بيروت ـ دمشق ـ «القدس العربي» من هبة محمد ووكالات: في تطور مفاجئ أمس، أعلن مسؤول أمريكي كبير أن الولايات المتحدة لا تستبعد شنّ ضربات عسكرية في سوريا بعد اتهامات بحصول هجمات كيميائية جديدة في البلاد. وقال المسؤول إن نظام الرئيس السوري بشار الأسد وتنظيم «الدولة» «يواصلان استخدام الأسلحة الكيميائية»، فيما قال مسؤول ثان إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب «لا يستبعد أي خيار» وإن «استخدام القوة العسكرية يتم بحثه على الدوام».
وحسب أسوشييتد برس قالت واشنطن، أمس، إن الهجمات الكيميائية الأخيرة في سوريا تشير إلى أن نظام الأسد يطور أنواعاً جديدة من الأسلحة. وتأكيداً للشكوك الدولية القوية حول استعمال النظام السوري للسلاح الكيميائي والغاز السام ذكر الدفاع المدني السوري «الخوذ البيضاء» أن العشرات من مدنيي غوطة دمشق، أصيبوا أمس باختناق جراء إلقاء قوات النظام صواريخ محملة بغاز الكلور.
وفي شمال سوريا قتل أمس عشرون مدنياً على الأقل في غارات نفذتها طائرات روسية وسورية على مناطق عدة في محافظتي حلب وإدلب، وفق ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وفي دمشق قتل سبعة أشخاص على الأقل أمس جراء قذائف أطلقتها «المجموعات المسلحة» وفق ما أورد الإعلام الرسمي للنظام. وأفاد المرصد بمقتل «15 مدنياً على الأقل في غارات نفذتها قوات النظام على بلدتي جزرايا وآباد اللتين تسيطر عليهما هيئة تحرير الشام (النصرة سابقاً) وفصائل مقاتلة في ريف حلب الجنوبي». كما «قتل خمسة مدنيين على الأقل جراء قصف لقوات النظام على مدينة سراقب في ريف ادلب الشرقي»، وفق المرصد أيضاً.
ومنذ 25 كانون الأول/ديسمبر، تنفذ قوات النظام السوري بدعم روسي هجوماً في ريف إدلب الجنوبي الشرقي، حيث تمكنت من السيطرة على عشرات القرى والبلدات إلى جانب مطار أبو الضهور العسكري بعد طرد هيئة تحرير الشام والفصائل المقاتلة. وفي الغوطة الشرقية المحاصرة، آخر معقل للفصائل المعارضة قرب دمشق، قتل ثلاثة أطفال، اثنان منهم في مدينة دوما، جراء قصف مدفعي لقوات النظام، بحسب المرصد.
وأوضح بيان صادر عن الدفاع المدني نشره على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي «أن العشرات من المدنيين أصيبوا بحالات اختناق بينهم نساء وأطفال ومتطوع من الدفاع المدني، نتيجة استهداف قوات النظام السوري أطراف مدينة دوما صباح اليوم بصواريخ أرض ـ أرض من طراز «جولان» محملة بغاز الكلور». وأوضح البيان أن فرق الدفاع المدني قامت بإخلاء العديد من المصابين إلى المراكز الطبية، وأصيب أحد متطوعي الدفاع المدني بحالة اختناق أثناء قيامه بواجبه في إخلاء المصابين من المنطقة المستهدفة.
سياسياً، عقد رئيس الهيئة العليا نصر الحريري، مؤتمراً صحافياً في مدينة اسطنبول التركية للوقوف على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني في منتجع سوتشي الذي عقد نهاية الشهر الفائت، وأعلن في بيان مقاطعة الهيئة العليا للتفاوض لمخرجات مؤتمر «سوتشي».
ووفقاً لبيان الحريري فقد «اتضحت النوايا الروسية بتصعيد كثيف للعنف والقصف الجوي الذي سقط ضحيته العشرات من المدنيين، وبروز الخلاف على آليات إنشاء اللجنة المراد تشكيلها، وأن تكون مرجعيتها وتكوينها وفق القرار 2254 وبيان جنيف ومن قبل الأمم المتحدة، بالإضافة لعدم وجود ما يكفي من الضمانات التي تؤكد لنا أن كل ذلك سيكون في إطار مسار جنيف، ولا توجد نية عند أي طرف لخلق مسار مواز أو معارض له». (تفاصيل ص 4)