غدا عندما يؤرخ المؤرخون ويكتب الروائيون عن هذا الزمن العربي الذي بدأ بهزيمة حزيران ـ يونيو 1967 ولا نعلم إلى أي منقلب سينتهي، سوف يواجهون بالعجز عن إيجاد الكلمة الملائمة التي تستطيع أن تصف كيف ولِمَ وصل العرب إلى قعر التأريخ مضرجين بالدم والرعب واللا معنى.
بلاد صارت ملعبا للمحتلين والمجرمين والسفلة، يقتلون الناس ويتلذذون بالجريمة. يكفي أن ننظر حولنا، من مذبحة مسجد الروضة في مصر إلى وليمة الدم في الموصل، ومن الغوطة الشرقية إلى البلاد السورية كلها، ومن فلسطين إلى فلسطين. هناك يعبث القاتل بالضحايا، وهنا يتنافس السفاحون على إبادة الحياة، وبين الهُنا والهُناك امّحت المسافات، واختلطت اللغات واللهجات. برج لغوي بناه الخراب، فتطايرت شظايا اللغات فوق أشلاء الناس، نسمع الروسية والإنكليزية والتركية والفارسية والعبرية، ولا نفهم. نبحث عن لغتنا العربية فلا نجدها، وحين نعثر على بقاياها فإنها تبدو ركيكة مصطنعة يتصدّرها خطباء يتلعثمون ولا يجدون المعاني.
غدا عندما ستنقشع الرؤية أمام الأعين، ويتم جمع ممزق حكايات العرب، لن يرى المؤرخون سوى مقبرة بلا شواهد تمتد من المحيط إلى الخليج، وأرض تنز دما ومرارة، ووجوه فقدت أعينها كي لا ترى.
إنه العمى، قدماء الإغريق، الذين صنعوا من العمى الفردي أسطورتين كبرتين، أسطورة الشاعر الأعمى في شخصية هوميروس وأسطورة الملك الأعمى في شخصية أوديب، لم يتخيلوا عمى يضرب شعبا كاملا، فالعمى الإغريقي الفردي كان نافذة للدخول في أعماق النفس الإنسانية وفــــي عتماتها غــــير المرئية، وكان طريقا يصنعه الأعمى للمبصرين الذين لا يرون، وهذا كان حال شاعرنا الكبير أبي العلاء الذي جعل من عماه طريقا إلى نور المعرفة.
حتى الكاتب البرتغالي خوسيه ساراماغو لم يسعفه خياله للنظر إلى العمى بصفته حقيقة لا استعارة أو كناية. فمعاصرنا البرتغالي العظيم، رسم في روايته «العمى» استعارة كبرى صنعتها مدينة يصاب جميع سكانها بالعمى، وكانت هذه الكناية وسيلة الكاتب للغوص في السراديب السرية لغريزة التسلط ووحشيته.
نحن نعيش العمى ليس استعارة بل حقيقة، وحين تكون الاستعارة حقيقة فهذا هو الهول بعينه.
تخيلوا معي، حاولوا أن تتخيلوا أن ما جرى لغريغور ساسا بطل رواية «المسخ» لفــــرانز كافكا كان حقيقــة وليس كناية. حــاولوا أن تتماهوا مع بطل رواية يستيقظ بعد ليلة من المنامات المزعجة ليجد نفسه وقد تحول إلى حشرة.
يقول المنطق أن هذا محال، فالأدب ليس الواقع بل تأويله، وهذا صحيح، أو هذا ما كنت أعتقد أنه صحيح إلى أن وجدت نفسي أعيش في منام مزعج اسمه ليل العرب.
المخيف ليس المنام، فالكوابيس يمكن التغلب عليها لحظة نفتح أعيننا، المخيف هو أننا نخاف من فتح أعيننا، لأن ما ينتظرنا في الصحو هو أكثر فداحة من أي منام.
ماذا لو فتحنا أعيننا فلم نجد سوى عتمة يحتلها أشباح الخوف وتقطر دما.
نفتح أعيننا كي نتحدى العتمة، فلا نجد سوى سيرك دموي يمتد من صحراء العرب إلى صحراء العرب، مجموعة من الأدعياء والمهرجين، يديرهم مهرجون أكثر قدرة منهم على سفك الدماء.
كلمات ترتطم بالرمل فتصير أصداء.
كيف نحيا في صحراء الأصداء.
صدى يتداخل في الصدى، اللغو يحاصرنا والأنبياء الكذبة يبشرون بالاستبداد والثأر من الماضي بالماضي، وبلاد تتدحرج في مجهول الخراب.
ونسأل كيف نعيش؟
ذهبت إلى ابن كثير أسأله كيف استطاع الناس أن يستمروا في الحياة عندما اجتاح المغول بغداد.
يومها كانت بلاد العرب محاصرة بالفرنجة والمغول، وكان الدم يسيل.
قرنان من الخراب عاشتهما هذه البلاد. من عاش في تلك الأيام رأى النهاية، كما نراها نحن اليوم، ولم ير كيف يمكن للحياة أن تستمر.
لكن الحياة استمرت.
قدرنا، نحن جيل الخراب، أن نتمسك بالحياة، ونكتشف أن المهمة الوحيدة هي الدفاع عن الحياة نفسها، فالحياة هي القيمة العليا التي منها تتفرع كل القيم وفيها تصب المعاني.
ونسأل عن معنى الكتابة هنا والآن؟
أعرف ان الكلام ابتذل، لكنني أعرف أن الكلام لا ينفد مهما جرى.
سلاحنا أن نقاوم من دون أمل، هذه هي المقاومة الكبرى التي ستصنع شهادتنا في زمننا وعليه.
اليأس لا يجدي ولا يقود الا إلى العبث، ونحن لسنا يائسون، نعيش ما بعد اليأس، وهنا في هذا الذي نسميه ما بعد اليأس تكمن بذور الحياة.
لا تصدقوا رعونة التأريخ، أو صدقوها، لكن تذكروا أن عيني طفل سوري غارقتين بالدموع تساويان الدنيا بمن عليها، وأن نظرة احتقار تلقيها طفلة فلسطينية على جندي إسرائيلي مدجج بالسلاح تستعيد عمرنا الضائع.
وحين أنظر إلى بيروت التي تتأرجح على إيقاع صراعات أسياد هذه اللحظة المنقلبة، لا أرى من مدينتي سوى أعماقها التي تختبئ هربا من المرايا الكاذبة التي تحيط بها، وأقول لها أن تنتظر، فالمدينة التي ماتت سبع مرات، لن تموت من جديد، إنها تدّعي الموت، وتختبئ بين الموتى، في انتظار ما سيأتي لكنه لم يأتِ بعد.
الياس خوري
” نحن نعيش العمى ليس استعارة بل حقيقة، وحين تكون الاستعارة حقيقة فهذا هو الهول بعينه.” إهـ
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴾ [الحج: 46].
لقد أصبحت قلوب معظمنا ميتة وليست عمياء فقط يا أستاذ إلياس !
فالقسوة تجاوزت كل الحدود ضد الإنسان والحيوان والنبات
بل حتى الجماد أصبح ركاماً وقاعاً صفصفاً !!
ولا حول ولا قوة الا بالله
الزمان العربي او الاسلامي الرديء عمره اكثر من الف سنة منذ ان قضي على المعتزلة ومنذ ذالك الوقت توقف الفكر الحر وأصبح للعقل ضوابط وما نزال على هذا الحال الى اليوم
يقول الشاعر…نعيب زماننا وما لزماننا عيب سوانا ، اللهم اصلح احوال العرب والمسلمين الحامدين والشاكرين للة ،وأبعد روح الارهاب والفساد والاحقاد عن عبادك الصالحين وعامة البشر…نسألك اللطف بنا وارزقنا من رحمتك الواسعة…آمييييين….
اكبر جرائم الشعوب العربيه انها اعتقدت ولا تزال تعتقد ان صبرهم على حكام طغاه لعشرات السنين سوف يمر دون ثمن وهو ثمن مرتفع. تكلفه السكوت على استبداد وقمع حكامهم لعقود طويله سوف لن تقل عن عودتهم مجددا” الى زمن الاستعمار والوصايه الاجنبيه وان غدا” لناظره قريب
هذا الزمن العربي لم يبدأ بهزيمة 1967. فبالنهاية لا حرب 1948 و لا 1956 عرفا نصرا عسكريا للعرب. العدوان الثلاثي مثل نصرا سياسيا عظيما بفضل الانذار السوفياتي الذي اجبر دول العدوان على الانسحاب من سيناء و كرس تاميم قناة السويس.
1967 كان هزيمة عسكرية مدوية و لكن تم احتواء تداعياتها السياسية في قمة الخرطوم بلاءاتها الثلاث، و الاانخراط في حرب الاستنزاف و بداية الاعداد للجولة القادمة.
وقد تمكن العرب في الجولة اللاحقة اي 1973 من تحقيق اعظم انجاز عسكري للعرب في تاريخ الصراع العربي الاسرائيلي و تمثل في اجتياح خط بارليف و عبور قناة السويس.
وبغض النظر على التطورات العسكرية اللاحقة للعبور فمجرد العبور اكد ان العرب استطاعوا تجاوز اثار هزيمة 1967 و بامكانهم لو توفرت العزيمة و الارادة و الايمان ان يهزموا الجيش الذي يدعي انه لا يقهر. و اعترافا من كل العالم بعظمة الانجاز تم اعتماد اللغة العربية كلغة رسمية للامم المتحدة شهرين بعد العبور.
للاسف هذا الزمن العربي بدأ مع التوظيف السياسي الكارثي لهذا الانجاز و الذي بدأ في اوج المواجهة مع اعلان السادات ان تلك المعركة هي اخر حروب الصراع العربي الاسرائيلي، ثم تبعها التنازلات الغير المبررة اثناء مفاوضات فك الاشتباك و توجت بخروج مصر رسميا من الصراع مع اسرائيل بكامب ديفيد. و معها بدا العبث في السياسة العربية و زرع بذور الفوضى التي نعيشها اليوم.
و تجلى ذلك في معاداة النظام الذي خلف الشاه رغم اعلانه رسميا معاداته لاسرائيل و تسليمه سفارة العدو لمنظمة التحرير الفلسطينية ، و تم تحريض صدام، الذي كان في الاصل رجل مصر في العراق، على غزو ايران و ما تبعه من حرب الثمن السنوات، و غزو الكويت ثم غزو العراق.
و مباشرة بعد تامين خروج مصر من الصراع قامت اسرائيل بغزو لبنان و هو الغزو الذي افشلته لاحقا سوريا بدعم الاتحاد السوفييتي و دعوة ايران للدخول للبنان، و هو ما جلب العداء لسوريا و لحزب الله من قبل كل العرب.
و من اجل التخلص من اسلحتها السوفييتية و استبدالها باسلحة امريكية جديدة، صارت مصر اداة من ادوات امريكا لخلق الفوضى متى اقتضت مصلحة امريكا ذلك، فتم تحريض سياد بري على غزو اثيوبيا و امداده بالسلاح و تم تزويد “مقاتلي الحرية” في افغانستان بالسلاح السوفييتي لقتال السوفييت هناك.
و الفوضى التي نعيشها اليوم ليس الا امتداد لكل هذا العبث.
هذا صحيح يا أخي محمد ادريس لكنه وجه واحد من القضة, وهل خرجت الشعوب العربية لدعم مبارك!, وهل خرجت الشعوب العربية إلا لأن أنظمة القمع والإستبداد لم تنجح في شيء إلا في قتل وإذلال شعوبها!. وهل توريث السلطة في سوريا وتحويلها إلى واحد من أبشع والأكثر دموية وعنفاَ من بين سجنون العالم في العصر الحدث, ومافعلة بشارون وإيران في سوريا كل هذا كان لمحاربة أمريكا وإسرائيل. إسرائيل مرعوبة ومقطوع نفسها من نظام بشارون! صديقهم الضمني! والمضمون!.
حياكم الله اخي اسامة.
لم تخرج الشعوب العربية لا لدعم و لا لمعارضة مبارك. تنحية مبارك كانت بمبادرة امريكية لانه اصبح عبئا على مصالح امريكا بسبب فشل مصر على جميع الاصعدة. و فشل مصر سببه اساسا تبعية مصر لامريكا بعد خروجها من الصراع مع اسرائيل. امريكا اخذت المبادرة ليس لسواد عيون العرب او المصريين و لكن خشية ان تفقد مصر في حال ادى تفاقم الاوضاع في مصر الى فوضى خارجة عن السيطرة، مثلما فقدت الصين في 1949 و فقدت ايران في 1979.
سيناريو تنحية مبارك كان جزءا من استراتيجية اقليمية لادارة اوباما هدفها الاساسي اصلاح خطأ حرب العراق عبر اسقاط النظام في سوريا و تحييد حزب الله في لبنان بهدف اضعاف ايران و طردها من العراق. وقد ارادت اوباما عبر ما سمي لاحقا بالربيع العربي تحقيق عدة اهداف بحجر واحد حيث ارادت اعطاء مصداقية لسياستها عبر التضحية بحليفيها في تونس و مصر و الانتقام من القدافي و من تم تامين الزخم الكافي لتحقيق هدفها الاساسي في سوريا و العراق.
بالنسبة لسوريا لم يكن وضع سوريا بذلك السوء. نعم كان هناك فساد و استبداد في عهد كل من حافظ و بشار و لكن لم يكن عليها ديون خارجية و كان عندها اكتفاء ذاتي في القمح بل تصدر احيانا الفائض الى دول الجوار و كانت تملك الى حد بعيد استقلالية القرار السياسي. مشكل سوريا الاساسي انها في منطقة مضطربة تتصارع عليها قوى عظمى و يصعب على دولة بامكانات سوريا ان تحافظ على استقلالية قرارها. و نجاح نظام حافظ كان الى حد بعيد يرجع الى تمكنه من توضيف تناقضات الوضع في المنطقة لصالح سوريا و تمكنها عن طريق ذلك من تامين قدر معقول من استقلالية القرار. و لكن بشار لا يملك دهاء و لا حنكة حافظ فاقترب اكثر من اللازم من تركيا و خرج من لبنان بعد تسليمه لحزب الله دون ان يؤمن الحدود بين سوريا و لبنان. و هي اخطاء استغلتها امريكا و ادت الى خراب سوريا.
يا أخي محمد ادريس لو عدت قليلا إلى الوراء لوجدت أن المرحبين والفرحين لتنحية مبارك كان الاسد ونظامة! كلنا يذكر تصريحات الفرح لبثينة شعبان أمام الصحافة, النظام السوري ياسيدي كان ومازال باق! نظراً للصداقة الضمنية لنظام الاسد مع إسرائيل, بل وحتى أمريكا حفاظا على أمن إسرائيل طبعاَ: أم نسينا تصريحات رامي مخلوف في بداية الثورة لنيويورك تايمز. يا أخي اضعاف ايران!!! وهل اصبحت إيران قوية إلا بساسة أمريكا, لأن عدو إسرائيل الأساسي هو الشعوب العربية! وليس طهران أو الاسد وهذه الأنظمة الفاشية! وتقول لي سوريا لم تكن بهذا السوء (يا أخي أنا سوري من الساحل وأعرف نظام بيت الاسد بكل خفاياه) وصدقني يبدو أنك لاتعرف ماكان يحصل في سوريا ولقد أصبح ذلك معروفاَ وليس مخفياً. واستقلالية القرار السياسي!!! هيهات لقد جعل الاسد سوريا ملعبا لإيران وأعوانها وروسيا وأعوانها وحتى أمريكا وأعوانها, وبشار الاسد ياصاحبي أبله ولايدرك مايفعل. هذه هي نهاية التسلط والاستبداد الوراثي في نظام بيت الاسد واعوانهم. وتحياتي لك يا أخي محمد ادريس على تبادل المعلومات والمناقشة.
يا أخي محمد ادريس لو عدت قليلا إلى الوراء لوجدت أن أول المرحبين والفرحين لتنحية مبارك كان الاسد ونظامة كلنا يذكر تصريحات الفرح لبثينة شعبان أمام الصحافة, النظام السوري ياسيدي كان ومازال باقٍ نظراً للصداقة الضمنية لنظام الاسد مع إسرائيل, بل وحتى أمريكا وحفاظا على أمن إسرائيل طبعاَ, أم نسينا تصريحات رامي مخلوف (أحد رجال السلطة الأوائل في ذلك الوقت) في بداية الثورة لنيويورك تايمز. يا أخي إضعاف ايران؟! وهل اصبحت إيران قوية إلا بسياسة أمريكا, لأنه ببساطة عدو إسرائيل الأساسي هو الشعوب العربية! وليس طهران والاسد وهذه الأنظمة الفاشية!. وتقول لي سوريا لم تكن بهذهىالسوء (يا أخي أنا سوري من الساحل وأعرف نظام بيت الاسد بكل خفاياه) وصدقني يبدو أنك لاتعرف ماكان يحصل في سوريا ولكن لقد أصبح ذلك الآن معروفاَ وليس مخفياً. أما استقلالية القرار السياسي! هيهات لقد جعل الاسد سوريا ملعبا لإيران وأعوانها وروسيا وأعوانها وحتى أمريكا وأعوانها وبشار الاسد ياصاحبي أبله ولايدرك مايفعل. هذه هي نهاية التسلط والاستبداد الوراثي في نظام بيت الاسد واعوانهم. وتحياتي لك يا أخي محمد ادريس على تبادل المعلومات والمناقشة.
استاذنا الياس خوري
أصبت بتوصيف الواقع المرير الذي نعيشه نحن جيل “النكبة والنكسة” اللتين هما صنوان (باستبدال الباء بالسين) لبداية عرس الدم والتوحش والخيانات العظمى لأنظمة الخراب, أنظمة الضعف والانحطاط، أنظمة الانحلال والامتهان، أنظمة الخيانة الكبرى للانسان العربي ووطنه، هناك قول فرنسي مأثور يقول النوعية الجيدة تجلب النوعية الجيدة، والنوعية الرديئة تجلب النوعية الرديئة. وأنظمة العرب الرديئة لن تجلب سوى الرداءة. وضعوا عالمنا العربي على منحدر زلق لا يملك من أمره سوى الانزلاق نحو الهاوية التي لم نصل إلى قعرها بعد لنبدأ مرحلة الصعود الشاقة، نعيش مسرح اللامعقول الكفكاوي، من كان يتصور ان شعوبا ثارت من أجل حريتها ومن أجل ان تصعد المنحدر الخطير كوفئت بسحقها سحقا، وذبحها من الوريد الى الوريد وحللوا قتلها باسم “الارهاب” إنه عمى البصر والبصيرة.
أنتم جيل النكبة والنكسة ونحن جيل يتحسر على ايام رغم النكبة والنكسة كان العدو الاول آن ذاك هو الكيان الاسرائيلي ؛ والقضية العربية الاولى هي القضية الفلسطينية؛ كان دعاة التطبيع لايجرؤون على الخروج للعلن ؛ وكانت الحكومات العميلة تنسق تحت الطاولة وبكثير من التحفظ خشية المواطن العربي الذي رغم فقره وقلة حيلته آن ذاك ورغم السجون والتعذيب والامية ،كان يحسب له الف الحساب …
في زماننا هذا لم يعد هناك اعتبار لأي شيئ مما ذكرت ؛ التطبيع على رؤوس الاشهاد بقيادة “بلاد الحرمين” !!!؟ اغرقوا أمة في حواشي الدين ووصل بهم الامر الى نقاش طول كم قميص المرأة!! والآن يقودون دفة التطبيع بأصوات الشذّاذ بالصوت والصورة …
غرقنا في ألم وظلمة حالكة ؛ وتمزقت رؤانا بين فلسطين و الهول العظيم في سوريا والظلم العظيم في اليمن وليبيا والعراق و تجارة الذمم في مصر….
لا يوجد بعد هذا القاع قاع ياسيدي …
تحية اكبار أستاذنا وصوت ضمائرنا الياس خوري..
تحية لأستاذي القدير”سوري”
وتحية لاخي الكروي داود وكل الاخوة القراء والمعلقين ؛ ولقدسنا الغراء بيتنا الثاني….
حياك الله أستاذة منى وحيا الله الجميع
فلسطين وبكلمة واحدة تعني : الشرف
ومن يتخلى عن فلسطين لا شرف له
ولا حول ولا قوة الا بالله
جيلنا هو جيل إسقاط كل انواع الديكتاتوريات و كل انواع الاستبداد باسم البشر او باسم الدين ….جيلنا هو جيل الحرية و المساواة جيل الذى سيكتب التاريخ انه جيل الثورة الفرنسية التى أسقطت حكم الكنيسة و الملكيات من أصحاب الدم الازرق ….واتمنى ان تكون تونس بالنسبة لشمال إفريقيا و الشرق الأوسط مثلما كانت فرنسا بالنسبة لاوروبا…لكن بتسريع الزمن……تحيا تونس تحيا الجمهورية
أستاذ الياس. ولماذا لا تكن بداية الهزيمه ، يوم تم اجهاظ دولة محمد علي باشا؟؟؟وثورة الشريف حسين الساذجه في الحجاز ؟؟؟ولماذا لانطرح هذا السؤال، بما معناه ، انه ان كانت هناك هزيمه ، فهزيمة من ؟؟؟( وان وضعنا جانبا ظهور البترول ، واستفحال القبلية البدوية الاسلاميه ) فالواقع اننا نعيش شعوبا منذ قرن على هامش التاريخ، لا نرفده بغير الجهل والوهم والعنف البدائي ، مرد ذلك كله الى غياب العقل والعقلانية ، اللبنة الاولى لقيام الدوله الوطنيه، هذا الدوله التي كان بامكانها ان تعرفنا بابن رشد، وتتيح ،لطه حسين وعلي عبد الرازق و لحسين مروه ومهدي عامل وفرج فوده ونصر حامد ابو ذيد ، ان يدلوا بدلوهم في محاكات التاريخ العربي والإسلامي بنقد جذري، يخرجنا من مستنقع الجهل والوهم منتظرين حلول تأتي من السماء ، في الوقت الذي نسجن فيه العقل.
أخي الياس شكراً على هذه الكلمات التي تشعرنا بالر احة قليلا من هذا الواقع الآليم, أحيانا يصعبب عليّ أن أصدق واسمع وأرى كل يوم إنه فعلاً, هذا مايحصل, وصدقاً كدت أحيانا أؤمن بأن التتضخيم الإعلامي نعمه لانقمه, زمن عربي أليم جداً. يصعب الكلام في وصف هذا الواقع المرير لكن بالتأكيد لسنا يائسين والحمد لله بالفعل, ولن نيأس إن شاء الله لأن حفنة من المجرمين والمستبدين والمستغلين لهذه اللحظة من عمر التاريخ, تاريخنا الاطول في العالم, أن يقتلوا ويجلبوا المحتلين والمجرمين والسفلة، ويقتلون الناس ويتلذذون بالجريمة. إنهم أدنى من ننيأس بأعمالهم الشنيعة, نحن نحب الحياة وسنبقى نحبها لأن نورها لاينطفئ بفعل القتلة والمستبدين وإجرامهم جميعاً. أنا في هلسنكي لمدة ثلاثة أسابيع للعمل في بحث جديد, أتابع حياتي بشكل طبيعي, وعلى جميع الأحوال سأبقى مؤمنا بأننا خرجنا لنحطم الاستبداد القمع والإجرام ولن نقبل بغير ذلك, مهما ومهما حاولوا أن يتمادوا في إجرامهم, هكذا سنستمر في الحياة.
لا تعليق … أطلب وأرجو من لأحباء المعلقين والأعزاء القراء الأكارم …قراءة قصيده مظفر النواب الخالده .. تل الزعتر
——–
إبن النكبه العائد إلى يافا
لاجىء فلسطيني
لا أعرفها ولا أعرف أين أجدها للأسف يا أخي غاندي