«نيويورك تايمز»: استخدام اليمن لتعبئة الرأي العام العالمي ضدَّ إيران ليس في مصلحة الضحايا المدنيين

حجم الخط
1

لندن – «القدس العربي»: قالت صحيفة «نيويورك تايمز» إن إدارة ترامب تعاملت مع العنف الدائر في اليمن بازدواجية برغم أنه يشهد أكبر كارثة إنسانية. فهي تقوم بشجب إيران بزعم أنها تزود المتمردين الحوثيين بصواريخ باليستية قصيرة المدى وغير ذلك من الأسلحة.
وفي الوقت نفسه لم تقل أي شيء يزعج السعودية (بل على العكس تقوم بمساعدتها) وتشجب قصفها الجوي الذي يزيد القتلى من المدنيين وسط معاناة السكان من المجاعة ووباء الكوليرا. وتقول الصحيفة إن زعم تزويد إيران الحوثيين بالصواريخ والأسلحة الأخرى لم يتم تقديم أدلة قوية عليه. ولو كان هذا صحيحاً فإن إيران تنتهك قرار مجلس الأمن الدُّولي عام 2015 والذي يمنع نقل أوبيع أسلحة معينة خارج أراضيها من دون مصادقة منه. وستتعرض للشجب لأنها تقوم بتصعيد أزمة قد تتحول من حرب بالوكالة بين القوتين الإقليميتين، السعودية وإيران إلى نزاع مفتوح.
وفي الوقت الحالي تقول الصحيفة إن القصف الجوي السعودي والحصار الذي تفرضه الرياض على الموانئ والمطارات الرئيسية يظلان العامل الرئيسي المحرك للأزمة. وتقدم الولايات المتحدة التحالف الذي تقوده السعودية والذي يضم الإمارات ودولا خليجية أخرى بالذخيرة الدقيقة والمعلومات الاستخباراتية والتزود بالوقود من الجو. وفي مؤتمر صحافي عقدته سفيرة الأمم المتحدة نيكي هيلي في واشنطن تجاهلت المشاركة الأمريكية بشكل واضح. ومن بين الأشياء التي عرضتها قالت البنتاغون إنها من صاروخ «القائم» الإيراني الذي أطلقه الحوثيون على مطار قرب العاصمة السعودية، الرياض. ولم تقل السفيرة ولا كلمة واحدة حول التعاون الأمريكي في الحرب.

أسئلة بسيطة

وفي ردهم على أسئلة بسيطة من الصحافيين لم يستطع المسؤولون إثبات أن الصاروخ هو صناعة إيرانية. وكان الهدف من هذا العرض ــ حيث قامت البنتاغون بنزع السرية عن السلاح ــ هو تقوية الحملة الأمريكية وحشد الدعم الدُّولي وربما شن حرب على إيران. وذلك تحت ذريعة أنها مسؤولة عن نشر حالة من عدم الاستقرار بالمنطقة. وقالت إن كل العرض ذكر بالأداء الذي قدمه كولن باول في مجلس الأمن الدُّولي، كوزير للدفاع عام 2003 (وهو ما ندم عليه لاحقاً) لإثبات أن هناك مبرراً للحرب ضد العراق الذي اتهمه بإخفاء أسلحة الدمار الشامل التي يملكها. ويعتقد أن إيران المتعاطفة مع الحوثيين قدمت دعماً محدوداً لجهودهم الحربية حتى عام 2015 عندما بدأت السعودية أول غارة من غاراتها التي وصلت إلى 15.000 واحدة من أجل وقف تقدم المتمردين وإعادة الشرعية اليمنية وقتلت آلاف المدنيين محولة الحرب إلى مواجهة بالوكالة.

تشديد الحصار

وفي الشهر الماضي شددت الحصار الجوي والبحري والبري على اليمن الذي يعتمد على استيراد معظم احتياجاته الأساسية وذلك بعد الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون وسقط قريباً من العاصمة. وبرغم كل هذا فشل السعوديون بهزيمة الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة الآن. وفي الوقت نفسه وصلت حصيلة القتلى إلى 10.000 قتيل وهناك 8 ملايين يواجهون خطر المجاعة وأصابت الكوليرا مليون شخص.
وتتهم الصحيفة الرئيس ترامب الذي يريد إقامة علاقات جيدة مع السعوديين بحرف النظر عن الأزمة الإنسانية. ويواجه ضعطاً من أعضاء من الكونغرس الذين أخروا المصادقة على المسؤولة القانونية في وزارة الخارجية جينفر نيوستيد حتى 19 كانون الأول/ ديسمبر، وتواجه أيضاً ضغوطا من المنظمات الإغاثية الدُّولية وحقوق الإنسان لوقف الحرب. وهناك ضغوط على نيوستيد التي أخبرت لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس أن السعودية ربما انتهكت القانون الأمريكي والدُّولي من خلال تقييد دخول المساعدات الإنسانية. ودعا ناشطون في منظمات حقوق الإنسان لفرض عقوبات على الأمير محمد بن سلمان باعتباره وزير الدفاع والمسؤول عن إدارة الحملة.
وهناك إشارات إلى أن الإدارة بدأت تتسع وتمارس ضغطا بناء على السعوديين الذين قالوا الأسبوع الماضي إنهم سيفتحون ميناء الحديدة لمدة 30 يوماً لأغراض إنسانية. وقد يبدأ السعوديون برفع الحصار وتحدي الحوثيين والإيرانيين لدعم وقف شامل لإطلاق النار. وسيكون هذا بمثابة الفرصة لترامب الذي يحث على هذه الخطوة. ولو كانت لديه العلاقات التي يفاخر بها مع السعوديين فإنه قد يعمل على إنقاذ أرواح لا تحصى من اليمنيين في هذه المقايضة.

… وتيلرسون: أولويتنا التهديد الكوري وعلاقتنا مع روسيا ضعيفة ولا نركز على الاتفاق النووي مع إيران

في مقال رأي في صحيفة «نيويورك تايمز» عبر وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون عن فخره بإنجازات الدبلوماسية في عهد إدارة الرئيس دونالد ترامب سواء في التعامل مع الخطر الكوري أو الطموحات الصينية وروسيا وهزيمة الإرهاب ومواجهة إيران: «على الأمريكيين الشعور بالثقة من التقدم الذي حققته وزارة الخارجية ووكالة التنمية الدُّولية الأمريكية في الدفع من أجل السلام والاستقرار العالميين». وقال إن الرئيس ترامب عندما وصل إلى البيت الأبيض جعل نصب عينيه كوريا الشمالية وحددها كتهديد أكبر على أمن الولايات المتحدة. وتخلى عن سياسة الصبر الاستراتيجي وتبنى سياسة الضغط الدبلوماسي والعقوبات الاقتصادية.
وأشار للقرارات الجماعية في مجلس الأمن التي تعتبر «أقوى عقوبات في التأريخ» ضد كوريا الشمالية ومنعها من تصدير الفحم والحديد والمأكولات البحرية والأقمشة. وطلبت الولايات المتحدة من حلفائها وشركائها ممارسة الضغط على كوريا الشمالية من أجل إجبار النظام على تغيير سلوكه. ويقول إن الكثير من الدول ردت باتخاذ خطوات إيجابية مثل وقف التجارة وقطع العلاقات الدبلوماسية وطرد العمال الكوريين. ويقول تيلرسون إن حملة الضغط السلمية أدت إلى قطع 90% من موارد الدولة الكورية التي تستخدم عادة في تمويل تصنيع الأسلحة غير الشرعية.
وعبر المسؤول الأمريكي عن أمله في أن يؤدي الضغط الدُّولي إلى إقناع النظام الكوري بوقف نشاطاته النووية والصواريخ الباليستية، مؤكداً أن «باب الحوار يجب أن يظل مفتوحاً» ولن يحصل هذا إلا بعد تخلي النظام عن نشاطاته النووية.
ويرى الوزير الأمريكي أن جوهر الاستراتيجية الأمريكية في التعامل مع كوريا الشمالية هو إقناع الصين بممارسة نفوذها الاقتصادي على بيونيانغ. وبرغم فرض الصين عقوبات وحظر على استيراد بعض المواد إلا أنه يمكنها عمل المزيد. وأضاف تيلرسون إن الولايات المتحدة تواصل متابعة المصالح الأمريكية في قضايا أخرى مثل عدم التوازن التجاري وسرقة الملكية الفكرية والنشاطات العسكرية الصينية المثيرة للقلق في بحر الصين الجنوبي. ويقتضي صعود الصين الاقتصادي والعسكري من واشنطن وبيجين الاتفاق على الكيفية التي ستتم من خلالها إدارة علاقات البلدين خلال الخمسين عاماً المقبلة.

هزيمة الإرهاب

ويقول إن هزيمة الإرهاب تظل من أعلى أولويات الرئيس الأمريكي. ويعتقد الوزير الأمريكي أن استراتيجية الإدارة العنيفة مع تنظيم الدولة أعطت ثمارها الجيدة وذلك من خلال منح القادة العسكريين الحرية الواسعة للتصرف ميدانياً والتعاون مع الجماعات المحلية. فقد سيطر التحالف الدُّولي لهزيمة تنظيم الدولة على معظم المناطق التي كان يسيطر عليها التنظيم في العراق وسوريا فيما عمل الدبلوماسيون الأمريكيون على توفير المساعدة الإنسانية وتوفير المياه وتنظيف الألغام وفتح المدارس للأطفال من جديد. ويربط تيلرسون بين التزام الإدارة بهزيمة الإرهاب والتطرف الإسلامي وقرار تبني استراتيجية جديدة في جنوبي آسيا والتي تركز على افغانستان والتي أكد أنها لن تصبح ملجأ آمناً للإرهابيين كما كانت قبل هجمات 11 أيلول /سبتمبر 2001. ويجب على باكستان المساهمة في مواجهة الجماعات الإرهابية على أراضيها. وكتب تيلرسون: «نحن جاهزون للتشارك مع باكستان لهزيمة المنظمات الإرهابية التي تبحث عن ملاجئ آمنة ولكن على باكستان أن تظهر الرغبة لأن تكون شريكة معنا».

معضلة روسيا

وبالنسبة لروسيا يقول تيلرسون «لم يكن لدينا أي وهم حول طبيعة النظام الذي نتعامل معه» وأكد أن الولايات المتحدة تتمتع بعلاقة فقيرة مع روسيا الصاعدة التي غزت جيرانها من جورجيا إلى أوكرانيا وأضعفت سياسة الدول الغربية من خلال التدخل في الانتخابات. وأكد أن تعيين كيرت فولكر، السفير السابق لدى الناتو كمبعوث خاص إلى أوكرانيا يعكس تصميم الإدارة على إعادة السيادة الوطنية ووحدة الأرض الأوكرانية.
ويرى أن الحل السلمي للقضية الأوكرانية يبدأ بالتزام روسيا باتفاق مينسك وعندها يمكن التعامل معها. وفي الوقت الذي تتحفظ فيه الولايات المتحدة ضد العدوان الروسي فإن هناك حاجة للعمل معها عندما تتداخل المصالح. مشيرا إلى جهود الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في التعامل مع عملية جنيف السياسية التي يأمل بالتزام الروس بها بطريقة تؤدي إلى موقف من بشار الأسد وعائلته.

إيران

وبالنسبة لإيران يعترف تيلرسون بأن الاتفاق النووي لم يعد النقطة الرئيسية في سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران. «فنحن اليوم نواجه التهديدات الإيرانية الشاملة» وتقوم استراتيجية الولايات المتحدة في جزء منها على إعادة بناء تحالفات مع شركاء أمريكا في الشرق الأوسط. وقال تيلرسون إن بلاده ساعدت في تشرين الأول/نوفمبر على استئناف العلاقات بين السعودية والعراق. وستقوم الإدارة بالعمل مع الكونغرس على التصدي لمظاهر قصور الاتفاق النووي ومواجهة الانتهاكات الباليسيتية والنشاطات التي تزعزع استقرار المنطقة. وعبر عن فخره بالجهود التي قامت بها وكالة التنمية الدُّولية الأمريكية وما أنجزته هذا العام وستواصل التقدم في العام المقبل، مشيراً للتغييرات التي أحدثها في هيكلة الوزارة ليكون لديه فريق قوي قادر على تحقيق المهمة.
ويختم مقالته بقوله: «عندما أصحو كل صباح أول ما أفكر به هو كيف سأقوم أنا وزملائي في وزارة الخارجية وعبر الدبلوماسية بحماية الناس حول العالم من الموت أو الإصابة أو خسارة حقوقهم؟». ويؤكد تيلرسون أنه متفائل بقوة الدبلوماسية على حل النزاعات وخدمة المصالح الأمريكية.

«إندبندنت»: كراهية الإسلام في عهد ترامب أكثر مما كانت عليه بعد هجمات 9/11

قال إبراهيم هوبر إن مستوى التوتر والخوف وصلا درجة عالية بين المسلمين الأمريكيين وكثير منهم أصبح يخاف أن يعلن رموز دينه. فمثلاً هناك عدد من النساء المسلمات اللواتي قررن عدم لبس الحجاب في الأماكن العامة.
وأضاف هوبر، أحد مؤسسي مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) في تصريحات لـ «إندبندنت»: «المسلمون الأمريكيون ليسوا وحدهم فقد رأينا جماعات تفوق العرق الأبيض أكثر جرأة تحت حكم ترامب». وجاءت تصريحات هوبر في الذكرى الأولى لتسلم ترامب للرئاسة. وأضاف أن الكثير من أبناء الأقليات انزعجوا من أفعال ترامب بما في ذلك قرار حظر السفر على المسلمين وحملة إدارته ضد المهاجرين الذين لا يملكون الأوراق اللازمة. وقال إن فشل الرئيس في الحديث ضد جماعات تفوق العرق الأبيض والتطرف – كما حصل بعد العنف الذي قاده النازيون الجدد في تشارلوتسفيل في آب /أغسطس والتي تسببت بمقتل امرأة – كان لها الأثر بأن سمحت لتلك الآراء بأن تصبح تيارًا رئيسيًا.
ومدح الكثير من جماعات تفوق العرق الأبيض، بمن فيهم الزعيم السابق لحركة كو كلاكس كلان، ديفيد ديوك، الطريقة التي تجاوب فيها الرئيس ترامب مع العنف، حيث ادعى بأن اللوم يقع «على كل الأطراف». وقال: «إن الأمر أسوأ اليوم حتى منه بعد 11 أيلول /سبتمبر، فقد مكن جماعات تفوق البيض والتعصب الأعمى وجعلها تيارات رئيسية.
فبعد 11 أيلول /سبتمبر كان التعصب مكبوتاً ومختفياً، واليوم أصبح المتعصبون يتحدثون بصراحة ويفتخرون بتعصبهم». وعندما سئل إن كان يعتقد بأن تزايد الإسلامفوبيا ناتج عن رئاسة ترامب قال: «ليس هناك تفسير آخر». وأشار هوبر إلى أن عدة موجات من العنف ضد المسلمين أصبحت عناوين دُولية، ومن بينها كانت حادثة أيار/ مايو عندما قتل رجلان وجرح ثالث بعد أن حاولوا التدخل في قطار في بورتلاند، أوراغون عندما بدأ رجل بكيل الشتائم لامرأتين مسلمتين. وفي كيوبيك في كندا، قتل ستة أشخاص وجرح 10 آخرون عندما فتح مسلح النار.
مضيفاً إلى أن منظمته جمعت تفاصيل جرائم كراهية أخرى وحوادث إسلاموفوبيا لم تحظ بالكثير من التغطية الإعلامية. ففي الفترة بين كانون الثاني/ يناير وأيلول /سبتمبر 2017 سجلت منظمته 1656 «حادث تحيز» و 195 جريمة كراهية في زيادة بنسبة 9% في حوادث التحيز و 20% في جرائم الكراهية عن عـام 2016.
وقالت زينب آرين، منسقة الدفاع (كير): «بناء على تقديرات أولية نستطيع القول إن عام 2017 في طريقه ليكون أسوأ عام تم تسجيل الانحياز ضد المسلمين فيه منذ أن بدأنا نظام التوثيق الحالي. وإضافة لذلك فقد لاحظنا هذا العام توجهاً مقلقاً يقوم فيه المعتدون بالاستشهاد بما قاله ترامب للتعبير عن عنصريتهم وكراهيتهم الدينية». ولم تخل حملة الانتخابات عام 2016 وبعد تسلمه الرئاسة من هجمات وتحقير للمسلمين. ففي عام 2015 قال إنه سيدعو لمنع عام لدخول المسلمين للبلاد.
وبعد تنصيبه بأسبوع أصدر أول أمر تنفيذي من ثلاثة قرارات مصممة لمنع سكان عدد من الدول ذات الأكثرية المسلمة من دخول أمريكا. وبينما قامت المحاكم ابتداء بمنع القرار وسارع البيت الأبيض للقول بأنه لم يكن الحظر ضد المسلمين قال حليف ترامب، رودي جولياني بأن الرئيس أراد فرض «حظر على المسلمين» وسأله كيف يمكن له أن يقوم بذلك بشكل قانوني. وأصبح الحظر الآن سارياً بينما يتم تحديه في المحاكم.
وأثار ترامب الجدل وبأنه يؤجج مشاعر العداء ضد الإسلام عندما قام بإعادة نشر ثلاثة فيديوهات تحريضية على تويتر كانت قد نشرتها مجموعة يمينية بريطانية تسمي نفسها بريطانيا أولاً. وتشير الصحيفة إلى أنها حاولت الحصول على تعليق من البيت الأبيض ولكن دون جدوى.

«سي إن بي سي»: بذخ محمد بن سلمان بين النفاق والاستثمار الجيّد ومحاربة الفساد

في تقرير كتبه توم دي كريستوفر على موقع شبكة «سي إن بي سي» الأمريكية ناقش فيه عادات البذخ لدى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان التي يرى فيها بعضهم علامة على النقاق وآخرون لا يهتمون كثيراً. وقال دي كريستوفر إن سلسلة من التقارير ربطت حملة ولي العهد القوي لمكافحة الفساد بمشتريات باذخة قام بها وتشتمل على قصر فاره ولوحة فنية ويخت. وقال الكاتب إن هذه المشتريات هي تعبيرعن النفاق وتهدد شرعية الأمير ابن سلمان. وجاءت التقارير وسط الحملة التي أعلن عنها الشهر الماضي لمكافحة الفساد واعتقل فيها عدداً من الأمراء والمسؤولين ورجال الأعمال الذين وضعهم في «السجن الذهبي» ريتز كارلتون المغلق منذ عملية الاعتقال. إلا أن بعضهم يرى فيها استثمارات شرعية ولا غبار عليها من ملك المستقبل. ويرى دي كريستوفر أن ولي العهد شخصية مثيرة للانقسام التي أثارت انتباه العالم المالي، فهو الوريث لعرش والده ويقوم بالاشراف على خطة تحويل الاقتصاد السعودي ويشرف في الوقت نفسه على الحرب في اليمن وحصار دولة قطر الجارة وحملة ضد الفساد طالت مسؤولين وأمراء كباراً. ولهذا يتم تحليل كل خطوة يقوم بها من قبل مراقبي الشرق الأوسط الذين يبحثون عن علامات اضطراب في ثاني أكبر منتج للنفط في العالم والدولة السنية المهمة. ولهذا كان محلاً لسلسلة من التحقيقات التي قامت بها صحيفة «نيويورك تايمز» التي ربطت أولاً الأمير بعملية شراء لوحة تعود إلى ليوناردو دافنشي بمبلغ قياسي 450 مليوناً وبعد أسبوع كشفت عن شرائه أغلى بيت في العالم وهو شاتو لويس الرابع عشر في فرنسا. وكانت الصحيفة نفسها قد كشفت عن شرائه عام 2015 يختا بـ 500 مليون دولار وفي لحظة سريعة. ورفضت الحكومة السعودية التعليق للصحيفة حول شراء القصر في فرنسا ولكنها نفت التقارير التي تحدثت عن شراء أمير سعودي اللوحة الفنية نيابة عن ولي العهد.

قلة وعي وتقدير

ويرى روبرت جوردان السفير الأمريكي السابق في السعودية إن شراء اليخت والقصر واللوحة لا يتوافق مع حملته لمكافحة الفساد والإصلاح الاقتصادي والسياسي فـ «قلة التقدير والوعي الذاتي كان كما أعتقد صادما». و «هناك أعضاء في العائلة الحاكمة وفي المجتمع سيقولون «انتظر لحظة، فهذا الرجل أكثر الناس نفاقا في العالم» وأعتقد أن عليه التزام الحذر وموازنة هذا». إلا أن بعضهم الآخر يقول إن نفقات الأمير محمد وحملة مكافحة الفساد هما شيئان مختلفان، ومن يقوم بالخلط بينهما يقوم بتغذية المفاهيم الخطأ عن الرأي العام في المملكة. ويرى بيرنارد هيكل، استاذ دراسات الشرق الأدنى بجامعة برنستون أن الأمير ابن سلمان يحاول السيطرة على الفساد وليس النفقات الاختيارية. مشيراً إلى أن السعوديين لا يعتبرون النفقات الباهظة نوعاً من الفساد ولا يعارضون قيام الأمراء بالاستثمار الباذخ وفي أرصدة ذات قيمة ملموسة مثل العقارات واليخوت والأعمال الفنية. وقال: «هذا ليس رجلا يذهب إلى موناكو ويخسر 100 مليون دولار في لعبة قمار» و»ستكون هذه قصة مختلفة». وأضاف هيكل إن الإعلام الغربي منشغل بمشتريات الأمير على خلاف السعودي العادي الذي يفكر بضريبة القيمة المضافة وتخفيض الدعم الحكومي عن الوقود.

لا تفسير للدوافع

ويضيف هيكل الذي زار السعودية قبل فترة إن السعوديين قلقون من عدم زيادة رواتبهم لمواجهة الكلفة العالية. ويقول هيكل إن السعوديين الذين حصلوا على ثرواتهم عبر القنوات الشرعية يشعرون بالجذل من قيام الأمير بملاحقة الأمراء والمسؤولين الفاسدين. وهم يشاهدون الفساد الذي يلاحقه مثل الرشوة والحصول على عمولات من مشروعات التطوير وتعتبر عبئاً على النظام. إلا أن الأمير حسب هيكل لم يكن واضحاً في تفسير الدوافع التي تقف وراء عملية الملاحقة سواء في الداخل والخارج. ويقول سايمون هندرسون من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى إن الشباب السعوديين ظهروا كقاعدة دعم للأمير بسبب إصلاحاته الاجتماعية وفي الاقل في الوقت الحالي. فهم يتجاوزون عادات التبذير والإنفاق الباذخ. ولكن هندرسون يحذر ولي العهد من معاملة قطاعات في العائلة المالكة والمؤسسة الدينية «باحتقار»، فهو يفلت من اللوم لأن الأمراء خائفون والمؤسسة الدينية لا تريد التهميش، إلا أن طموحاته قد تكلفه الكثير في المستقبل. ويعلق هندرسون قائلاً: «حدسي أن العلماء ينتظرون ارتكابه خطأ كبيراً ويأتي إليهم طالباً المساعدة». و»عندها سيقولون «لقد حذرناك» ويطلبون الثمن.

«نيويورك تايمز»: استخدام اليمن لتعبئة الرأي العام العالمي ضدَّ إيران ليس في مصلحة الضحايا المدنيين

إبراهيم درويش

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول واصل المتوكل:

    اليوم الجمعه وفيها ساعه استجابة الدعاء
    نطلب من الله ان يوقف هذه الحرب ضد اليمن فى اسرع وقت
    وحسبنا الله ونعم الوكيل

إشترك في قائمتنا البريدية