هواجس تركية من «مؤامرة أمريكية»: عملية الرقة في سوريا خدعة لدخول «الباب» قبل الجيش التركي وإقامة الممر الكردي

حجم الخط
1

إسطنبول ـ «القدس العربي»: حذرت أوساط تركية من «مؤامرة أمريكية جديدة» تستهدف إفشال أهداف عملية «درع الفرات» التي يقوم بها الجيش التركي في شمالي سوريا من خلال دعم الوحدات الكردية لمهاجمة مدينة الباب قبل وصول الجيش التركي إليها وبالتالي إعادة إحياء وربط ما يسمى بـ»الممر الكردي» شمالي سوريا.
وفي سلسلة تقارير ومقالات في الصحافة التركية، أمس الاثنين، تحت عناوين «خدعة أمريكية» «الهدف تركيا وليس الرقة»، لفتت من خلالها إلى أن الإعلان عن بدء انطلاق معركة تحرير الرقة من تنظيم الدولة ما هي إلا «خدعة» وأن الهدف الأول هو الاسراع في فتح طريق لمهاجمة مدينة الباب أبرز المدن التي يسيطر عليها التنظيم في سوريا بعد الرقة، وذلك قبيل وصول الجيش التركي الذي يتقدم في إطار عملية درع الفرات نحو مدينة الباب، حسب ما يؤكد كبار مسؤوليها.
وأوضح أحد التقارير التي نشرتها صحيفة «يني شفق» اليومية المقربة من الحكومة أن منطقة عين عيسى التي أعلن أنها ستكون بوابة الهجوم على الرقة تبعد عن المدينة 54 كيلومتراً وأن الهدف الحقيقي هو التقدم من هذه النقطة نحو مدينة الباب، وذلك حسب ما نقلت عن مصادر ميدانية واستخبارية.
ولفت التقرير إلى أن الخطة الحقيقية لما تم الإعلان عنه على أنه معركة الرقة تنص على أن تتقدم الوحدات الكردية بدعم جوي أمريكي من مناطق سيطرتها في منبج نحو مدينة الباب ومن ثم التقدم لوصل هذه المناطق بمدينة تل رفعت والمناطق التي تسيطر عليها الوحدات شرق الفرات، ما يعني فعلياً وصل جميع المناطق التي تسيطر عليها الوحدات في شرق نهر الفرات وغربه، ومن ثم حصار الرقة بالتعاون مع نظام الأسد والسيطرة عليها لاحقاً.
و«الممر الكردي» هي المناطق التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية في شرق وغرب نهر الفرات وتسعى إلى وصلها مع بعضها البعض من خلال السيطرة على الشريط الرابط بينها والممتد على الحدود التركية شمالي سوريا، وهو ما تعارضه تركيا وترى فيه تهديداً لأمنها القومي.
وفي مسعى منها لوقف تقدم وحدات حماية الشعب التي تقول أنقرة إنها الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني الإرهابي بدأ الجيش التركي في عملية «درع الفرات» شمالي سوريا التي تمكنت من طرد الوحدات من العديد من المناطق ووقف تقدمها غرب نهر الفرات، إلى جانب طرد تنظيم «الدولة» من الشريط الحدودي مع سوريا.
فسيطرة الجيش السوري الحر بدعم مباشر من الجيش التركي على مناطق جرابلس ودابق وقرابة 170 قرية محيطة واقترابه من مدينة الباب أدى إلى حد كبير إلى تدمير فكرة «الممر الكردي» وصعّب عملية ربط مناطق سيطرة الوحدات الكردية.
وفي ظل هذه الأنباء، يبدو أن الجيش التركي يسعى إلى تسريع تقدمه نحو مدينة الباب قبل وصول الوحدات الكردية إلى المدينة والسيطرة عليها، وفي هذا الإطار قال الناطق باسم الحكومة التركية نعمان قورتولموش، في مؤتمر صحافي عقب اجتماع مجلس الوزراء في أنقرة، أمس الاثنين، إن الجيش التركي يواصل عملية درع الفرات ويتقدم بسرعة أكبر نحو مدينة الباب حيث وصل إلى نقطة تبعد 12 كيلومتراً عن مركز المدينة.
ومنذ أيام عزز الجيش التركي من قواته داخل الأراضي السورية ودفع بعدد جديد من الدبابات والمدرعات مع اشتداد المواجهات مع تنظيم «الدولة» الذي يبدي مقاومة أكبر مع الاقتراب من مركز مدينة الباب، في حين أعلنت رئاسة الأركان التركية، الاثنين، أن الجيش السوري الحر سيطر على ثلاث قرى جديدة في طريق تقدمه نحو مدينة الباب.
وقالت الحكومة التركية في اجتماعها، الاثنين، إنها قدمت توضيحات لرئيس هيئة الأركان الأمريكية بشأن مدينة منبج و»أهمية انسحاب تنظيم» ب ي د» منها تماما في أقرب وقت بموجب الوعد التي تلقيناه في البداية (من واشنطن)»، ولفتت إلى أن «الرقة مدينة عربية بشكل كامل والسيطرة عليها وإدارتها من قبل عناصر غير عربية لن يسهم في إحلال السلام في المنطقة».
وفي مؤشر على حجم التعقيد الذي تمر به العلاقات التركية الأمريكية، وصل رئيس أركان الجيش الأمريكي جوزيف دانفورد في زيارة مفاجئة إلى أنقرة، وعقد اجتماع، الأحد، مع نظيره التركي خلوصي أكار وقيادات سياسية وعسكرية تركية استمر لقرابة 4 ساعات ونصف ساعة ووصفته وسائل الإعلام التركية بالمهم جداً.
وقالت رئاسة الأركان التركية في بيان لها إن أكار بحث مع نظيره الأمريكي «مواضيع إخراج تنظيم «ب ي د» من مدينة منبج وآخر التطورات في مدينة الرقة (شمال شرقي سوريا) وأنشطة «ب ي د» في سوريا والعراق، وخطر الصراع الطائفي في المنطقة.
وتقول الصحافة التركية إن «قوات سوريا الديمقراطية» التي تتشكل في معظمها مع وحدات حماية الشعب يصل تعديدها إلى 8 آلاف مقاتل وليس 30 ألفتً كما تم الإعلان عنه، وإن العملية التي أُعلن عنها ستتم بدعم من التحالف الدولي وجنود فرنسيين بالإضافة إلى 350 جندياً أمريكياً ينتشرون في المنطقة.
وعقب إعلان قوات سوريا الديمقراطية انطلاق معركة الرقة، أكد قيادي فيها عدم وجود أي دور تركي في العملية، وقال: «اتفقنا بشكل نهائي مع التحالف الدولي على عدم وجود أي دور لتركيا أو للفصائل المسلحة المتعاونة معها في عملية تحرير الرقة»، لكن المبعوث الخاص لقوات التحالف الدولي بريت ماكغورك قال، الأحد، إن واشنطن على اتصال «وثيق جداً» مع تركيا بشأن معركة الرقة.
وبينما تعارض تركيا مشاركة الوحدات الكردية في الهجوم على الرقة، ترى واشنطن أن «قوات سوريا الديمقراطية «هي الشريك المؤهل أكثر من سواه للقيام بعملية عزل الرقة بسرعة، وأرسلت مؤخراً أسلحة ومعدات عسكرية وأسلحة مضادة للدروع لهذه القوات التي تقول تركيا إنها تصل بدورها إلى حزب العمال الكردستاني ويستخدمها في هجمات دامية ضد الأمن والجيش التركي.

هواجس تركية من «مؤامرة أمريكية»: عملية الرقة في سوريا خدعة لدخول «الباب» قبل الجيش التركي وإقامة الممر الكردي

إسماعيل جمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول ابراهيم بن عمر دانمارك:

    الحقيقة ان امريكا ورثت عن بريطانيا قضية فرق تسد لوضع التعقيدات بين الشعوب في كل مكان تتواجد فيه او تسبب هي فيه الحرب كما فعلت في امريكا اللاتينية حين اسست الكونترا وامدتها بالاسلحة والمال وفي غيرها والقاعدة التي انشاءتها ثم قتلت زعماءها لاءنهم عرفوا خيانتها لهم واهم شيء عندها الوصول الى غايتها وتشويش البلاد على زعماءها التي لا ترضى عنهم ونحن متاءكدين ان مصيرها كمصير بريطانيا التي كانت عظمى فاءصبحت من الدول ذات الدرجة الثانية وعلى الاخص اذا حكمها المجنون ترامب الى الهاوية 0

إشترك في قائمتنا البريدية