بغداد ـ «القدس العربي» ـ مصطفى العبيدي: طرح توجه رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى تركيا ودعمه لها في أزمتها مع أمريكا وفتح آفاق التعاون الواسع معها، تساؤلات عن حقيقة توجهات العبادي المقبلة في وقت يبدو ان إيران تخلت عنه مقابل دعم مرشح شيعي أكثر استعدادا للوقوف معها في مواجهة العقوبات الأمريكية.
ورغم صعوبة تصور إمكانية القطيعة بين العبادي، القيادي في حزب الدعوة، وإيران التي تربطه بها علاقة عقائدية تاريخية، فإن مبدأ «ليس هناك صديق دائم أو عدو دائم في السياسة» يكرر نفسه دائما، في ظل تدهور العلاقة مؤخرا بين الطرفين عقب إعلان العبادي الالتزام بالعقوبات الأمريكية على إيران والذي أدى إلى اندلاع حملة شرسة ضده من الأحزاب الشيعية وأطراف إيرانية، إضافة إلى الصراع المحتدم بين القيادات الشيعية على موقع رئيس الحكومة المقبلة، ما أجبر العبادي على البحث عن خيارات بديلة تعزز موقفه. وخلال زيارته القصيرة إلى انقرة، أكّد العبادي، توافق وجهات النظر بين بلاده وتركيا، حول مسألة توفير أمن الحدود بين الجانبين ورفضه لأي نشاط إرهابي ينطلق من الأراضي العراقية نحو بلدان الجوار، في تعزيز للتفاهم السائد بين البلدين منذ سنوات في السماح للطائرات التركية باستهداف قواعد حزب العمال في كردستان العراق وخاصة في جبال قنديل ومنطقة سنجار.
كما تناولا، آفاق العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تعزيزها في كافة المجالات ومنها الطاقة الكهربائية والزراعة والتجارة والثقافة والأمن والاستثمار والصناعة، إضافة إلى بحث مشكلة مياه الأنهار التي يعاني منها العراق بشدة والتي وعد اردوغان ان يضمن حصة العراق منها.
وكشف العبادي في مؤتمره الصحافي عن اتفاق لنقل التيار الكهربائي من تركيا إلى الجانب العراقي، لتخفيف الأزمة التي خلقتها إيران بقطع التيار الكهربائي عن مدن العراق، إضافة إلى وجود خطة لإنشاء خط أنابيب جديد لنقل نفط كركوك نحو تركيا، وذلك تزامنا مع إعلان الحكومة العراقية عن رفع حجم التجارة البينية من 11 مليار إلى 15 مليار دولار، واستمرار تزويد تركيا بنحو 15 في المئة من احتياجاتها النفطية.
وتجاوز العبادي العلاقات الثنائية إلى بحثه العقوبات الاقتصادية الأمريكية التي تتعرض لها تركيا في هذه الأيام، حيث أكد «الوقوف إلى جانب تركيا في قضية الليرة ودعمها في كافة التدابير التي ستتخذها» وهو الموقف الذي قد لا يرضي أصدقاءه الأمريكان.
وجاءت زيارته إلى تركيا بعد أيام من تأكيده الالتزام بالعقوبات الأمريكية على إيران لتفجر حملة انتقادات ضده من قبل الأحزاب الشيعية وإيران، ما جعله يحاول تعديل موقفه في وقت حساس مع قرب تشكيل الحكومة التي يطمح لتجديد ولايته فيها. ورغم إعلان العبادي «ان التزامه في موضوع إيران هو عدم التعامل بالدولار وليس بالعقوبات الأمريكية» في محاولة لامتصاص غضب القيادة الإيرانية، إلا ان ذلك لم يشفع له، حيث استمرت الحملة العدائية ضده، خاصة وان إيران تسعى وبقوة لاستغلال مساعي تشكيل حكومة جديدة في بغداد لضمان ان تقف السلطة المقبلة معها دون تردد لمواجهة الحصار الأمريكي.
وكانت إيران أبدت استيائها وغضبها من موقف العبادي، بعد إعلانه الالتزام بالعقوبات الأمريكية. وجاء هجوم مجتبي الحسيني، ممثل آية الله علي خامنئي في العراق، قاسيا عندما قال إن «تصريحات رئيس الوزراء اللامسؤولة لا تنسجم مع الوفاء للمواقف المشرفة لإيران ودماء الشهداء التي قدمت للدفاع عن العراق وتطهير أرضه من داعش» واصفا موقفه إنه «يعبر عن انهزامه تجاه أمريكا» كما ألغيت زيارة كانت مقررة للعبادي إلى إيران .
وفي أول تداعيات زيارته لتركيا، شنت الطائرات التركية غارات نوعية على مواقع تنظيمات تابعة لحزب العمال التركي المعارض في منطقة سنجار غرب الموصل تمكنت خلالها من اقتناص قائد بارز في الحزب وعدد من معاونيه، لترسل تلك الغارات رسالة تعكس تطور العلاقة بين البلدين وإطلاق يد تركيا لمطاردة الحزب المعارض في الأراضي العراقية بصورة أوسع.
ويبدو ان تحركات العبادي ليست بعيدة عن مساعي تشكيل الحكومة الجديدة، خاصة مع تقديم مفوضية الانتخابات، اسماء النواب الفائزين إلى المحكمة الاتحادية للمصادقة عليها تمهيدا لبدء دورة البرلمان الجديد وتشكيل الحكومة. ومن الواضح ان العبادي غير مطمئن ازاء عدم رغبة إيران تجديد الولاية الثانية له في الحكومة المقبلة ولذا فهو يتحرك في عــدة اتجــاهات منها السعى لإرضاء الولايات المتــحــدة بالتزامه بتنفيذ العقوبات ضــد إيران من جــهـة، والانفــتـــاح عـــلـى دول الجــوار مثل تركيا لحل أزمة الماء والكهرباء وإرضاء الشارع من جهة أخرى، مع الرهان على حقيقة استقرت في العراق منذ 2003 تستند على ان يحظى رئيس الحكومة في العراق برضا أمريكي إيراني، وهي حقيقة لا يستطيع أي طرف كسرها حتى الآن.
11TAG
العبادي افضل رئيس وزراء العراق ويعمل بما يحمي مصالح شعبه . مصلحة العراق مع تركيا والدول العربية اما ايران فهي مصدر الخراب والدمار والطائفية البغيظة التي تزرع الكره بين المواطنين العراقين حتى تتمكن من احتلال العراق بايدي مرتزقتها من احزاب ومليشيات .