تجدد السؤال عما إذا كان لدى العرب أية أوراق يمكنهم الضغط بها على الولايات المتحدة وإسرائيل، بعد أن ضرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعرض الحائط العالم العربي، واعترف بالقدس عاصمة للإسرائيليين، من دون أي مراعاة لـ22 دولة عربية، بل ومن دون أي اعتبار لـ56 دولة مسلمة بكل الملايين التي فيها من البشر.
سؤال «ماذا يستطيع العرب أن يفعلوا؟» ليس جديداً، فقد سألوه في أعقاب انتفاضة الأقصى عام 2000، وبعد الدعم الأمريكي اللامحدود لإسرائيل وسفاحها شارون خلال عملية «السور الواقي» عام 2002، ويوم سقوط بغداد سألنا السؤال ذاته، وكلما استخدمت واشنطن «الفيتو» لإجهاض أحلام العرب وطموحاتهم ومشاريعهم.. في كل مرة كان الكل يسأل: «هل ما زال لدينا ما يمكن أن نضغط به؟».
واقع الحال أن العرب ليسوا أمة هامشية، كما يحلو لبعض جالدي أنفسهم أن يتخيلوا، وهم ليسوا مجردين من أوراق الضغط وعوامل القوة، وحقيقة الأمر أن مشكلة العرب في أنظمتهم السياسية وحكامهم وليس في أي شيء آخر، والأنظمة التي تدير دولنا العربية، هي الفرق الوحيد الذي يُميز العرب عن غيرهم، ويجعلهم في مؤخرة الأمم، ويجعل الرئيس الأمريكي ترامب يكاد لا يرى أياً من بلادنا ولا يسمع صوت أي من شعوبنا.
في الاجابة على سؤال «ماذا يمكن أن نفعل؟» نجد أن لدى العرب الكثير من أوراق القوة والضغط وعوامل التحرك السياسي والدبلوماسي، سواء من أجل قضية القدس أو من أجل غيرها من قضايانا، والأمر بطبيعة الحال لا يتوقف عند «سلاح النفط» الذي سبق للملك السعودي فيصل بن عبد العزيز أن استخدمه في وجه الأمريكيين سنة 1973 ونجح في استخدامه، كورقة ضغط خلال الحرب بين العرب وإسرائيل آنذاك. أما أوراق الضغط وعوامل القوة لدى أمة العرب فيمكن المرور عليها بالاشارات التالية:
أولاً: دول الخليج تشكل مصدراً لـ20% من الاحتياجات النفطية للولايات المتحدة، كما أن السعودية تحتل المركز الثاني عالميا بعد كندا كمصدر للنفط، الذي تحتاجه أمريكا من الخارج، أما الكويت فتتربع على المركز السابع والعراق في المركز التاسع، وهذا يعني أن الثروات النفطية العربية تشكل وزناً مهماً في الاقتصاد العالمي (الاقتصاد الأمريكي هو ثُلث اقتصاد العالم) ومجرد التلويح بالنفط يشكل تهديداً بالغ الأهمية على مستوى العالم بأكمله.
ثانياً: 11 دولة عربية تزيد استثماراتها في سندات الخزانة الأمريكية عن ربع تريليون دولار، وتحديداً 267.6 مليار دولار بحسب أحدث الإحصاءات (230 مليارا لدول الخليج الست)، وهذا يعني أن العرب يحملون 5% من سندات الخزانة الأمريكية، أو بمعنى آخر فإن 5% من الديون المستحقة على الولايات المتحدة هي لعرب، وهذه نسبة كبيرة تجعل العرب رقماً مهماً لا يمكن تجاهله في سوق السندات الأمريكية.
ثالثاً: على المستوى السياسي لدى الدول العربية كتلة ليست ضعيفة داخل الأمم المتحدة والمحافل الدولية الأخرى، لكن ما يعرقل عمل هذه الكتلة هو التضارب بين الأنظمة السياسية وعدم الاتفاق في كثير من القضايا، بل يعمل بعض أعضاء الكتلة الواحدة ضد بعضهم بعضاً، كما رأينا في انتخابات اليونسكو الأخيرة عندما دعمت مصر ولبنان ودول عربية أخرى مرشحة فرنسا ضد مرشح دولة قطر في حالة «انتقام سياسي» واضحة، وعلى خلفية خلافات لا علاقة لها بتلك الانتخابات ولا بمنظمة اليونسكو.
رابعاً: لدى كثير من الدول العربية مجموعات ضغط وتعاقدات مع شركات علاقات عامة في الولايات المتحدة وأوروبا، وهذا ظهر واضحاً في بعض التسريبات الأخيرة لمسؤولين عرب في الولايات المتحدة، لكن المؤسف أن لا شيء من هذه اللوبيات يصب في خدمة المصالح العربية العليا، لا قضية القدس ولا فلسطين ولا غيرهما.. لا بل الأدهى من ذلك والأكثر مرارة أن بعض العرب يمولون مؤسسات تابعة للوبي الصهيوني في الولايات المتحدة، من أجل محاربة بعضهم بعضاً، وشن الحملات ضد بعضهم بعضا، بدلاً من استخدام نفوذهم وأموالهم في خدمة القضايا العربية. المؤكد هو أن العرب ليسوا ضعفاء وليسوا هامشيين وليسوا رقماً عابراً بين الأمم ولديهم الكثير من أوراق الضغط التي لم يستخدموها، ويستطيع العرب أن يضغطوا على الولايات المتحدة وأن يتصدوا لإسرائيل سياسياً ودبلوماسياً وفي المحافل الدولية، لكن المشكلة في حالة التفتت التي تعيشها الأمة، وحالة الاحتراب الداخلي، وقتال الكل ضد الكل.
في العالم العربي توجد أوراق ضغط وعوامل قوة لا تريد الأنظمة السياسية استخدامها، وما حدث في واشنطن فقط هو أن ترامب أدرك واقع العرب أكثر من غيره، وكان تقديره بأن هذه الأنظمة السياسية ميتة وليست نائمة، وتبعاً لذلك فالميت لا يمكن أن يتحرك أو يعي ما في يديه من أشياء، ولا يمكن أن يستيقظ مهما علا حوله الصراخ والضرب.
كاتب فلسطيني
محمد عايش
الاوراق التي يمتلكونها قدموها له هدية اثناء زيارته للرياض
–
تحياتي
لا داعي لذكر اوراق الضغط التي يمتلكها العرب. اتعبت نفسك. العرب اصلا لا يريدون التحرك من اجل القدس بل هم متواطئون مع ترامب فلماذا تتعب نفسك بتذكيرهم في اوراق الضغط التي لديهم؟؟؟؟
لو باع العرب نفطهم بغير عملة الدولار لسقط الإقتصاد الأمريكي
ولا حول ولا قوة الا بالله
تماماً، لو ارادوا، لكان للحكام العرب دورا كبيرا في الضغط علي واشنطن، بل العالم، لتايد قضايانا. وما كانت الوقفه المشرفه في 1973 الا دليل علي ذلك.
المشكله الاساسيه في عدم تفعيل ذلك تكمن في العوامل التاليه:
– معظم الانظمه التي تملك اوراق الضغط الفعاله هي انظمه تحميها واشطن.
– عدم وعي، وربما تجاهل، تلك الانظمه بان الكيان الصهيوني هو خطر عليهم سواء كان وجوده في فلسطيننا العربيه او اي بقعه في الوطن العربي.
– انعدام مفهوم ‘وحدة الهدف’ في اي تحرك تقوم به تلك الانظمه حتي لو كان لا علاقة له بفلسطين او احتلالها.
– اخير، و يؤلمني الاعتراف، اننا ابناء هذه الامة نقف موقف المتفرج من انظمتنا وقبلنا بدور الضحيه عوضا عن التخطيط الجدي و الممنهج لتغير واقعنا. (حتي لا اتهم بالتجني علي ابناء امتي، انا اجزم بان الحل الوحيد لنا يكمن في تمسك الانسان العربي بحقه ووعيه العميق لقضاياه وبالتالي قدرته علي التغيير. نعم، اذا الشعب يوماً أراد الحياة… )
الانظمة العربية حرمت شعبها من الحرية و الكرامة فاصبحت في صراع مع شعبها و تحتمي من شعبها باعداء العروبة و الاسلام للبقاء في السلطة ، فكيف يكون لهذه الانظمة قوة لمواجهة امريكا الظالمة ؟؟؟
ابو ايفانكا يعرف ذلك جيدا ……. نعم مصيبتنا في انظمة الحكم الخارجة من العصر و الفاسدة حتى العظم و المتواطئة مع الاعداء في سبيل البقاء.
أوراق الضغط على أمريكا هي بيد الشعوب وليست بيد القائمين مقام أمريكا من حكام. لذلك يزداد الضغط على الشعب العربي والتنكيل به بأدوات ضغط عربية تتحكم فيها أمريكا وبأموال عربية تُقمع كل ثورة ضد عصابات الحكم العربية.
لو كان الصهاينة على يقين حقيقي في دواخلهم ؛ أنّ القدس لهم ؛ لما احتفلوا باعتراف ترامب بمثل هذا الاحتفال المجلجل.الواثق من الملكية
الذاتية للشيء ؛ لا يبحث عن الاعتراف الخارجيّ.فيما أذكرأنّ مغامرًا ( عربيًا ) وصل إلى القطب الجنوبيّ.فهل أصبح ذاك القطب ملكًا للعرب؟
الملكية الشرعية تبدأ بالذات لتتجذرفي الواقع كالنبات.أما بشأن القدس فهي ملكية ملك الملوك ربّ العالمين.لهذا القدس مرتبطة بحبل مع السّماء : رهبوت ؛ وممتدة في الأرض : ملكوت.أما غطرسة القوّة فهذه مرحلية نسبية ستزول ؛ كما زالت من قبل غزوات المغول.لكن هذا لا يعفي ( المسؤول ) من التقصير؛ واستبداله ككبش فداء ؛ بالصراخ والعويل.
مع احترامي لراي الكاتب ان اوراق الضغط هذه حكومية فهي بكل الاحوال لن تستخدم ولكن الاوراق التي يملكونها هي اطفال الحجارة ونساء فلسطين وفتيانها هؤلاء فقط من يستطيع ان يجعلوا الامور تتغير بدون اراقة دماء