غزة – «القدس العربي»: أعلن إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، أن الحركة تواصل الإعداد والبناء بـ «خطوط متوازية» من أجل التحضير لمعركة التحرير، وأن من ضمن ذلك «بناء الإنسان وإعداد جيل القرآن»، في الوقت الذي حذر فيه مسؤول رفيع في وزارة الجيش الإسرائيلية بتنفيذ «رد عملياتي» سيكلف الفلسطينيين ثمنا باهظا جدا، حال تعرضت بلاده لهجوم من الأنفاق.
وقال هنية في حفل افتتاح الأكاديمية الأندونيسية الماليزية للقرآن الكريم والسنة شمال قطاع غزة «لدينا أكاديمية لتعليم القرآن وأخرى أمنية وعسكرية، وأكاديميات علوم وتكنولوجيا تسير بخطوط متوازية في كل المسارات». وأشار إلى أن «الإعداد الشامل للتحرير» لا بد أن يقف أمام المجال الحيوي من مسيرة الإعداد وهو بناء الإنسان المؤمن». وأضاف «بندقية بلا قرآن تضل، وقرآن بلا قوة تحميه يبقى مصدر عزة وإلهام لكن لا بد له من رجال يحملونه ويطبقونه ويفعلون بمقتضى تعاليمه في الإعداد والجهاد والرباط والتحرير».
وأكد هنية أنه في ظل حالة الاضطراب الفكري في بعض قطاعات الشباب ، فإن حماس «حركة تأصل فهمنا لديننا وإسلامنا بفكر وسطي معتدل لا غلو ولا تطرف ولا جنوح». وأشار في هذا السياق إلى انفتاح حركة حماس على الأمة «في ظل التطورات والمباغتات المختلفة».
وكان هنية قد قال الأسبوع الماضي خلال جنازة سبعة من نشطاء الجناح المسلح سقطوا في انهيار «نفق للمقاومة»، إن التهدئة الحالية يستغلها الجناح العسكري كتائب القسام من أجل التجهيز لأي مواجهة قادمة. وأضاف «يظن البعض أن التهدئة التي تسكت فيها أصوات المدافع، للراحة، ولكنها معركة يقودها القسام في صمت للإعداد والتجهيز». وأكد على أن كتائب القسام وفصائل المقاومة «في مرحلة الإعداد الدائم والمستمر، وليس على شكل حالة طوارئ، بل حالة ملازمة للمجاهدين في كل أحوالهم، فوق الأرض وتحتها»، وشدد على أن أحدا لا يمكنه أن يوقف «معركة البناء والتطوير».
وخلال أسبوع قضى تسعة من نشطاء القيام في حادثين منفصلين نجما عن انهيارات حدثت خلال حفر «أنفاق المقاومة»، التي تحضرها حماس استعدادا للمعركة القادمة مع الجيش الإسرائيلي في حال اعتدائه على غزة، على غرار الحرب الأخيرة.
وفي هذا السياق توالت التهديدات الإسرائيلية من مغبة شن حركة حماس أي هجوم عبر الأنفاق.
وحذر رئيس الهيئة السياسية والأمنية في وزارة الجيش عاموس غلعاد، من تنفيذ أي هجوم ضد إسرائيل من خلال الأنفاق على الحدود مع قطاع غزة. وأضاف «الجيش سينفذ حينها ردا عملياتيا مما سيكلف الفلسطينيين ثمنا باهظا جدا».
ويفهم من حديث غلعاد أن إسرائيل ستنفذ هجوما ربما يصل إلى حد حرب ضد قطاع غزة، وتقاطعت هذه التهديدات مع أخرى أطلقها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قبل عدة أيام، حين حذر من تعرض جنوب إسرائيل لهجمات من جهة غزة عبر الأنفاق.
وكانت إسرائيل قد شنت آخر حرب لها ضد غزة صيف عام 2014، وأطلقت عليها «الجرف الصامد» ودامت 51 يوما، وكانت من أعنف الحروب التي عايشها الفلسطينيون منذ بدء الصراع، وسقط خلالها نحو 2200 شهيد، وأكثر من 11 ألف جريح، وخلفت دمارا كبيرا.
وأعرب عن اعتقاده مع ذلك بأن شن «حرب وقائية» ضد الأنفاق ليس حلا عمليا»، مشيرا إلى ان الولايات المتحدة ستوظف 500 مليون شيكل (الدولار يساوي 3.9 شيكل) من أجل مساعدة إسرائيل في التصدي لتهديد الأنفاق.
وفي حديث للإذاعة الإسرائيلية رأى رئيس الهيئة السياسية والأمنية أن المواجهات الحالية والهجمات التي ينفذها شبان فلسطينيون «ليست انتفاضة». وأكد في الوقت ذاته أن هذه الموجة «تشكل تحديا أمنيا يتطلب آلية للتعامل معها». وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية «تعمل ضد بنى الإرهاب التحتية لأنها إذا لم تتصرف على هذا النحو فإنها ستنهار كما حصل في قطاع غزة». ورأى غلعاد أن تزايد الاعتداءات الفردية «مرده التحريض المستمر».
وشيد الجناح المسلح لحركة حماس العديد من الأنفاق العسكرية التي يستخدمها في أعمال المقاومة، وبرزت هذه الأنفاق جيدا في الحرب الأخيرة على غزة حين استخدمها المقاومون في شن العديد من الهجمات على ثكنات إسرائيلية ومواقع تقع خلف السياج الحدودي. وأوقعت هذه الهجمات العديد من القتلى الإسرائيليين.
أشرف الهور