هل ستبدأ «غوغل» التجسس على منازلنا وغرف نومنا؟

حجم الخط
0

لندن – «القدس العربي»: تتوغل شركة «غوغل» الأمريكية خطوة وراء الأخرى في الحياة اليومية لكل فرد موجود بالعالم، ابتداء من محركها للبحث على الانترنت، وصولاً الى خدمات البريد الالكتروني والخرائط التي أصبحت دليل المسافرين والسائقين، إلا أن آخر صرعات الشركة اعتزامها شراء شركة متخصصة في كاميرات المراقبة والحماية المنزلية، وهو ما يطرح عدداً كبيراً من الأسئلة ويخلف علامات استفهام كبيرة.
وكانت شركة «غوغل» الأمريكية قد تحولت الى موضوع للجدل مؤخراً بعد أن تبين بأنها كانت واحدة من بوابات التجسس التي استخدمتها وكالة الأمن القومي الأمريكية، فيما كان رد الشركة على اللغط الدائر بشأنها أن «على مستخدمي بريدنا الالكتروني ألا لا يتوقعوا أنهم يتمتعون بالخصوصية الكاملة» وهو ما شكل اعترافاً ضمنياً من الشركة بتواطؤها في عمليات التجسس التي تقوم بها السلطات الأمريكية.
وكشفت تقارير صحافية نشرت أخيراً أن شركة «غوغل» يسيل لعابها على شركة (Dropcam) المعروفة والتي توفر كاميرات المراقبة بهدف الحماية المنزلية، حيث تعتزم «غوغل» – بحسب هذه التقارير- الاستحواذ على هذه الشركة، وهو ما يعني في النهاية أن «غوغل» ترغب في دخول منازلنا والاطلاع على ما يدور فيها وصولاً الى غرف نومنا وغرف اللعب الخاصة بأطفالنا!
وتقدم شركة (Dropcam) خدمة مختلفة عن عمليات المراقبة التقليدية، حيث توفر للمستخدمين (الآباء والأمهات غالباً) كاميرات يتم وضعها داخل المنازل وربطها بشبكة الانترنت، ومن خلال تطبيق خاص يتمكن المستخدم، سواء كان أبا أو أما أو كليهما، من مراقبة المنزل على مدار الساعة من أي مكان بالعالم، باستخدام الكمبيوتر العادي أو الهاتف النقال.
وصممت شركة (Dropcam) هذه الخدمة للآباء والأمهات الراغبين في مراقبة أطفالهم خلال غيابهم عن المنزل، حيث يستطيع الشخص مواصلة المراقبة عبر الانترنت خلال وجوده في مكان عمله، أو مغادرته المنزل، وذلك مقابل 150 دولاراً فقط.
وفي حال صحت رغبة «غوغل» الاستحواذ على هذه الشركة، فهذا يعني أنه سيكون بمقدورها الاطلاع مباشرة على ما يجري في منازل المستخدمين ليلاً ونهاراً وعلى مدار الساعة، فضلاً عن أن ما يتم تصويره يتم تمريره عبر الانترنت، ما يعني أنه يصبح متوفراً على خوادم (سيرفرات) شركة «غوغل» الأمريكية، ويمكن تسجيله والاطلاع عليه في حينه أو في أي وقت لاحق.

إقبال كبير

وتشهد خدمات المراقبة المنزلية التي تقدمها شركة (Dropcam) إقبالاً كبيراً في مختلف أنحاء العالم نتيجة لكون التكلفة التي تتطلبها منخفضة، وبسبب أن الخدمة مهمة في كثير من المنازل التي يتغيب فيها الأب والأم لدواعي العمل.
ونتيجة الاقبال الكبير على خدماتها جمعت (Dropcam 30 ) مليون دولار العام الماضي من أجل تمويل عمليات انتاج كاميراتها التي بدأ الطلب عليها ينتعش وبدأت تلقى رواجاً واسعاً في أوساط الكثيرين بمختلف أنحاء العالم.
وبهذا الانتعاش والرواج الذي تشهده هذه الخدمة فان شركة «غوغل» تريد الدخول مبكراً الى هذا السوق لتستحوذ على الحصة الأكبر فيه، وتهيمن على العدد الأكبر من الزبائن.

كيف تعمل؟

وتقوم هذه التكنولوجيا التي تبلغ تكلفتها حالياً 149 دولاراً فقط، على كاميرات يتم ربطها بالانترنت من خلال شبكة (WiFi) التي تتوفر في غالبية المنازل حالياً، ومن ثم تقوم بارسال بث حي ومباشر على مدار الساعة عبر الانترنت الى المستخدم الذي يمكنه المراقبة من خلال الدخول الى حسابه في أي وقت ومن أي مكان.
ويمكن مراقبة ما يجري في المنزل من خلال جهاز الكمبيوتر أو الـ»آي باد» أو الهاتف الذكي وبدقة عالية جداً، حيث تنقل الكاميرا صور الفيديو بتقنية (HD).
كما أن لدى الكاميرا القدرة على ارسال رسائل تنبيه عبر البريد الالكتروني أو الهاتف النقال، فيما تقول الشركة إن عمليات بث الفيديو تتم عبر قنوات مشفرة وعالية الأمان وبمستوى الذي يتم فيه تداول العمليات المصرفية بين البنوك.

محمد عايش

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية