كل المناطق السورية أصبحت منكوبة، لكن كل واحدة بطريقتها الخاصة، حتى معاقل بشار الأسد نفسها. ليس صحيحاً أبداً أن منطقة الساحل السوري التي ينحدر منها بشار الأسد وعائلته ظلت آمنة، بينما تعرضت بقية المناطق السورية للخراب والدمار. لا أبداً، بل يمكن القول إن الخطر الذي يهدد الساحل قد يكون أكبر من المخاطر التي تهدد بقية المناطق. هكذا تقول إحدى الشخصيات العلوية في حديث خاص. وتضيف بأن الخطر الذي يتهدد منطقة الساحل السوري مرعب على المدى المتوسط، فما بالك على المدى البعيد.
صحيح أن الساحل لم يتعرض عمرانياً للدمار كبقية المناطق السورية، إلا أنه يواجه محنة ستغيره ثقافياً ودينياً خلال أقل من عشرين سنة أو أقل إذا ظل الوضع على هذا الحال. ومن المعروف أن العلويين رغم أن البعض يحسبهم على الشيعة، إلا أن الشيعة في واقع الأمر يكفّرون العلويين، والعكس صحيح، ناهيك عن أن العلويين معروفون بعلمانيتهم المفرطة أحياناً، فهم يحبون الحياة بحرية بعيداً عن الضوابط الدينية والمذهبية الصارمة، لا بل إن الكثير من مثقفيهم على درجة عالية جداً من الوعي والثقافة، وبعضهم يتفاخر بإلحاده. ورغم التحالف السياسي بين النظام السوري والنظام الإيراني، إلا أن العلويين السوريين لا يجمعهم مع إيران أي روابط دينية أو ثقافية أو اجتماعية، لا بل إنهم يكرهون إيران ربما أكثر من السنة. لكن مع ذلك، فإن إيران بدأت تخترق مناطق الساحل السوري مستغلة الوضع المادي الرهيب للعائلات العلوية التي فقدت أزواجها وأولادها في الحرب الممتدة منذ ست سنوات.
فيما يلي ليس تحليلاً، بل معلومات موثقة نقلها لنا مثقفون علويون كبار، ويريدون لها أن تنتشر على نطاق واسع كجرس إنذار خوفاً على مستقبل طائفتهم. ويقول أحد الأخوة المطلعين على وضع الساحل السوري عن كثب: إن إيران باتت تشكل خطراً وجودياً على العلويين في سوريا، فكما تعلمون فإن عدد الأرامل في الساحل السوري لا يقل عن مائتي ألف أرملة فقدت زوجها وربما أيضاً بعض أولادها في الحرب، والعدد في ارتفاع مستمر، كما يقول صاحبنا.
والمعروف أن الدولة السورية تركت الأرامل بلا أي دعم أو رعاية تؤمن لهن حياة كريمة، فالراتب الشهري الذي تحصل عليه الأرملة 18 ألف ليرة سورية فقط، وهو لا يكفي العائلة لأسبوع. وحسب دراسة سورية جديدة، فإن العائلة في الساحل السوري تحتاج شهرياً 100 ألف ليرة سورية كي تؤمن أبسط أساسيات الحياة، حيث وصل سعر كيلو البطاطا إلى 600 ليرة، فما بالك بالسلع المعيشية الرئيسية. لهذا وجدت إيران في هذا الوضع المأساوي فرصتها التاريخية لتشييع أهل الساحل الذين يكرهون الأرض التي تمشي عليها إيران. وقد بدأت إيران تستغل محنة الأرامل في الساحل بمنح أي أرملة تقبل بارتداء الشادور الإيراني مبلغ 3 ملايين ليرة سورية مقدماً ومائة ألف ليرة راتباً شهرياً.
وبدأ الكثير من الأرامل يقبلن على اعتناق المذهب الشيعي بسبب الإغراءات المالية التي تقدمها إيران، علماً أن العلويين الذكور يرفضون رفضاً قاطعاً التغلغل الإيراني في الساحل، ويرحبون بالروس كي يساعدوهم على صد المد الشيعي في مناطقهم. لكن الوضع المادي الرهيب الذي يعيشه مئات الألوف من العلويين دفع فئة النساء المسكينات تحديداً إلى القبول بالعروض الإيرانية.
والخطير في عمليات التشييع الإيرانية في الساحل أنها إذا استمرت على هذا النحو الخطير، فإنها ستحول جيلاً من العلويين إلى شيعة، بحيث سيكون الساحل بعد عشرين عاماً أو أقل شيعياً وليس علوياً بفعل الملايين التي تضخها إيران في الساحل السوري. والأخطر من ذلك أن الساحل سيتحول إلى معقل إيراني ثقافياً واجتماعياً وسياسياً لاختراق بقية المناطق السورية.
ويضيف الباحث العلوي الذي أخبرنا بهذه الإحصائيات أن أكبر المتآمرين على الساحل السوري هم المسؤولون السوريون في النظام، فهم دائماً يتسترون على التغلغل الإيراني في الساحل السوري كي لا يزعجوا إيران التي تدعم النظام عسكرياً ومالياً بملايين الدولارات شهرياً. ويتهم الكثير من العلويين النظام بأنه بدأ يبيعهم لإيران كما باع الكثير من المناطق في دمشق دون أن ينظر للمخاطر المستقبلية على سوريا وشعبها اجتماعياً ودينياً وثقافياً. ويتساءل أحد الباحثين العلويين في الساحل السوري: «ألا يكفي أن طائفتنا أصبحت بلا رجال بعد أن خسرت حتى الآن على مذبح آل الأسد حوالي ربع مليون شاب من خيرة شبابها في هذه الحرب المجنونة، فلماذا بات النظام يضحي حتى بنسائنا خدمة لمصالح إيران؟».
٭ كاتب وإعلامي سوري
[email protected]
د. فيصل القاسم
ما وضع الدروز في سوريا يا دكتور
” فإن إيران بدأت تخترق مناطق الساحل السوري مستغلة الوضع المادي الرهيب للعائلات العلوية التي فقدت أزواجها وأولادها في الحرب الممتدة منذ ست سنوات.” إهـ
حكى لي مسيحي سوري من مناطق العلويين بأن النظام الأسدي يتعمد إفقار العلويين ومناطقهم حتى لا يكون لهم مستقبل إلا معه في أجهزته الأمنية والجيش ولهذا يسود الفقر 90% منهم بعكس السُنة المسموح لهم التجارة والمصانع والتسهيلات التجارية حتى يبتعدوا عن العسكرة !
ولا حول ولا قوة الا بالله
من المعروف أن الطائفة العلوية فرع من فروع الشيعة ولكنها تختلف عن الشيعة الإمامية تحديدا في بعض الممارسات والطقوس الدينية ونمط الحياة المحافظ لدى الشيعة الإمامية غير موجود لدى العلويين الذين يتبنون العلمانية وبالنسبة لهذا الغزو الإيراني لمناطق العلويين فإنه يعدفرصة للملالي لتغيير العلويين وتطويعهم لولاية الفقيه وجعلهم على نهجه وسبق أن مارست إيران في مناطق سنية ذات النهج مستغلة الفقر ولا عجب في أن يبيع بشار المجرم كل سوريا مقابل الكرسي
الاسد باع نفسه للإيرانيين والروس وحتى لترامب لكن ترامب لم يشتره.
بشار باع العلويين لايران كما وقع بيع السنة للوهابية السعودية و فرق كرة القدم التى تدور فى فلكها…هذه حرب قذرة بين اكبر دكتاتوريتين دينيتين ايران و السعودية يدفع ثمنها المسلمين من كل الطوائف فى العراق و سوريا و اليمن …عندما ترحل هذه الانظمة الدينية سوف يعيش المسلمين فى امن و سلام مثل كل شعوب العالم ….تحيا تونس تحيا الجمهورية
شكراً دكتور على هذا المقال المهم، للتو رجعت من اللاذقية قضيت عطلة الفصح هناك لمدة أسبوعين مع الأهل وقابلت أصدقاء علويين قدامى كانوا معي من أيام الجامعة. كل ما تفضلت به صحيح 100% ولكن أحب أن أضيف أمراً مهماً هو أن إيران لا تظهر في الصورة أبداً بل موضوع تشييع العلويين (بشكل خاص ولكن السنة أيضاً مستهدفين) في الساحل السوري تديره مؤسسات تابعة لحزب الله جهاراً نهاراً وتعمل بكل أريحية وذلك بسبب اللغة العربية المحكية فأغلب الضحايا من العوام الذين بالكاد يعرفون العربية الفصحى ومن أهم وأنشط هذه المؤسسات هي جمعية “الرسول الأعظم” فلديها ميزانيات ضخمة وأنشطة متنوعة ومرافق كالمدارس من دور الأطفال إلى المدارس الخاصة ومستشفيات بل وحسينيات ولها كوادر شيعية غاية في الخبث والذكاء تدير ملف التشيع وتؤمن خدمات مجانية كالإسعافات للمرضى والأدوية علاوة على رواتب شهرية مجزية وكل هذا مقابل التشيع الذي يعني فيما يعني إعتناق المذهب الشيعي واللباس الشيعي للنساء وحضور محاضرات يومية في الحسينيات أو منازل مخصصة لهذا الغرض وتلقى الدروس على النساء الحاضرات من مختصات غالبيتهم من اللبنانيات، أما تأثير كل هذا على المجتمع العلوي تحديداً فقد بدأت تظهر بعض مظاهر التدين غير المعتادة ولكن من الصعب جداً أن تقيس هذا التأثير في الوقت الراهن فالمعروف أن المجتمع العلوي براجماتي فعندما ينحسر النفوذ الإيراني أعتقد سوف يعود العلويون إلى سابق عهدهم فهم كما تفضلت يكرهون التدين فمن المستحيل أن ترى علوي يصوم في رمضان مثلاً كما أنهم لا يصلون أبداً ولا حتى في الجنائز كما أنهم يحتفظون بالخمر كمؤونة ويشربونه أكثر من الماء. نعم المجتمع العلوي يتعرض لضغوطات هائلة لكن من الصعب التخمين بما ستؤول إليه الأمور.
أخي Passer-by كنت في اللاذقية! هل تستطيع أن تكتب لنا مزيدا عما يحدث ويحصل وماهي أراء الناس وخاصة العلويين حيث أنك مازلت تقابل أصدقائك القدامى فأنا لا أستطيع الذهاب إلى اللاذقية (حيث قريتي) وحيث مازال قسما من عائلتي في المدينة وهم شبه مهجرين بالإضافة إلى أن غالبيتهم في تركيا.
المبادي والقيم اليوم باتت سلعة مضروبة عند من لا يقدر الأمور إلا وفق حسبة تدر عليه المال تجعله يركب الطائفة لينال مآربه الذاتية على حساب الذات البشرية.
المشروع الصفوي يتوسع ، ووسيلتاه هما الدولار والمدفع !
قتل وحرق السنة
وزج بالعلويين في المعركة
وحتى الشيعة لم يسلمو من اجرامه
عندما فجر باصات محملة بالأسر الشيعية
حافظ وقد ضحى برفعت من اجل السلطة
بشار مستعد ان يبيع زوجته من اجل الكرسي
بشار يستحق أبشع طرق الأنتقام قبل أعدامه … لقد دمرت كل شيء. … دمرت سوريا كلها وقتلت السني والشيعي والعلوي والمسيحي والدرذي والسماعيلي … عليك أستحقت لعنة كل أبناء سوريا أيها المجرم