هل ستزود السعودية المقاتلين بصواريخ أرض ـ جو؟ ولماذا تريد القيام بحملة جنوب سوريا

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: هل دخلت الحرب في سوريا مرحلتها الحرجة؟ وهل فات القطار على الولايات المتحدة فلم تعد قادرة على عمل شيء يمكن أن يغير منعرجات الحرب التي تحولت إلى خليط من القوى المتنافسة للحصول على قطعة من سوريا المدمرة؟ وماذا يمكن للسعودية وتركيا عمله لدعم المعارضة السورية وهل تستطيعان التدخل بدون موافقة أمريكية؟ وماذا عن بوتين، هل يمكن للغرب وقفه وجعله يدفع ثمنا باهظا؟
اسئلة تطرح اليوم في سياق التطورات الجارية في حلب وعلى الحدود التركية مع سوريا. وبالتأكيد يتحمل الرئيس الأمريكي باراك أوباما والدول الغربية النصيب الأكبر من اللوم. فالقرارات الخاطئة والمترددة حيال ما يجري في هذا البلد فتحت المجال أمام قوى مثل روسيا لتسأسد فيه وتفرض رؤيتها على الواقع الميداني والسياسي.
وتبدو روسيا مع إيران عرابي نظام بشار الأسد المستفيد الأول إن لم تكونا الرابحتين من التطورات الأخيرة.

اللوم لا يكفي

لكن المعلق الأمريكي ديفيد إغناطيوس يرى أن اللوم لا يشكل سياسة واضحة وأن نجاح أو فشل اتفاق وقف إطلاق النار لا يتعلق بتفاؤل وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ولا بثقته المبالغ فيها بالروس بل بما يفرضه الواقع الميداني على الأرض.
وكتب إغناطيوس في «واشنطن بوست» أن رفض القوى السورية المعارضة لنظام الأسد والضعيفة للهدنة وإن كان مفهوماً إلا أنها مخطئة فهي تضيع فرصة من فرص وقف العنف والنقاش السياسي. ويعتقد الكاتب أن اللعبة الدبلوماسية هي المتوفر لدى أمريكا اليوم.
وينقل عن سفير دولة الإمارات العربية في واشنطن يوسف العتيبة قوله «إنها اللعبة الوحيدة المتوفرة في المدينة» و«لا أرى استراتيجية غيرها». ويعترف إغناطيوس بأن النزاع وصل نقطة حرجة. ولأنه كذلك ولأن سوريا تحولت إلى «اعقد حرب يشهدها العالم منذ عقود» فيجب على الإدارة الأمريكية والدول المتحالفة معها التفكير ملياً قبل اتخاذ أي خطوة تتعلق بالنزاع. وفي هذا السياق فأي خطوة مهما كانت صغيرة تعتبر إنجازاً.
فاتفاق ميونيخ وإن اعتمد على حسن النوايا الروسية إلا أنه فرصة لحماية الشعب السوري ووقف معاناته، كما أنه سمح حتى الآن بوصول الإغاثة الإنسانية إلى خمس مناطق محاصرة حول دمشق.
ويرى إغناطيوس أن معاقبة روسيا على تخريب وقف إطلاق النار يجب أن تتركز على تأليب المجتمع الدولي ضدها. فحقيقة توقيع الروس على اتفاق وقف إطلاق النار يجعلهم مسؤولين عن فشله.
وما لم يقله إغناطيوس هو أن روسيا وافقت على قرار مجلس الامن الرقم 2254 ولكنها واصلت قصفها للمعارضة وغاراتها الجوية. وأيا كان الحال يعتقد الكاتب أنه من المستحيل وقف «الأعمال العدائية» لأن المعارضة بحاجة لتنظيم نفسها ولأنها ستصوت معتمدة على منجزات المعركة حتى لو تحالفت مع «جبهة النصرة» أو «تنظيم الدولة».
ولهذا السبب هناك حاجة لأن تقوم السعودية بممارسة الضغط على المعتدلين وإقناعهم بقبول وقف إطلاق النار.
ويرى أهمية تحميل روسيا مسؤولية الفشل في وقف إطلاق النار في حالة رفضها تخفيف العنف. ورغم كل هذا فلدى الولايات أوراق نفوذ عسكري على روسيا والتقدم للأمام و»هذا قادم خاصة بعد عرض كل من السعودية والإمارات العربية إرسال قوات خاصة إلى سوريا تحت قيادة أمريكية كاملة». وهناك مناقشة جارية للإتفاق على التفاصيل، ولكن، لدى الإمارات استعداد لتدريب المقاتلين السوريين في المعارضة لنظام بشار الأسد، وهو ما يغطي ثغرة في الإستراتيجية الأمريكية. وقد تكون هذه القوات جزءا من الهجوم على تنظيم الدولة في الرقة».
مع أن الولايات المتحدة تواصل جهودها ضد تنظيم «الدولة» من خلال الإعتماد على الميليشيات الكردية التي منحتها اسما جديدا وهو «قوات سوريا الديمقراطية» التي يبلغ عدد من تقول إنهم عرب 7.000 مقاتل من بين 40.000 مقاتل كردي.
لكن تركيا ترى في التحالف الأمريكي مع الأكراد خطرا على مصالحها الأمنية. لكل هذا دخلت الأزمة السورية مرحلة حاسمة يقود فيها أي خطأ إلى مواجهة كارثية، بين تركيا وروسيا بالتحديد.
ولم يفت الوقت رغم كل هذا على الولايات المتحدة كي تقوم بتشكيل المستقبل السياسي والعسكري لسوريا «الجديدة» حسب إغناطيوس.

ضغوط

وربط الكاتب ملامح النفوذ الأمريكي بما اقترحته السعودية والإمارات بتجاهل حقيقة الضغوط التي تمارسها واشنطن على أنقرة والرياض لمنع تدخلهما العسكري حالة فشل وقف إطلاق النار. ورغم الإحباط الكبير الذي يسود دول المنطقة بسبب مواقف واشنطن المذعنة تجاه الأزمة السورية إلا أن إدارة أوباما والدول الغربية تشعر بقلق من تصعيد الأزمة العسكرية ومخاطر مواجهة خطيرة مع روسيا حسبما أوردت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية. ونقلت عن دبلوماسي في حلف الناتو قوله «هل سننشر قوات هناك؟ لا إن كان بيدنا الأمر». ورغم الغضب البارز من السعودية وتركيا إلا انهما ربطتا التدخل العسكري بموافقة أمريكية وهو ما عبر عنه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير. وتحدث دبلوماسيان غربيان عن رغبة تركية في إقامة منطقة آمنة داخل سوريا، تتيح مساحة لتحرك قوات المعارضة التي تواجه حملة عسكرية شديدة من قوات النظام والميليشيات الشيعية وبدعم روسي.
وأشارت الصحيفة إلى اجتماعات عقدها قادة المعارضة المعتدلة في الأيام الأخيرة مع العسكريين الأتراك في أنقرة و اسطنبول. ويعتقد البعض أن هناك محاولات تقوم بها الجماعات المعارضة لتشكيل «تحالف إسلامي» سينشر في شمال سوريا.
وتشعر الدول الغربية بالقلق من مشاركة دولة عضو في الناتو في سوريا وضد روسيا. وبحسب تشارلز ليستر، من معهد الشرق الأوسط «خرجت سوريا عن السيطرة» ويعتقد أن «الوضع في الشمال يمنح إمكانية تحويل مسار الأزمة السورية بالكامل». وسمحت تركيا في الأيام القليلة الماضية لعدد من المقاتلين بالدخول إلى سوريا. واجتازت في ليلة الخميس مئات من المقاتلين الحدود قرب المناطق التي يسيطر عليها الأكراد. وتقول الصحيفة إن السعودية ترغب بالحفاظ على تأثيرها الدبلوماسي والعسكري.
ويقول دبلوماسي إن الرياض تتعامل مع نشر قوات في سوريا كشرط للحفاظ على تأثيرها ليس في سوريا فقط ولكن في واشنطن.
ويقول مسؤولون إن السعوديين يفكرون بشن عملية في جنوب – شرق البلاد قرب الحدود مع الأردن وبمشاركة قوات أردنية بدلاً من الشمال. وبحسب مسؤولين سعوديين بارزين فقد اقترح الأردن نشر قوات خاصة قرب معبر التنف العام الماضي. وقال زعماء العشائر إن السعودية قامت بعمليات استطلاعية بالمنطقة.
وشهدت الساحة السورية زيادة في التعزيزات العسكرية. فقد قال مسؤولون عسكريون أمريكيون إن البيت الأبيض أقر زيادة «ملحوظة» في عدد القوات الأمريكية الخاصة.
وهناك حديث عن تدفق السلاح الجديد للمعارضة السورية المعتدلة. ولاحظ مراقبون زيادة في الصواريخ المضادة للدبابات وصلت للمعارضة في الأسابيع التي تلت التدخل الروسي نهاية إيلول/سبتمبر.
وينتظر المقاتلون أسلحة جديدة تشمل قذائف هاون وصواريخ متقدمة. وتحدث مسؤول غربي عن «ثمن باهظ يجب أن تدفعه روسيا» ولكن لا أحد يعرف الكيفية التي سيتم عقابها.

مخاطر الحرب في سوريا

والسؤال من سيعاقب روسيا؟ ففي ظل الضعف الأمريكي تقول مجلة «إيكونوميست» إن «جرأة» روسيا و»ضعف» أمريكا غيرا من مسار الحرب. وأضافت أنه في حرب قبيحة مثل سوريا يمكننا استخلاص عدد من الدروس القاتمة أولها: كلما طال أمدها زادت دمويتها. وثانيها: كلما زاد تورط دول في دوامتها قلت الشهية لوقفها أو على الأقل احتواء القتال.
ولكن الدرس الأكبر والأخطر وهو ان الفراغ الذي تتركه الولايات المتحدة يملأه الجهاديون والميليشيات الشيعية والآن روسيا الجريئة. وتصف المجلة سوريا بأنها مجموعة حروب قبيحة داخل حرب. فهي حرب طائفية بين السنة والشيعة وكفاح بين العرب السنة أنفسهم ومحاولة كردية لإنشاء وطن وحرب إقليمية بين السعودية وتركيا من جهة وإيران من جهة أخرى ومنافسة جيوسياسية بين أمريكا جبانة وروسيا صاعدة.
وتشير إلى قرار الرئيس فلاديمير بوتين الدخول إلى جانب المحور الإيراني- النظام السوري والذي غير موازين المعركة لصالح قوات الأسد خاصة مدينة حلب المهددة بالحصار. وفي قلب الرقصة الدبلوماسية حول وقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية والتسوية السياسية أصبحت روسيا تفرض الشروط بالطريقة نفسها التي فعلتها أمريكا أثناء الأزمة البوسنية في التسعينات من القرن الماضي.
وتعلق أن سياسة أوباما الراغبة برحيل الأسد بدون تقديم الوسائل للإطاحة به كانت بائسة «وسيبقى الأسد على ما يبدو بعد رحيل السيد أوباما إلا أن الحرب لن تنتهي بل أخذت منعرجاً سيئاً».
ويرسم تقرير المجلة التطورات الأخيرة حول تورط تركيا أكثر في الغضب السوري وقصفها للأكراد الذين تعتبرهم جماعة إرهابية. وهم حلفاء أمريكا في الحرب ضد تنظيم «الدولة» ومالوا في الفترة الأخيرة تجاه النظام وروسيا.
وهناك السعودية التي أرسلت مقاتلات حربية وأعلنت عن مناورات عسكرية شاركت فيها السودان وماليزيا وباكستان ومصر والمغرب. وعرضت الرياض إرسال قوات خاصة إلى سوريا والعودة للخيار الأفغاني في الثمانينات من القرن الماضي. وتساءلت هل ستقدم السعودية صواريخ مضادة للطائرات لاستهداف الطيران الروسي؟ إلا أن الأزمة في سوريا تحمل مخاطر مواجهة عسكرية بين تركيا وروسيا. لكل هذا فقد أصبحت سوريا تمثل تهديداً على الغرب، فوصول صواريخ مضادة للطائرات للمعارضة يحمل مخاطر من وقوعها في يد الجهاديين. وستتداعى دول مثل الأردن ولبنان كما سيؤدي تدفق اللاجئين السوريين لزعزعة استقرار أوروبا وربما انجر الناتو لحرب مع روسيا. ومن هنا تدعو المجلة الغرب لممارسة الضغط على تركيا والسعودية لأن مخاطر المواجهة مع روسيا ووصول تأثير الجهاديين إلى أوروبا عالية.
ويجب على واشنطن إقناع أصدقائها الأتراك والأكراد على التعايش بدلاً من المواجهة. وهذا يعني ضرورة ممارسة أمريكا دوراً أكبر في سوريا «فلو نجح الأسد والروس في تحويل الحرب في سوريا لخيار بين النظام والجهاديين فسيكون هذا بمثابة الكارثة، خاصة أن غالبية السوريين هم من السنة ولن يتصالحوا أبدا مع الأسد.
ولو سحقت المعارضة الرئيسية فستدفع إما للرحيل إلى أوروبا أو إلى أحضان الجهاديين». وترى أن التراجيديا التي خلقها ضعف أوباما جعلت من خيار المنطقة الآمنة حلاً محفوفاً بمخاطر المواجهة مع روسيا.
ولكنها لا تستبعد إمكانية إقامة محاور إنسانية غير رسمية. ولعل الحل المهم الآن بالنسبة لأوباما هو التعامل مع سياسته بطريقة جدية من خلال تشكيل قوة عسكرية لهزيمة «الخلافة» في شرق سوريا مما يعني العمل مع الدول السنية.
وستتمكن المعارضة من إنشاء منطقة تتلقى الحماية من الغطاء الأمريكيين وسيكشف هذا عن خداع الروس وزعمهم أنهم يريدون قتال الجهاديين. وعلى الغرب الضغط على الروس من خلال تجديد العقوبات التي فرضها الإتحاد الأوروبي صيف العام الماضي. ويجب ان لا يقتصر رد الغرب على بوتين في سوريا.

لماذا يتوقف؟

منذ التدخل الروسي العام الماضي تغيرت المعادلة على الأرض وأصبح النظام الذي كان على حافة الإنهيار واثقاً من بقائه وقدرته على النجاة.
وعليه فيجب أن لا نفاجأ إن واصلت روسيا عمليات القصف على الجماعات التي وصفها لافروف بـ»الإرهابية»، وهو مصطلح مائع يضم أي جماعة ترى روسيا أنها تشكل خطرا على النظام. وعليه «تشعر روسيا أن لديها المبرر لقصف أي جماعة معارضة تختارها». والسؤال ما الداعي لوقف بوتين حملته العسكرية؟ والجواب واضح من الجهد الذي اعتقد جون كيري تحقيقه مع لافروف وهو الكشف عن مواقف روسيا المثيرة للسخرية.
وكما قال جون ماكين، رئيس لجنة القوات المسلحة في الكونغرس معلقاً على اتفاق ميونيخ «هذه دبلوماسية في خدمة العدوان العسكري وهي تنجح لأننا نسمح لها بذلك».

توسع الحرب

وتشير المجلة إلى أن الحرب توسعت وزادت حدتها في الأيام التي تبعت اتفاق ميونيخ. ففي 15 شباط/فبراير قتل 50 مدنيا نتيجة صواريخ ضربت مناطق المعارضة، وقتل 14 مدنيا على الأقل في بلدة أعزاز، وضربت صواريخ معرة النعمان في إدلب ودمرت 5 مستشفيات. وتضيف المجلة لصور الكثافة في القتال التقدم الذي حققته وحدات حماية الشعب الكردية والتي سيطرت على تل رفعت التي كانت من أوائل البلدات التي تعلن الثورة ضد الأسد. ودمرت قوات سوريا الديمقراطية ممر الكاستيلو المهم للمعارضة وأدى هذا لتضييق الخناق على «جيب أعزاز» القريب من الحدود التركية.
وترى المجلة أن الأكراد على ما يبدو في عجلة من أمرهم لرسم حدود كيان مستقل ومتواصل يطلقون عليه اسم «روجوفا».
وتضيف الممارسات التي يقوم بها النظام والقصف الجوي العشوائي للمدنيين والبنى التحتية تهدف لتحقيق هدفين الأول، دفع المدنيين للخروج من التجمعات السكنية بحيث يجد النظام حرية باستهداف المقاتلين بأقسى أنواع الوحشية.
أما الهدف الثاني فهو رفع ثمن المقاومة بحيث تضغط المجتمعات السكانية في المستقبل على المقاتلين تجنب المواجهة مع الحكومة والقبول بشروط وقف إطلاق النار التي تفرضها مهما كانت مجحفة للمقاتلين كما حدث في حمص.

أهداف بوتين

وفي الوقت نفسه يتهم الدبلوماسيون الغربيون روسيا بتحويل اللاجئين لسلاح في الحرب. ولهذا السبب حاولت تركيا مواجهة كل الضغوط عليها وعدم السماح لموجات اللاجئين بالعبور إلى أراضيها. وأقامت بدلاً من ذلك معسكرات مؤقتة لهم. ولا يعرف إن كانت مستعدة للدفاع عنها. ويرى قادة في المعارضة أن تركيا تريد خلق أزمة إنسانية من أجل دفع الغرب للتحرك. مع أن منظوراً كهذا بعيد عن الحدوث.
وتقول إن المحادثات الدبلوماسية اليائسة تشير إلى أن الرئيس أوباما الذي لم يتبق له سوى أشهر في السلطة لن يدفع لتبني موقف متشدد من سوريا إلا أذا أجبرته الأحداث.
وفي غياب تدخل غربي مباشر يشكك محللون في إمكانية فعل شيء لوقف هزائم المعارضة رغم أن السعودية تفكر بتزويدها بصواريخ مانبادس المضادة للطائرات إلا أن الولايات المتحدة ترفض خطوة كهذه.
وكل هذا لا يعني سقوط حلب بشكل سريع فهناك حوالي 40.000 مقاتل متمرس يمثلون 50 فصيلاً في المدينة. وكما يرى تحليل قدمه معهد دراسات الحرب في واشنطن فهؤلاء من المقاتلين المصممين على الدفاع عن المدينة حتى آخر رجل. ولكن المعهد حذر من إمكانية ضغط «جبهة النصرة» و»أحرار الشام» على المقاتلين للتعاون معهما لمواجهة الحصار. وتطور كهذا سيخدم النظام الذي سيقول إنه يخوض حرباً ضد «الإرهابيين». وبدون دعم جوي روسي فالقوى التي تقاتل المعارضة من جانب النظام تظل أقل قوة وبحسب التقديرات الغربية فعددها 15.000 وتضم مقاتلين من باكستان وأفغانستان والحرس الثوري الإيراني وخمسة آلاف مقاتل من حزب الله.
وهناك عدد من مقاتلين القوات الخاصة الروسية يساعدون في العملية. وبحسب قيادي في المعارضة قوله «نستطيع هزيمتهم في المعركة، ورجالنا يقاتلون منذ خمس سنوات وهذه منطقتهم، ولكن القصف الروسي هو الذي يترك الأثر».
وتعتقد المجلة أن الغرب الذي يتألم للمصير الذي وصلت إليه الأمور فشل في تغيير المعادلة في وقت نجحت فيه استراتيجية بوتين في كل مستوى من المستويات.
وهدفه الحالي هو استعادة حلب ووضعها في يد النظام والسماح للأكراد بناء منطقة مستقلة ويريد استخدام محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة من أجل تقوية الإنجازات.
وما يقف خلف تفكير بوتين هو افتراض ان الأوروبيين يرغبون بإنهاء الحرب من أجل وقف أزمة اللاجئين وتخلي أوباما عن خططه الإطاحة بنظام الأسد. وتقول إن الجزرة التي يحملها بوتين هي محاربة تنظيم «الدولة» من أجل تقوية تحالف الولايات المتحدة.
وربما قبل بتسوية تشمل تسليم الأسد طالما حل محله شخص ترضى عنه موسكو. وعلى العموم يبدو بوتين والأسد في موقع الرابح، لكن في سوريا فالربح والنصر يظلان مصطلحين لا معنى لهما.

إبراهيم درويش

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية