هجمة تنظيم «الدولة» على كركوك تثير مخاوف المحافظات المجاورة

بغداد ـ «القدس العربي»: أثار هجوم تنظيم «الدولة» على كركوك يوم الجمعة الماضي، مخاوف في المحافظات الاخرى مثل ديالى وصلاح الدين والانبار، من احتمال تكرار سيناريو الخروق الأمنية فيها.
وقد عزز قيام التنظيم بهجوم واسع في الرطبة بالانبار بالتزامن مع هجومه على كركوك، المخاوف والقلق في تلك المحافظات من تكرار سيناريو الخروقات الأمنية فيها.
وفي الانبار افادت المصادر الأمنية، بأن القوات الأمنية فرضت حظرا للتجوال في مدينتي هيت وكبيسة غربي المحافظة، في وقت شددت اجراءاتها بعامرية الفلوجة، تحسبا لأية هجمات تنفذها عناصر داعش الإرهابية.
وكانت القوات الأمنية قد أرسلت تعزيزات إلى المناطق الحدودية بين العراق والاردن لمسك الملف الامني بعد هجوم عناصر التنظيم على قضاء الرطبة غربي الانبار، كما وصلت تعزيزات عسكرية إلى قضاء الرطبة غربي المحافظة، تمركزت قطعات منها قرب الحدود الاردنية.
وكان التنظيم هاجم قضاء الرطبة الحدودي، فجر امس الأول الاحد، بخمس سيارات مفخخة قادها انتحاريون.
وقالت خلية الإعلام الحربي في بيان، أن «قواتنا تمكنت صباح امس الاول الاحد من احباط مخطط لعصابات التنظيم الإرهابية في قضاء الرطبة وتمت معالجة اهداف العدو والسيطرة على الاوضاع».
وذكر البيان ان «هذه العصابات الإرهابية قامت باعمال إرهابية في قضاء الرطبة استهدفت مركز القائممقامية والمناطق القريبة منها وسارعت قواتنا بالتقدم والهجوم لازاحة العدو حيث تمت معالجة اهدافه من خلال تدمير 12 عجلة وقتل من فيها والاستيلاء على خمس عجلات مع كامل اسلحتها».
وفي ديالى، عقد محافظها مثنى التميمي اجتماعا موسعا مع القيادات الأمنية في المحافظة بعد الخرق الامني في كركوك ودخول عناصر تنظيم «الدولة»الى مناطق عديدة من كركوك، لوضع الخطط الأمنية اللازمة لمواجهة اي احتمال لتكرار السيناريو في المحافظة التي تشهد توترات امنية وعدم استقرار منذ سنوات.
وقد انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، اخبار عن هجوم للتنظيم على مدينة بعقوبة مركز محافظة ديالى، بالتزامن مع الهجوم في كركوك، مما دفع خلية الإعلام الحربي إلى اصدار بيان تنفي فيه وقوع هجمات في ديالى.
وقالت خلية الإعلام الحربي في بيان، إن بعض مواقع التواصل والصفحات الاخبارية نشرت خبراً عن قيام العصابات الإرهابية بشن هجوم على مدينة بعقوبة من ثلاثة محاور، مبينة ان هذا الخبر يأتي بقصد تشتيت الانظار عن الانتصارات الكبيرة التي تحققها قواتنا الأمنية على عصابات (التنظيم) في الموصل والتأثير والتشويش على معنويات المقاتلين.
واشارت الخلية، إلى أن هذه اشاعات تبث لصالح عصابات (التنظيم) ومساندة لهم لأنها جاءت بالتزامن مع عمليات تحرير الموصل ومدن العراق الاخرى، مؤكدة عزمها مقاضاة هذه الوكالات والصفحات المسيئة للشعب العراقي وابناء ديالى ومتابعتها وملاحقتها.
وفي محافظة صلاح الدين المجاورة لكركوك، عقد محافظها احمد الجبوري اجتماعات ولقاءات مع المسؤولين عن الأمن في المحافظة وتم اتخاذ اجراءات امنية مشددة وخاصة في المناطق القريبة من الحويجة المجاورة التي يسيطر عليها التنظيم، علما بان العديد من مناطق المحافظة شهدت مؤخرا هجمات من التنظيم بسيارات مفخخة وانتحاريين. كما اجتمع مجلس المحافظة ودعا الاجهزة الأمنية إلى اتخاذ اجراءات مشددة لحماية المحافظة والمواطنين فيها.
ودعت النائبة عن صلاح الدين اشواق الجبوري، رئيس الحكومة حيدر العبادي إلى تشديد الاجراءات الأمنية في المحافظة تحسبا لأي هجمات يشنها التنظيم على المحافظة. وذكرت الجبوري في تصريح ان الساحل الشمالي للشرقاط التابعة للمحافظة ومدينة الحويجة القريبة ،ما زالتا تحت سيطرة التنظيم. واكدت ان هناك مخاوف من قيام مجاميع التنظيم الاجرامية بشن هجمات على صلاح الدين، موضحة ان الخروقات التي حصلت في كركوك هي رسالة للعبث بأمن المدينة.
وحتى في العاصمة العراقية التي تشهد خروقات امنية متفرقة بين آونة واخرى، صدرت مخاوف وتحذيرات بضرورة اتخاذ الحيطة من احتمال شن التنظيم هجمات مماثلة لهجوم كركوك في بغداد، مما جعل اللجنة الأمنية في المحافظة تعمل لطمأنة المواطنين.
وقال عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد سعد المطلبي، «اننا نستبعد تكرار سيناريو هجوم كركوك في بغداد ونزول مسلحي «التنظيم» والسيطرة على بعض المناطق في العاصمة لأن الوضع هنا مختلف».
واشار ان عدد الدواعش في مناطق حزام بغداد قليل، كما ان بغداد فيها اعداد كبيرة من الحشد الشعبي، ومؤمنة من قبل الاجهزة الأمنية.
ويشير المراقبون المعنيون بالشأن الامني، ان الطريقة التي نفذ فيها تنظيم»داعش» هجومه على كركوك التي تعتبر مؤمنة نسبيا من الخروقات الأمنية بسبب شدة الاجراءات الأمنية فيها ،وفي وقت تشن القوات العراقية هجومها على الموصل، تعطي انطباعا لدى الكثير من الناس، بقدرة التنظيم على شن هجمات متفرقة هنا وهناك، نظرا لكون عناصره منتشرة في عدة اماكن كما يستطيع نقلها من مكان لآخر، مشيرين إلى ان تحرك عناصر التنظيم، اصبح يشبه اسلوب حرب العصابات في الكر والفر، وذلك لمحاولة تخفيف الضغط عن قواته في الموصل، ولتشتيت جهود القوات الأمنية المشتركة، اضافة إلى محاولة رفع معنويات عناصره بعد الهزائم التي لحقت بالتنظيم في مناطق مختلفة من العراق.

هجمة تنظيم «الدولة» على كركوك تثير مخاوف المحافظات المجاورة

مصطفى العبيدي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية