مدريد – «القدس العربي» : كانت اسبانيا مستعدة لتسليم سبتة ومليلية وخاصة الأخيرة الى المغرب في السبعينيات، وهذا الوضع يتناقض مع ما يجري حالياً حيث يوجد تشدد حديدي من طرف مدريد وصمت مطلق من طرف المغرب الذي يكاد يجعل الحديث عن استعادة المدينتين من الطابوات السياسية في البلاد. وفي هذا الصدد، صدر هذه الأيام كتاب جديد بعنوان «الملك الديمقراطي» لتشارلز بويل عن الملك خوان كارلوس الذي تنازل عن العرش منذ ثلاث سنوات لابنه فيلبي السادس، ويروي مسيرة هذا الملك ومدى مساهمته في بناء الديمقراطية في بلاده منذ رحيل الجنرال فرانسيسكو فرانكو سنة 1975. ومن ضمن المعطيات الرئيسية التي يتناولها مساهمة الملك في العلاقات الدولية لإسبانيا ورؤيته لبعض الملفات الحساسة جداً مثل ملف سبتة ومليلية بين اسبانيا والمغرب، أي المدينتين اللتين تحتلهما اسبانيا شمال المغرب ويطالب الأخير باستعادتهما.
ويقدم الكتاب وثيقة هامة للخارجية الأمريكية حول لقاء جرى بين الملك خوان كارلوس والسيناتور إيد موسكي المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي جيمي كارتر سنة 1979 حول التحديات في القارة الأوروبية، وسيصبح إيد موسكي وزيراً للخارجية الأمريكية سنتي1980و1981. وتقول الوثيقة: «الملف الشائك بين اسبانيا والمغرب هو سبتة ومليلية، ويرى خوان كارلوس أنه يمكن تسليم مليلية الى المغرب لأنه هناك يعيش عشرة آلاف اسباني فقط، ويعتقد الملك أن تسليم مليلية سيخلق تذمراً في الجيش، ولكنه لن يدوم أكثر من شهرين ويمكن السيطرة على الوضع». ويرى الأمر مختلفا بشأن مدينة سبتة وجاء في الوثيقة: «يعيش في سبتة 60 ألف اسباني ولعل أحسن حل هو إدارة دولية شبيهة بما كانت عليه مدينة طنجة ما بين سنتي 1923 و1956 تشرف عليها إدارة مكونة من عدد من الدول الأوروبية منها اسبانيا».
وتبرز الوثيقة التي رفعت عنها السرية أن رؤية ملك اسبانيا تعود الى تخوفه من إقدام الملك الحسن الثاني وقتها على تنظيم مسيرة شبيهة بالمسيرة الخضراء الى المدينتين لاستعادة السيادة عليهما، مما سيخلق توتراً في المنطقة. وكان الملك الحسن الثاني قد نظم المسيرة الخضراء لاستعادة الصحراء.
وخلال السنوات اللاحقة للقاء، اعتمدت اسبانيا استراتيجية جديدة تعتمد على جعل المغرب يتخلى تدريجيا عن خطابه المتشدد حول سبتة ومليلية. وفي هذا الصدد، كانت وثيقة للخارجية البريطانية أزيل اللثام عنها مؤخراً تبرز أن خوان كارلوس قال للسفير البريطاني سنة 1983 بنية اسبانيا عدم استعادة صخرة جبل طارق على المدى القريب حتى لا يستغل المغرب ذلك في الضغط على مدريد لاستعادة سبتة ومليلية.
وقامت لاحقا بمناورات متعددة انتهت الى زيارة ملك اسبانيا سنة 2007 للمدينتين، وهو ما كان غير وارد خلال العقود السابقة، ثم تلويح مدريد في ما يشبه التهديد سنة 2013 للرباط بأن كل مطالبة بسبتة ومليلية يعني نهاية العلاقات الجدية.
وكان المغرب قد هدد سنة 2007 بطرح الملف دوليا عندما زار خوان كارلوس المدينتين، ولكن ما حدث هو التزام المغرب الرسمي والأحزاب السياسية المغربية خلال السنوات صمتاً في ملف سبتة ومليلية لم يسبق أن سجلته الحياة السياسية في البلاد وكأن الملف أصبح طابو من الطابوات. كما ارتفع نشاط التهريب من المدينتين بشكل مكثف وأحيانا مأساوي، حيث توفيت ثلاث نساء خلال الشهر الأخير في الازدحام في معبر سبتة.
حسين مجدوبي
سيتة ومليلية ليست طابوهات يا سيدي بل هما مرسختان في الوجدان الجمعي للشعب المغربي والتاريخ لا يرحم …
فمابين اواخر القرن السابع عشر ووسط القرن الثامن عشر حوصرت سبتة لمدة نصف تقريبا ثم في أواسط القرن العشرين تجددت مطالبة الشعب بتحرير المدينتين إلا أن للسياسة دروبها
وإذا كانت إسبانيا بقدها وقديدها وحسب الكاتب نفسه قد قالت على لسان ملكها بأنها لن تطالب إنجلترا مؤقتا بجبل طارق خوفا من المغرب فمعنى هذا المغرب أيضا لا يطالب ـــمؤقتا ــ بسبتة ومليلية خوفا من بقايا حاملي الفكر الفرنكاوي ممن لازالوا يدافعون عمّا يسمونه شعبا صحراويا
وفي إنتظار إقفال ملف الصحراء سيقوم الشعب المغربي عاجلا اوآجلا بالجلاء الإسباني عن الثغرين
ويلتزم المغاربة الصمت في ملف سبتة ومليلية المغتصبتين، وسيقول علماء المغاربة، الصحراء أولا ثم سبتة ومليلية، كلام جميل، ولكن الوحدة الوطنية لا تساوم، على الأقل ليقم المغاربة بتذكير العالم بأن سبتة ومليلية مغربيتين كما تفعل اسبانيا مع صخرة جبل طارق.
بعيدا عن المزايدات الاعلامية الموجهة للاستغلال الداخلي.. المغرب لم يطالب بأي من المدينتين الساحليتين ولا فكر في ذلك ولا بأي شكل لا قبل مشكل الصحراء الغربية ولا بعهده..
الوثيقة في حد ذاتها إدانة للنظام المغربي عن تخليه الطوعي عن مدينتيه وعدم التعبير الرسمي بأقل شكل ممكن عن رغبته في استعادتهما…
بالطبع السبب هي الجار الشرقي.. جار السوء الذي يستعمر أراضي شرق المغرب بعد أن حررها أبناؤه بدمائهم وأرواح أبنائهم ونال حريته بضريبة الدم كان عليه أن يبدي الولاء للعرش الملكي ويسلمه إياها طواعية…
لو كان النظام الجزائري ملكيا كإسبانيا بدل أن يكون عسكريا ثوريا ربما كان فكر في الأمر كما فكر فيه خوان كارلوس.. خوفا من اضطرابات المسيرة الحمراء… ولكن……
عبدالوهاب
لغة القبيلة والتشفي لم تعد تنفع أحدا …فهل نسيت وقوف النظام الجزائري مع حكومة أزناراليمينية في قضية جزيرة ليلي في بداية الألفية الثانية ؟
إسبانيا الآن تملك الوثائق التي تتبث أن مشاريع المستوطنين الذين أقحمهم النظام الجزائري بمخيمات غسيل المخ لا علاقة لهم لا من بعيد ولا من قريب بالساقية الحمراء
إسبانيا الآن لازالت مترددة في كشف الوثائق التي تتبث تواطئ النظام الجزائري مع النظام الفرنكاوي خلال السنوات الأربع الأولى من سبعينيات القرن الماضي
آخر مرة حاول فيها المغرب استرجاع إحدى المدينتين السليبتين كان سنة 1774 لما حاصر السلطان محمد بن عبد الله العلوي مدينة مليلية بجيش من 40.000 جندي مغربي مدعومين بعدد مماثل من المرتزقة الجزائريين و بدعم لوجيستي من بريطانيا. فدكّ حاميتها العسكرية بـ 12.000 قذيفة مدفعية، و أطبق عليها الحصار لمدة أربعة أشهر لكن الدعم البريطاني تأخر و حصل تململ بين المرتزقة الجزائريين فانسحبوا و استغل العثمانيون الوضع فتغلغلوا وراء الحدود المغربية مما اضطر السلطان لإلغاء الحملة و توقيع معاهدة أرانخويز الرابعة مع إسبانيا سنة 1780.
الدول الديمقراطية تخشى الغضب الشعبي و لكن الحمد لله المدينتين دات أغلبية مواطنين مغاربة حاملين الجنسية الاسبانية أو بالتعبير الغربي اسبان من أصول مغربية أي مسلمين و ملف سبتة و مليلية مرتبط بملف جبل طارق الاسباني المحتل من قبل الإنجليز. ….و من لا يعرف التاريخ الاحتلال جاء نتيجة سقوط الاندلس و نزوح اليهود و المرسكيين للاستقرار في المغرب و انتقاما من تعمير المسلمين لاسبانيا مدة 8 قرون إدن طارق بن زياد القائد البربري المغربي و جيشه هم من فتح الأندلس …دكر أن الدكرى تنفع المومنين و من أراد أن يزايد على التاريخ يسأل لمادا هدا البلد لم يرزح تحت الاحتلال العثماني 4 قرون …فليبحث في معركة الملوك الثلاث أو معركة واد المخازن. ….ليجد الجواب. …و لمادا لم نطالب بهم …الآن لأن لنا الدعم الاسباني في قضية الصحراء و الإسبان تملك إحصائيات سكان المستعمرة و قد يفيد المغرب في مفاوضاته إدن من الغباء السياسي فتح جبهات في الوقت الغير المناسب ….
المسيرة الخضراء قادها ضد شعب خرج لتوه حينها من الإستخراب الإسباني بدل مساعدة الشعب الصحراوي الغربي كجار للوقوف وبناء جمهوريته.
فكيف لهكذا استئصال أن يوجهة مسيرة إلى سبتة أو مليلة والحال أنهما داخل التراب المقربي.
الى الزميل عبد الوهاب.
السلام عليك .
… وحيث انك تحب المغرب وتحترم مشاعر المغاربة، اهلك وجيرانك، وجب ان نجدد لك الشكر ونذكرك ان نفعت الذكرى.
سبتة ومليلية مدينتان مغربيتان، توجدان داخل تراب الوطن وفي وجدان كل مغربي حاكما ومحكوما. لذلك لم ولن تسقطا من الاجندة .
الاستعمار كما تعلم، جريمة ضد الانسانية ولا يصبح مشروعا بالتقادم. احتلال المدينتين حصل قبل قرون، ولم يكن ذلك نتيجة تقاعس المغاربة، بل خلل في ميزان القوى بين الشرق والغرب، فضاعت الأندلس وتكالب الفرنجة على أراضي المسلمين. تعرض المغرب الأقصى للنصيب الأكبر من الأذى بحكم الجغرافيا.
في هذ ا الزمن العصيب، حافظ المغاربة على استقلال كيانهم فلم يخضعوا لهيمنة العثمانيين، وحتى فرنسا فرضت عليهم نظام حماية مدة 44 عاما وليس استعمارا تجاوز قرنا من الزمن.
المغرب هو الأقرب إلى اوربا وهو ومعبرها نحو افريقيا وهو صلة الوصل بين الغرب والشرق. وهذا موقع له ميزته الفريدة وله تكلفته الباهضة التي يؤديها ويعرفها المغاربة.
البلد موجود بين بحرين وقارتين، لذلك تعود أهله على تحمل الضغط والابتزاز ومقارعة الحاقدين والمنافسين. واذا تصفحت السجل، فستجد فيه اسماءا من قبيل طارق بن زياد ويوسف بن تاشفين ويعقوب المنصور واحمد الذهبي وعبد الكريم الخطابي والحسن الثاني و.. و.. .
كما ستجد فيه ملاحم من قبيل الزلاقة والارك ووادي المخازن وانوال واسلي والمسيرة الخصراء و .. و .. .
لذلك يا زميلنا، ان كنت تذكر احتلال جيوب في البلد بغاية الشماتة، فهذا شانك، وان كنت تأسف لحال اهلك، فلا تحمل هما لأن ” في الغرب أمة لا تزال على دينها إلى يوم يبعثون”.
قبل سنوات، حاول أحد المستشارين اقناع الملك بحضور قمة عربية انعقدت في المشرق. رفض الملك. فالح المستشار بالقول: يا جلالة الملك، المغرب بلد محوري في العالم العربي، ولا يمكن ان تكون زعيما عربيا دون حضور مؤتمرات العرب.
اجاب الملك: ” لن أحضر القمة، ولا أريد أن أكون زعيما هناك، ساصبح زعيما حينما يدخل السائح الأجنبي من اوربا إلى المملكة، فلا يجد فرقا بين جنوب اسبانيا وشمال المغرب ، عندها فقط ساصبح زعيما في نظر شعبي”.
أرأيت يا زميلنا، اهلك في المغرب يعرفون الماضي ويعون اكراهات الحاضر كما يعرفون الطريق الصحيح نحو المستقبل.
فلا تحمل هما وشكرا لاهتمامك وتقديريك.
والسلام عليك.
الى اخينا احمد حنفي، نشكرك على تعليقاتك النيرة وحنكتك في التحليل و لا عزاء للأقزام اصحاب البد الشيوعي. فمزيدا اخ احمد في التنوير و سلامي الحار.
الى الزميل ” معركة الزلاقة “.
أحسنت الاختيار، اختيار الاسم والرمز.
لقد عرف ويعرف العالم الحروب تلو الحروب. لكنه لم يعرف ربما معركة مات فيها ملكان و اميران.
وربما لا يعرف الناس، حتى من بين المغاربة، وهم أصحاب هذه الملحمة، أن سلطانا قاد الجيش وهو مريض، ومات بفعل المرض لما اشتد القتال.
ولا يعرفون أن الأمير ولي العهد، أخفى خبر الوفاة حتى لا تتأثر المعنويات، فقاد الجيش ووجه المعركة. ثم اعلن خبر الوفاة بعد النصر. فتمت مبايعته حينا. فسأله التاريخ سلطانا بوعي في ميدان المعركة وليس في بلاط الحكم.
حينما ندلي برأيما في قضايا البلد، لا تدفعنا الى ذلك شوفينية وطنية ولا نرجسية دينية. نحن لا نشاكس ولا نبغض ولا نعاكس أحدا ولا ننصب الفخاخ في طريق جيراننا.
لقد اقترحنا منذ سنين، ان تكون المعركة وادي المخازن او الملوك الثلاثة، موضوعا لعمل سينمائي كي يصل صداها إلى أبعد مدى، فتأخذ من الانتشار والاهتمام والاعتبار القدر الذي يليق بها فعلا.
الناس، في كل زمان ومكان، لا يدافعون عن دين لا يعتنقونه ولا يقدرون وطنا وهم بتاريخه جاهلون لانهم اعداء ما جهلوا.
مع تحياتنا لك ولمن معك وشكرا على عبارات التقدير والتنويه.
الى الزميل ” معركة الزلاقة “.
السلام عليك وبعد.
لقد أحسنت الاختيار، اختيار الاسم والرمز.
هذه الملحمة لا يعرفها الكثيرون من الأهل فما بالك بالاجانب.
لقد عرف ويعرف العالم الكثير من الحروب، لكنه لم يعرف ربما، معركة مات فيها أمير وملكان اثنان .
لا يعرف الكثير من المغاربة، وهم أصحاب الملحمة، ان سلطانا لهم قاد الجيش وهو مريض لأن الوطن كان في خطر. وافته المنية لما اشتد القتال. قاد الأمير ( أخوه ) المعركة ووجه الجيش وأخفى خبر الوفاة حتى لا تتأثر المعنويات. ثم أخبر الجند بموت قائدهم وسلطانهم بعد النصر. فتمت مبايعته في الحين لاستكمال المسير.
سجل التاريخ ان هذا السلطان بويع في ساحة القتال وليس في بلاط الحكم.
لقد اقترحنا منذ سنين، ان تكون هذه المعركة الفريدة، موضوع عمل سينمائي لكي يبلغ صيتها المدى الذي تستحق.
ونحن حينما ندلي براينا في قضايا البلد، لا نشاكس ولا نبغض ولا نعاكس أحدا ولا ننصب الفخاخ في طريق الجيران.
دافعنا هو عدالة القضية وليس شوفينية وطنية او نرجسية دينية.
أعلم يا زميلنا ان الناس في كل زمان ومكان، لا يدافعون عن دين لا يعتنقونه، ولا يحبون وطنا وهم بتاريخه جاهلون، لأنهم أعداء ما جهلوا.
والسلام عليك مع تحياتنا وتشكراتنا لعبارات التقدير والامتنان.