لندن ـ « القدس العربي»: علقت صحيفة «الغارديان» على تقرير «أمنستي انترناشنال» بشأن مسالخ الموت في سجن صديانا وإعدام 13 ألف معتقل قائلة «عاما بعد عام وشهرا بعد شهر تم الكشف عن فساد نظام بشار الأسد وبطريقة واضحة. من ناحية استخدام التعذيب المنظم ضد المعارضة واللجوء المستمر إلى البراميل المتفجرة والسلاح الكيماوي واستهداف المستشفيات وقصف القوافل التابعة للأمم المتحدة والتقارير عن قتل المدنيين في آخر معاقل المقاتلين في مدينة حلب».
وتمضي الصحيفة قائلة إن وحشية النظام فاجأت حتى السوريين الذين اعتقدوا أنهم شاهدوا الأسوأ. فقد ورد في تقرير أمنستي «مسلخ بشري: إعدامات جماعية وإبادة في سجن صديانا» شهادة سجين سابق قوله «في كل مرحلة تكتشف أن المرحلة التي انتهت أفضل وتبدأ بالقلق حول المرحلة المقبلة».
وليست هذه المرة الأولى التي تصدر المنظمة الدولية فيها تقريرا عن السجن السيىء السمعة والذي وصفه سجين آخر نجا منه بأنه «أسوأ بقعة على وجه الأرض».
ويكشف التقرير عن حجم الخسارة البشرية في السجون خلال الخمس سنوات الماضية من الحرب الأهلية. ولا يوجد هناك سبب يدعو إلى أن هذه الممارسات قد توقفت بعدما لم يعد للمخبرين الذين تعاونت معهم منظمة أمنستي قادرين على الإتصال داخل السجن. وأن تطلق على الوفيات هذه إعدامات يعني أنها جرت بطريقة قانونية مع أن العدالة لم تتحقق كما تقول. فما يقوله التقرير هو أن الكثير من الإعدامات جرت بعد محاكمات سريعة لم تستغرق إلا دقائق وتمت بدون إعلام المتهمين أو وجود مثلين لهم وقامت على اعترافات «تم استخراجها» بالقوة.
واجب أخلاقي
ويشير إلى أن أكثر من أربعة ملايين تم تشريدهم خلال الحرب الأهلية التي ستنهي عامها الآخر. ومن هنا فالتقرير يعتبر توبيخا قويا لمن ينظرون إليهم على أنهم تهديد أو مجرد ضيوف يجلبون معهم المشاكل.
ورغم أن الدول الثرية لا تحتاج للتذكير لأن مسؤولية أخلاقية تقع عليها من أجل حمايتهم ودعمهم وتوفير الملجأ الآمن لهم بدلا من منعهم، رغم أن استقبالهم يعتبر أقل شيء يمكن أن تقوم به. وتؤكد الصحيفة على أن المحاسبة وتحقيق العدالة مطلوبة مع أنها في الوقت الحالي تعتبر أمرا بعيدا إلا أن الممارسات في صيديانا تضيف للقائمة الطويلة من الممارسات التي قام بها النظام. وتعترف أن تقديم الرئيس السوري للمحاكمة يعتبر في الوقت الحالي أمرا صعبا خاصة أن سوريا ليست من الموقعين على ميثاق محكمة الجنايات الدولية، فيما صوتت كل من روسيا والصين ضد أي قرار لإحالة النظام السوري إلى المحكمة.
وتقول الصحيفة إن روسيا كانت راغبة بالتفاوض وإنهاء الحرب ورعت المفاوضات في أستانة عاصمة كازاخستان لكنها فعلت هذا من أجل تحذير الأسد أن لا يعتبر الدعم الروسي أمرا واقعا ويميل نحو إيران التي لديها أهداف مختلفة عن روسيا.
وكانت تركيا قبل ذلك من الدول المتشددة في مسألة بقاء الأسد ولكنها تراجعت وأصلحت علاقاتها مع روسيا. وفي الوقت نفسه خرجت إدارة أوباما التي كانت صريحة في مواقفها وغير فاعلة من البيت الأبيض وأعلن دونالد ترامب عن إمكانية قطع الدعم الأمريكي عن المعارضة السورية المعتدلة والتعاون مع الروس لمحاربة تنظيم الدولة.
ولم يظهر الرئيس الجديد أي اهتمام بمعاناة السوريين طالما لم تدفعهم الحرب للبحث عن ملجأ آمن في الولايات المتحدة. وتعلق الصحيفة أن الرئيس السوري لا يعتبر ردا على تنظيم «الدولة». وكانت وحشيته جزءا من المشكلة. وتقوم المفوضية للعدالة الدولية والمحاسبة، وهي منظمة غير حكومية مدعومة من بريطانيا بجمع الأدلة عن جرائم الحرب في سوريا. واستطاعت جمع معلومات ضخمة وفرها محققون سوريون عرضوا حياتهم للخطر ولديها أدلة تغطي آلاف الصفحات التي تعتبر الأقوى منذ محاكمة نيورمبرغ.
وتختتم بالقول إن محاكمة الأسد في النهاية تظل منظورا بعيدا ولكنها ضرورية لسببين، فضحاياه في صيديانا وغيره يستحقون العدالة. أما الثاني فيجب ردع الديكتاتوريين في المستقبل عن ارتكاب الجرائم. وتساءلت كيت ألن، مديرة أمنستي عما يمكن أن يكتشف بعد كل هذا عن نظام الأسد؟
حذار
لكل هذا حذر كل من هال براندز وكولين كال في مجلة «فورين بوليسي» من التحالف مع الأسد وروسيا في سوريا. وأشار فيه الكاتبان لتحركات الرئيس دونالد ترامب التحالف مع روسيا لمواجهة تنظيم «الدولة» (داعش). ويبدو طموح ترامب التعاون مع الروس في مقابلته مع «فوكس نيوز» التي عبر فيها عن احترامه لفلاديمير «القاتل» وقارن بينه وبينه أمريكا التي يوجد فيها قتلة كثر.
وأكد ترامب على أهمية التعاون مع روسيا في القتال الكبير ضد الإرهاب الإسلامي. ومع أن مشاعر الرئيس ليست جديدة إلا أن الأسابيع الأربعة الأخيرة حملت بعض التلميحات بشأن «صفقة كبيرة» توافق فيها موسكو للتعاون مع أمريكا في مجال مكافحة الإرهاب مقابل تخفيف العقوبات المفروضة على روسيا بسبب التدخل في أوكرانيا. واقترح يوم الأحد نائب الرئيس مايك بينس أن التعاون المقترح يعتمد على «تغير موقف روسيا وظهور فرصة للعمل معا خدمة للمصلحة المشتركة»، بما في ذلك مواجهة تنظيم الدولة.
ويرى الكاتبان أن الفكرة تتطابق مع الإستراتيجية الكبيرة والتي تقوم على وصف النزاع مع الراديكالية الإسلامية بالوجودية واستعداد ترامب لعقد صفقات مع لاعب لا تشترك الولايات المتحدة إلا ببعض المصالح المشتركة.
ويضيفان أن هذا هو جزء من محاولة الإدارة تخفيف العبء عن أمريكا كقوة عظمى، وكل هذا واضح في دفاع ترامب عن التعاون مع بوتين. ويعتقد الكاتبان أن النوم في الفراش نفسه مع روسيا في سوريا فكرة غير صائبة وخطيرة وتعني مقايضة العقوبات المفروضة بسبب أوكرانيا مع تعاون في مكافحة الإرهاب.
ويقدم الكاتبان عددا من الأسباب لعدم صوابية التحرك. منها أن الحملة العسكرية في سوريا لم تكن من أجل محاربة الروس الجهاديين بقدر ما تتعلق بحماية النظام وتحصين المصالح الروسية في سوريا والشرق الأوسط بشكل عام. ولهذا السبب لم تقصف روسيا لا «جبهة النصرة ـ فتح الشام» ولا تنظيم «الدولة».
واستهدفت الجماعات غير المتطرفة والمدنيين في محاولة لمحو أي جماعة يمكن أن يكون لها دور في الحل السياسي أو تشكل بديلا حقيقيا عن الأسد.
ومنذ دخول روسيا الحرب في إيلول (سبتمبر) استهدفت المعتدلين في غاراتها بنسبة 85-90% منها. ويقول الكاتبان إن «روسيا تخوض حربا في سوريا ولكنها ليست حربنا».
دعم الأسد
ويعني التعاون مع موسكو تعاونا بطريقة غير مباشرة مع نظام الأسد والتورط وبالضرورة تحمل مسؤولية أكبر كارثة إنسانية في القرن الحادي والعشرين.
وأشار الكاتبان إلى تقرير أمنستي والقتلى الكثر منذ بداية الثورة السورية «وهذا قد لا يهم ترامب فقد أكد أن الأسد يقوم بقتل تنظيم الدولة». وعبر عن استعداد أمريكي لارتكاب جرائم حرب في الحرب ضد الجهاديين. ولكن مخاطر التحالف مع الأسد أبعد من المسألة الإنسانية. فلو تحالفت الولايات المتحدة مع القوى التي تقتل الغالبية السنية في سوريا فسيؤدي هذا إلى زيادة التطرف الموجه ضد أمريكا. كما وستكون الإدارة متواطئة في أزمة اللاجئين التي ستزيد بسبب استمرار الحرب والتي لعبت دورا مزعزعا لاستقرار أوروبا وسارع ترامب لربطها بانتشار الإرهاب الإسلامي. وإذا أراد ترامب زيادة الحرب ضد تنظيم «الدولة» فهو بحاجة إلى مساعدة من دول الخليج والسعودية وتركيا. ولن تتعاون هذه معه لو تحالف مع بوتين والأسد. وفي هذا السياق قد تجد دول الخليج وتركيا نفسها أمام خيار دعم أي جماعة لو تم القضاء على الجماعات المعتدلة مما سيزيد التطرف بدلا من إطفاء شعلته.
ولن يستفيد من التعاون الأمريكي – الروسي سوى الجماعات التي تستهدف أمريكا قتالها. كما قد تجد الجماعات المعتدلة نفسها في تحالف مع هذه الجماعات من أجل النجاة بعد تخلي الحلفاء عنها. والنتيجة تجذر الجماعات المتشددة في النسيج الاجتماعي السوري. ومن محاذير التعاون مع روسيا في سوريا هي التعاون مع إيران التي تعتبر من اللاعبين المهمين في الساحة بدلا من التقليل من تأثيرها. وهذا يتناقض مع التهديدات التي أطلقها قادة الإدارة الأسبوع الماضي ضد الجمهورية الإسلامية التي تحاول تحقيق مصالح استراتيجية في سوريا. وستكون بالتالي مستفيدة من التحالف الأمريكي ـ الروسي. وحتى لو اشترطت إدارة ترامب تعاونها مع موسكو بقطع نظام الأسد علاقته مع إيران وحزب الله. ونظرا للعلاقة العميقة بين النظام وإيران وبقية الميليشيات الشيعية فمن غير المتوقع أن يتخلى النظام عن هذه الجماعات التي استثمرت كثيرا في بقائه. وفي حالة قرر فريق ترامب عقد صفقة مع روسيا على حساب إيران فستعبئ الأخيرة جماعاتها الوكيلة للتخريب عليهما في سوريا.
ومن هنا فالتعاون مع روسيا يعتبر مقامرة خطيرة فهمت تداعياتها إدارة أوباما عندما فكرت التعاون مع موسكو وإن بشكل محدود عام 2016.
ويحذر الكاتبان من التعاون مع الروس لآثاره السلبية التي يعتقدان أنها غير ضرورية. فعادة ما يناقش ترامب أن الحملة ضد تنظيم «الدولة» ليست ناجحة وان الروس قد يجلبون زخما قويا لها.وهذا كلام غير صحيح. ففي المرات القليلة التي استهدفت فيها تنظيم «الدولة»، في تدمر مثلا فإنها اعتمدت على القوى الموجودة. وبعد 8 أشهر عاد الجهاديون في ذروة التركيز على معركة حلب. ولا تملك روسيا القدرة العسكرية كي تهاجم الرقة- عاصمة ما يطلق عليها الخلافة لوحدها. فقواتها مكرسة لحماية نظام الأسد.
لم تفشل
كما أن المعركة ضد تنظيم «الدولة» جارية ولم تفشل، فقد أخرج الجهاديون من معظم المدن في سوريا والعراق ولم يسيطروا على منطقة في العراق منذ عام 2015. ويتعرض التنظيم لهجمات شديدة في كل من الرقة والموصل. وحتى لو لم يقم ترامب بتعزيز القوات التي تحاول استعادتهما فمن المتوقع انتهاء المعركة في الأشهر السبعة المقبلة. ويذكر الكاتبان هنا بالتحديات التي ستواجه أمريكا وحلفائها في مرحلة ما بعد سقوط المدينتين وتتعلق بإدارتهما وحل التوتر بين تركيا والأكراد السوريين ولن يساعد التعاون الأمريكي ـ الروسي في هذا السياق. ويقول الكاتبان إن روسيا تريد التعاون في مكافحة الإرهاب كهدف في حد ذاته، لشرعنة نظام الأسد وفك عزلتها الدولية. ومن هنا فإن وافق ترامب على رفع العقوبات عنها فإنه سيتخلى عن الحقوق الاوكرانية. ولهذا يعتبر التعاون في مكافحة الإرهاب وإن كان مهما لعبا في «الروليت الروسي» وليس الجواب الصحيح.
تحول استراتيجي
وفي هذا السياق أشار ديفيد غاردنر بمقال له بصحيفة «فايننشال تايمز» حول التحولات الإستراتيجية التركية. ويقول إن أحدا ليس متأكدا ولا حتى رجب طيب أردوغان أنه سيفوز بالاستفتاء على الدستور لتوسيع سلطاته كرئيس. ولكن السؤال الأكبر يتعلق بوضع تركيا- عضو الناتو كمنطقة يعتمد عليها الغرب في الشرق الأوسط.
ويبدو أردوغان مصمما على تعزيز سلطاته، إلا أنه محاصر بين بوتين وترامب. وتحولت العلاقة مع الاتحاد الأوروبي التي طالما قاتلت أنقرة كي تكون جزءا من اتحادها إلى علاقة تعاقدية. وهي العلاقة نفسها مع بوتين الذي يرى في تركيا جيدة لتشكيل قوة جديدة في سوريا مع إيران وعماد في محور العلاقات اليورو ـ أسيوية.
ويقول إن المسألة المهمة لدى أردوغان هي التوقعات غير الحقيقية من ترامب، المتعلقة بترحيل فتح الله غولن من أمريكا ووقف الدعم الأمريكي للأكراد السوريين. ويرى الكاتب أن أردوغان بحاجة لتغيير المعادلة الأمريكية لإرسال قواته إلى الرقة ومنع الأكراد من دخولها. ولكن قواته عالقة في الغرب أمام «الباب».
ماذا قال؟
وفي تقرير لصحيفة «واشنطن بوست» علقت فيه على المكالمة الأولى بين ترامب وأردوغان والتي ربما طرح فيه الرئيس التركي موضوع تسليح الأكراد وتسليم غولن. وتعلق الصحيفة أن استجابة ترامب للمطلبين قد يتسبب بمشكلة للإدارة.. وكان ترامب خلال حملته للانتخابات الرئاسية قد أثنى على الطريقة التي تعامل بها أردوغان مع الانقلاب الفاشل وتحدث بشكل متفائل عن العلاقات الثنائية وقال لصحيفة «نيويورك تايمز» إنه يأمل من تركيا «فعل الكثير» تجاه تنظيم «الدولة».
ورفض ترامب في المقابلة نفسها أن يشجب أردوغان لقيامه بحملة اعتقالات وفصل من الوظائف مكثفة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة. وبنفس السياق امتدح أردوغان انتخاب ترامب ودعاه بسرعة للقيام بزيارة تركيا.
وتجنب الرئيس التركي شجب قرار ترامب حظر السفر لأمريكا على رعايا 7دول غالبيتها مسلمة بالرغم من أن أردوغان زعيم إسلامي لبلد معظم سكانه مسلمون وكان في الماضي قد تحدث بقوة عن أي انحياز ضد المسلمين. وتقول الصحيفة أنه فيما يتعلق بالمطالب الضرورية لتركيا فمن الصعب لترامب إبداء أي مرونة.
ولا يزال أمام البنتاغون أسابيع من انجاز المراجعة التي طلبها ترامب لاستراتيجيته في هزيمة تنظيم «الدولة» في العراق وسوريا. وكان القادة العسكريون قد ضغطوا على أوباما ليسلح المقاتلين الأكراد في شمال سوريا بشكل مباشر ليقوموا بهجوم نهائي على الرقة. وحذرت تركيا من أنها تعتبر الأكراد السوريين مثل حزب العمال الكردستاني- بي كي كي- والذي تعتبره كل من تركيا وأمريكا حزبا إرهابيا. وفضل أوباما ترك القرار في موضوع الأكراد لترامب. ولم يستبعد مستشارو ترامب اللجوء للخطة العسكرية ولكنهم طلبوا من البنتاغون البحث في خيارات أخرى بما في ذلك احتمال إشراك قوات تركية مع قوات عربية يعززها تواجد عسكري أمريكي أكبر في سوريا.
تصنيف «الإخوان»
ويجد أردوغان نفسه أمام خيبة أخرى تتعلق بمشروع أمر رئاسي لتصنيف «الإخوان». وفي هذا السياق كتبت صحيفة «نيويورك تايمز» أن البيت الأبيض يدرس أمرا تنفيذيا لتنصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية أجنبية في خطوة لاستهداف أقدم جماعة إسلامية في العالم العربي. وتقول الصحيفة إن بعض مستشاري الرئيس ومنذ سنوات ينظرون للجماعة على أنها جماعة راديكالية يعتقدون أنها جماعة راديكالية تهدف لاختراق أمريكا وتطبيق الشريعة ولهذا يتعاملون مع القرار التنفيذي إن صدر كفرصة لاتخاذ أفعال ضدها، مشيرة إلى أن بعض فروعها مثل حركة حماس مرتبطة بالعنف. إلا أن تصنيف الجماعة إرهابية بشكل رسمي سيؤثر على علاقات الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، خاصة أنها عماد للمجتمع في عدد من الدول العربية مع أن مصر والإمارات ضغطتا على الرئيس دونالد ترامب لحظر الجماعة في محاولة منهما لسحق الأعداء الداخليين.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين يعرفون بالنقاشات الداخلية أن جماعة الإخوان المسلمين وحظرها يأتي من ضمن تصنيف أجنحة في الحرس الثوري الإيرانية إرهابية .فمع أن قادة فيلق القدس على قائمة الإرهاب إلا أن الجمهوريين يريدون تصنيف الفيلق نفسه.
وكان من المتوقع توقيع الرئيس الأمر يوم الإثنين إلا أنه أجل ربما للأسبوع المقبل. ويخشى نقاد الإدارة أن يكون القرار محاولة لملاحقة الجمعيات الخيرية وإغلاق المدارس وملاحقة الأفراد وتجميد أموال ومنع التحويلات المالية.
ونقلت عن توم مالينوسكي، النائب المساعد لوزير الخارجية في إدارة اوباما قوله «هذا يثبت أنهم مهتمون بإشعال النزاعات ضد طابور خامس متخيل لا الحفاظ على شركائنا في الحرب على الإرهاب، تركيا وتونس والأردن والمغرب.
وتقول الصحيفة إن الأخوان المسلمين ظلت مصدرا للخوف من جانب اليمين خاصة «بريتبارت نيوز» التي كان يحررها مدير الإستراتيجيات في البيت الأبيض. وفي عام 2007 اقترح بانون فيلما عن الإسلام الراديكالي وحصلت عليه صحيفة «واشنطن بوست» ووصف فيه «الأساس للإرهاب الإسلامي».
ودعا فرانك غافني في الأسبوع الماضي بحوار على راديو بريتبارت ترامب لتنصنيف جماعة الإخوان المسلمين إرهابية. وناقش أن فلسفة الإخوان المسلمين تعكس الجماعات الموجودة على القائمة. وقال غافني في مقابلة سابقة مع «نيويورك تايمز» إن أهداف جماعة الإخوان المسلمين «هي بالضبط أهداف تنظيم الدولة الإسلامية وتشبة بالضبط أفكار جماعة الإخوان المسلمين وهي تشبه كما تعرف أهداف القاعدة وبوكو حرام وجبهة النصرة وحركة الشباب، وهي عن التفوق الإسلامي وهي عن تحقيق دولة في النهاية». ورفض مجلس العلاقات الأمريكية ـ الإسلامية التحرك. ويرى المسؤولون فيه إن أية تحرك بهذا الإتجاه سيكون محاولة واضحة لاضطهاد المسلمين. ولا يعرف الشكل الذي سيتخذه الأمر الرئاسي، فقد يطلب من ريكس تيلرسون وزير الخارجية بمراجعة فكر الإخوان وفيما إذا كان يجب أن تصنف أم لا.
وكان تيلرسون في جلسة تأكيد تعيينه قد وضع الإخوان المسلمين إلى جانب القاعدة باعتبارهما «وكلاء للراديكالية الإسلامية».
وتقول الصحيفة إن ترامب الذي لم يمض على دخوله إلى المكتب البيضاوي إلا فترة قصيرة تعرض لضغوط من الحلفاء العرب والذين طالبوه بتصنيف الحركة. فقد تحدث مع السيسي وولي عهد أبو ظبي شيخ محمد بن زايد ومع الملك سلمان، العاهل السعودية وتحدث مع أردوغان يوم الثلاثاء.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسي عربي بارز رفض مناقشة ما جرى في المحادثات حيث قال «من السهل القول إن الإمارات العربية المتحدة والسعودية ومصر كلها صنفت الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية ولهذا سترحب هذه الدول بالقرار بالإضافة لدول أخرى».
إبراهيم درويش