونتعرف على صناع ملحمة العبور.. وعلى من أجهضها واستسلم للهزيمة السياسية ويُصر على نشر ثقافتها؟
٭ كاتب من مصر يقيم في لندن
محمد عبد الحكم دياب
مع احترامي لحضرتك ككاتب ،أوافقك في كل ما قلته،ولكن الحقيقة ان القيادة العسكرية الحالية في معظمها باءسة ولم تشترك في اي حرب،ونستثني من هذا الحدث ولا نلزمه للقيادة،والمنتفعين مع الصهاينة،يبقى الجيش المصري كافراد ورتب متوسطة،هو جيش وطني وعروبي،وسوف يأتي اليوم لان يكون هو جيش كل عربي،ان شاء الله
تحية للكاتب المحترم
وأين الدكر البطل منقد ماسر والطبيب الحكيم من كل هذا وما محله من الإعراب ؟
أين من كانوا يستأسدون على الرئيس المحترم محمد مرسي ؟
ولماذا لم يذكر منقد ماسر دولة إسرائيل في خطابه ؟
لماذا لم يشر أبدا إلى أنها عدو ؟
وما رأي ثوار 30ِ يونيو في إعتبار صحف إسرائيل أن السيسي”هدية الرب لإسرائيل ”
أسئلة لم أجد إجابتها عند أي سيساوي
اتفاقية كامب ديفد ليست لصالح مصر لانها بكل بساطة اتفاقية بين منتصر ومنهزم فمصر والعرب هي الطرف المنهزم لهذا وبكل بساطة الاتفاقية لم ولن تكون في صالح مصر يجب أن نقول الجقيقة للشعب المصري وهي أن مصر انهزمت في حرب 1973 اما ادعاء النصر ووهم الانتصار في وسائل الاعلام المصرية كان من أجل تخدير الشعب المصري وعدم مطالبته بالثأر كما فعل بعد هزيمة 1967 اما استرجاع سيناء فلم تكن بالحرب وانما بصفقة سياسية سميت اتفاقية سلام لحفظ ماء الوجه لدى المصريين لانها معاهدة الاستسلام فاذا كانت مصرت عبرت شرق القناة فقد استطاع شارون المجرم عبور غرب القناة والقيام بالثغرة التي حاصرت الجيش الثالث الميداني ماأود قوله أن مصر انهزمت في حرب أكتوبر 1973 هذه الحقيقة اصحو ياعالم
بسم الله
نحن با سم الا سلا م خا تم الا د يان – د ين المساواة والاء حسان – الدين الدي اوضح الحلال حلال – والحرا م حرام
نتقد موا لكافة عا ئلا ت الضحية ولكافة الشعب التركي والدولة التر كية – ب
احر التعازي وافضل الصبر ان شاء الله
الا رها ب لم يفلح في أي بلد من عالمنا العربي الا سلا مي
نحن ضد كل الاء م ومع كلمة الحق وضد الباطل كيف كان ا لثمن
وسلا م عليكم \\ اخوكم \ طاهر بوراس \ ليون 11\10\ 2015\ س3 و56 د