هيلاري كلينتون: كتاب يمهد لخوض انتخابات 2016 الرئاسية

حجم الخط
6

 

حاولت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون إظهار حكمتها ومرونتها خلال السنوات التي تسلمت خلالها هذا المنصب في إدارة الرئيس الأمريكي باراك اوباما، والتي انتهت في مطلع العام الماضي 2013، وخصوصا في معالجتها لقضايا الشرق الأوسط.
ففي كتاب صدر عنها في الأسابيع الماضية بعنوان «خيارات صعبة»(٭) خصصت كلينتون الجزء الخامس لدورها في منطقة الشرق الأوسط، علما ان الكتاب يشمل خمسة أجزاء أخرى عن آسيا واوروبا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، ودورها فيها ربما تحضيرا لترشحها للرئاسة الأمريكية في عام 2016.
ولعل القسم الأهم في عرضها لدورها في الشرق الأوسط كان ذلك الذي أشارت فيه الى مواقفها مما يسمى «الربيع العربي» ومن ايران وسوريا وفلسطين. وفي مقطع معبّر عن ميولها عموما في مطلع هذا الجزء، تقول كلينتون:»انا لست الوحيدة التي استثمرت في مشروع سلامة اسرائيل وأمنها. فكثير من الأمريكيين يؤيدون ويجلّون اسرائيل لكونها وطن شعب عانى القمع، وديمقراطية اضطرت للدفاع عن نفسها في كل منعطفات التاريخ. اننا نرى في قصة اسرائيل قصتنا وقصة الشعوب التي تدافع عن الحرية».. وتضيف: «لهذا السبب لم ينتظر الرئيس الأمريكي السابق هاري ترومان اكثرمن11 دقيقة ليعترف بدولة اسرائيل عام 1948». وهنا تجدر الإشارة الى ان ترومان، حسب مصادر موثوقة أخرى، أكد لوفد من أبناء الجالية العربية في أمريكا زاره آنذاك انه اتخذ هذا القرار لأن اللوبي اليهودي يملك نفوذا كبيرا في بلده، وفي انتخاباتها، فيما لا يملك اللوبي العربي مثل هذا النفوذ!
وفي أكثر من مناسبة بررت كلينتون القصف العسكري الاسرائيلي لغزة سابقا ولاحقا متجاهلة أعداد الضحايا الكبيرة من المدنيين والأطفال قائلة ان السبب هو أمني ويعود الى ان أبناء غزة انشأوا أنفاقا تحت الأرض وأطلقوا الصواريخ على اسرائيل. وفصلت ذلك في تحليلها لأسباب القصف الاسرائيلي لغزة في عام 2008 و2012، ولولا انتهاءها من كتابة كتابها (قبل طباعته منذ أشهر) لربما بررت أيضا القصف الاسرائيلي الحالي لغزة! وخصوصا ان أبرز مستشاريها عندما كانت وزيرة للخارجية كانوا من المؤيدين للصهيونية، من دون تحفظ، واذا انتخبت رئيسة للجمهورية، بعد سنتين، سيعودون الى مناصبهم بقوة وزخم على الأرجح.
وتقول في مناسبة أخرى في الفصل الأول من الجزء الخامس: «كنت أود التأكيد لاسرائيل بان ادارة الرئيس اوباما ملتزمة بأمن اسرائيل ومستقبلها كدولة يهودية. ومن غير الطبيعي ان تقف دولة مكتوفة الأيدي وتسمح بان تنطلق الصواريخ باتجاه شعبها وأراضيها». وتضيف: «لقد وسعنا قدرة اسرائيل على الدفاع عن أمنها وأستثمرنا في مشاريع دفاعية فيها وخصوصا (القبة الحديدية) لمواجهة الصواريخ الموجهة نحو اسرائيل».
وتفهمت كلينتون قلق بنيامين نتنياهو إزاء اتفاقات اوسلو ومشروع الدولتين وقالت ان نتنياهو يركز على «الخطر الايراني تجاه اسرائيل وخصوصا اذا حصلت ايران على أسلحة نووية» وأضافت ان «نتنياهو ومواقفه الصقورية تعود الى خسارته أخيه يوناناثان في العملية الاسرائيلية العسكرية في عنتبي (اوغندا) عام 1976 والى مواقف والده بنزيون المؤرخ الذي آمن بدولة اسرائيلية تضم الضفة الغربية وغزة». وفي الوقت عينه. قالت كلينتون ان نتنياهو وثق بها الى درجة انه والوزراء الأمنيون في حكومته كانوا يتحدثون أمامها صراحة حول شؤون دفاعية من دون أي تحفط في مناسبات خطيرة!
أما عن وزير الخارجية الاسرائيلي الحالي افيغدور ليبرمان فقالت انه هاجر من روسيا الى اسرائيل في السنوات القليلة الماضية، وانه يرى ان تقديم أي تنازلات لخصوم اسرائيل يشكل ضعفا، بما في ذلك ما ورد في اتفاقيات اوسلو. وأكدت انه هو ونتنياهو يريان بان برنامج ايران النووي يشكل خطرا أكبر على أمن اسرائيل، في المدى البعيد، مما يشكله الصراع مع الفلسطينيين، ولهذا السبب في رأيها تتجنب القيادات الاسرائيلية الحالية القيام بالخيارات الصعبة لتحقيق السلام الدائم مع الفلسطينيين. وربما يمكننا الإضافة هنا بأنه، ولهذا السبب، تحاول اسرائيل عرقلة المفاوضات بين ايران وأمريكا والدول الغربية في الشأن النووي عبر أي وسيلة متاحة خوفا من فرض اتفاقات في هذا الشأن عليها.
أما عن رأي كلينتون في حركة «حماس» فهو ان «لديها أمل خاطئ انه يمكن التوصل الى انشاء الدولة الفلسطينية عن طريق العنف والمقاومة، بعد فشل عملية تحقيقها بواسطة المفاوضات، فيما مازال الرئيس محمود عباس يأمل بفعل ذلك من دون استخدام العنف». وأعتبرت كلينتون ان «أمريكا أو أي دولة في العالم يجب الا تعترف بحماس». غير انها أشارت الى ان «الشعب الفلسطيني لن يرضى بأي حل سوى حل الدولتين وعلى اسرائيل ان تدرك ذلك».
وعن دور بعض الدول العربية (ومنها الخليجية) قالت كلينتون: «بسبب إشتباه (بعض) هذه الدول بنيات ايران النووية، ونتيجة لتحالف هذه الدول مع أمريكا فقد كان من الطبيعي ان تتعاضد بعض هذه الدول العربية ومنها الخليجية مع الموقف الاسرائيلي ازاء ايران ولكن بعضها لم يفعل بسبب التزامه القضية الفلسطينية، ولان مشروع فصل سوريا عن ايران لم ينجح». وأعترفت كلينتون بان نتنياهو طالبها بمبادرات أمريكية في التحفيز لحصول اسرائيل على دعم خليجي، ولكن «أمريكا طلبت في المقابل تجميد عمليات الإستيطان ورفضته اسرائيل وخصوصا في القدس الشرقية، التي أصرت اسرائيل على استمرارها.»
وعن دعواتها لنشر الديمقراطية في العالم العربي التي أدت الى سقوط أنظمة وإضعاف انظمة عربية أخرى ونشوء حركات سياسية ميدانية متطرفة دينيا، فضلت في الكتاب التركيز على الناحية الايجابية فيما ساهمت في تحقيقه في هذا المجال، هي ومستشارها الرئيسي جيفري فيلتمان، الذي كان المسؤول عن شؤون الشرق الأوسط في الخارجية الأمريكية خلال فترة تسلمها للمنصب ثم أصبح المسؤول السياسي عن هذا الأمر في الأمم المتحدة.
وفي الفصل المرتبط بايران والعقوبات، أكدت كلينتون انها وفي دورها كنائبة في مجلس الشيوخ عن مدينة نيويوورك، دعت الى «تشديد الضغط على النظام الايراني، وعدم السماح لايران بانتاج السلاح النووي». كما أنها أيضا لم تعارض «اعتماد الحل العسكري لمنع ايران من تحقيق هدفها، مع أنها فضلت القيام بالمبادرات الديبلوماسية أولا». كما أشارت الى أنها «نصحت الرئيس اوباما بعزل الدول التي تفهم الموقف الايراني». وأفتخرت بدورها في التوصل الى قرار في مجلس الأمن يفرض العقوبات على ايران.
ولن نتطرق بالتفصيل في هذا العرض الى مواقف كلينتون إزاء سوريا، ولكن من الواضح أنها تندرج في سياق مواقفها السابقة تجاه ايران وحرصها الكبير على سلامة وأمن اسرائيل، وتطلعها الى الترشح للرئاسة الأمريكية بعد سنتين، بدعم من اللوبيات الفاعلة في الولايات المتحدة.
Hard Choices
by Hillary Rodham Clinton
Simon & Schuster, New York 2014
656 pages.

سمير ناصيف

  1. يقول ابو طلحة:

    ولكنك لم تقل لنا ماذا قالت عن داعش والاخوان

  2. يقول أسامة/ سورية:

    هذه المرأة إن أستلمت سدة الرئاسة فلسوف تسبب من الخراب مالم يسببه أي رئيس أمريكي سابق. إنها متصهينة أكثر من الصهاينة أنفسهم.

  3. يقول الشامي الدمشقي:

    وكيف لها التحدث عن ابناؤها الذين ربتهم وترعرعوا في ظلها

  4. يقول علاء الشافعى___مصر:

    أن ماضيع العرب وزلزل أركان بلادهم هو تبعيتهم لأمريكا التي يحكمها عبيد لليهود فى كل الأزمنة والعصور ونحن نستجدى رضاهم ولن يرضوا عنا ابدا

  5. يقول دكتـور أسـامـة الشـرباصي بـواشـنطن:

    اننـا نعـرف هيـلارى كلنتـون شـخصيـا وقـابـنـاهـا فـى أكثـر مـن مناسـبـة فـى واشـنطن !؟ فهـى تعـرف كقـانـونيـة ذكيـة كيف تصـل الى تحقيـق أهـدافهـا باقصر الطـرق الممكنـة !؟ ومـن المحتمـل أن تكـون أول امـرأة رئيسـة لـلـولايـات المتحـدة بعـد الـرئيـس بـاراك أوبـامـا أول رئيـس أســود لـلـولايـات المتحـدة !؟ ونحـن نتفـق 100% مـع المقـولـة التـاريخيـة لـلـرئيـس الأمـريكـى السـابـق هـارى تـرومـان عنـدمـا قـال لـوفــد مـن الجـاليـة العـربيـة التقـاه آنـذاك حـول لمـأذا اتخـذ قــراره بسـرعـة عـام 1948 بالأعتـراف بأسـرائيـل كـدولـة !؟ لأن الـلـوبـى اليهـودى أنـذاك ثـم الـلـوبـى الأسـرائيـلى الآن يمـلـك نفـوذا كبيرا فـى أمـريـكا وفـى انتخـاباتهـا !؟ فيمـا لا يمـلـك الـلـوبـى العــربـى فـى أمـريـكا مثـل هـذا النفـوذ !؟ وصـدق الـرئيـس تـرومــان !؟ فقـد حـاولنـا منـذ عـام 1990 بنـاء الـلـوبـى العـJربـى القـوى فـى امـريـكا لنصـرة قضـايـا العـرب !؟ ومنـع الحـروب عـن منطقـة الشـرق الأوســط !؟ فـلـم يسـاعــدنـا الحـكام العــرب بالـدعJـم المـالـى المطـلـوب !؟ لأننـا نعـرف كيـف نبنـى الـلـوبـى العــربـى القـوى فـى أمـريـكا فـى ال 50 ولايـة أمـريكيـة كمـا الـلــوبـى الأسـرائيـلى الآن !؟ فكان سـوف يسـاعــد الـرئيـس الأمـريكـى فـى اتخـاذ قـرارات متـوازنـه مـع مطـالـب الـلـوبـى الأسـرائيـلى فـى أمـريـكا !؟

    دكتـور أسـامـة الشـرباصي
    رئيـس منظمـة السـلام العـالمـى بأمـريـكا
    http://www.Internationalpeaceusa.org

  6. يقول عمر علي، الصومال:

    لا فرق بين اسرائيل وامريكا غير الجغرافيا

إشترك في قائمتنا البريدية