إسطنبول ـ «القدس العربي»: فتح استفتاء بريطانيا حول البقاء أو الخروج من الاتحاد الأوروبي الباب واسعاً أمام النقاشات الداخلية والخارجية حول ملف انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي في ظل تنامي الحديث عن دور «الإسلام» الذي يدين به الشعب التركي في تعثر مساعي الانضمام حتى الآن.
وإلى جانب ذلك يحاول المسئولين الأتراك وكبار الكتاب والمحللين السياسيين تعزيز تنبؤاتهم بقرب تفتت الاتحاد من خلال التركيز على الخلافات والأزمات التي تعصف بدول الاتحاد، ومحاولة تهيئة الرأي العام التركي لتقبل فكرة سحب ترشيح أنقرة بعد أن فقدت حماسها وأملها في تحقيق أي اختراق حقيقي في هذه المساعي.
اردوغان: ترفضوننا لأننا مسلمون
ولأول مرة، تحدث الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشكل مباشر حول هذه القضية، وقال في خطاب له مساء الأربعاء مخاطباً الاتحاد الأوروبي: «أنتم ترفضون عضويتنا لأن غالبية شعبنا مسلمون، ولا يمكن لكم إثبات عكس ذلك»، ولوح لأول مرة بإمكانية إجراء استفتاء شعبي على مواصلة مفاوضات بلاده مع الاتحاد الأوروبي. وأشار إلى تأكيد أحد وزراء خارجية فرنسا بشكل واضح وصريح، خلال اجتماع ثلاثي مع رئيس الوزراء السابق، أحمد داود أوغلو، بأن تركيا تبذل جهودها عبثاً من أجل عضوية الاتحاد الأوروبي، قائلاً: «عند سؤالي له (الوزير الفرنسي) حول سبب ذلك، أجابني: لأنكم مسلمون».
وحول استفتاء بريطانيا قال أردوغان: «يجرون استفاءا حول البقاء أو الخروج من الاتحاد الأوروبي، ويرسلون لنا الإشارات بأن تركيا لن تدخل إلى الاتحاد قبل العام 3000 (في إشارة إلى تصريحات رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون) ولكنك يا كاميرون لم تكن تتحدث معنا هكذا خلال لقاءاتنا، ما الذي تغير الآن؟، كاشفاً لأول مرة عن أنه «في حال امتنع الاتحاد الأوروبي عن رفع التأشيرة (لدخول المواطنين الأتراك)، فإننا سننظم استفتاءا شعبيا حول استمرار المفاوضات أو وقفها مع الاتحاد الأوروبي، على غرار بريطانيا».
في افتتاحية صحيفة «دايلي صباح» الإنكليزية المقربة من الحكومة التركية شن الكاتب هجوماً غير مسبوق على رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز الذي قال الأربعاء إن تركيا فشلت في تحقيق شروط رفع التأشيرة عن مواطنيها واتهمها باستخدام قانون الإرهاب لقمع المعارضة.
وقال الكاتب: «فلتقل ما تشاء عن شولتز، لا بد من الاعتراف بأنه يعرف على الأقل كيف يظهر بمظهر المحافظ حين لا يحاول إثارة إعجاب العنصريين للعرق الأبيض والمعادين للآخر، من بين ناخبيه»، مضيفاً: «ولسخرية الموقف، فقد وقف رئيس البرلمان الأوروبي يتحدث إلى جمهور ينتظر أن يسمع منه أساليب الحفاظ على أوروبا متحدة، ليخبرهم أنه قد اكتشف السلاح الذي سيدمر أوروبا: (يقصد تركيا).
وتابع: «ولكن شولتز ليس وحيداً.. إذ اجتمع الملايين من المهرجين في بريطانيا في حملة للمطالبة للخروج من الاتحاد الأوروبي. وفي محاولة لاستغلال الأزمة الإنسانية لخدمة أنفسهم بدلاً من خدمة الأهداف الأوروبية، البعض من أمثال شولتز مستعدون لحرق كل الجسور لتفادي الظهور بمظهر سيء أمام الناس».
وقال: «على الرغم من عدم قولها صراحة، إلا أن الوصفة السحرية التي يقدمها شولتز للحفاظ على وحدة أوروبا تتمثل في إلقاء اللوم على تركيا في كل مشاكل القارة الأوروبية»، وختم بالقول: «في النهاية، فإن هاجس تركيا الذي يسيطر على شولتز لا يبقي سوى القليل من الأمل حول مستقبل الاتحاد الأوروبي كمؤسسة دولية على حافة الإنهيار أصلاً. إن كان شولتز هو أفضل النخبة في الأوروبيين، فإن الكثيرين من الأتراك يرون أنه من الأفضل لبلادهم أن تلعب بعيداً».
وتابع: «البعض لا يستطيعون إدراك حقيقة أنهم يقودون مركبهم إلى الهاوية. وليس لك أمامهم إلا أن تجلس مشبكاً يديك، راجياً أن لا يتعدى مستقبلهم السياسي منصب المحافظ في مدينة صغيرة في أوروبا الوسطى تكون خالية من المسلمين، ويناضل أهلها لحظر بناء المآذن داخلها!»، مضيفاً: «السياسيون الأوروبيون وصلوا إلى مفترق طرق. وبدأت النخبة الأوربية الفاشلة في إيجاد حلول للمشاكل الملحة في استخدام تركيا ككبش للفداء».
الإسلاموفوبيا توظف لصالح معسكر الخروج
وفي صحيفة ستار المقربة من الحكومة أيضاً كتبت «سعاد أوروتس» عن استفتاء بريطانيا: «تركيا وانضمامها للاتحاد الأوروبي يشكل أحد مواضيع النقاش في هذا الاستفتاء، إذ يستخدمها الإنكليز لتخويف المواطنين ودفعهم لدعم الانسحاب تماما كما نفعل مع الطفل المشاغب إذ نقول له «الوحش قادم» ولهذا نرى مؤيدي الانسحاب أكثر من مؤيدي البقاء داخل الاتحاد».
وقالت: «لا بد من ملاحظة أن الاتحاد الأوروبي سيحظى بخسارة فادحة جديدة فيما لو قرر الإنجليز الانفصال. فبريطانيا ورغم عدم قبولها باليورو كعملة رسمية لها كما أنها رفضت الدخول ضمن حدود الشنغن إلا أن خروجها سيكون ضربة اقتصادية سياسية دفاعية قوية توجهها للاتحاد وقد تكون فترة انسحاب بريطانيا مقدمة لسعي فرنسا للانسحاب، لتليها دول أوروبية أخرى تناقش فكرة البقاء في الاتحاد».
ورأت الكاتبة أن «أوروبا التي تواجه أزمة اللاجئين وجها لوجه تخلخلت أركانها وأساساتها بسبب هذه الأزمة فهي تعيش الآن أسوأ أيامها وأقوى أزمة تمر عليها بعد الحرب العالمية الثانية، (…) هذه الأزمات أدت إلى انهيار دول الاتحاد الأوروبي الأقوى. فجسد الطفل أيلان الذي قذفه البحر قد هز أساسات الاتحاد الأوروبي. يُفضّل أن نُشاهد عن بعد وأن نحمد الله أننا لم نكن يومًا جزءًا من هذا الاتحاد الرذيل».
وتحت عنوان «تكتيك التخويف من انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي في استفتاء بريطانيا»، كتب إيمري غومين في صحيفة «دايلي صباح» التركية: «يمكن أن يكون هذا سيناريو مضحكا لفيلم منخفض التكلفة، فقد أصبح النقاش الرئيسي بين المؤيدين والمعارضين لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو مستقبل تركيا في الاتحاد»، معتبراً أن «استخدام تكتيك التخويف «الأتراك قادمون» لثني البريطانيين عن التصويت بلا في الاستفتاء هو أمر يرثى له».
وقال الكاتب: «وصلت مفاوضات انضمام تركيا إلى طريق مسدود، حتى لو فتحت فصول جديدة. وتفسير ذلك بسيط هو أن التكامل الأوروبي يعتمد على المشروطية»، مضيفاً: «قد يبدو ذلك انتكاسة مؤقتة. وثمة انتكاسات عديدة في العلاقات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، وانتكاسة في هذا المستوى ستكون لها آثار سلبية عميقة».
الكاتبة في جريدة «دايلي صباح» التركية مروة شبنام أوروتش استشهدت في بداية مقال سردت فيه الكثير من الأدلة على قرب تفتت الاتحاد الأوروبي حسب اعتقادها بتقرير لـ»هيئة الاستخبارات والتنبؤ العالمي المعروفة باسم ستراتفور، ومقرها الولايات المتحدة»، وجاء فيه أنه «سيكون هناك (أربع أوروبات) بحلول عام 2025». ويقول التقرير: «قد يتمكن الاتحاد الأوروبي من الحفاظ على وجوده بشكل ما، لكن العلاقات الاقتصادية والسياسية والعسكرية الأوروبية ستكون محكومة بعلاقات ثنائية أو علاقات متعددة الأطراف إنما محدودة، وستكون ضيقة المجال وغير ملزمة، قد تبقي بعض الدول على عضويتها في الاتحاد لكن ذلك لن يكون كافياً ليكون عنواناً لأوروبا».
وترى الكاتبة في مقالها الذي جاء تحت عنوان «هل ينهار الاتحاد الأوروبي على يد أزمة اللاجئين»، أنه «إن قررت بريطانيا مغادرة الاتحاد فسيكون لذلك أثر الدومينو الذي لا يمكن تجنبه»، متوقعةً أن استفتاء بريطانيا بغض النظر عن نتيجته سيقود إلى استفتاءات مماثلة في دول مقربة من بريطانيا مثل إيطاليا وفرنسا وهولندا، وانخفاض كبير في الدعم الشعبي للاتحاد الأوروبي في دول الاتحاد».
وتضيف: «لقد استغرق الأمر قرابة العام الواحد قبل أن ندرك بأن حلم الاتحاد الأوروبي قد يتحول إلى كابوس. التصريحات التي سمعناها مراراً حول وقوف الاتحاد الأوروبي على حافة الانهيار، أصبحت أكثر مغزى بعد أزمة اللاجئين.. الأوروبيون برروا سياساتهم غير الرحيمة تجاه اللاجئين بالحاجة إلى حماية القيم الأوروبية، إلا أن ذلك لم يحل دون نمو مشاعر العداء للآخر والإسلاموفوبيا وعداء المهاجرين. يريدون حماية أوروبا، لكن الاتحاد الأوروبي يتفتت الآن ونهايته تبدو قريبة».
من جهته، لفت الكاتب التركي المعروف «ميلح ألتنوك» إلى أنه «منذ عقد من الزمن تقريبا سادت تركيا أجواء حماسية بشأن الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي (..) وكان يُقال إن رحلة الاتحاد الأوروبي على وشك الانتهاء»، مضيفاً: «ها قد وصلنا إلى تلك الأيام من مسار مفاوضات الانضمام. في كل يوم تؤكد تصريحات مسئول في الاتحاد الأوروبي وتصريحات بعض السياسيين أن عضوية تركيا الكاملة في الاتحاد ليست سوى حلم، ويغلب على ظني أن رغبة الشعب التركي في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في أدنى مستوى لها في تاريخ عملية الانضمام».
وتسائل الكاتب: «كيف يمكن أن نقف دون رد فعل؟ ومثلما نرى فإن بعض المسئولين بمن فيهم رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، يشككون بوقاحة في حق تركيا في السيادة، وفي الخيارات السياسية للشعب التركي»، وبعد سرد سلسلة من المشاكل التركية ـ الأوروبية ختم بالقول: «عندما يكون هذا هو الحال، فلا يمكن لأحد أن يشكو من تراجع الدافع لدى تركيا للحصول على عضوية الاتحاد الأوروبي».
من جهته، كتب برهان الدين دوران في صحيفة صباح تحت عنوان «أزمة الديمقراطية الغربية وتركيا»: «تصويت بريطانيا على قرار الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، الذي وصلت نسبة الداعمين له إلى 47٪، السبب الأول لهذه الحملة هو عضوية تركيا؛ كونهم «يخافون أنْ يصبحوا جيرانا لدول مثل سوريا والعراق، إذا انضمت تركيا للاتحاد الأوروبي، والطريق الوحيد لمنع ذلك هو الانسحاب من الاتحاد الأوروبي»،
وأضاف: «نحن على مدار 53 عاما، كنا نعتقد بأنّ السياسيين البريطانيين هم الأكثر دعما لنا في مغامراتنا لدخول الاتحاد الأوروبي، لكننا اكتشفنا أنّ الوضع مختلف تماما»، وتابع: «يعتبرون بأنّ قضية انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي هو «وعد قديم»، لكن ملخص الحديث، هو أنّ العواصم الغربية التي تمر بأزمة ديمقراطية حقيقية، لن تستطيع تجاوز هذه الأزمات، والحفاظ على «قيمها الحضارية»، إلا من خلال العمل سويا مع المسلمين ومع تركيا، وليس من خلال الصراع معهم».
إسماعيل جمال
يعني ما هذه الهرطقة التي اقل ما يقال عنها مضحكة ؟! الاتراك يريدون بملايينهم الثمانين ان يدخلوا بالقوة وبالفرض الاتحاد الاوروبي ، لا يريدون معرفة السبب الرئيسي والذي قيل لهم الف مرة وعلى لسان اكثر من رئيس اوروبي من ساركوزي الى كاميرون الى حتى ميركل وبابا الفاتيكان ومن وراءهم شعوبهم، لا نريد تغيير ديموغرافي في قارتنا بكل وضوح ! القارة الاوربية لها تراث وحضارة مسيحية يهودية نقطة راس السطر ، يعني اللي ما يريد يفهم ماذا نفعل له ؟! وبعدين هل هذا تهديد انكم ستعملون استفتاء ،اي ويعني ؟! من الذي سيخاف ويرتجف ؟ اعملوا استفتاء وكانا ما ستكون النتيجة ، فالامرسيان بالنسبة لهم !!!
بريطانيا لن تخرج من الإتحاد الأوروبي وتركيا لن تدخله
بالمقابل يجب أن يكون هناك إتحاد إسلامي ينبثق من سوق إسلامية مشتركة
ولتكن عاصمته جدة كما هي عاصمة منظمة التعاون الإسلامي المكونة من 57 دولة إسلامية
ولا حول ولا قوة الا بالله
سؤال افتراضي ، في حال قبل السلطان اردوغان وسلطنته عضوا في الاتحاد الاوروبي ، وفي اول اجتماع قمة له مع باقي الرؤساء يدعى لمادبة عشاء ، كيف سيتصرف؟! لا يستطيع ان يجلس على طاولة يقدم فيها لحم الخنزير والخمر واللحم غير الحلال ! لا يستطيع تبادل الانخاب مع الباقين حتى لو كان كأسه يحتوي ماء او حتى لبن عيران !
في المآدب يدعى الرؤساء مع زوجاتهم ، هل سيجبر الباقين على الجلوس مع امرأة محجبة ام تلجأ زوجته الى وضع الباروكة على رأسها كما كانت تفعل التركيات ايام منع الحجاب في دوائر الدولة والجامعات ! كل هذا حرام اليس كذلك !
كل هذه معضلات بروتوكولية صعبة كنت اتمنى طرحها عليه لو كنت صحفي !!!
لا يصح إلا الصحيح؛ تركيا لا تنتمي حضاريا وثقافيا ودينيا إلى أوربا. تركيا مكانها مع أذربيجان واوزبكستان ومنغوليا. لبنان المسيحي أقرب إلى اوربا ثقافيا ودينيا
لم أقابل يوما مواطنا تركيا يرغب بدخول بلاده الاتحاد الأووربي بشدة. هو نادي مسيحي لا يمكن بأي حال من الأحوال فتح بابه لدولة يدين معظم أبناء شعبها بالإسلام و اليأس كما يقولون إحدى الراحتين فليسحبوا ترشحهم و يرتاحوا.
الأتراك اليوم الأكثر شماتة بأوروبا بعد خروج بريطانيا
على تركيا ألا ترمي نفسها إلى التهلكة الأوروبية التي بدأت بالإنهيار و إنما عليها أن تخطط للقيام بحلف إسلامي كبير و السوق الإسلامية تحتاج إلى كل أنواع البضائع و تركيا بدأت حقا بالصعود في التصنيع و غيره .
من يرى كيف تآمرت ايطاليا وايرلندا للحيلولة دون تأهل تركيا لثمن نهاية كأس أمم أوروبا يدرك أن لا مجال لتركيا في النادي الأوروبي المسيحي.
دول الاتحاد الاوربي دول علمانية وشعوبها تفهم معنى العلمانية جيدا والمساواة بين مواطنيها شيء مقدس حيث لا يسال عن قوميته ولا عن دينه والصحافة حرة فيها.تركيا لا يمكن ان تكون كذلك ابدا فالشعب التركي (العنصر التركي متعصب لقوميته)ولا يتعامل مع باقي ابناء الدولة التركية بنفس المساواة(الاكراد والاقليات حقوقهم لا زالت مفقودة)والان يحكم تركيا حزب العدالة وهو ذو توجه اسلامي(اخوان تركيا).بهذه المقدمة البسيطة كيف يمكن لالاوربيين قبول تركيابهذا الوضع بالاضافة الى عامل مهم جدا وهو انهيار الاتحاد السوفيتي وبهذا فقدت تركيااهميتها كجدار صد بوجه الشيوعية التي كانت الخطر الاول على اوربا والمصيبة ان المتشددين الاسلاميين الان هم الخطرالجديد بالاضافة الى سياسة اردوغان الخاطئة وتوجه لحكم الفرد
هذه ما قاله الاسد عندما قال أن الإضطرابات في سوريا سيكون لها أثر الزلزال في المنطقة و العالم .