لندن ـ «القدس العربي»: قالت صحيفة «نيويورك تايمز»: «إنه في سبيل تأمين ولاية ثانية في الحكم لا يترك رئيس مصر، عبد الفتاح السيسي، أي شيء للحظ».
وأضاف مراسل الصحيفة في القاهرة، ديكلان وولش: «تم تهميش المنافسين المحتملين في انتخابات آذار/ مارس، عبر سجنهم أو محاكمتهم».
وذكرت الصحيفة «بعد أن أصبح الإعلام في جيب السيسي سيواجه المصريون يوم الانتخابات اختيارا بينه وبين أحد مؤيديه المتحمسين، وهو سياسي مغمور تم تقديم اسمه في اللحظة الأخيرة لتجنب إحراج سباق رئاسي من حصان واحد».
وحسب وولش «السيسي في طريقه للفوز مرة ثانية وليس بحاجة للخوف من الرقابة الأجنبية، فقد وصفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرجل»الرائع» فيما التزم قادة الغرب بالصمت. هؤلاء يراقبون بصمت ما يجري في العالم حيث يقوم قادة مستبدون بتزوير الانتخابات وتكميم أفواه الإعلام ومحاكمة المعارضة ويغطون ممارساتهم بمظهر من الديمقراطية إرضاء للولايات المتحدة وللحصول على الشرعية الدولية».
ويبدي الكاتب اعتقاده أن «هناك ارتباطا بين الموجة الدولية لصعود الحكام المستبدين، وبين صعود الشعبوية في أوروبا وموجات المهاجرين والتباين في الفرص الاقتصادية».
ويتابع: «يعرف قادة مثل مصر، التي كانت دائما حساسة من التدخل الأمريكي أنهم لن يواجهوا إلا انتقادات قليلة من واشنطن التي تخلت عن دعمها للديمقراطية وحقوق الإنسان مقابل شعار أمريكا أولا».
وتشير الصحيفة إلى كلام لتوم مالينوسكي، الذي عمل مساعدا لوزير الخارجية لشؤون حقوق الإنسان في إدارة باراك أوباما، يشير فيه إلى أن «تردد ترامب في مواجهة الأنظمة المستبدة والحليفة له يفقده ورقة ضغط خاصة أن هؤلاء القادة تهمهم صورتهم في العالم».
وقال إن «الحكومات السيئة ستظل تتصرف بطريقة سيئة مهما كان الحال و لكنها تأخذ بعين الاعتبار رد الفعل الأمريكي عندما تتخذ قرارات».
وأشار إلى مصر «فلو أرسلت قواتك الأمنية لقتل حفنة من قادة الإخوان المسلمين وأنت تعرف أن الولايات المتحدة ستكون ضدك وستؤثر على التعاون الأمني، هذا لا يعني أن عليك عمل كل شيء تريده الولايات المتحدة ولكني يعني قتل عدد قليل من الناس».
وأبدى اوباما احتقارا للرئيس السيسي وأساليبه الشرسة، إلا أن هذا لم يؤثر على الدعم السنوي الامريكي لمصر، 1.3 مليار دولار، كما يقول الناشطون في مصر لأن الولايات المتحدة دعمت في الغالب النظام المصري إلا أن هامشا من الحرية توفر للناشطين.
وكما تقول هبة مورايف، من أمنستي إنترناشونال، فربما كانت هناك نسبة 85 ٪ دعم امريكي للنظام واستقراره، إلا أن الناشطين كان يمكنهم عمل الكثير في نسبة 15٪.
واختفى هذا الهامش في ظل ترامب حيث سيخوض السيسي انتخابات لإعادة انتخابه فيما وصفه «مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط» «أكثر الأجواء السياسية قمعا في تاريخ مصر الحديث».
وأشار الكاتب إلى ما حدث للشخصيات التي حاولت الترشح، مثل رئيس الوزراء السابق أحمد شفيق، وسجن سامي عنان، رئيس الأركان السابق وطعن نائبه المحتمل هشام جنينة. وكان رد الخارجية الأمريكية فاترا والتعبير عن «القلق»، وأن «المسؤولين يراقبون الوضع عن قرب».
والمرشح الذي بقي أمام السيسي هو موسى مصطفى موسى، وحليف للمخابرات، ومعروف بمساعدته حسني مبارك على تمزيق حزب معارض عندما قاد في عام 2008 مجموعة من البلطجية ودمروا مقره.
صحيح ان ترامب قام بتجميد 290 مليون دولار بسبب تعاون النظام السري مع كوريا الجنوبية، وقانون في مجلس الشعب يحدد عمل المنظمات غير الحكومية، إلا أن أي رسالة نقدية غطى عليها مديح ترامب للسيسي.
ويبدو موقف ترامب واضحا من عدم تعيين مساعد لوزير الخارجية في مجال حقوق الإنسان وموقف تيلرسون العام الماضي من تقرير حقوق الإنسان وتجاهله للإعلان عنه بنفسه. والصمت بشأن ممارسات النظام في مصر ليس مقتصرا على ترامب، بل واضح من مواقف بريطانيا وفرنسا وألمانيا. وكان أبرز زائر للقاهرة في الفترة الماضية هو مدير المخابرات الفرنسية الذي ثمن جهود السيسي في جلب السلام للمنطقة.
إبراهيم درويش
من يحكم العالم عصاية ومنظمه إجرامية تسرق وتقتل وتستبد الشعوب وهو عضو من هذه المنظمة , فليس بالغريب أن يصمت أعضائها علي ما يفعل عضو منهم ,