غازي عنتاب من مصطفى محمد: رغم الإبادة الجماعية التي تتعرض لها أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة، جراء تصعيد جوي ممنهج روسي وسوري، أعلنت وزارة الثقافة في حكومة النظام، عن تنظيمها احتفالية «حلب عاصمة للسينما السورية» يوم الثلاثاء المقبل.
الفنان السوري عبد الحكيم قطيفان، علّق على الخبر بالقول: «فجأة قفزت إلى مخيلتي صور وجوه الأطفال المغطاة بالدماء، بينما وصلت إلى مسامعي أصوات قهر وصرخات الأهالي التي تشق السماء والكون، وما من مجيب».
واعتبر أن الاحتفالية تهدف إلى إيصال رسالة مفادها أن «حلب تخلصت من الإرهاب»، مشبهاً «احتفالية حلب الحالية، بالحفل الموسيقي الذي أقيم في مدينة تدمر الأثرية في أيار/ مايو الماضي، بعد طرد تنظيم الدولة منها، بمساندة جوية روسية».
أما الإعلامية السورية رجوى الملوحي، فأكدت أن الاحتفالية «رسالة تحمل نوعاً من التحدي والاستخفاف، وهي محاولة لإظهار النظام على أنه المنتصر في حلب، وكأن الحرب الدائرة أمر ثانوي، وسوريا تعيش أياماً طبيعية».
أضافت: «بالنظر إلى أطروحات النظام المستخفة بدماء السوريين، نستطيع القول إن هذا الأمر غير غريب على هذا النظام». وتابعت: «قبل فترة قصيرة نظم النظام عرض أزياء باللاذقية، وقبلها مهرجانا للألوان في دمشق، هو يريد أن يغطي على الجرائم التي يرتكبها، ويهدف إلى تشتيت حاضنته الشعبية بالاحتفالات والعروض وما شابه».
وما أثار حفيظة المعارضة، توقيت الإعلان الذي يتزامن مع إبادة جماعية تتعرض لها أحياء حلب الشرقية الخاضعة لسيطرة المعـــــارضة، جراء تصعيد جوي «ممنهج» روسي وســـوري، طال مشافيها ومراكزها الصحية، حتى أعلنت المدينة بلا مشافٍ.
وفي هذا الإطار سخر المعارض السوري محيي الدين اللاذقاني مغرداً: «يجب أن يطلق النظام على هذه الاحتفالية، احتفالية موسم أفلام الرعب الحقيقية». وكتب ناشط إعلامي يدعى أحمد على «فيسبوك»: «سيضعون شاشات كبيرة على الحواجز والدُشَم العسكرية بين الشرقية والغربية، كي يشاهد الناس في ما تبقى من حلب، كيف سيموتون».
بدوره رأى جلال الدين هزبر أن «تصوير أفلام الرعب الحقيقية في حلب، لا يحتاج إلى مهندسي ديكور، لأن المدينة ميدان رعب حقيقي». كذلك، كتبت رنا العاصي على «فيسبوك»، إن «عصابة التتار ترقص على أنغام مذبحة حلب، ولذلك يعلنون حلب عاصمة للسينما السورية».
وفي حين تساءل أمير عن سبب اختيار حلب لهذه الاحتفالية، بالتزامن مع ما تتعرض له المدينة من «مذابح جماعية»، خاتماً تدوينته «الشعب أين والنظام أين؟»، تهكم الطبيب السوري نور الدين ناصر على الاحتفالية بالقول: «إن أفلام الرعب التي تعيشها المدينة تجعل منها مدينة تستحق وبجدارة ذلك».
وبحسب وسائل إعلام النظام، فإن الاحتفالية التي تهدف إلى «دعم صمود المدينة وإعادة الألق لها»، سيتخللها عرض خمسة أفلام سينمائية، وحفل موسيقي غنائي وآخر فني.
(رأي القدس ص 23)
مجددا يؤكد ” نيرون” المعاصر حاكم الوطن السوري الذي يغتسل بدماء شعبه انه يعيش حالة انفصال كلي عن الواقع. فالدعوة لتسمية العاصمة التجارية لسوريا (مدينة حلب ) أنها ” عاصمة للسينما” لتبرز حقيقة أفعاله اللاإنسانية بحق شعب باحث عن حريته وكرامته وخبزه، مدينة حلب هي عاصمة للثورة الدائمة ضد تحالف قوى متعددة الهويات لا يجمعها سوى تعطشها لدم السوريين ، تحالف من ميليشيات بربرية همجية مؤلفة من حزب اللات وعصابات إيرانية رسمية وشذاذ آفاق من مرتزقة عراقيين وباكستانيين وافغان يقودهم الغازي الروسي بعنجهية، التقوا جميعهم على تعبئة مذهبية طائفية وشعارات ليس لها صلة بالواقع للقيام بأكبر مذبحة في تاريخنا المعاصر ضد الشعب السوري ليؤدوا دورهم ليس فقط على ما يسعى النظام الى تأسيسه راهنا(عاصمة السينما ) وإنما على كامل مسرح الوطن السوري.
حماك الله ياوطن الشعب السوري ، حماك الله ياشعب هذا الوطن . فمعركتك هي للدفاع عن كامل الوطن العربي واسقاط مشاريع الهيمنة الفارسية البربرية وتحويل نتائج الاستباحة الروسية إلى وقود للمساومة على مصالحها في مرحلة إعادة تقسيم المنطقة.