تشهد بريطانيا اليوم أزمة سياسية داخلية لعلها الأخطر بين جميع الأزمات التي اكتنفت علاقتها بالقارة الأوروبية، وذلك منذ انضمامها إلى المجموعة الاقتصادية في سنة 1973، مروراً بمأزق التصديق على اتفاقية ماستريخت صيف 1993، وانتهاء باستفتاء حزيران /يونيو 2016 الذي انتهى إلى التصويت على الخروج من الاتحاد الأوروبي.
ومن مفارقات الأقدار أن هذا التاريخ كان قد بدأ بتلهف من بريطانيا على الانضمام إلى المجموعة الأوروبية، التي كانت حينذاك تتألف من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ فقط، مقابل تمنع أوروبي تمثل في لجوء الرئيس الفرنسي الأسبق شارل ديغول إلى استخدام الفيتو ضد عضوية بريطانيا، مرة في سنة 1963 وأخرى بعد أربع سنوات. وحتى بعد أن التحقت بالسوق المشتركة في سنة 1968، فإن علاقة بريطانيا بمؤسسات الاتحاد ظلت مضطربة، سواء في مواقف رئيسة الوزراء السابقة مارغريت ثاتشر من مسألة الحصص المالية، أو عدم الانضمام إلى منطقة اليورو، أو الإعفاء من بنود اتفاقية شينغن حول حرية تنقل الأفراد والبضائع داخل الاتحاد.
اليوم تعود بريطانيا إلى ذلك التاريخ العاصف ولكن بعد انقلاب العلاقة الشائكة مع أوروبا إلى مشكلة داخلية معقدة، قسمت الشارع البريطاني إلى صف «المغادرين» الذي دفع باتجاه الاستفتاء المعروف باسم «بريكست»، وصف «الباقين» الذي أخذ يتعزز أكثر فأكثر مع اتضاح الحقائق الاقتصادية التي تنتظر بريطانيا اعتباراً من آذار /مارس 2019، موعد مغادرة الاتحاد الأوروبي نهائياً. وما يزيد في تعقيد المشكلة أنها لم تعد تقتصر على هذا الانقسام بين فريقين، لأنها صارت موضوعاً للصراعات الإيديولوجية داخل حزب المحافظين، وللمنافسات الشرسة على حيازة موقع رئاسة الحكومة، فضلاً عن تغذية التيارات الانعزالية والشعبوية والعنصرية التي تقتات عليها أحزاب اليمين القومي المتطرف.
وإذا كان وزير شؤون خروج بريطانيا من الاتحاد ديفيد ديفيز قد استقال بسبب خلافه مع خريطة الطريق التي وضعتها رئيسة الوزراء تيريزا ماي للتفاوض مع الاتحاد، فإن غالبية المراقبين على يقين بأن استقالة وزير الخارجية بوريس جونسون لا تخلو من مطمع خلافة ماي. ورغم تصريحه ذات يوم بأن وصوله إلى رئاسة الحكومة معجزة تشبه وصول إلفيس بريسلي إلى المريخ، فإن رسالة الاستقالة وتحركاته الأخيرة وانتقاداته اللاذعة لرئيسة الوزراء لا تترك كبير شك في نوايا جونسون البعيدة.
ومع ذلك فإن المشكلة تظل قائمة ولن تتوقف عند استبدال وزير متمرد بآخر مخلص، أو حتى نجاح ماي في تجاوز التصويت بعدم الثقة إذا نجح خصومها في حشد 48 نائباً ضمن هذا المسعى. جوهر الأزمة يُختصر في التناقض بين فحوى استفتاء 2016 الذي نص على الخروج من الاتحاد، ومحاولات ماي تلطيف القرار خلال مفاوضات شاقة تسابق الزمن، وبما يخفف العواقب الوخيمة على الزراعة والصناعة والتجارة والخدمات والاستثمار.
وفي هذه يبدو جونسون على حق: حل معضلة الخروج من أوروبا بحاجة إلى معجزة تشبه الهبوط على سطح المريخ!
رأي القدس
كان بودي أنْ يكون العنوان : ( هل تخرج بريطانيا من الجغرافيا إلى التاريخ ؟ ).على كلّ حال…أرى أنّ مشكلة بريطانيا مع أوربا ليست في
علاقتها مع الاتحاد الأوربيّ ؛ ومستجدات هذه العلاقة على مستوى الاقتصاد والهجرة…بل لو عدنا إلى بدايات عهد الحرب العالمية الثانية
سنجد أنّ هناك خصوصية بريطانية في إدارة الحرب عن بقيّة دول الحلفاء.بل حتى دول المحوركانت تنظرإلى بريطانيا كخصم يختلف عن
بقيّة الحلفاء.بريطانيا ؛ لأسباب جغرافية وتاريخية وإمبراطورية لها خصوصية ؛ عند الكلاسيكيين يجدون فيها التفوّق من أطرافه ؛ وعند عامة
الشعب يجدون فيها ( المملكة الجزيرة ).بل محورالصراع مع أوربا كان كذلك.نابليون أدرك خصوصية بريطانيا ثمّ مترنيخ ثمّ بسمارك ثمّ هتلر…بريطانيا هي ( أم ) الولايات المتحدة الأمريكية ؛ لذلك ترى نفسها أكبرمن أوربا من هنا حفاظها على التمييزفي شخصيتها ( لوعة ).
بل وترى شخصيتها أكبرحتى من الولايات المتحدة حينما تضع حجم الكومنولث أمامها.هذه التناسبية في الشخصية البريطانية المغروسة في الشعورالجمعيّ ؛ وراء خروجها من الاتحاد الأوربيّ…ربما بريطانيا لا يسعها إلا أنْ تكون ( المركزالعالميّ ) فيها لأربعة أشياء معًا : المال كسويسرا / الثقافة كفرنسا / الصناعة كألمانيا / الإعلام كالولايات المتحدة.بمعنى ترى أنها تساوي سويسرا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة مجتمعة.لذلك لن تستطيع بريطانيا الانتماء إلا لذاتها الملكية ؛ سواء أكانت في الأرض أم في المريخ.أم كانت في الجغرافيا أم في التاريخ.
بريطانيا الآن بين الحلف الأوروبي والحلف الإنجلوسكسوني (أمريكا كندا إيرلندا أوستراليا ونيوزلندا) ولا حول ولا قوة الا بالله
*مع أن المسألة خاصة بالشعب (البريطاني)
لكن أعتقد خروج بريطانيا من الإتحاد
الأوروبي خطأ فادح وسوف يندم كل
من وقف مع قرار الإنسحاب.
سلام
بسم الله الرحمن الرحيم. رأي القدس اليوم عنوانه (هل تخرج بريطانيا من أوروبا إلى المريخ؟)
بريطانيا دخلت الاتحاد الاوروبي بتلهف ؛اقتصاديا عام 1973، وغير مرحب بها بحماس من كل الاعضاءالستة في حينه وهم فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا ولوكسمبورغ فقط ودخلت هذا الاتحاد وهي تظن انها بريطانيا العظمى الاستعمارية، ولكن زملاءها الاروبيين لم يمكنوها من تمثيل هذا الدور. ووجدت نفسها في مخاض اعادة النظر في عضويتها في هذا الاتحاد، وتوج ذلك باتفاقبة بريكست عام 2016، الذي خرجت بموجبه من هذا الاتحاد بعد استفتاء شعبي.
ويظهر ان هذا القرار الخاطئ احدث حراكا مضادا بين كثير من الساسة والمفكرين، حيث استشعروا العواقب المستقبلية غير السليمة على بريطانيا واصبحت البلبلة في الحكومة وخارجها سيدة الموقف قبل استحقاق الخروج من هذا الاتحاد الاوروبي في مارس/آذار 2019. ويعتقد كثيرون ان هذا الخروج سيكون ضربة للاقتصاد البريطاني وكذلك للاستقرار الداخلي. ومن مقدماته الاستقالات من حكومة تيريزا ماي.
إن كانت الأحزاب الأوربية متفقة أم مختلفة فيما بينها لن نستفيد بشيء داخل بلادنا العربية فآلة القتل مستمرة ودعم الاستبداد مستمر وكل ذلك يصب في خدمة المشروع الصهيوني ، في عز الخلاف بين الأحزاب الألمانية زار عضو في حزب البديل الألماني جنوب سوريا وأنكر وجود جرائم بحق الشعب من قبل النظام والأسلحة الكيماوية التي قصف بها النظام الشعب هي صناعة ألمانية هكذا عودتنا دول أوروبا دائما تعمل على توفير السلاح للمجرم كما كان الحال وقت العدوان على غزة حيث باعت ألمانيا دبابات للحركة الصهيونية المتمثلة في دولة إسرائيل.. المواطن الأوروبي لا يفكر في إخوة له بالإنسانية فقد تمكن الإعلام من غسل دماغه وجعل جل تفكيره ضد أردوغان وأصبح السيسي واسد وهذه الحثالة صاروا أبطالا يحاربون الإرهاب.. لا يوجد حزب حر في أوروبا لا في الاتحاد ولا في بريطانيا كلهم يخضعون للحركة الصهيونية والمواطن الغربي يعيش أوهام الديمقراطية إنه مسخر ومسير ليس مخير ومبرمج وفق حاجة الرأسمالية العالمية التي ترتزق من الحروب لكن الأجيال القادمة التي ستدخل الجامعات وتقرأ التاريخ ستسأل ألم تستطع بريطانيا قبل وبعد الخروج من الإتحاد الأوروبي وأمريكا معها و..و..و.. ألم يستطيعوا إيقاف آلة القتل.. ماذا جنى هؤلاء الذين ستلعنهم الأجيال القادمة ويلعنهم التاريخ بعد لعنة الله عليهم.
@محمد : كل التضامن معك خاصة و انك تعيش فى بلاد بمثل هذا السوء….و قارة اكثر سوءا….اتمنى لك أن تذهب إلى تركيا فبها حاكم عادل ….تحيا تونس تحيا الجمهورية و لا ولاء إلا لها
@تونسي
المسألة ليس لها علاقة بالعدل او السوء حتى تطلب من محمد ان يذهب الى تركيا.
ما قاله محمد صحصيح، ما فائدة الديمقراطية اذا كانت لينة طيعة بيد الاعلام الغير حر و الرأسمالية المقيتة. كل هذه الحرية و الديمقراطية لم تمنع او تخفف القتل و الظلم و الفقر و اليأس في العالم
حرية بريطانيا لم تمنع توني بلير من إرسال الجيش الى العراق بدون موافقة البرلمان و بناء على تقارير إعلامية ليست حتى استخباراتية.
بنظرة مجردة، أوروبا تدعم احتلال فلسطين حتى ضد ما اتفق عليه العالم بعد ١٩٦٧، و تدعم انقلاب السيسي على العملية الديمقراطية في مصر و تدعم الاسد و أل سعود ايضا، استخدمت القوة المدمرة ضد العراق منها اليورانيوم المنصب (لا تحتاج يوارنيوم لتزيح حاكم) أوربا وقفت موقف مخزي من ثورات الحرية في الشرق الأوسط و ساهمت في إفشالها و زيادة التطرّف.
الحرية ليس هدفها المصالح الضيقة لفئة او دولة او اقليم على حساب الاخريين بل الهدف الاسمى هو استمرارية البشرية و البقاء، و الا لن تنفعنا.
@أحمد: بريطانيا دولة ديمقراطية عادلة مع شعبها ومع من يعيش فوق ارضها من لاجئين اقتصاديين او سياسيين و هذا حال كل الدول الديمقراطية التى تحترم نفسها ….اما مصالح هذه الدول مع الخارج شئ اخر و الدول تتعامل مع بعضها وفق مصالحها و مصالح شعوبها فقط لا غير و لا دخل لا لحقوق الإنسان او الحيوان فى ذالك المصالح فقط لا غير ….تونس دولة ديمقراطية لكن تتعامل مع كل الدول العربية و هى فى ما يسمى جامعة هذه الدول على فكرة لست اعرف لماذا و التى بعضها لا يعرف حتى معنى هذه الكلمة لان لنا مصالح ندافع عنها معهم… و هذا شئ طبيعى اما بخصوص محمد فأنا اردت ان اعلمه انه ليس مجبر ان يعيش فى هذه الدول و عليه ان يختار دول عادلة و تحترم حقوق الإنسان مثل دولة السيد أردوغان …تحيا تونس تحيا الجمهورية و لا ولاء إلا لها
أتمنى أن أراها مفتتة مبتلية بالمصائب من فوقها وتحتها جزاء ما ارتكبته في منطقتنا والعالم من جرائم وبالأخص في فلسطين.
اتبنى موقف السيد ماهر من السياسات البريطانية التي كانت سببا رئيسيا في مصائبنا وكوارثنا وماسينا ومعاناتنا فهي من ارتكبت جريمة تسليم فلسطين للعصابات الصهيونية الاجرامية وتقسيم المنطقة العربية الى دويلات وكيانات هجينة وضعيفة بالتعاون مع فرنسا في ما يعرف باتفاقية سايس بيكو المشؤومة والتي فضح بنودها الاتحاد السوفييتي السابق بعد الثورة البلشفية عام 1917 ولا زالت ماضية في جرائمها دون خجل ولا وجل ولا تانيب من ضمير ان كان لسياسييها اصلا فنتمنى من كل قلوبنا ان ترتشف من نفس كاس السم الدي سقته للعرب والمسلمين وخاصة الفلسطينيين. اليس الصبح بقريب.